راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > تاريــــــخ الكـويت
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-03-2010, 11:53 AM
الصورة الرمزية الجامع
الجامع الجامع غير متواجد حالياً
مراقب قسم الوثائق والصور التاريخية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 560
افتراضي مشاهدات الرحالة «فريا ستارك» للكويت عامي 1932 و1937 - القبس

مشاهدات الرحالة «فريا ستارك» للكويت عامي 1932 و1937

(الحلقة الأولى )الكويت بلدة صحراوية سكانها 70 ألف نسمة عام 1932 لم يدخلها سوى البشتختة

إعداد حمزة عليان
:

احدث اصدارات مركز البحوث والدراسات الكويتية هو كتاب فريا ستارك في الكويت يحتوي على عرض مفصل لمشاهدات الرحالة «فريا ستارك» وانطباعاتها عن الكويت خلال زيارتها لها عامي 1932 و1937.
الكتاب من اعداد وتقديم أ.د. عبدالله يوسف الغنيم حيث يقدم صورة صادقة عن الحياة في الكويت في ثلاثينات القرن الماضي، حيث تحدثت عن اخلاق الناس وعاداتهم وتقاليدهم وبساطة العيش التي تتناغم مع بساطة الطبيعة والصدق.
كما وصفت المدينة واسوارها وانبساط الصحراء المكسوة بالنباتات الصغيرة والاعشاب في فصل الربيع، حيث زارت الكويت في اثنائه وعادات الناس في الخروج الى الصحراء وتحدثت عن ابناء البادية وعلاقتهم بالمدينة.
وقدمت صورة حية لسوق الصفاة المخصص لمنتجات البادية ووصفت اخلاق البدو بأنها «رائعة فيها جلال السهول الشاسعة التي نشأوا فيها».
استرعى انتباهها صناعة السفن وخاصة البوم الكويتي وقدرته على الابحار الى مختلف سواحل المحيط الهندي.
وعن الاحوال الاقتصادية قارنت بين عامي 1932و1937 وخرجت بمجموعة صور قامت بتصويرها وزميلها «كوزنز».



الزيارة الاولى

زارت فريا ستارك الكويت اول مرة عام 1932، قادمة من بغداد بما فيها من حياة اجتماعية معقدة الى حد كبير، وكان سفرها بالطائرة من بغداد الى مطار الشعيبة في جنوب العراق ومنها بالسيارة الى الكويت، وقد سجلت الوثائق البريطانية في يومياتها هذه الزيارة التي كانت برفقة الميجر هربرت يونغ (H.W.Young) مستشار البعثة البريطانية العليا في العراق ومعه زوجته والسيدة ماريا هكسلي (Maria J.Huxley) وقد وصلوا الى الكويت في 17 مارس 1932 وغادروا يوم 19 مارس، وكان اول ما لفت نظرها وسجلته في كتابها ان الكويت بلدة صحراوية صغيرة يسكنها حوالي سبعين الف نسمة لم تدخلها بعد وسائل الحضارة الغربية الحديثة سوى بعض المعالم المتواضعة من مثل: الغرامفون او (البشتختة) كما كان يطلق عليه محليا تلك التي كانت تقتنيها مقاهي الكويت لامتاع روادها والتسرية عنهم بإذاعة بعض الاغاني لمشاهير المطربين آنذاك.
وقد تجولت في أسواق الكويت وأعجبت بالمعروض فيها من البضائع المحلية، فاشترت اربع دراعات نسائية صناعة محلية.

إعجاب بسفينة البوم

وخلال تجوالها واحتكاكها بالفئات المختلفة من المواطنين اثار اعجابها تمسك اهل الكويت بآداب الفضيلة ومحافظتهم على التقاليد والعادات الموروثة المحافظة، وسجلت ما شاهدته من بساطة الحياة وهدوئها مقارنة بذلك الجو المعقد والمشحون بالصراع والازدحام في بغداد، فالشوارع هادئة لا اثر فيها لمظاهر الازدحام والحركة المحمومة التي تميز المدن الكبيرة.
كما سجلت انطباعاتها عن مظاهر العمران حيث لاحظت ان حوائط المنازل المطلة على الشوارع خالية من النوافذ مما يوفر للشارع مزيدا من الهدوء وللمنازل قدرا كبيرا من الخصوصية.
ولاحظت ان المنظر العام للناس هناك يكاد يكون موحدا، فالجلباب الابيض (الدشداشة) للرجال والعباء السوداء للنساء اللواتي لا يسمح لهن بالخروج من بوابات سور المدينة الا بإذن خروج مكتوب، وطابع الحياة بوجه عام أكثر ميلا الى الهدوء، والحياة الاجتماعية تتسم بطابع التواصل الاقرب الى روح الاسرة الواحدة.
وربما كان اكثر ما اثار انتباهها واستولى على اعجابها هو عالم البحر بما يزخر به من اسرار وروائع تثير الدهشة، فقد وقفت طويلا امام احدى السفن الرائعة المصنوعة في الكويت، واستولت على مشاعرها سفينة البوم العربي الذي جسدت وصفه في عبارات اخاذة، فهذه السفينة البالغة الروعة مصنوعة من خشب الساج المجلوب من المليبار ببلاد الهند، واعتبرت تلك السفينة بأشرعتها العالية المقوسة وهندسة بنائها الرشيقة من اجمل ما رأته عيناها في رحلاتها العديدة، فقد كانت الى جانب جمالها وجاذبية منظرها تبحر بكل ثقة وثبات عبر مياه المحيط الى سواحل الهند الغربية وساحل زنجبار وشرق افريقيا وموانئ البحر الأحمر، كما وصفت «البتيل»، وهي من السفن الخليجية القديمة التي انقرضت، وذكرت ان امير الغوص كان يستخدمها في قيادته لسفن الغوص في افتتاح موسم الغوص على اللؤلؤ.
ولم تخف اعجابها الشديد بتصميم «السمبوك» بخطوطه الانسيابية البسيطة المتمثلة في مقدمته الحادة ومؤخرته شبه المربعة. وتحدثت باستفاضة عن انواع السفن الاخرى: الجالبوت والبغلة اضافة الى السفن الصغيرة المتواضعة مثل «الورجية» التي كانت تصنع من البوص وجريد النخيل وتشد مكوناتها الجبال، وكانت تستخدم في صيد السمك قرب الشاطئ.
فأعطت بوصفها هذا صورة بانورامية شفافة لبحر الكويت العامر بالحياة، والذي يتزاحم على شواطئه العديد من انواع السفن التي أبدعتها يد بناة السفن الكويتيين الذين برعوا في هذه الصناعة الى حد كبير.

الكويت عام 1937

عاودت فريا ستارك زيارة الكويت مرة ثانية في ربيع عام 1937، ويبدو ان هذه الزيارة كانت بتكليف من المجلة الجغرافية البريطانية «Geographical Magazine». وتصف ستارك الكويت في هذه المرة وصفا تفصيليا، حيث قضت نحو شهر، فقد وصلت يوم الثاني من مارس وغادرت بالباخرة الى البصرة في 30 من مارس 1937. وتشير الى الفارق الكبير بين زيارتها الاولى عام 1932 وهذه الزيارة، فقد اصبحت طائرة الخطوط الجوية البريطانية تهبط مرتين في الاسبوع في مطار الكويت. وقد استرعى انتباهها تلك المفارقة الحضارية الواضحة، بين منظر الطائرة بهيكلها اللامع المصنوع من الالمنيوم وذلك السور القديم المبني من الطين الذي يحيط بالمدينة.
وتقف ستارك امام سور الكويت مأخوذة ببساطته وهندسته المحلية، فتصف ابراجه التي كانت تؤدي وظيفة الامن والاستكشاف لكل ما يجري خارج السور، كما تصف بواباته المتباعدة نسبيا، وتصف ملامح الرجال الذين يحرسون هذه البوابات وهم يرتدون الملابس البيضاء الضاربة الى الصفرة. حيث يأخذون مواقعهم وهم جلوس على مقاعدهم يراقبون الحركة عبر البوابات ويتفقدون الداخل والخارج بعيون حادة يقظة. ولا يفوتهم ان يتبادلوا الحديث مع القوافل القادمة من جوف الصحراء يسألون عن أحوال البادية وآخر اخبارها.
البوابات والصور المعبرة

ويمتد نظرها الى خارج السور، حيث تكون المناطق القريبة منه مكسوة بالنباتات الصغيرة والاعشاب في فصل الربيع، وتتابع وصفها لمظاهر الحياة خلال هذا الفصل الذي تتجدد فيه الحياة وتكتسي التربة الصفراء القاحلة ثوبا اخضر يغري بالرحلة والاستمتاع بمباهج الطبيعة.
وتصف جماعات النسوة وهن يعبرن البوابات جماعات بعباءاتهن السوداء ووجوههن المستورة متجهات الى البر في تلك العادة السنوية التي اعتادها سكان الكويت. وتضيف الى تلك الصورة المعبرة عناصر اخرى تزداد بها اكتمالا حينما تصف منظر الحمير الصغيرة بآذانها الطويلة وهي تمضي مهرولة- عند الصباح- حاملة الجبس (الجص) من المحاجر الواقعة خلف السور، وكذلك قطعان الماعز والاغنام التي يعود بها الرعاة مع ميلان الشمس الى الغروب وهي تتدافع مسرعة للدخول من البوابة فتبدو من كثرتها وتلاحمها كأنها بساط من القطيفة السوداء التي تنساب شيئا فشيئا من البوابة الى داخل السور يقودها رعاتها ويدفعونها الى مناطق تجمعها، حيث يكون اصحابها في انتظارها ليأخذ كل منهم ماعزه الى بيته، وكان اصحابها يعهدون بها الى الرعاة طوال اليوم نظير ثلاث آنات في الشهر (نحو 15 فلسا).



مضمون الكتاب والزيارتين

زارت الكويت مرتين الاولى عام 1932 والثانية عام 1937، فقد جاء وصف الكويت من مصادر عدة وتصوير بعض معالمها، اولها في كتاب «ماليز روثفن» Malise Ruthven بعنوان: «Freya Stark in Iraq And Kuwait» المنشور في لندن عام 1994، وثانيها المقالة التي نشرتها فريا ستارك في مجلة «Geographical Magazine»، في عدد أكتوبر عام 1937.
وتضاف الى ذلك مجموعة الرسائل التي أرسلتها من الكويت في زيارتيها الأولى والثانية. وقد تم الحصول على الرسائل المذكورة من مصدرين اساسيين: أولهما كتاب فريا ستارك: «ما وراء الفرات»، ويتضمن سيرتها الذاتية كما كتبتها عن الاعوام الممتدة من 1928 الى 1933.
والثاني كتاب «رسائل فريا ستارك» الذي صدر في ثمانية مجلدات بين عامي 1974 و 1982، ويتضمن الكتاب المذكور جميع الرسائل عام 1914 الى 1980، ويعتبر مصدرا مهما عن حياة تلك الرحالة وتنقلاتها وصلاتها بالناس.
يشتمل هذا الكتاب على عرض المقالة التي نشرتها فريا ستارك عام 1937 في المجلة الجغرافية Geographical Magazine وترجمة لجميع رسائلها، التي تتضمن وصفا دقيقا لمظاهر الحياة في الكويت خلال ثلاثينات القرن العشرين.
والجدير بالذكر ان جانبا كبيرا مما أوردته في رسائلها كان مادة للمقالة التي نشرتها فريا ستارك في المجلة الجغرافية.
وقد صوّر كوزنز تلك الأحداث ونشرت ضمن أرشيف السلاح الجوي الملكي البريطاني.



من هي فريا ستارك؟

ولدت السيدة فريا ستارك في باريس عام 1893 ونشأت وتربت في ايطاليا، وعملت ممرضة في الجبهة النمساوية عام 1915م في اثناء الحرب العالمية الاولى وعندما بلغت الثامنة والعشرين من عمرها بدأت في تعلم اللغة العربية فقد امضت عام 1921م في سان ريمو تدرس اللغة العربية على يد راهب ايطالي هو كابتشن Capuchin في دير بمنطقة فنتمجيليا Ventimiglia وكان ذلك الراهب قد امضى ثلاثين عاما في بيروت، وتقول فريا ستارك انها لا تتذكر الامر الذي دفعها الى دراسة اللغة العربية لكنها احبت تلك الايام التي تعلمت فيها تلك اللغة، حيث عاشت في عالم يختلف الى حد ما عن حقل نشاطها ومشكلاته وتذكر انها في عام 1922م استطاعت ان تقرأ القرآن، وقد اكملت تعليمها في لندن، حيث تخرجت من مدرسة اللغات الشرقية، وهي تذكر من بين اساتذتها الذين احبتهم وظلت على صلة بهم كلا من السير توماس ارنولد (1864 ــ1930م) والسير هاملتون جب (1895 ــ1971م) والاثنان من كبار المستشرقين المعروفين بالانصاف للتراث العربي والاسلامي. ومنذ عام 1928 م اخذت فريا ستارك في السفر المتواصل عبر الشرقين الادنى والاوسط فزارت العراق وبلاد فارس وجنوب بلاد العرب وفي اثناء الحرب العالمية الثانية 1938 ــ1945م عملت في كل من القاهرة وبغداد وعدن والهند واميركا وكندا من اجل شرح السياسات البريطانية.
توفيت في مايو عام 1993م عن عمر بلغ مائة عام مما يجعل منها شخصية فريدة لها خصوصيتها
.




القبس 22/3/2010
__________________
www.flickr.com/photos/aljamea
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-03-2010, 10:35 AM
الصورة الرمزية سمو حوران
سمو حوران سمو حوران غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 643
افتراضي

بارك الله لكم يا باش مهندس الجامع المحترم
على هذا الحضور الدائم..
و تزويد المنتدى بكل ما جديد و رائع
تقبل أرق تحياتي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23-03-2010, 12:52 PM
الصورة الرمزية الجامع
الجامع الجامع غير متواجد حالياً
مراقب قسم الوثائق والصور التاريخية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 560
افتراضي


الله يبارك فيك زميلي الغالي
سمو حوران
وشاكرلك مرورك الطيب

__________________
www.flickr.com/photos/aljamea
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23-03-2010, 01:01 PM
الصورة الرمزية الجامع
الجامع الجامع غير متواجد حالياً
مراقب قسم الوثائق والصور التاريخية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 560
افتراضي

مشاهدات الرحالة «فريا ستارك» للكويت عامي 1932 و1937
الحلقة الاخيرة كلمة الشرف من أبناء البادية تكفي لشراء البضائع


المادة المنشورة عبارة عن ملخصات لنصوص الرسائل الكاملة، وفي ما يلي استكمال لانطباعات الرحالة:


السياره التى نقلت فريا ستارك من الزبير الى الكويت

وتكتمل منظومة المنظر الذي اخذت بمفرداته المتناغمة مع ايقاع الحياة حينما ترى الاطفال داخل السور يقومون باللعب بطائراتهم الورقية ذات اللونين البني والارزق وهم يتدافعون لتظل طائرة كل منهم اطول وقت ممكن محلقة في الجو وهم يحركونها بالخيوط التي يمسكون بها، وهناك مجموعات اخرى تنصرف الى لون اخر من اللعب حيث ينصبون فخاخهم لصيد طيور الربيع القادمة من الشمال والتي تمر بالكويت اثناء هجرتها السنوية من الشمال البارد الي الجنوب الدافئ، وهذه الفخاخ مصنوعة من المعدن والخشب مستديرة الشكل تقفل آليا على الطائر الذي يقع عليها لكي يأكل الطعم الذي هو عبارة عن دودة صغيرة تربط في وسط الفخ
.
وينتظر هؤلاء الاولاد بعيدا عن موضع الفخاخ حتى تأمن الطيور وتحط لالتقاط الطعم فينطبق الفخ عليها، ويأتي الاولاد لاخذ الصيد وتجديد الطعم للحصول على صيد جديد، وعادة ما يصطاد الواحد منهم ما بين اربعة الى خمسة طيور.


جيرالد دي غوري( المعتمد السياسي في الكويت) مع يوسف المطوع والنوخذه يوسف النصرالله اثناء الرحله الى فيلكا

قصر خزعل


وما لفت انتباه (ستارك) بقوة قصر الشيخ خزعل الذي يقف شاهدا ورمزاً قويا للصداقة المتينة التي ربطت بين امير الكويت الشيخ مبارك الصباح وشيخ المحمرة الذي كان ينزل في ذلك القصر خلال زياراته الطويلة والمتعددة لشيخ الكويت.
ومن المفارقات اللافتة للنظر والداعية الى الاسى الممزوج بالدهشة ان نجد ركنا واحدا في ذلك القصر الكبير قد اصبح بمنجاة من عوامل الهدم والخراب، هذا الركن تقيم فيه ارملة شابة ترتدي لباسا اسود وحذاء ذا كعب عال تتجسد فيها الحياة وهي تستقبل ضيوفها في ذلك الركن، الذي سلم من عوادي الزمن، فتقدم لهم الشربات والفستق واللب (حب الرقّي او الشمَّام) والحلوى والبرتقال والشاي الفارسي بنكهته المميزة.
وحينما تطالع وجهها تجده دائما وقد علته ابتسامة مشرقة، ويبدو عليها المرح والتفتح للحياة، وهو امر يستعصي فهمه على الاوروبيين.
وذكرت «ستارك» ان شهر مارس، الذي كانت خلاله في الكويت يعد شهر راحة، بين موسمين، اولهما موسم الملاحة التجارية الى الهند وشرقي افريقيا، والذي يبدأ مع نهاية الصيف الى فصل الربيع، والثاني موسم الغوص على اللؤلؤ في الخليج العربي، ويستغرق فصل الصيف بكامله. والسفن الوحيدة التي تعمل طوال أيام السنة هي السفن التي تنقل المياه العذبة من شط العرب.

رائحة الخشب

وعلى ساحل البحر، يتم بناء السفن هنا في جو أسري، وتملأ المكان رائحة الخشب المستورد من «المليبار» هذا الذي يصنعون منه السفن. وترى مالك السفينة يجلس وسط العمال. ويمكنك التحدث معه عن الأصدقاء في عُمان وعدن أو عن التجار في شبه الجزيرة العربية من نجد والقطيف. وستجد أن الشواطئ، والبحار العربية - مثلها في ذلك مثل البريطانية - يعرف سكانها وروادها بعضهم بعضا وتربطهم علاقات من الأخوة والتاريخ المشترك.
وحينما تقارن بين رحلتها الأولى قبل خمس سنوات ورحلتها الثانية تذكر ان الفقر قد ازداد في الكويت، ويرجع ذلك الى انهيار تجارة اللؤلؤ، والحصار الاقتصادي الذي فرضته عليها المملكة العربية السعودية المتمثل في وقف العمليات التجارية (المسابلة) مع نجد، وهو الأمر الذي أضر بتجار الكويت وبأحوال البلاد بشكل عام. ورغم ذلك الحصار، فما زال هناك الكثير من أبناء البادية الذين يأتون - سرا - الى اسواق الكويت ويطلبون ما شاؤوا من البضائع ويعودون الى البادية، ولم يدفع الواحد منهم شيئا الا كلمة الشرف. وفي الوقت المحدد يعود ليقوم بسداد كل ما عليه. وهو يأتي من أماكن بعيدة داخل الجزيرة العربية كالحسا وبريدة والرياض، وقد ربطت هذه العملية التجارية بين أبناء البادية وتجار الكويت وحكامها، وكانت المنفعة المتبادلة مصدر انسجام وتفاهم بين الكويت وظهيرها الصحراوي.

اخلاق البدو

والى جانب المحلات التجارية العادية في المدينة يوجد سوق خاص ببضائع الصحراء، وهو عبارة عن سقائف مؤقتة تمتد فوق أرض واسعة مستوية والمقصود بها منطقة الصفاة. حيث يشاهد أبناء البادية بشعرهم الطويل المجعّد المسترسل على أكتافهم وعيونهم الحادة التي تشبه عيون الصقر. وأخلاق هؤلاء البدو رائعة، فيها جلال وصرامة مثلها مثل تلك السهول الشاسعة التي نشأوا فيها. فعندما تدخل عليهم خيامهم وتلقي عليهم التحية يرد عليك جميع الجالسين بصوت خال من التشنج، صوت فيه رنة الصدق والصداقة.
ويحيونك عند رحيلك بقولهم (في أمان الله).
والمحلات التجارية في الكويت مثلها مثل حجرات الاستقبال في المنازل، حيث يعامل الزبون معاملة الضيف فتقدم له القهوة وهو يحادث صاحب المحل في الشؤون التجارية، وهذا التواصل السمح الكريم يثير دهشة الزوار الأجانب، فهم لم يعتادوا هذا السلوك الطيب من الباعة عندهم.


أحد الأسواق عام 1937م

الدهشة من الاجانب

وفي المقابل، فان اهل الكويت ينظرون باستغراب الى هؤلاء الاجانب الذين يقصدون هذه الحوانيت في عجالة من دون ان يحفلوا كثيرا بقواعد السلوك الانساني بين البائع والمشتري، بعضهم يشتري سرجاً لحصانه، والآخر يشتري خنجراً او تحفة اثرية وهم دائماً على عجلة من امرهم.
وتزداد دهشة هؤلاء الاجانب وهم يشاهدون عامة الناس يلقون التحية على الاشخاص ذوي المكانة وهم يمرون بهم في سياراتهم، ويقول هؤلاء الاجانب ان هذا السلوك يبين بجلاء ان العرب قد اكتسبوا مزيداً من احترام الذات والثقة بالنفس، فحيثما تجد الفقر - عند هؤلاء الناس - تجد معه التعفف واحترام النفس.

منظر الفنار

ومن الامور الرائعة اننا بدأنا نعيش عيشة اهل الكويت خارج نطاق المدينة فيما يسمى حياة البر، فكل فرد له خيامه التي تضمه هو واهله، وقد ضربنا خيامنا بين الجون والبحر حتى يمكن لنا ان نتمتع بلون البحر الازرق الذي يبدو لنا من فتحتي الخيمة وحيث يسري النسيم العليل في الايام الحارة، وهذه خبرة تعلمناها من الكويتيين فكانت عاملاً مساعداً لنا على التمتع بجمال الطبيعة.
وعلى رأس الجون يقف الفنار الذي، وان بدا منظره قبيحاً نظراً لخشونة بنائه، فهو احد الاشياء الحديثة النافعة واحد المعالم البحرية الضرورية لابحار السفن في امان. والى جانب الفنار ترى بعض القوارب القديمة التي يمكن ان نقول انها صنعت قبل ان يعرف الانسان لغة التخاطب او طهي الطعام، وتسمى هذه القوارب الاثرية «ورجية»، وهي تصنع من سعف النخل وقاعها مزدوج حيث تغمر المياه الطبقة السفلى منه، وبها شراع بسيط يساعدها على الابحار، ولا تحتاج هذه القوارب الى طلاء او مسامير او غير ذلك من ادوات بناء السفن بل تربط بالحبال. وهي عادة ما تستخدم لصيد الاسماك في المناطق القريبة من الساحل.
وترقد هذه القوارب على حافة الجون وبين صخوره تراقب السفن الكبيرة وهي تشق صفحة المياه غادية رائحة، بينما تستسلم هذه القوارب لنومة هادئة قد تكون النومة الاخيرة في حياتها.
وتعود ملكية هذه القوارب الى حارس الفنار وهو بدوي من نجد، كان دائم التردد علينا في الخيمة يقدم لنا البلح واللبن، ويحكي لنا عما يدور في جزيرة العرب وعن ايام الجاهلية حتى قيام الحركة التصحيحية (يقصد الحركة الوهابية) التي احيت الاصول الاسلامية التي انبعثت في ارض الجزيرة العربية منذ 1300 سنة
.


جامعو نباتات الوقود من قبيلة مطير

القبس 23/3/2010
__________________
www.flickr.com/photos/aljamea
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26-03-2010, 12:25 AM
الصورة الرمزية PAC3
PAC3 PAC3 غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت - القصور
المشاركات: 2,003
إرسال رسالة عبر AIM إلى PAC3
افتراضي

الاخ العزيز الجامع
بارك الله فيك على النقل موضوع قيم وصور جميلة في احدى الصور ظهر المرحوم النوخذة يوسف النصر الله رحمه الله حيث لعب هذا الرجل دور كبير قد لايعرفة البعض إثناء أحداث معركة الجهراء حيث كلف من قبل الشيخ سالم المبارك الصباح رحمه الله مع المرحوم أحمد الغانم رحمه الله بمهمة التنسيق مع المعتمد البريطاني بخصوص حركة "السفينتين الحربيتين البريطانيتن السفينة " سيجيل ESPIEGLE والسفينة لوزرنس LAWRENCE للمربطة أمام السواحل الكويتية خلال حركتهما في جون الكويت ليلاً" .


تحياتي
__________________


وأن ماحمينا دارنا @ وشعاد نبغي بالحياه

ذيبٍ عــوا بـديـارنا @ وديـار حـيانـه وراه

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26-03-2010, 10:42 AM
الصورة الرمزية الجامع
الجامع الجامع غير متواجد حالياً
مراقب قسم الوثائق والصور التاريخية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 560
افتراضي

هلا بمشرفنا الغالي
PAC3
شاكرلك مرورك الطيب وتوضيحك لشخصية النوخذه يوسف النصرالله
__________________
www.flickr.com/photos/aljamea
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-04-2010, 03:06 PM
الصورة الرمزية سعدون باشا
سعدون باشا سعدون باشا غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 788
افتراضي





صور ليوسف المطوع كما جاءت في كتاب ملامح بغداد
للرحالة فريا ستارك سنة 1937م
__________________
<img src=http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/127526942620100531.jpg border=0 alt= />
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-04-2010, 07:17 PM
الصورة الرمزية الجامع
الجامع الجامع غير متواجد حالياً
مراقب قسم الوثائق والصور التاريخية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 560
افتراضي


منور الموضوع اخوي
سعدون باشا
اهلا بعودتك ومشاركتك
__________________
www.flickr.com/photos/aljamea
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-06-2010, 11:25 PM
الصورة الرمزية الجامع
الجامع الجامع غير متواجد حالياً
مراقب قسم الوثائق والصور التاريخية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 560
افتراضي


الرابط ادناه لتحميل عدد خاص من مجلة رسالة الكويت الصادره من مركز البحوث والدراسات الكويتية بعنوان:

فريا ستارك في الكويت

__________________
www.flickr.com/photos/aljamea
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-06-2010, 09:30 AM
خصال خصال غير متواجد حالياً
موقوف نهائيا
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 16
افتراضي

تسلم يا الجامع
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الطبيب أحمد محمد الغانم عالج الكويتيين بالمجان - فرحان الفرحان - القبس عنك الشخصيات الكويتية 2 11-03-2021 12:49 AM
حظور العوازم السبب في ملكية بوبيان للكويت - مقالة في جريدة القبس الكويتية عبدالرحمن بك المعلومات العامة 2 27-11-2009 03:20 PM
كهرباء الكويت بين عامي 1934 و 1969 سمو حوران المعلومات العامة 3 12-11-2009 05:55 AM
صور من الكويت بين عامي 1958و 1969 سمو حوران الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 5 28-10-2009 11:44 PM
الرحالة آلن فلييرز PAC3 المعلومات العامة 2 28-04-2008 09:52 PM


الساعة الآن 01:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت