راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 01-02-2012, 02:35 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي سينما الصفاة

القبس - 30 يناير 2012م



سينما الصفاة عندما رسمها أيوب حسين


فتحية الحداد
رسم أيوب حسين «سينما الصفاة» مرة في الستينات وثانية عام 1999، فأصبح تقادم الزمن فرصة لتباين رؤية المتلقي بعد أن تطورت وسائل البحث.
أشهر مضت وأنا أحاول معرفة عناوين الأفلام التي عرضت في ساحة الصفاة، ولم أصل الى جواب أكيد، وحالة «اللايقين» تولد السؤال تلو الآخر، والصدفة تتمخض عنها احتمالات عدة.

بداية هذا العام، كان لي حديث مع عبدالله محمد العجيري، شقيق الفلكي الدكتور صالح العجيري. سألته عن دراسته في المباركية. تشعب حوارنا، وكادت كلمة «النهاية» تظهر أمامي، لولا أني تذكرت لوحة «سينما الصفاة»، حولت مجرى الحوار، وسألت السيد العجيري إن كان يذكر تلك الأفلام؟

«إيه».. بها استرجع عبدالله العجيري ذكرى الشباب البعيد.. «نعم أتذكر.. كنا نجلس في الساحة نتابع الأفلام. وأذكر أني مرة جلست في الصف الثاني الذي يلي كراسي الصف الأمامي التي كانت توضع أحيانا عندما يحضر الشيخ عبدالله المبارك ومعاونوه من دائرة الأمن العام لمشاهدة بعض الأفلام.
انكلترا، أو ما عُرف ببريطانيا العظمى، حاولت الظهور منتصرة على الأعداء، فكنا نشاهد الدبابات التي تعزز فكرة استعداد بريطانيا والتحالف. كنا نرى تشرشل ونلاحظ قامته التي تعبر عن الزهو والافتخار، ونسمعه يردد: «إننا منتصرون». بعض أفلام «الصفاة» شاهدتها ثانية في البحرين، عندما التحقت ببعثة هناك».

أفلام وثائقية وحربية
أعود إلى رسم أيوب حسين، فأتوقف عند دبابة أشار إليها عبدالله العجيري في حديثه. هناك مطابقة تشجعني لوضع أول قائمة لتحديد أفلام ساحة الصفاة. التفاصيل توحي بأن الأفلام، وفي مرحلة معينة كانت وثائقية تُعنى بالحرب، من خلالها تعرف الجمهور أكثر إلى تشرشل. عناصر ملائمة لبدء بحث في الانترنت: الويكيبيديا واليوتيوب.
نبحث عن كلمة «نصر» أو «انتصار» في خطابات الحرب المحفوظة في قائمة في موقع «رابطة تشرشل» فنجد أن المفردة استخدمها تشرشل بتاريخ 10 نوفمبر 1942، ثم 13 مايو 1945.
اذا الكلمة لم تستخدم إلا مرتين، فلماذا انطبعت في ذاكرة عبدالله العجيري، ولماذا ظلت صورة رئيس الوزراء المنتصر ثابتة لقرابة سبعين عاما؟
هل تمت معالجة الأفلام الوثائقية، لتتردد كلمة «النصر» وتترسخ في وعي الكويتي؟ احتمال وارد، خاصة عندما نتصفح «مذكرات ماري برونز أليسون» التي اصدرها مركز البحوث والدراسات الكويتية.
فالدكتورة ماري في حديثها عن ذكرياتها في الكويت عام 1954 تقول: «وعرض المُنتص.رون فيلم حياة المسيح الذي لاقى اقبالا شديدا، فكان يُعرض ثماني مرات على الجمهور الكبير، وفي وقت الكريسماس كان عليهم أن يأخذوا موافقة رقيب الحكومة عن فيلم عن قصة الكريسماس، وقد اعترض الرقباء على ذكر اسرائيل فظهر الرجال الحكماء في الفيلم أمام الملك هيرود صامتين».
وفي مرحلة لاحقة تضيف الدكتورة «في عام 1948، (...) عرضنا فيلما عن حياة المسيح الذي ترك انطباعا مهما، فعلقت بدوية بعد ذلك قائلة: «إذا، هذا ما حدث».


رقابة محلية
هذه المذكرات تثير نقطتين: الأولى أن الأفلام الأجنبية كانت تخضع الى رقابة من الحكومة الكويتية، ثم الى عملية مونتاج إن لزم الأمر، ليتم مثلا حذف الصوت. أما النقطة الثانية، فإن الأفلام أثرت بالفعل على وعي المتلقي الكويتي، لهذا علقت البدوية «إذا، هذا ما حدث» لتعبر عن تأثرها بالفيلم، واستيعابها لقصة المسيح بشكل مختلف عما عرفته من قبل.
قد نقنع بأن مونتاجا ما جعل عبارة «اننا منتصرون» عالقة في ذهن المتلقي الكويتي عبدالله محمد العجيري، ولكننا عندما نبحث في الانترنت، نجد ان تشرشل عرف بالفعل بعبارته تلك. على اليوتيوب مجموعة وثائقية منها سلسلة أفلام من أربعة أقسام، وفي كل قسم ستة أجزاء تتبع مسيرة تشرشل، مدة الجزء عشر دقائق تقريبا. يتطلب الأمر متابعة المقابلات والاستماع إليها وإلى الموسيقا والأغنيات التي تصاحب بعض المشاهد.
في الجزء الثاني من القسم الثالث من الفيلم الوثائقي، نرى تشرشل ونستمع إلى المعلق الذي يشير إلى أن «تشرشل تسلم قيادة الطائرة التي عادت به إلى بريطانيا بعد مشاورات مع روزفلت». في هذه الأثناء نسمع أغنية تصاحب المشهد وتختلط بكلام المعلق، فان دققنا في مفرداتها وجدناها تقول: «.. ذاك السوبرمان بسيجاره الكبير يقول ستنتصر بريطانيا. من ذاك الرجل بسيجاره الكبير؟ انه معروف في كل الانحاء، القريبة والبعيدة»؟.

That superman with a big Cigar
He says Britain is going to Win
?Who is that man with big cigar
He is known around from near and far

انتصرنا!
إلى حد ما، تتطابق هذه الكلمات مع ما أخبرنا به السيد العجيري حول ترديد عبارة «انتصار بريطانيا» على لسان تشرشل، ولكن هل يمكن التأكد من سنة العرض؟ أشار عبدالله العجيري إلى أنه شاهد الأفلام نفسها في البحرين عندما كان في بعثة هناك.
مرجعان أساسيان يُثريان الموضوع: نبدأ بموسوعة «الأوائل الكويتية» حيث يذكر مؤلفها عادل حسن السعدون أن بعثات البحرين بدأت في 1940 وكانت الثالثة عام 1941 وضمت «عبدالمجيد محمد حسين، عبدالله محمد العجيري، محمد صالح تقي، محمود عبدالله اسحاق، عبدالعزيز عبدالله الفهد». هذه المعلومة،التي تتضمن اسم العجيري وسنة ابتعاثه، تقودنا لحصر البحث في الأفلام التي عرضت في الصفاة خلال الفترة 1939 الى 1941. فاذا ما بحثنا في الويكيبيديا وجدنا أن الموقع يُصنف أفلام الحرب الوثائقية بأنها كانت دعائية تروج لفكرة مناصرة هذا الجيش أو تلك الدولة. إذا، فعرض الأفلام في ساحة الصفاة، في سنوات الحرب كان وسيلة لتوجيه الناس لمساندة بريطانيا.


تاريخ التعليم
فكرة الترويج، نجد صداها في صفحة 357 من كتاب «قصة تاريخ التعليم في الكويت والخليج» حيث يشير صالح شهاب إلى تقرير السيد غالوي، المعتمد البريطاني في الكويت الذي كتب إلى حكومته ما يُفيد «أن بريطانيا العظمى هي في أمس الحاجة من أي وقت مضى إلى كسب الأصدقاء، خاصة أنها تخوض الحرب العالمية الثانية، وبحاجة إلى مزيد من التأييد ومودة الشعوب وخاصة تلك الشعوب الفقيرة، فمن المفروض أن نسدي إلى هؤلاء البحارة المنفعة الملموسة عن طريق تعليم أبنائهم (...) فنكون قد حققنا بطريق غير مباشر الدعاية المرجوة والتأييد المطلق والثناء العاطر لبريطانيا من هؤلاء البحارة الذين بدأوا يستمعون إلى الإذاعات وأصبحوا يميزون الفارق بين ما تذيعه الإذاعة البريطانية (هنا لندن) بصوت عيسى الصباغ، وما يذيعه يونس بحري من إذاعة برلين».


دعاية غير مقصودة
صالح شهاب أورد نسخة من رسالة المعتمد البريطاني غالوي، المؤرخة في 5 اكتوبر 1939، ذكر فيها: «عزيزي بريور، أود أن أخبركم في رسالتي هذه أنني قد لاحظت ظهور دعاية غير مقصودة مؤيدة للبريطانيين في منطقة الخليج، مصدرها هؤلاء البحارة الكويتيون الذين يمرون في الكثير من الموانئ الكبيرة والصغيرة ابتداء من البصرة شمالا حتى مدغشقر جنوبا ومن الكاميرون شرقا حتى جيزان غربا، وهناك أكثر من 100 سفينة (...) بالاضافة إلى هذا فإن هذه السفن الشراعية قد تلجأ أحيانا إلى نقل بعض المسافرين الذين قد يبلغ عددهم حوالي 150 مسافرا في السفينية الواحدة (...) وهذا ما يدعو إلى الشك أن البحارة الكويتيين بمثل هذه الاتصالات والتعارف الذي تفرضه طبيعة عملهم سيتمكنون من تحقيق علاقات وثيقة مع كثير من الناس على مختلف مستوياتهم الثقافية والدينية والسياسية (...) وقد عرف عن هؤلاء البحارة (...) أنهم سريعو الاندماج والتعرف وكسب الصداقات مما يجعلهم محبوبين لدى الكثيرين ممن يتعرفون عليهم أو يلتقون بهم (...)».
«سينما الصفاة» ظلت لعقود في ذاكرة الفنان أيوب حسين الأيوب، وهي بمثابة نافذة نطل منها على الظروف التي عاشتها الكويت خلال الحرب العالمية الثانية، وهنا لا أعني الظروف المعيشية، بل الثقافية والفكرية، التي نتجاهلها في كثير من الأحيان، ونجهلها أحيانا أخرى.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-06-2018, 03:48 PM
bigd bigd غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 8
افتراضي

مطلوب تذاكر سينما او بروشرات او مجلات السينما التواصل عالواتساب 97895859
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-01-2019, 11:14 PM
الحي القبلي الحي القبلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 19
افتراضي

شكرا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سينما الاندلس الجامع الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 26 07-06-2018 01:24 PM
سينما الحمرا الجامع الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 11 05-06-2018 03:48 PM
سينما السيارات رود المعلومات العامة 5 05-06-2018 03:46 PM
ساحة الصفاة IE الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 20 08-09-2012 08:08 AM
خروف سينما الاندلس ولدالشامي القسم العام 3 12-09-2009 08:48 PM


الساعة الآن 09:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت