راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > التاريـــخ البحـــري
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 10-08-2010, 12:21 PM
الصورة الرمزية فتى البارق النجدي
فتى البارق النجدي فتى البارق النجدي غير متواجد حالياً
عضو مخالف، تحت الملاحظة، النقاط: 1
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 48
افتراضي

نساء العثمان ... شقائق الرجال

النساء بشكل عام: شقائق الرجال.
ولقد كان منطلقنا في اختيار هذا العنوان في هذا السياق من قول الله تعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ... (189)"( ). فهي شق من نفس الرجل وجزء من شخصيته، ولقد حدد ذلك المعنى بالضبط رسول الله  حين قال: "إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ"( ).
فهما في التكليف سواء، وفي الجزاء كذلك، بل لهن في نصيب الرعاية وحسن الصحبة من الذرية ثلاث أضعاف ما للرجال،( ) وهي تشارك في الشعائر التعبدية ذات الطابع الاجتماعي الجماعي مثل الخروج إلى صلاة الجماعة والجمعة والعيدين.
كما أن لها حقوقها السياسية التي تجير بها من الأعداء المحاربين،( ) وهي مطالبة بما هو مطالب به الرجل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولقد كرمها الإسلام بعد ذل الجاهلية سواءً في الجزيرة العربية أو في بلاد الحضارات القديمة كاليونان والرومان واليهود والهنود.
ورغم القيود الإجتماعية التي كانت مفروضة على المرأة الكويتية في كويت الماضي، إلا إنه من الظلم وعدم الإنصاف أن نتجاوز دور المرأة الكويتية في دعم زوجها وابنها واخيها الرجل في مهمته الشاقة طلباً للرزق الحلال.
دعنا * عزيزي القارئ * نسلط الضوء في البداية على هذا الدور العظيم، الذي لعبته في الحياة الاجتماعية بشكل مباشر، وفي الحياة الاقتصادية بشكل يكاد يكون مباشراً أيضاً.
وليس من قبيل المبالغة ما رددَّه الأولون أن وراء كل رجل عظيم امرأة، وفي هذا القول تتجلى العلاقة الفطرية بينهما، ولا ينطلق الرجل الكبير حين ينطلق إلا بشخصية قوية مستقرة.
ولا تكون هذه الشخصية القوية المستقرة إلا في رجل يعيش في أسرة مستقرة متكاتفة، تسنده وتقف خلفه في كل المواقف، ولا توجد هذه الأسرة إلا وركنها الركين متوافراً وهو المرأة الصالحة، التي تحسن إدارة بيتها في حضور زوجها عموماً، وفي غيابه خصوصاً.
علماً بأن ظروف السفر قد تقتضيه أن يغيب عن الكويت أشهراً متصلة، قد تبلغ السنة أو السبعة أشهر، وما يلبث أن يعود فيها من رحلة السفر التجاري في السفن الشراعية، حتى يتلقاه موسم الغوص على اللؤلؤ، وغالباً ما يضطر البحار لأن يشارك فيه طلباً للرزق الحلال، وتخفيفاً للالتزامات التي قد تنشأ من قلة حاصل السفر التجاري، وبالتالي عدم كفايته لتسديد الدين الذي اقترضه قبل سفره ليأمن حاجات بيته وأهله، والمسمى "السلف".
ولا يقتصر هذا الحال على البحارة، فقد يحتاجه النواخذة الذين تتناسب حاجاتهم إلى الكسب الحلال مع حجم أسرهم، وعدد من يعول في ظل التكافل الاجتماعي الذي اتسم به المجتمع الكويتي.
ولم نسمع أبداً أن كويتياً * بحاراً كان أو نوخذة * تخلف يوماً عن رحلتي السفر التجاري أو رحلة الغوص على اللؤلؤ بسبب رعايته لشؤون أسرته.
لأن هذه المهمة قد كفته مؤنتها زوجته طوال سنوات عمله في البحر، وسرعان ما ربت من أبنائها الفتيان من يعينها في توفير الاحتياجات الخارجية للبيت، كما ربت بناتها الفتيات على مساعدتها في توفير الاحتياجات الداخلية في البيت.
بل على النقيض من كل هذا كانت المرأة الكويتية خاصة، والخليجية عامة تدفع زوجها وابنها اليافع إلى الكسب الحلال، ليقوم مقام الرجال الذين يعتمد عليهم في استجلاب الرزق، ويسمى أحدهم "الكدَّاد" أي الذي يتولى الكد والعمل في مجال الرزق الحلال.
لذا كان النوخذة له مكانته الاجتماعية الكبيرة في المجتمع، ومن بعده الرتب البحرية الأخرى مثل مساعده (نوخذة الشراع) والمجدمي وهكذا.
وكذلك على صعيد الغوص على اللؤلؤ كانت للغواص مكانته الاجتماعية الأكبر ثم السّيب، والتي تنعكس من تميز الأول عن الثاني أصلاً في توزيع حاصل رحلة الغوص (القلايط: الأسهم).
ولقد كانت تشعر زوجة النوخذة بالفخر والاعتزاز للمكانة الاجتماعية والاقتصادية التي بلغها زوجها، أو بالمقابل تشعر بالمسؤولية تجاه ذلك وبالقدر نفسه، فتأخذ على عاتقها حفظ بيته وصيانة سمعته وحسن تربية أولاده وحفظهم من الزلل ما استطاعت.
كانت هذه نبذة عن الدور الرائد الذي قامت به المرأة الكويتية في هذا المجال.
أما بالنسبة لنساء العثمان فلن يعوزنا التفكير في حسن تدبيرهن، وقوة شخصياتهن، وطيب تربيتهن، ويكفي أن نرى انعكاس ذلك متمثلاً في كل من أوجه النجاح التالية:
1- بروز نواخذة العثمان ضمن أكفأ نواخذة السفر الكويتيين.
2- كثرة عددهم بشكل مطلق بحد ذاته، وكذلك بالنسبة للنواخذة الآخرين من العائلات الكويتية الأخرى.
3- نجاح العائلة في توارث مهنة "التنوخذ" جيلاً بعد جيل، أباً عن جد، وأخاً كبير لأخ صغير.
وهذه المظاهر الجلية للنجاح لا تأتي دون تيسير الله تعالى للنواخذة من آل العثمان، وتوفيقهم بإسنادٍ اجتماعي يدفعهم إلى النجاح دفعاً.
ومن الطبيعي عندما نتحدث عن نساء العثمان اللاتي كنَّ وراء كبار العائلة عندما برزوا في مجال التنوخذ في سفن السفر الشراعي أن نذكر زوجة عميد العائلة، حيث أنه من الطبيعي أيضاً أن تكون هي التي ضمت الجميع في حسن تربيتها ورعايتها.
لقد كانت المرحومة السيدة شيخة سالم السبيعي زوجة المرحوم النوخذة عبدالعزيز بن عثمان سيدة بيت من الطراز الأول، حيث حفظت البيت وأهله في حضور زوجها وسفره، وساست "الحمولة" (بفتح الحاء: العائلة الكبيرة) خير سياسة، وقد كانت هذه الحمولة تضم أبناءها عبدالله وعبدالوهاب وزوجتيهما، وأبناء أخت زوجها هيا بنت عثمان وهما عبداللطيف ومحمد ابنا سليمان بن غانم العثمان وأبنائهما.
وعندما نقول أنها حفظت البيت فإننا نقصد معانٍ كثيرة، ومواقف طويلة تبدأ منذ الصباح الباكر حين توقظ الأولاد ليذهبوا إلى المسجد لأداء صلاة الفجر مع الجماعة في مسجد العثمان، الذي بناه زوجها، ثم لا يعودون من المسجد حتى تكون قد أعدت لهم الفطور.
وهكذا تشرف وتعد الوجبات، وتقوم بكافة الواجبات المنزلية التي لا يتسع المقام لذكرها، والمهم هنا أنها حافظت على كل البرامج اليومية في إدارة البيت الكبير في عملية انسيابية وطيبة خلت من المشاكل الاجتماعية والمادية ولله الحمد والمنة.
أما عبداللطيف فقد تزوج ابنة خاله فاطمة عبدالعزيز العثمان، وهي الأخرى كانت صاحبة فضل وحسن سياسة وتدبير، وقد أنجبت الأبناء الصالحين وعلى رأسهم النوخذة القدير أحمد عبداللطيف العثمان. وقد كانت هي الأخرى * وسائر نساء العثمان * تقوم بواجباتها الاجتماعية والمنزلية على أحسن وجه، باعتبارها بنت نوخذة وزوجة نوخذة وأم نوخذة، فكيف لا تكون قيادية وقد كانت ربيبة النواخذة منذ نعومة أظفارها.
فهي بنت النوخذة القدير عبدالعزيز بن عثمان، وزوجة النوخذة القدير عبداللطيف سليمان العثمان، ووالدة النوخذة أحمد عبداللطيف العثمان، والنوخذة داوود عبداللطيف العثمان.
وكذلك موضي عبداللطيف سليمان العثمان زوجة النوخذة القدير عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان، التي كانت له خير سند أيضاً في أسفاره الأولى، حيث أشرنا آنفاً في التعريف الشخصي به، بأنه تزوج مبكراً في بداية شبابه.
وقد تزوج النوخذة محمد سليمان العثمان هو الآخر من ابنة خاله عبدالله بن عثمان، وأنجبت منه النوخذة يوسف وأختيه سارة وفاطمة، وقد تزوج النوخذة يوسف ابنة عمه عائشة عبداللطيف العثمان، وأما فاطمة فقد تزوجها النوخذة عبدالله عبد العزيز العثمان.
وأما سارة فتزوجها المرحوم سليمان عبداللطيف العثمان الكاتب الرئيسي لعائلة العثمان، وعندما نقول الكاتب فإننا نقصد ما اصطلح الكويتيون القدماء على إطلاقه كمسمى للمحاسب وماسك الدفاتر التجارية، أي المدير التجاري.
وكذلك فإن النوخذة أحمد عبداللطيف سليمان العثمان قد تزوج منيرة ابنة النوخذة عبدالرحمن إبراهيم العثمان، وكذلك تزوج أخوه داوود عبداللطيف العثمان من أختها لطيفة عبدالرحمن إبراهيم العثمان.
وتكتمل الدورة الاجتماعية بين هؤلاء النواخذة حين يتزوج عبدالرحمن إبراهيم العثمان من حصة ابنة النوخذة عبداللطيف سليمان العثمان، وكذلك زواج النوخذة علي سليمان العلي العثمان من مريم ابنة عمه النوخذة غانم علي العثمان، وكذلك فإن النوخذة عيسى عبدالله العثمان تزوج من طيبة ابنة عمه النوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان.
ومن هنا تتضح اللحمة الاجتماعية الكبيرة بين هؤلاء النواخذة، كما يتضح من هذه اللحمة الدور الكبير الذي لعبته نساء عائلة العثمان في صناعة المجد البحري الكبير لعائلة العثمان.
ومن الجدير بالذكر هنا أننا لا نغفل أبداً الدور الذي قامت به زوجات نواخذة العثمان من غير نساء هذه العائلة الكريمة، بيد أننا نركز الحديث هنا عن نساء العثمان المنتميات لعائلة العثمان، ليتبين لنا العدد الكبير منهن بين زوجات نواخذة العثمان من جهة، كما يتبين لنا دورهن وأثرهن الكبير في مسيرة النجاح من جهة أخرى.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10-08-2010, 12:22 PM
الصورة الرمزية فتى البارق النجدي
فتى البارق النجدي فتى البارق النجدي غير متواجد حالياً
عضو مخالف، تحت الملاحظة، النقاط: 1
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 48
افتراضي

ملحق الكتاب

النوخذة الشاب غانم عبدالله العثمان
لعله من حسن الطالع أن يولد النوخذة الشاب غانم في الكويت في يوم ذكرى استقلالها – 25 فبراير - عام 1967م، ليكون ابناً باراً بها يعملُ في سبيل عزِها ورفعتها.
درس في المرحلة الابتدائية في مدرسة الغزالي بالكويت، وفي عام 1978م غادرها لإكمال تعليمه في مدرسة مِلفيلد (MILLFIELD) بإنجلترا .. لتعمل الغربة وقسوة الحياة على صقل شخصيته وبناء خطوط مستقبله.
تخرج في عام 1989 من الجامعة الأمريكية بلندن .. وعاد إلى الكويت حاملاً شهادة البكالوريوس بإدارة الأعمال بتقدير جيد جيداً.
عاد إلى الوطن يحمل أفكاراً متجددة وطموحات كثيرة .. ينشد تحقيقها من خلال مساعدة والده بإدارة أعماله .. لكنه اصطدم برغبة الأب الذي كان يريده أن يعمل بوظيفة بأحد البنوك أو الشركات الاستثمارية.
لكن إصرار غانم على بناء حياته وتكوين نفسه بنفسه جعله يضاعف الجهد في سبيل تحقيقها. رغم أن الغزو العراقي الغاشم أخّر هذه المسيرة ردحاً من الزمن .. لكنه ما استطاع قتلها أو إضعافها.
وهو اجتماعي بطبعه وزوج مخلص يكنّ كل حب وتقدير لزوجته وأطفاله .. ولا يترك فرصة سانحة إلا وقضاها وسط أهله وعياله، يمازحهم ويلعب معهم ولا يدخر وسعاً من أجل إسعادهم.
ورغم أنه يتمتع بكل هذه الصفات الإنسانية والاجتماعية إلا أنها لم تؤثر في تكوينه الصلب وأفكاره الصلدة .. فالحياة في نظره مغامرة .. الحاذق فيها من يخرج منها بأقل الخسائر أو يروضها ويجعلها – بالصبر والجلد – مطية لتحقيق أمانيه وأحلامه، وحكمته بالحياة هي: "تحدي الصعاب خير من انتظارها".
عشق غانم العثمان البحر وترعرع بين أمواجه منذ نعومة أظفاره. وكان البحر مربع لهوه وصباه .. وكان الملجأ لقضاء أوقات الفراغ والعطل .. وقد توج غانم هذا العشق بتعدد الهوايات البحرية التي كان يمارسها .. وإن كانت أهمها وأقربها إلى نفسه رياضة الغوص .. لذا نجد دوماً تحضير وجلب عدة الغوص همه الشاغل.
وكما كان غانم النوخذة محنكاً فوق سطح يخته .. فهو أيضاً خبير بالبحر وأسماكه ومغاصاته. وكانت علامات القيادة فيه تتأصل منذ الصغر .. وتتنامى معه يوماً بعد يوم .. فقد قاد زورقاً صغيراً وهو مازال في السابعة من عمره .. تلك الصفة التي شبت معه وما استطاع مقاومة سحرها الطاغي.
فما أن مَنَّ الله على الكويت بنعمة التحرير وبدأت عجلة الخير تدور على أرضها عطاءً ووفاءً حتى اشترى يختاً من نوع (Sea ray) 39 قدماً مبتدءاً به جولاته الخليجية إلى (البحرين- ثم قطر والأمارات – وختمها بمسندم بعمان بمدخل الخليج).
وما أن تنامت واختمرت في رأسه فكرة الدوران حول العالم بحراً .. حتى قضى الشهور الطوال في البحث والقراءة والإطلاع في المراجع والكتب لتحقيق هذه الفكرة الطموحة .. التي وجد في اليخت (Nordhaven) الوسيلة المناسبة لقيامه بها، لما يمتاز به هذا النوع من اليخوت من قوة وقدرة على قطع المسافات الطويلة بدون توقف .. ويمتاز أيضاً باقتصادية استهلاك الوقود، وتلك شروط أساسية يجب توفرها في وسائل النقل البعيدة.
وكانت أولى تجارب النوخذة غانم العثمان في القيادة البحرية في أعالي البحار .. حين قاد يخته المذكور من سنغافورة إلى الكويت في رحلة طويلةٍ استغرقت 40 يوماً حال تسلُمِهِ من الشركة المُصنعة.
وكانت هذه الرحلة حافزاً ودافعاً له للقيام برحلة الدوران حول العالم .. بعد أن جرب اليخت والإبحار في أعالي البحار معاً.
ولسوف نتحدث فيما يلي بشيء من التفصيل غير الممل مقروناً بالإيجاز غير المخل عن الرحلتين المهمتين في حياته البحرية :
أولاً: رحلته من سنغافورة إلى الكويت
يتحدث إلي النوخذة الشاب المغامر غانم العثمان عن قصة رحلته هذه مبيناً أن ولعه بارتياد البحر بدأ منذ نعومة أظفاره، فكان يركب البحر مع أخيه الأكبر المرحوم عادل، الذي كان يصطحبه معه في أعماق الخليج ويندهش هواة البحر في النادي البحري عندما كانوا يرون الصبي اليافع غانم عبدالله العثمان يرسي قارب أخيه الأكبر عادل في مرساه وعمره لم يتجاوز التسع سنوات.
كبر الصبي اليافع وشب فتى مغرماً بارتياد البحر حتى كان له قاربه الخاص الذي يرتاد به أرجاء الخليج العربي، يمارس هواية الغوص والصيد تحت الماء، مستخدماً بندقية الصيد إلى جانب الوسائل التقليدية للصيد.
وبعد مرور السنوات وهو على هذا الحال انتاب النوخذة الشاب غانم العثمان شعور جارف بالرغبة في الوصول إلى موانئ وبحار أخرى غير بحر الكويت.
وكانت محاولته الأولى للوصول إلى موانئ البحرين، وحدث ذلك عام 1992م، وكان عمره حينئذ 24 سنة وكان قلبه يومها مليئاً بالرهبة من المجهول الذي هو مقدمٌ عليه حتى إن زملاءه في هذه الرحلة عادوا جواً إلى الكويت من مطار المنامة ولكنه أصر على العودة بحراً، وقد زالت الرهبة من قلبه بعد أن وصل فعلاً إلى البحرين.
وما هي إلى فترة وجيزة حتى عزم على السفر إلى موانئ الإمارات العربية المتحدة، وكانت هذه الرحلة أطول من سابقتها فوصل إلى ميناء دبي العامر بالحركة البحرية، وقد اكتسب الخبرة الكافية في أساليب التزود بالوقود (الديزل) من نقاط مختلفة طوال رحلته؛ علماً بأن سعة خزان قاربه لا تكفيه إلا لقطع مسافة مائة وخمسين كيلو متراً.
ولم يكن مع هذه الخبرة محتاجاً لأن يثقل قاربه بخزان إضافي, فقد عرفه عمال الجزر النفطية ومراسي ناقلات النفط في الجزر الصناعية حتى أصبح أمر التزود بالوقود سهلاً عليه ولم يتيسر ذلك لأي بحار آخر، وما هي إلا أشهر حتى تاقت نفسه إلى زيادة مدى رحلته وطولها، وذلك بعبور الخليج إلى موانئ عمان، فكان له ذلك.
ولما نجح في عبور الخليج، وتردد على جميع سواحله وموانئه وحفظ كل تفاصيلها، تاقت نفسه هذه المرة إلى عبور المحيط الهندي، حتى يكتسب خبرة أكبر ويحقق إنجازاً جديداً.
وبالفعل بدأ يفكر في مواصفات القارب الذي يصلح لعبور المحيط ويستطيع به اجتياز مخاطره حيث العواصف الشديدة والأعماق التي قد تصل إلى سبعة آلاف متراً تحت سطح البحر، فكان شغله الشاغل البحث عن الشركة التي تستطيع أن توفر له قارباً يتمتع بالمواصفات المطلوبة لمثل هذه الظروف، حتى تيسر له فعلاً العثور على إحدى الشركات الأمريكية المتخصصة بمثل هذه النوعية من القوارب واليخوت .
وعلى ذلك سافر في عام 1996م، وتوجه إلى هذه الشركة، وقابل المسئولين فيها وشرح لهم المطلوب فتم له ذلك، وقد كلفه مبلغاً ضخماً بالنسبة لإمكانياته المادية حتى يوفر اليخت (عثماني)، والذي من أبسط مواصفاته أن قاعدته الطولية (البيص) مثقل بأوزان ضخمة من الحديد، وذلك حتى يثبت اليخت أمام ضربات الأمواج، كما أن واجهة كابينة القيادة مدعمة بسماكة ضخمة من الزجاج الواقي من ضربات الأمواج، فبثقل البيص كانت الموجة الضخمة لا تقوى على رفع اليخت بل تقفز عليه فوق رأس النوخذة غانم العثمان وتتلاشى خلفه.
ولك عزيزي القارئ أن تتخيل المنظر الرهيب حينما تهجم عليك الأمواج القوية واحدة تلو الأخرى لا يصدها عنك إلا الواقي الزجاجي.
ومن أجل النجاح في هذه الرحلة واجتياز مخاطره فقد أقتنى النوخذة الشاب غانم عبدالله الغانم العثمان كل ما يلزمه من مراجع بحرية لرصد الظواهر المناخية والأحوال الجوية بكل دقة وإتقان، وقرأ الكثير من الكتب والمراجع التي أثرت خبرته في علم البحار واستــعان بالخرائـــط البحرية وأجهزة الإستشعار الدقيــقة (G B S) وأجهـزة الإرسال والإستقبال .. واشترك بالكثير من مراكز الأرصاد الجوية العالمية عبر الأقمار الصناعية، التي تمده بتقارير دورية – عبر جهاز الفاكس الموجود على ظهر يخته – كل ست ساعات ليرصد بذلك حركة الرياح وأوقات عصفها.
ولما كانت دراسة النوخذة غانم العثمان لكتب الأرصاد الجوية وقراءته للخرائط البحرية دقيقة، علم أن استلام اليخت في الكويت غير مناسب في فبراير عام 1997م، أي عندما يكتمل البناء وينتهي التصنيع، فطلب من المصنع استلام اليخت في الصين حتى يبدأ به رحلته إلى الكويت عابراً المحيط الهندي وكم كان الأمر عجيباً وغريباً – على مسئولي المصنع – أن يرد هذا الطلب لليخت رقم 51 في العالم متضمناً هذه المواصفات، وكم كان الأمر أعجب أن يواجههم صاحب يخت بطلبه استلامه ليعبر به المحيط فوراً دون أن يجربه، كما هو معهود لرواد البحر أمثاله.
بدأت هذه الرحلة من سنغافورة بدلاً من الصين بسبب هيجان بحر الصين آنذاك. وذلك في يوم عزيز علينا جميعاً، وهو يوم ذكرى استقلال الكويت (25 فبراير عام 1997م). ومن اللطيف وعجيب الموافقات أيضاً أن هذه الذكري تتزامن مع يوم ميلاد النوخذة الشاب غانم عبدالله العثمان.
وفيما يلي تلخيص لأهم المعلومات المتعلقة بهذه الرحلة:
تاريخ المغادرة عدد أيام الإبحار تاريخ الوصول موقع الوصول مدة الإقامة أهم الأحداث
من سنغافورة
25/2/1997 3 أيام 28/2/1997 جزيرة بوكت (تايلاند) 3 أيام مضيق ملكه كان مزدحماً بالبواخر مع سقوط أمطار شديدة
3/3/1997 8 أيام 11/3/1997 سريلانكا يومان طول مسافة المحيط وكثرة صيد سمكة المارلين مع وجود أجواء متقلبة، ورؤية سفينة عمانية في منتصف خط السير والتي تسمى بسفينة "شباب عمان"
13/3/1997 3 أيام 16/3/1997 جزر المالديف عاصمة بالي يومان كثرة الشعاب المرجانية وأطول مسافة بحرية عبارة عن 1500 ميل بحري مروراً بفك الأسد.
18/3/1997 11 يوم 29/3/1997 دبي 3 أيام عواصف رعدية وأمواج عاتية حيث أنه موسم السرايات ولكن كان القلب كبيراً والمعنويات مرتفعة بسبب شعوره بنسيم الكويت القريبة منه


عزيزي القارئ:
كم كانت هذه الرحلة محفوفة بالأخطار والمصاعب، ولا يتسع المقام هنا لأن نسرد تفصيلاتها، ونكتفي بتحديد النوخذة غانم عبدالله العثمان لأهم الأمور المعينة على تحمل هذه الصعوبات بل تجاوزها بأنها اليقين بالله تعالى والإيمان بقضائه .. إلى جانب الصبر والثبات عليه .. بالإضافة إلى قوة الإرادة والعزم والتصميم للوصول إلى الغاية المنشودة.
وهذه هي أسرار نجاحه .. بيد أنها معروفة وواضحة للجميع لكن لا يُلقاَّها إلا أصحاب العزائم وكما يقول النوخذة الشاب غانم العثمان: "العزائم معها الغنائم".
ثانياً: رحلته حول العالم منطلقاً من الكويت
وبعد أن سردنا بين يديك – عزيزي القارئ – تفاصيل الرحلة الأولى في يخته "عثماني" من سنغافورة إلى الكويت، والتي كانت منطلقه الأول للعالمية والتفكير بالإبحار حول العالم، نسوق بين يدلك أيضاً تفصيلاً * ولكن مختصراً( ) * عن رحلته حول العالم على شكل مراحل ووثبات.
بعد أن تشرف غانم العثمان بلقاء حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح الذي بارك رحلته وحمَّلهُ رسالة سامية إلى الرئيس المالديفي.. وقابل أيضاً معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ورئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح .. انطلق في صبيحة يوم 26 من يناير 1998م اليخت عثماني مبحراً بقيادة النوخذة غانم عبدالله غانم العثمان .. ومرافقيْه (صديقه محمد حيدر بطل الجودو، والميكانيكي جواد معروف) من (الكويت) مبتدئاً رحلة الدوران حول العام بحراً متجهاً إلى (دبي) ثم (مسقط).

وفيما يلي تلخيص لأهم المعلومات المتعلقة برحلته حول العالم:
تاريخ المغادرة عدد أيام الإبحار تاريخ الوصول موقع الوصول مدة الإقامة أهم الأحداث
3/2/1998 يومان 5/2/1998 مسقط (عمان) يوم واحد هيجان بحر العرب
6/2/1998 7 أيام 13/12/1998 قوا ( الهند) يومان ---
15/2/1998 4 أيام 19/2/1998 جزر المالديف 20 يوماً تسليم خطاب سمو الأمير إلى الرئيس المالديفي ، وزيارة أهله له
10/3/1998 8 أيام 18/3/1998 بيكيت (تايلند) 19 يوماً إندلاع حريق في محرك اليخت .. نفاذ المياه في اليخت
6/4/1998 1 يوم 7/4/1998 لنجوي يوم واحد ---
7/4/1998 يومان 9/4/1998 سنغافورة 9 أيام جنوح يخته في إحدى جزرها نتيجة لانحسار الماء ونجاته من هذه المعضلة بما يشبه المعجزة، مصاباً ببعض الخدوش بقاعه
18/4/1998 7 أيام 25/4/1998 بالي (إندونيسيا) 18 يوم كان في استقباله وفد من سفارة دولة الكويت ، حفل استقبال على شرفه حضره سعادة السفير جاسم المباركي وحرمه .. وعدد من كبار الشخصيات الرسمية والإعلامية ، زار ملاجئ المسلمين وتبرع لهم وقضى أجمل الأوقات برفقة زوجته التي لحقت به
13/5/1998 11 يوماً 24/5/1998 بالاو 15 يوم إصابة ساقه بالتسمم جراء جرحها بإحدى الصخور المرجانية وتورمها بشكل مخيف
8/6/1998 13 يوماً 21/6/1998 جزيرة كوسرى الميكرونيزية 3 أيام ---
24/6/1998 3 أيام 27/6/1998 جزر المارشال (قاعدة كواجلين) الأمريكية 4 أيام ارتفاع الأمواج والرياح العاتية
عطلاً فنياً أصاب جهاز تبريد ماكينة اليخت جعله يلجأ إضطرارياً إليها
1/7/1998 10 أيام 11/7/1998 جزيرة جون ستون 5 أيام كانت منقذهم من نقص الغذاء الذي يعانون منه
16/7/1998 5 أيام 21/7/1998 جزر هاواي 21 يوماً أصيب بكم من الأعطال في يخته تطلب قيامه بصيانة شاملة له .. وأخذ فترة من الراحة
11/8/1998 16 يوماً 27/8/1998 (لوس أنجلوس) كاليفورنيا أنواء عاتية اضطرته للاتجاه شمالاً تفادياً للإعصار الرهيب (جورجي)
الكويت 97 يوم عاد غانم العثمان وصحبه إلى الكويت ، ثم سافر غانم العثمان وجواد معروف إلى كاليفورنيا بعد اعتذار محمد حيدر عن تكملة الرحلة لأسباب شخصية، اكتشف هناك بعض الأعطال الفنية في يخته
2/12/1998 11 يوماً 13/12/1998 (أكابولكو) المكسيكي 3 أيام اللجوء إلى هذا الميناء هرباً من عاصفة قوية حُذر منها كانت ستضربه من الخلف
16/12/1998 9 أيام 25/12/1998 قناة بنما 12 يوم قناة يبلغ طولها (50) ميلاً ويزيد عمقها على (40) قدماً ويرتفع فيها الماء بواسطة غرف الحجز
6/1/1999 يومان 8/1/1999 سان أندروس 3 أيام أجواء عاصفة لا تهدأ أبداً
11/1/1999 5 أيام 16/1/1999 كوبا يوماً واحداً ---
17/1/1999 1 يوم 18/1/1999 ميامي 105 أيام صيانة اليخت استعداداً للعبور وبقى فيها فترة من الزمن انتظاراً لهدوء العواصف في المحيط الأطلسي ، عاد خلالها إلى الكويت ليقف بجانب والده المريض .. وترك جواد معروف في ميامي بعد أن وفر له كافة احتياجاته برعاية أحد أصدقاءه
3/5/1999 6 أيام 9/5/1999 برمودا يوماً واحداً حُذر من المغامرة في مثلث برمودا السئ السمعة
9/5/1999 12 يوم 21/5/1999 جزر الإيزور البرتغالية 10 أيام أمواج كاسرة كالجبال ورياح مزمجرة ليل نهار
31/5/1999 8 أيام 8/6/1999 جبل طارق 4 أيام ---
12/6/1999 3 أيام 15/6/1999 المغرب 58 يوم أجرى صيانة ليخته عثماني ثم انطلق منها إلى ( بورتا باتوس وجزيرة إبيزا بإسبانيا ثم إيطاليا والجزر اليونانية ) .. وعبر قناة (كورنث) التاريخية .. ومنها اتجه إلى قناة السويس
12/8/1999 8 أيام 20/8/1999 قناة السويس يوماً واحداً
21/8/1999 9 أيام 30/8/1999 عدن 4 أيام وزع الهدايا والعطايا السخية على المحتاجين فيها
3/9/1999 7 أيام 10/9/1999 مسقط 5 أيام حضر معرض الفنان الكويتي بدر القطامي والتقى بوزير التخطيط الكويتي د. محمد الدويهيس
15/9/1999 1 يوم 16/9/1999 مسندم 8 أيام قام بتنظيف يخته من الشوائب والطحالب التي علقت به أثناء الإبحار
24/9/1999 2 يوم 26/9/1999 الكويت يوماً مشهوداً على المستويين (الرسمي والشعبي) امتزجت فيه دموع الفرح بدموع الانتصار
173(مبحراً) 430 (مدة الإقامة) استغرقت الرحلة ما بين الإبحار والتوقف حوالي، 603 يوم





المشاهدات والنتائج
يقول النوخذة الشاب غانم عبدالله غانم العثمان:
"إن الشعور الذي يختلج في صدري بعد رحلة الدوران حول العالم بعثماني يجعلني أفكر دائماً بما سأقدمه في المستقبل .. أكبر من ذلك باسم الكويت".
وفي ملخص لأهوال رحلته خرج النوخذة بهذه المشاهدات والنتائج:
- المحيط الهادي يعاكس اسمه تماماً فهو أشرس المحيطات، ففيه يولد كل أسبوع إعصار هائج (هوريكين) يتعامل مع القارب الكبير كدمية صغيرة، يقذفها بيد ويتلقفها باليد الأخرى.
- "سر المهنة" في اجتياز مثلث برمودا هو شهر مايو من العام الميلادي، حيث إنه هو الشهر الوحيد الذي يهدأ به البحر والريح، وفيما عداه: "الويل والثبور" لمن يتجرأ على ولوج هذا المثلث.
- من عجائب البحر في إندونيسيا أن قراصنة البحر هم الذين ساعدوه عندما أعلن البحر ثورته عليه، وبمساعدتهم نجا من هذه المحنة بعد أن سخرهم الله له، ومما لفت نظرهم خواء اليخت من أي بضائع لديه تفتح شهيتهم، بل إنه استثار عاطفتهم.
- اضطرته ظروف الدوران حول العالم بحراً أن يقضي أربعة أشهر ونصف الشهر في جزر غير مأهولة بالسكان، فرغم أن الجنس البشري قد غزا المعمورة براً وبحراً وجواً ونافس الكثير من الكائنات في أوطانها بل طردها منها إن لم يكن قد قتلها ابتداءً … رغم كل ذلك لم يجد النوخذة غانم العثمان بداً من اللجوء إلى قضاء هذه الفترة في جزر غير مأهولة بالسكان مما يعني أنها نائية من جهة، وأنها لم تجذب الجنس البشري إليها وبالتالي غير ذات موارد تذكر.
- نفد الوقود ذات مرة، ونفد الزاد أكثر من مرة، لا لقلة التخطيط، ولا لسوء التدبير، بل لكثرة المتغيرات الجوية، التي صدق فيها قول الشاعر العربي منذ القدم: تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
وكلها تعالج بالحكمة وحسن التصرف وعدم المكابرة أو الاستعلاء على الظروف, وقبل كل هذا وبعده لطف الله تعالى الذي ما فتئ النوخذة غانم يستهله صباح مساء حين يهدأ البحر أو يثور، وحين تظهر اليابسة أو تغور بعمق أكثر من ثمانية آلاف متر تحت سطح البحر متخطية ارتفاع أكبر قمة جبلية في اليابسة.
- أكثر من مرة يقترب من القارب الكبير حوت أكبر منه ويحاول الالتصاق والاحتكاك به لا لنزعة هجومية، بل بسبب لا يتوقعه الإنسان العادي الذي لا يعرف طباع بعض أنواع الحوت، إذ إنه يحاول فرك جسمه بالقارب للتخلص من الطفيليات "النو" التي تلتصق بجسمه ولا يستطيع التخلص منها حيث لا أطراف له كسائر الثدييات. ولكن لطف الله تعالى موجود، حيث إن الحوت يزعجه هدير محرك الديزل الذي يدفع القارب، ويدفع الخطر عنه.
- لا تَوقُّف في السير في عرض البحر أبداً. أما في اليابسة فيرسو القارب كما يحلو لطاقمه، وأما في عرض البحر فحذار من التوقف، وأي مرساة (باورة) ستصل إلى القاع مهما كان طول السلسة (الخراب)(1) مصيرها البقاء معلقة دون فائدة تذكر خاصة وإن تيارات الماء ودفع الرياح أقوى من أي توقف.
- أصابه التسمم في قدمه اليسرى لا لضربه سمكة، ولا لدغة كائن بحري، بل لاصطدام رجله بإحدى الشعاب المرجانية خلال ممارسته مهنة الغوص ذات مرة.
- عندما يرسو الملاح قرب الشاطئ يجب أن يحسب ألف حساب لا لعمق الماء تحته فقط، بل لمقدار انخفاض سطحه عند الجزر، وأي جزر مثل جزْر سنغافورة الذي فاجأه وكأنه تيار هادر أفرغ الماء من تحت قاربه الراسي قرب أحد شواطئها فحدث ما لم يكن بالحسبان: مالت السفينة على أحد جانبيها وافترشت الأرض, ولولا لطف الله تعالى بأن خلت القطعة من الصخور، لحدث المحذور. ولقد كانت ساعات الجزر هذه تفوق الدهر طولاً عند غانم الذي اتجه بالدعاء إلى العلي القدير أن ينجو من هذه المعضلة التي ستتهدم تحتها آماله، وتُحطم أحلامه وتنهي رحلته مبكراً قبل منتصفها. ويستجيب العلي القدير لدعائه وينصب ماء المد بنفس المعدل ويسلم القارب إلا من بعض الخدوش البسيطة في قاعه، ويحرِّم الرسو بعدها إلا في منطقة قد درس حركة المد والجزر فيها.
- لا يتوقف النوخذة غانم العثمان عن الرصد الفلكي ليلاً ونهاراً .. وعن رصد حركة الإعصار الأسبوعي (الهوريكين) في عرض المحيط الهادي، ومن اللطيف أنه يرصد حركته بالأقمار الصناعية على بعد آلاف الأميال، ويراقب كل ست ساعات حركته، وقد اضطر أن يحرف مسار الرحلة إلى الشمال باتجاه ألاسكا بدلاً من كاليفورنيا حتى يرتفع عن خط العرض الذي لا يتجاوزه هذا النوع من الأعاصير التي تضمحل فور اصطدامها بالهواء البارد لكونها لا تعيش إلا على التفاعل بين الحرارة والرطوبة واختلافهما. فاستطاع بذلك التخلص بذكاء من اعتراض الأعاصير ثم أكمل غرباً حتى وصل إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية.
- لعب النوخذة الشاب غانم العثمان دور السفير المخلص الذي حمل أعلام الكويت وقضية الأسرى أينما حلَّ وحيثما ذهب، وتعلم لغة الإشارة للتعامل مع غير الناطقين بالإنجليزية، فأوصل اسم الكويت وقضيتها أينما ذهب .. كل هذا بلا دعم مادي من أحد، ولكن على حسابه الخاص، ولذلك فقد استحق بجدارة تقدير حضرة صاحب السمو أمير البلاد، الذي كتب له كلمة شكر وتقدير بخط يده الكريمة وتوقيعه، وهي التي يعتز بها النوخذة غانم العثمان كثيراً.
- لم ينس غانم رفيق دربه ميكانيكي اليخت" جواد معروف" بل عبر عنه بكلمة موجزة ولكن بليغة: "ليس للآلة الدائرة عنه استغناء خاصة في الرحلات الطويلة التي تظل فيها آلية الدوران في الماكينة تعمل لأيام طويلة متتالية .. وقد يكون في توقفها – ولو للحظات – الهلاك المحتم". وقد زوده غانم العثمان بقطع الغيار اللازمة لماكينة اليخت جاعلاً لكل قطعة فيها قطعتي غيار احتياطاً وتحسباً للطوارئ، إذ ليس لديك من منقذ وسط البحار – بعد الله – إلا ما تملكه من صبر وحنكة وحسن تصرف واستعداد ومؤنة وقطع غيار.
- كلمة رائعة يعبر فيها النوخذة الشاب عن ما يفكر فيه وهو في عرض البحر:"كنت أفكر في ملكوت الله تعالى، وفي قدرته، وأسأله أن يساعدني لأصل إلى المحطة التالية، وأن يلهمني الأفكار الصائبة التي توجهها الخرائط التي أمامي من منطلق إيماني الشديد بالله تعالى والقدر، واعتمادي على البوصلة الداخلية في أعماقي.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12-08-2010, 12:59 AM
الايكاروسي الايكاروسي غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 192
افتراضي

مشكور اخوي الفتى على ذكر اعلام الكويت البحريه .
ونعم بيت العثمان .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نواخذة السفر الشراعي PAC3 التاريـــخ البحـــري 65 25-01-2021 02:03 PM
كتاب نواخذة السفر الشراعي في الكويت محمد90 البحوث والمؤلفات 0 08-11-2010 03:26 PM
قانون السفر PAC3 التاريـــخ البحـــري 4 13-01-2010 09:54 PM
كتاب : عائلة العثمان مدرسة السفر الشراعي العثمان البحوث والمؤلفات 13 11-05-2009 01:16 PM
(آل العثمان) عبد الله وملا عثمان العثمان - فرحان الفرحان 2/11/2001 IE التاريــخ الإجتماعي 2 11-10-2008 02:48 PM


الساعة الآن 11:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت