تاريخ حافل للبوم السفار الكويتي

[فاعل خير]

نبذة تاريخية عن بعض اشهر نواخذة وبحرية الداو:
المرحوم النوخذة أحمد سليمان الهلال:
اول نوخذة ركب في بوم الداو وهو النوخذة احمد سليمان، كنيته (بو سليمان) وبيته في فريج الصقر بجبلة يعد احد الاسباب التي اكسبت الداو شهرة في السنين العشر الاولى من عمر الداو، وقد كانت معظم اسفاره البحرية بالبوم ناحية الهند بواقع رحلتين (مطراشين) في الموسم الواحد.
وفي السنة العاشرة 1923 وبينما بوم الداو في طريق العودة (التعلاة) من كليكوت بالهند الى الكويت، توفي النوخذة احمد سليمان اثناء نومه على ظهر بوم الداو، وهي مبحرة بعد ان طلب من الطباخ ان يطبخ دجاجا له في افطاره، وقيل للسحور، ثم تغطى ببشت ابيض له ونام، وعندما اتوا لايقاظه وجدوه قد فارق الحياة، وصادف ذلك اليوم اول ايام (الشهر الفضيل) غرة رمضان 1341ه وكان معه في ذلك الموسم ابناؤه يعملون (سكونية) قائدي دفة وبحارة بالداو وهم: 'سليمان عبداللطيف، ابراهيم، ناصر، حسين'، وقيل ان حسين لم يكن معهم في ذلك الموسم.
وبعد ان صلى البحارة عليه وكفنوه، انزلوه في سفينة صغيرة (جالبوت) مع ابنائه يرافقهم النهام سالم المرطة، قاصدين دفنه في مدينة (قوة) الساحلية، تنطق القاف كاف فارسية، وهي مدينة تتزود السفن الكويتية منها بالماء العذب الذي تشتهربه.
وكان اثناء نقله بالجالبوت النهام المرطة ينهم بكلام حزين مطلعه 'دار بطن دار بين دار ودينه' وتعني هذه العبارة اننا اخذناه من دار الدنيا الى قبره واخرته (رحمه الله) يوصف النوخذة احمد سليمان بانه ممتلئ الجسم (متروس) وعلى وجه اثر حبات قليلة من الجدري.
المرحوم النوخذة جاسم محمد المبارك
ركب كنوخذة بالداو لمدة اثني عشر موسما، فواصل تألق الداو كأشهر السفن الشراعية الكويتية، لحسن تعامله وادارته لهذا البوم الكبير بالرغم مما يعانيه من ضعف ببصره.
امتلك مع اخيه المرحوم النوخذة علي محمد المبارك سفينة سفر من نوع البغلة اسمها (الخمباركي) 2،700 من.. ولهما بومين ايضا للسفر الاول: حمولته 4000 من، سبق ان اشرنا اليه، وبوم آخر صغير حمولته 1600 من.. من اوشارات المرحوم الاستاذ عبدالله عبدالرسول (بوعلي).. ولهم سنبوك غوص حوله الى بوم قطاع المرحوم الاستاذ علي بن حسن.
كما كانوا يمتلكون (عمارة) تقع شرق نقعة بن عثمان.. بها بركة ماء.
اما بالنسبة لابنة المرحوم يوسف الجاسم من النواخذة المعروفين ركب في بوم الصقر (طارق) وبوم للمرحوم ثنيان الغانم اسمه (الميمون) 1800 من، وله بوم ملكه اوشار المرحوم الاستاد علي بن حسن وبوم آخر اوشار المرحوم الاستاذ علي عبدالله عبدالرسول.. وله بوم سفار ايضا يشترك معه فيه (شراكة) المرحوم النوخذة ابراهيم عبدالرحمن العثمان ويعمل فيه الاخير كنوخذة.
اما ابنه الثاني المرحوم النوخذة محمد جاسم محمد المبارك المتوفى 1997م، والمعروف لدى البحرية باسم (العود) فتنوخذ في بوم المرحوم سليمان غانم بن عثمان وابوام اخرى.
المرحوم النوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز القطامي
من نواخذة السفر الكبار وممن لديهم الدراية الواسعة بانواع الاخشاب المستخدمة في صناعة السفن وممن يتاجرون بها، بيته بالحي الشرقي (شرق).. وكنيته (بوبدر)، من مواليد عام 1892.
تنوخذ موسمين في بوم لاهالي جزيرة خرج (خاري) الايرانية، ثم ولسنوات في بغلة والده المسماة 'البدري' 4000 من.. وهي من اواخر السفن في الكويت من هذا النوع، قيل تعود ملكية هذه البغلة في الاصل للمرحومين حسين وشملان بن علي آل سيف من كبار تجار اللؤلؤ.. وقد باع الطواش حسين بن علي سهمه من البغلة بينما استمر الطواش شملان بن علي في ملكية البغلة مع المرحوم النوخذة عبدالعزيز القطامي حتى استملك القطامي البغلة.. والبغلة اوشار المرحوم الاستاذ محمد اكروف، وبعد سنوات من صنعها (زاد سدر) البغلة واصلحها المرحوم الاستاذ عبدالله عبدالرسول.. وقد تم بيع البغلة عام .1942. ولوالده عبدالعزيز القطامي بوم قديم اسمه 'فتح الخير'.
وقد سافر النوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز القطامي ايضا في احد المواسم ببوم (بومناظر) فتح الخير للموحرم محمد شاهين الغانم من الفاو الى عدن في احد عشر يوما فقط وهو زمن قياسي.. وكان الهواء وقتها مناسبا تماما للابحار فكان 'شمال' ثم تحول الهواء الى 'ازيب'.
امتلك النوخذة عبدالوهاب واولاده الذين اصبحوا نواخذة فيما بعد وهم 'بدر - ناصر - يوسف - صقر' او لمحمد وعبدالله وعبدالرحمن عبدالعزيز القطامي.. وهم من نواخذة السفر المعروفين ايضا عدة ابوام سفر منها:
- بوم الحصان اوشارالمرحوم الاستاذ حجي احمد.. اصله بوم ماي، وقد 'زاد' البوم ليستخدم للسفر المرحوم الاستاذ عبدالله عبدالرسول، وقيل ان للمرحوم النوخذة عيسى القطامي المتوفى عام 1929 له بوم يحمل الاسم نفسه.
ولهم بوم البدري 3000 من اوشار المرحوم الاستاذ احمد بن سلمان.
- بوم مشهور.. لناصر عبدالوهاب عبدالعزيز القطامي.. في السنين التالية.
كما اشترى عبدالوهاب بن عبدالعزيز القطامي عدة ابوام سفر:
- بوم من النوخذة بن حرب من اهل جبلة.. ركب فيه المرحوم النوخذة بدر عبدالوهاب عبدالعزيز القطامي.
- وبوم الصقر (النامسة).
- وبوم المرحوم النوخذة غانم بن عثمان (الباز).
كما ان لهم 'بومين ماي' لنقل الماء من شط العرب الى الكويت.. هما:
بوم (شنقاو) وتلفظ القاف كاف فارسية - وهو من ابوام الماي القديمة جدا.. اوشار الاستاذ حجي سلمان.. وقد (تعود) اصيب باضرار (بوجه الشط) بمدخل شط العرب لارتطامه بمركب فاصلحه المرحوم الاستاذ علي عبدالله عبدالرسول المتوفى عام .1995. وشنقاو اسم لجزيرة تقع بشرق افريقيا.. وللمرحوم النوخذة موسى عبدالله العبيدان العازمي (نوخذة غوص) المتوفى 1962 بوم يحمل الاسم نفسه.
بوم (رنقون) وتلفظ القاف كاف فارسية - من ابوام الماي ايضا.. واشار الاستاذ حسين الغضبان.. وقد سافر فيه موسمين المرحوم سعد عبدالقطامي الى (النيبار) الهند ومعه 8 'بحرية'.. والبوم حمولته تصل لنحو 1000 من، وزوده عمه المرحوم عبدالعزيز القطامي بورقة يقدمها للتاجر يوسف الصقر ليمده بشحنة من الخشب (خشب مربع)، وللمرحوم الطواش شملان بن علي آل سيف المتوفى عام 1945 (بوم ماي) يحمل الاسم نفسه، وتسمية رنقون ليس المقصود بها رانقون عاصمة بورما.. ولكن رنقون التي يعرفها الجيل السابق من الكويتيين هي لنوعية جيدة من الارز (العيش) كان يشتريها الموسرون.. ولم تستورد تلك النوعية وغيرها من انواع الارز امثال 'بلم - داوود خان - اسيام - كرده - كلكتا - فيالي..' منذ سنوات طويلة.
اما فيما يتعلق بالداو.. فلقد تعلم ابنه النوخذة صقر عبدالوهاب عبدالعزيز القطامي منه اصول التنوخذ عندما ركب معه بالداو عام 1938 وقد سافر بالداو في تلك السنة الى الساحل الشرقي لافريقيا (السواحل) مرورا بموانئ عدة منها: عدن باليمن وبربرة بالصومال وبنادر اخرى.
كما ان النوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز القطامي قد اسدى بنصيحة للنوخذة براك محمد عمر الطراح المتوفى عام 2003 بعدم الخروج عام 1941 وان يمكث بالهند وكان وقتها النوخذة براك الطراح نوخذة في بوم سفار ملك المرحومين عبدالمحسن ناصر الخرافي المتوفى عام 1955 ومحمد الجارالله وقد صدقت توقعاته وبعد نظره، فقد تعرض البوم الذي فيه النوخذة براك بعد خروجه بخمسة ايام.. وبوم سفار اخر من اهل قطر يعمل فيه المرحوم النوخذة عبدالله محمود الخال لاطلاق نار من غواصة المانية وقيل يابانية.. اصابت الطلقة الاولى الدقل والثانية شطرت البوم الكويتي بينما البوم القطري اصابته طلقة بالدقل ولكنه كان احسن حالا من البوم الكويتي لأن حمولته خشب (جكي) الخفيف نسبيا، ثم ركبوا جميعا في ماشوة البوم القطري وادركوا ساحل 'ملوان' بعد اربعة ايام ومنها بالسيارات الى (نجري) ومنها الى (بومبي) ثم بالباخرة بربيتا الى كراتشي.. وعادوا الى الكويت بمساعدة طيبة من بعض تجار الكويت وقد صادفوا بحرية بوم براك لدى عودتهم الى الكويت باخرة مضروبة من قبل غواصة ايضا قرب رأس مصيره بعمان.. بينما بوم الداو لم يخرج ولم يتعرض لأي اذى وقيل ان الداو قد خرج ولكن لسوء الاحوال الجوية عاد به النوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز القطامي ادراجه من حيث خرج.
وفي السياق نفسه الروايات المروية عن هذه الحادثة.. ان النوخذة عيسى عبدالله العثمان - امد الله في عمره - والمرحوم النوخذة القطري عبدالله الخال وآخرين قد وقعوا في سجل خاص لدى امير البحر.. يعرف هذا السجل بين نواخذة السفر مجازا بكتاب الموت تعفي امير البحر من المسؤولية المترتبة على خروجهم بعد ان وجه لهم تحذيراته عن خطورة الابحار لتواجد غواصات او سفن حربية (مناور)، الا انه زودهم بنصيحة اخيرة قبل الخروج وهي ان يرفعوا اعلاما بيضاء اذا صادفوا غواصة او سفينة حربية وان يستلقوا على سطح السفينة اذا دعت الضرورة، وبعد خروجهم بأيام معدودة.. كان بحرية بوم عيسى العثمان بالكاد يبصرون البوم القطري.. واذا بغواصة تطفو تدريجيا على السطح.. وعلى مسافة 500 متر تقريبا، فرفع بحرية بوم العثمان اكثر من ازار (وزره) بيضاء اللون.. وبعد ان شاهد من بداخل الغواصة تلك الرايات غادروا المكان.. ولكن لم تمض مدة طويلة على مغادرة الغواصة حتى سمعوا صوت دوي من بعيد جهة تواجد بوم الخال.. ومن ثم هوى شراع البوم القطري.. ولكن تعذر الوصول اليهم لانقاذهم.. لأن الرياح خفيفة جدا (خواهر) واستمرت كذلك حتى الليل.
وقيل ايضا ان الداو وبوم العثمان (فتح الرحمن) وفيه النوخذة احمد عبداللطيف العثمان بعد خروجهم من قوه بالهند قاصدين بر عمان.. انهما قد شاهدا بوم بن جار الله وبوم الخال وما حدث لهما، ويرجح ان يكون السبب لاطلاق الغواصة النار هو استخدام البومين الاشارات الضوئية بينهما ليلا.