راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 01-04-2011, 06:21 PM
الصورة الرمزية bo3azeez
bo3azeez bo3azeez غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: ديرة بو سالم
المشاركات: 461
افتراضي عبدالله المصيريع

عبدالله مطر المصيريع
أجرى الحوار جاسم عباس - جريدة القبس 1-4-2011
الجهراء مدينة الأعشاب والنخيل وجبال الزور، منها تشاهد السفن الشراعية في البحر وهي مدينة القوافل ومفترق طرق المسافرين إلى بصرة العراق، وحفر الباطن السعودية، غنية بمياه الشرب والبساتين، ومنتجع للوجهاء صيفا، كتب التاريخ تذكرها إانها مدينة مكتشفة ورابية مستوية من الأرض جهرت الشيء.
«جهراء للمعروف حين تراهم
خلفاء غير تنابل أشرار»
مدينة البطولات وأرض الشهداء وأحد معالمها، قصرها الأحمر الذي بني من الطين الأحمر، مدينة الصمود والتضحية و1500 شهيد من الكويتيين وقصرها أبرق تحت الفجر يبرق مثل فجر من رمال.
أقوى من الإعصار يا وطن الرجال، والفجر أقوى من كهوفهم العميقة، والحياة والمجد للإنسان، فاصرخ يا هزار، هزم التتار، مات التتار.
بهذه المقدمة والكلمات المعطرة وبعد عملي فيها سنوات طويلة ناظراً للمدرسة، تذكرت بعض الأبيات التي كتبت على جدران مدرسة أبو هريرة في الجهراء من الشاعر المعروف ابن الجهراء طلال السعيد، فعندما اذكر الجهراء اذكرها:
«أنا كويتي بنتسابي لي الفخر
ودقات قلبي تفتخر بنتسابها
واضح ولا عمري تعاملت بالخفا
اعشق شروق الشمس وأكره غيابها
اكتب كويتي واكتب اقر واعترف
بحروف من نور يشع الضوابها
لو كان غير الله بالأرض ينعبد
استغفر الله يمكن اعبد ترابها
خيراتها عمّت على الناس كلها
من صكته سود الليالي لجابها».

بهذه الذكريات التقيت أحد ابناء جهراء الصمود والتضحية العم عبدالله مطر علي المصيريع الذي بادرني قبل الحديث بالقول: يا جاسم يا ابني «زين سويت انك عملت بالصحافة بعد التقاعد» ويقول المثل عندنا: «كد بيزه وحاسب البطال».. بمعنى انك تعمل وتحصل ع‍لى بيزة واحدة افضل ممن لا عمل له وتكون بطالي، والبيزة هي قطعة نقدية هندية من النحاس الاحمر، استعملت في الكويت في الماضي وهي جزء من الروبية التي تساوي 64 جزءا، وتعادل الآن 172/1 فلس، والبطال هو الشخص الذي لا يعمل وكل تصرفاته باطلة، وبمعنى ان هذه البيزة تأكل فيها خبزة، وانت بعد التقاعد عملت في القبس بارك الله في العاملين من كد ومد واستمر وانت جهراوي ومن اهلنا وكلنا للكويت والكويت لنا جميعا.
قال المصيريع: جدنا الكبير سمي بالمصيريع لان فيه صرعا يقع ويتشنج، وهذه الحالة كانت معروفة ومشهورة، فسمي المصيريع وهو، رحمه الله (علي) عمل في تجارة الشاي والسكر والشمغ (الغتر) والسجائر من الجهراء الى العراق بواسطة الجمال، ومثل هؤلاء التجار كانوا يسمونهم «الجمالة»، وصل هؤلاء وكان والدي ايضا مع والده الى نجد، انتهت الجمالة بعد ان توافرت وكثرة السيارات، وعمل جدي ووالدي بالغوص كما عمل سكان الجهراء في مواسم الغوص.

اعمال الجهراوية
وذكر ابو فيصل اعمال اهل الجهراء غير الغوص والجمالة (التجارة) الزراعة، قال: لا مصدر للرزق غيرها كل من له ارض زرعها واخرون عملوا فيها، وكان اعتمادهم على الري من الآبار بواسطة السواقي، فكان برسم الجهراء مشهوراً، ونخيل السعمدان لها طعم ومذاق خاص ونخيل القنطار تمورها تكفي وتصدر، وجني الكنار لا حساب له. ومن اعمال اهل الجهراء ايضا صيد السمك لقربنا من الساحل اصبحت مهنة اصيلة لبعض العوائل، كانوا يذهبون على الحمير الى البحر ولديهم خطوات، والسمك الزبيدي بكثرة في الجهراء ايام زمان لان عدد الناس قليل، واذكر الصياد ابو مرزوق جاءنا من الكويت وسكن عندنا وضع حظرة ويعرض ما يحصل في السوق القديم، والبائع عبدالله (ايراني الجنسية) وضع بسطة وباع السمك على انواعه وكان الفائض وما يزيد يصدر للكويت.
ومن اعمال الجهراوية، قال المصيريع: البناء، اي البناي، عملوا في تشييد البيوت من الطين ويخلطون معه التبن وهو من اعواد القمح او الشعير يعطي القوة والمنعة للجدار ويمنع الامطار من النيل من الجدار بسهولة، وايضا غذاء جيد للماشية.
واما الغوص فكثير من اهالينا تضرروا منه لعدم حصولهم على المقسوم عادوا مطلوبين فباعوا بيوتهم حتى يسددوا الدين عليهم، وأهالي الجهراء الغاصة عملوا بالبحر مع الطويرش والشايع.
وقال عن أعمال أهل الجهرة التجارة لموقعها على مفترق الطرق المؤدية الى العراق والسعودية ففتحوا المحلات التجارية لبيع المواد الغذائية والملابس وادوات البناء.

أسماء متعددة
وقال المصيريع: ان للجهراء اسماء عديدة منها: تيماء وجدوا فيها الماء العذب وتيمناً بتيماء نجد سموها الجوهرة اسم اخر لها اطلقه عليها الشيخ سالم المبارك الصباح لمحبته واعتبرها جوهرة، وأما الجهراء فاسماها الشيخ مبارك الصباح عندما حفرت انجهرت المياه منها، وأعذوبتها أجهرت العين، والشيخ مبارك هو الذي انشأ فيها القصر الأحمر سنة 1904 وسورها الشيخ سالم المبارك 1920، وفي التاريخ الجهراء مشهورة بعاصمة كاظمة، ومن اسماء الجهراء «جو الحر يبين» عبارة عن مجموعة من الآبار، اي «جو» ولكثرة المعارك حول الآبار سميت الحريبين، ولبعدها عن الكويت وصعوبة المواصلات عين أمير لها ينظر في متطلبات الأهالي ويرفعها الى أمير الكويت، ولها طريق خاص من بوابة الجهراء شارع فهد السالم الى المطلاع، وبوابتها من ضمن بوابات السور الثالث: بوابة المقصب وبوابة الجهراء وبوابة الشامية والبريعصي أو «الشعب» وبوابة بنيد القار، والسور بني 1920 فيه 26 برجاً، ويسمى الواحد غوله اي قلعة، هدم عام 1957.
«سلام على السور حيث القلاع والواح أبوابه والحجر»

مزارع الجهراء
لقد انتجت مزارع الجهراء الخضروات والبرسيم والشعير ونخيلها اعطى البلح والرطب والتمر والدبس، والطماطم الجهراوي افضل هدايا للاهالي خاصة بلح السعمران الحبة الصغيرة، كل شيء كان بسيطاً وسهلا، والقلوب كانت صافية لا تذمر ولا شكوى، والآن الخير موجود والتفكير في الزيادة، من مزارع الجهراء، كانت تنقل الشعير والحطب والرطب الغريسي والتمر في الرك ذلك القفص الهرمي المصنوع من جريد النخيل يوضع فيه 140رطلاً.
وقال المصيريع: الجهراء فيها تقريباً 21 الى 22 مزرعة وفيها نخيل عمرها اكثر من 100 عام، واما آبارها فكان الماء يستخرج منها عن طريق السواني (الحمير) ثم جاءت الماكينات وطريقة سحب المياه كانت تسمى «غرب»، وأما الدلو فلا يستعمل، وكان الماء يصب في الشعب ومن ثم الى البرك المخصصة.

سور الجهراء
ثم قال العم أبوفيصل: يحيط بالجهراء سور من الطين، شاهدته أنا وله بوابتان (دروازتان) جنوبية وشرقية، ولم تكن قريتنا مسافتها كبيرة ولا مساحتها الا في حدود 20 كلم2، والبيوت دون المائة مبنية من الطين وعام 1954 تهدمت، وأمر المرحوم الشيخ فهد السالم الصباح بإعادة البناء من الطابوق والاسمنت، مع التعويض المادي، وكان منزلنا عند السوق القديم، وهي سنة الهدامة.
وقال: كان الهدف من بناء السور حماية القرية من الأعداء بعد حادثة الجهراء (قصر الأحمر) طوله تقريبا 3 كيلومترات وعرضه عرض المسطرة أي 30 سنتيمترا.

أمراض الجهراوية
وتحدث عن الأمراض التي أصابت أهل القرية قديما وكانت لا تختلف عن الديرة في الداخل: أصابنا «الجدري» ذبح الكثيرون لا طب ولا علاج ولا وجود العناية المتكاملة، اللي يوصل الديرة شفي واللي ما يوصل الى المقبرة، وهذا عمي مرض أخذه والدي الى الأميركاني قال لنا الدكتور: هذا مرض موت لا شفاء له، رجعوه الى الجهراء.
جاءتنا امرأة من أهل المرقاب اسمها «هويلة» تكوي للعلاج، كوت عمي في بطنه فشفي ولله الحمد، عرفت هذه المعالجة الشعبية ان عمي مرضه كثرة الأكل، وكبده طفحت، وكل ما أقوله ان عمي شفي ووالدي مات وعمي عاش، علما بان الطبيب الأميركاني قال: خذوه راح يموت، والأمراض التي أصابتنا منها: السل وعالجنا الدكتور «سلامة» في المستشفى الأميري، وبعضهم شفي بالكي، وبعضهم نام في المقبرة يعني امراضنا قديما «يا خال يا ابوثنتين» بمعنى يا خاسر يا ربحان، يا نصر يا هزيمة، وهناك امراض أصابت الآباء والأجداد ولم نشاهد، ولكن سمعنا عنها من الأولين مرض الانفلونزا 1918 عرفت تلك السنة بسنة الرحمة لأنهم كانوا يعتقدون انه مرض الطاعون، وأمراض العيون وغيرها.

التعليم الجهراوي
في الجهراء مدرسة واحدة فقط وملاها منصور البناق هو امام المسجد ومعلم يدرس، من تلاميذه «لافي اللافي، وعبدالله اللافي، وعلي المصيريع، وفلاح الحجرف، وهناك مطوع آخر «ساير العتيبي» الذي درس أهل الجهراء، لا مطوعات ولا معلمات، ولا درس للبنات وقبل بناء المدرسة كان التعليم في المسجد القديم الذي يسمى الآن «مسجد الكمالي» نسبة إلى إمام المصلين وهو عماني الجنسية ولما توفي سمي باسمه، والتدريس كان القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، وسبورتهم كانت ألواحا خشبية، وأول مدرسة حكومية كانت عام 1950، والآن ونحن في 2010 أكثر من 100 مدرسة.

مقهى الجهراء
وذكر المصيريع أن في قرية الجهراء قديما قهوة واحدة صاحبها «جابر الجهراوي»، وكان الأهالي من الرجال يقضون أوقاتهم بلعبة «الكوت» ونسميها الجنجفة ورق الكوتشينة، خاصة لعبتها المشهورة (أم ستة) والمهزوم يدفع قيمة الشاي لزملائه، والعدو عندنا ولا نصرفه، وهذا لأهل الديرة، وأما السجائر فلف (كاغد) وأبوجمل، اسطوانة ابو غوان، ابو ولد، تركي وغازي.
ولا نعرف الا النامليت من الديرة كان يشق الخشم من الغاز.

قرية الشعراء
ومن خلال اطلاعاتي وقراءاتي وجلساتي مع أهل الجهراء شعرت ان الشعر من المتنفسات الاساسية لأهالي القرية، وميزة تخصهم على مر السنوات من عمر الاباء والاجداد، فكانت المنافسات الأدبية والحفلات الشعرية تقام فيما بينهم، والشعر هو المحفز لحركتهم الحرة غير المقيدة، وكل شاعر يعالج مشكلة اجتماعية.. نختلف عن الآخرين، ويعتبر أيضا تسليتهم، وبعد ترددي على القرية التي أصبحت مدينة ثانية بعد العاصمة «الكويت» حصلت على بعض اسماء لشعراء الجهراء من كتاب متعب السيد: عبدالكريم السعيد ـ حمد الاصمع ـ ردن بن متعب ـ فالح السويلم ـ فالح المصيريع ـ فهد الشختلي ـ فهد البحر ـ فهد اللافي ـ مبارك العيار ـ محمد هطنفل ـ منصور البناق ـ متعب بن عثمان السعيد ـ مطلق النهار ـ مبارك السعيد ـ طلال عثمان السعيد ـ راشد العويشير ـ سليمان الصنيتان ـ صالح المطيران ـ صالح النومان ـ عايد.. ـ عبدالعزيز البصري ـ عبدالله المانع ـ عثمان السعيد ـ مبارك السعيد ـ مبارك النومان المطوطح.
وأتذكر بعض طلاب المدارس كانوا يشعرون في المناسبات الوطنية والدينية واحتفالات التفوق في عيد العلم، المدرسون لا ننساهم كانوا على مستوى من الشعر أذكر منهم عبدالغني الحداد وسعود العنزي.
بوابة القصر الأحمر القصر الأحمر القصر قبل التجديد مزارع
__________________
تهدى الامور بأهل الرأي ماصلحت
*****************
فان تولوا فبالاشرار تنقاد
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المصيريع IE الجهراء 15 16-01-2011 01:15 PM
عبدالله السالم يستقبل عبدالله الجابر في لبنان - 1953م AHMAD الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 0 13-11-2010 02:26 AM
صوره نادره وتاريخيه اخذتها من أولاد عبدالله عبدالرحمن عبدالله شيخ الشباب مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 1 27-04-2010 02:21 AM


الساعة الآن 04:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت