آل النصار في الكويت وبريدة من نجد - فرحان الفرحان 12/9/2002
آل النصار في الكويت والنصار اسرة كبيرة في نجد والكويت والخليج العربي وأشهر من يكون لهذا الاسم هو القبيلة المشهورة التي كانت تعيش في منطقة الجزيرة بين العراق وايران.
وحديثنا اليوم ينصب على اسرة النصار التي انحدرت من نجد في اوائل القرن الماضي وكانت هجرتها بسبب الفاقة والمجاعة التي حلت بتلك البلاد.
كان من ضمن المرافقين لهذه الاسرة اسرة الذربان التي ينتمي لها فايز وصالح الذربان رحمهما الله.
كانت اسرة النصار تسكن في مدينة بريدة وشاء القدر ان يتوفى رب هذه الاسرة وهو نصار النصار وتكون الأرملة تحمل على كتفيها ابراهيم وعبد الرحمن ولولوة وقد كانت العادة المتبعة في نجد والكويت عدم ترك المرأة لوحدها اذا فقد زوجها حيث ان شهامة هذا الزوج دعته ان يقوم بنفسه بقطع عذوق النخيل في بعض الاوقات وكان له القدر عندما اعتلى احدى النخلات ان يسقط على الارض ويلاقي حتفه.
وبعدها يتقدم شخص صالح مؤمن لهذه الزوجة الكليمة الارملة ويتزوجها ويشاء القدر ان تغادر الاسرة الى الكويت في اول القرن العشرين كما اسلفنا.
كانت اسرة النصار مقرها في القصيم وبالتحديد في بريدة وكان يطلق على هذه الأسرة آل الهلالي في بعض الاوقات لطول قامة ابنائها.
لقد برز من هذه الاسرة فهد محمد النصار وهو معروف وبارز في القصيم وكان شهما شجاعا وكان يفتح ديوانه من الصباح الى المساء للغادي والذاهب في مدينة بريدة كانت هذه الاسرة قد وصلت الى الكويت وابتدأ رب هذه الاسرة وهو الزوج وابناء الزوجة ام ابراهيم وعبد الرحمن ولولوة وهم صغار هذا الزوج يكدح ويعمل منذ الصباح حتى المساء ليجلب لقمة العيش لهذه الاسرة.
كانت بداية معرفتي بهذه الاسرة عندما كنت في الطفولة وانا اسير مع جدي لوالدتي سعد الصالح الفرحان فقال لي هذا ابراهيم النصار (با قوه العراقية يوم انه صغير ورجع لما كبر) سجلت هذه القصة في ذاكرتي وكنت اظن ان المرحوم ابراهيم النصار كان في سوق المخكرة في الكويت هذا السوق الذي يجلب به اللبن والأقط وغيرها كنت اظن ان سرق من هذا السوق وأخذ على الحمير الى العراق وتربى هناك ولما فطن رجع الى اهله.
لكن الذي عرفته فيما بعد انه في اول القرن وبعد ان وصلت اسرة النصار الى الكويت وكان زوج والدة ابراهيم النصار قد ذهب الى الفرضة على ساحل البحر ومعه ابراهيم وكان وقتها اصدا لأبلام السفن تستعد للرحيل فقد استولوا على هذا الطفل النظر الجميل وكان السارق لا يملك ابناء ويريد من هذا الولد ان يساعده على العمل في الحياة كان ابراهيم النصار قد ألهمه الله الصبر والهدوء وظل قرابة عشر سنوات في الخطف وكان في كل لحظة يتذكر اهله وأقاربه في نفسه ولكنه لا يظهر لخاطفيه بل يتودد اليهم وصارت تسند اليه كثير من المهمات في العراق فقد أخذوه في احدى الرحلات المتجهة الى الكويت والاطمئنان يلوح في قلوبهم وما ان رست السفينة على ارض الكويت في الفرضة حتى فر ابراهيم النصار من خاطفية متجهاً الى البحث عن بيت اهله ووالدته وشقيقه عبد الرحمن وبعد ان عرفوه فعمت الفرحة بالحي والفريج حيث اصبح حديث الناس وهنا ما كان من اصحاب السفينة البلم حين علموا بفرار طريدتهم حتى لملموا شملهم ورفعوا شراعهم هاربين من الكويت متجهين الى العراق خشية القبض عليهم ومحاسبتهم وقد مرت سنوات عديدة وابراهيم النصار يذهب مع اقرانه الى الفرضة لكي يتصيد هذا البلم السفينة واصحابه علهم يأتون الى الكويت للقبض عليهم لكنهم هي المرة الاولى والاخيرة التي لم يفكر بالمجيء الى الكويت لانهم يعرفون مصيرهم.
عاش ابراهيم النصار ردحاً من الزمن كان يعمل في مجالات كثيرة مع شقيقه عبد الرحمن.
بعدها بسنوات سألت جدي عن هذه القصة فقال ان اهتمامه بابراهيم النصار لأن جدتي طرف من جماعة آل النصار ونسيت هذا الخبر ولكنني وانا ابحث علمت بأن آل النصار من بريدة في القصيم هم من آل سالم بن جزاي بن علي بن جدعان آل محفوظ من العجمان ومن هنا جاء اهتمام الجد بابراهيم النصار منذ وصوله الى الكويت حتى فقده ثم رجوعه الى اهله وبلده سالماً ثم يتوفاه الله بعد الجد مباشرة.
كان لابراهيم النصار شقيق لصغره سناً هو عبد الرحمن ويمكن ان نقول انه تحمل المسؤولية بعد فقد أخيه في صباه وهذا ما خلق منه رجلاً في المستقبل وقد تربى عبد الرحمن في طفولته مع الشيخ مبارك الحمد المبارك الصباح وظلا متلازمين حتى توفاهما الله الى الدار الاخرة وكان تربط عبد الرحمن هذا مجموعة من اصدقاء الزمن والعمر منهم زيد فهد العجمي وعبد الله المحمد ومحمد الشايع وعبد الله حمد السلوم وغيرهم الذين تربى معهم في طفولته ثم شبابه الى ان لاقى ربه واياهم كنت قد ذكرت في اول الحديث ان هناك اكثر من اسرة تنتمي الى اسم النصار ولقد ذكر الفاضل متعب عثمان السعيد في كتابه انساب الاسر النجدية المتحضرة بالكويت فقد قال في صفحة 199 عائلة النصار من قبيلة شمر وعائلة النصار من قبيلة بني خالد وعائلة النصار من قبيلة سبيع ولكنه لم يعرج على هذه الاسرة اسرة النصار من بريدة التي ينتمي لها الفاضلان ابراهيم وعبد الرحمن اللذان انحدرا من آل محفوظ من العجمان وقد وصلوا الى الكويت في اول القرن الماضي الى الكويت مع الموجات المهاجرة ايام الفاقة والمجاعة.
هذه الاسرة لم تأخذ مكانها من البروز والظهور لكن الجيل الماضي الذين عاصروا آل النصار يعرفون قصة خطف ابنهم ابراهيم واختفائه ثم رجوعه الى اهله وبلده سالماً ولولا حنكته ودهاؤه ما يسته لخاطفيه لكان لغيبه نصيب النبي يوسف الذي وضع في غيابة الجب واصبح ابراهيم النصار في عالم الغيب والنسيان.
واخيراً فهذه قصة اسرة وعائلة من اسر الكويت جاءت من نجد مع الفاقة واستطاعت ان تسجل جزءاً من تاريخها بهذه الصورة التي رويناها لك قارئي العزيز علماً بأن هذه الاسرة ابناؤهم واحفادهم ما زالوا موجودين بين ظهر انينا في الكويت لهذا احببنا ان نسجل قصتهم وتاريخهم للتاريخ وللعيان للعبرة للمستقبل.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|