راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 15-06-2014, 02:34 AM
الصورة الرمزية البحر الساطع
البحر الساطع البحر الساطع غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 77
افتراضي مقابلة شيخة محمد علي العصفور



شيخة العصفور : رجال الفريج كانوا يعملون في تنظيف السفن الخشبية والبناء.. واستخدام الأسمنت في الكويت بدأ مع نهاية الثلاثينيات


السبت 14 يونيو 2014 - الأنباء
  • ولدت في منطقة شرق ثم انتقلت للسكن ببيت جدي راشد الرمح في القبلة بسن الرابعة
  • بعض الرجال كانوا يشتغلون بنقل المياه على الحمير
  • أكملت قراءة القرآن الكريم وحفظت بعض السور القرآنية
  • شاركت وتعلمت الطبخ مع جدتي ووالدتي محمر سمك ومطبق ومكبوس اللحم
  • كنت أذهب إلى البحر مع عائلتي وخاصة نقعة اليسرة بالقبلة لغسل الملابس وننشرها على الصخور حتى تجف.

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

هذا الأسبوع نتعرف على رؤية مختلفة بعض الشيء لكويت الماضي.

السيدة شيخة العصفور شاهدة على زمن جميل لا نزال تتوق أنفسنا إليه ونحنُّ إلى لحظاته الجميلة وذكرياته العطرة وعلاقاته الاجتماعية التي يرى الجميع أنها كانت أقوى وأفضل بين الناس.

تتحدث عن ذكرياتها عن مرحلة الطفولة وكيف كانت البيوت قديما قبل استخدام الأسمنت الذي بدأ في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي.

تتناول الزواج وكيف كان يتم ودور الخطابة والدزة والزفة والطريقة التي كانت بها تسير الأمور.

تتطرق العصفور للأنشطة النسائية في كويت الماضي وكيف كانت النساء تذهب إلى البحر لغسيل الملابس ونشرها على الصخور حتى تجف، وكذلك عملية الطبخ وأشهر الأكلات.

تذكر أيضا ما مرت به من تجربة تعليمية خلصت منها إلى تعلم قراءة القرآن الكريم وحفظ بعض سوره.

كل هذه الأمور فضلا عن غيرها من التفاصيل نتعرف عليها من خلال السطور التالية:

في بداية اللقاء تقول ضيفتنا شيخة محمد العصفور:
ولدت في الكويت في منطقة الشرق في بيت العائلة ورجالنا من النواخذة منهم:
والدي محمد وعبدالله وأحمد أبوخليفة وكان طبيبا شعبيا، ولما بلغت من العمر 4 سنوات انتقلت للسكن عند خوالي بالقبلة بفريج العثمان عائلة الرمح من سكان القبلة، أما جدي لأمي فهو محمد راشد الرمح والبيوت متلاصقة وهم من رجالات البحر، منهم: عبدالكريم وخليفة وعلي نسيب البديوي وراشد 4 إخوان.

كانت القبلة نظيفة والعائلات يعرفون بعضهم البعض ومتعاونين ويساعدون بعضهم في جميع الأمور.

أذكر من جبلة جاخور للحميضي وفي براحة حمود الناصر البدر يوجد دكان واحد للمرحوم عبدالله خريبط وحمود الظفيري وعباس خورشيد 3 دكاكين بالبراحة، ودكان عبدالله المحري والخامس عبدالله النجدي وأذكر دكان عيسى الشرف، كان رحمه الله - إمام مسجد ويقرأ على المرضى ويغسل الموتى رجل دين له سمعة طيبة، رجل كبير بالعمر ومحترم عند رجالات وأبناء الفريج ويعالج ضربة الفريالة، وأذكر احمد الغانم كان يجبر الكسور وكذلك المرحوم مساعد المزيد أبوعلي يعتبر طبيبا شعبيا.

كنت أذهب إلى البحر مع العائلة، كنا نذهب إلى اليسرة وبالأصل تعرف بنقعة أحمد حمد الصقر أبوعبدالمحسن، ويغسلون الملابس وينشرونها على صخور البحر حتى تنشف، وبجوار اليسرة نقعة للخرافي فيها سفنهم، أذكر المستشفى الأميركاني وفيه د.وسمية، ويقال خاتون وسمية، وجميلة كانت تعطي الإبر للنساء.
وأذكر سيدة تقف عند النساء هي التي تدخل المرضى على الدكتورة وسمية وتعطي الأرقام وأذكر امرأة كويتية من الخادمات.

مستشفى الأميركاني على اليسار والساير على اليمين، والنقعة البحرية من البحر وأحمد الصقر له نقعة وبيت وديوان حامد النقيب اشتراه منه عبداللطيف العثمان.

وأذكر نقعة الماي أو يقال نقعة ثنيان الغانم وبعدها نقعة الصقر وبعد ذلك نقعة المرزوق، وبعد ذلك المدرسة الأحمدية والفرضة ونقعة الغنيم والجمارك وقصر السيف، وتوجد دكاكين مقابل الجمارك لتخزين العيش والسكر والمواد الغذائية، والفرضة تستقبل المواد المستوردة من الدول المجاورة والسفن الشراعية تقف بساحل الفرضة، والعنب يوضع بالرك قفص مصنوع من جريد النخيل على شكل هرمي مقلوب والرمان والرطب والخلال، وبعد قصر السيف مسجد الخليفة ومن بعده مستوصف، وكان يديره د.الجديدي، والمدرسة الجعفرية ومسقف صباح الناصر.

على ساحل البحر ماكينة ثلج الغانم وماكينة الكهرباء وحدود منطقة الشرق تبدأ من مسجد الخليفة ومنطقة الوسطى والعسعوسي والنصف وفريج هلال ومقبرة هلال المطيري وأمامها المدرسة الشرقية وخلفها المرحوم ناصر وعبدالله وإبراهيم النجدي، وبيت هلال له بابان شمالي وجنوبي، وبعد ذلك عائلة بورسلي ومسجد سعد الناهض، وبعد ذلك بيت الشيخ علي الخليفة وبيت أحمد الغانم وبيت حمود الجابر الصباح.

قديما لا يوجد المستشفى الأميري، كان بيوتا وآخر الشرق قصر دسمان، أما بالشارع الثاني بيت الملا مقابل مقبرة هلال، ومن بعد ذلك بيت سعد أحمد الناهض وبيت عبدالله المهنا وبيت خالد النجدي واخوانه وبيت عبدالوهاب القطامي بوبدر، وكذلك بيت السيب وبيت سعد الطويل واخوانه ومبارك الهدهود قرب مسجد المطبة وهناك مجموعة دكاكين، دكان مبارك الهدهود ودكان الملا وأحمد مدوه، وزوجي أبوراشد يصلي بالمسجد ويؤذن، وبيوت الشايع والرقم، وبيوت الرزوقي والعماني والرومي وملا حسين العبدالله والبشارة واليماني.

بعض النواخذة من شرق القطامي والغضيبي نواخذة سفر وعمي عبدالله وعمي أحمد نواخذة محمود العصفور ومحمد وعبدالله ملاك سفن للسفر الشراعي.

القبلة والبحر
تتحدث العصفور بعد ذلك عن حياتها في منطقة القبلة عند أخوالها، حيث تقول:

حياتي في القبلة عند خوالي بيت الخشتي وخليفوه واللوغاني ويوسف ثنيان وحمد صالح الحميضي والمزيد حمود واخوانه وعبدالله المديرس والشيخ يوسف الحمود والمعتوق وعائلة العثمان النواخذة وملاك سفن شراعية وبيوتهم مقابل ساحل البحر وبيتنا خلف بيوتهم وقد اشتروه من خوالي، وأذكر عائلة المطر النواخذة وعائلة المشري وأولاد إسماعيل صالح ومحمد عبدالله جمعيهم نواخذة سفن السفر وعائلة الشطي محمد وسالم الشطي وبيوت سالمين وعبدالرحيم وحاجية صاحب دكان، وملا محمد صاحب مدرسة، وهو رجل دين ورجل طيب، وأذكر الشيخ أحمد الخميس وهو إمام وخطيب وقاض، والرجال يحفظون القرآن الكريم ومنهم من يتعلم فقط القراءة.

الحياة الاجتماعية
تتطرق ضيفتنا الى الجانب الاجتماعي من حياتها وذكرياتها فتتحدث في البداية عن الخطبة والزواج قائلة: الخطابة أو أم المعرس بنت العم والخوال، كانت العلاقة جيدة جدا بين العائلات، الخطابة يتم اختيارها من قبل أم المعرس وعندها علم بالعائلات وخاصة بالفريج (الحي).

تذهب الخطابة الى اصحاب البيت الذين تعرفهم وتعرف أن عندهم بناتا للزواج، الخطابة تذهب الى ذلك البيت وتطرق الباب، وتقول لمن يفتح الباب: اعطوني ماء، ولأن البيوت صغيرة تستطيع أن ترى من بداخل البيت.

كان عمر العروس نحو 15 عاما أو أكثر بقليل، وإذا رأت الخطابة البنت أخبرت أهل المعرس ووالدته تشرح الموضوع لوالد المعرس، والخطوة الثانية ان والدة المعرس تبلغ الخطابة بالموافقة، واسألوا عنا ونحن نسأل عنكم خلال شهر تتم الموافقة والتعارف بين العائلتين، لأن أم الولد تذهب الى بيت أهل البنت وتشرح لهم عن أهلها وعماتها وخالاتها ويبلغ الرجال بالموضوع والد المعرس ويحدد موعد لزيارة الرجال لأهل العروس ويتقابل الرجال، والسؤال يركز على العم والعمة، ثم يحدد موعد «الدزة» والمهر، وتقول الخطابة لأهل العروس ستحضر أم المعرس معها نساء من عائلتها يوم الجمعة ومعهم «الدزّة»، وتتكون من ملابس ومبلغ من المال، الملابس توضع في بقشة (قطعة قماش وبداخلها ملابس العروس «الدزّة») ومشيا على الأقدام من بيت أهل المعرس الى بيت أهل العروس والخطابة تحمل الدزّة على رأسها الى بيت أهل العروس، والدتها مستعدة لاستقبال أهل المعرس، فقد دعت اخوانها وبنات عمها وخالتها ونساء وبنات العائلة وفرشوا أرض البيت وجهزوا الشاي والقهوة العربية والقهوة الحلوة والماء.
وتتكون الدزّة من: 1 - نفنوفين، 2 - ثوبين جرجَيس، 3 - عباءتين شال بطانيتين (كنبلين)، 4 - چادرين (لحاف)، فوطتين وملابس داخلية مع النقود.

الأقمشة من نوع الستان والمشجر والشال والموجودون يشاهدون الدزّة ويرددون مبروك مبروك، أم العروس تتسلم النقود وإذا خرجت النساء حضر الأب والد العروس وشاهد الدزّة «وما بعد العود قعود» خرج النساء وبدأت الاستعدادات لليلة الزفاف وحددوا ليلة الملجة، ويكتب عقد الزواج في المسجد، وبدأت الخياطات كل واحدة تاخذ صاحباتها الخياطة على اليد أو بالماكينة.
وزفة المعرس من المسجد الى بيت العروس، البعض يزفون المعرس وأمامهم تمشي فرقة عرضة بحرية، حتى بيت العروس، بمعنى ان المعرس يبقى أسبوعا في بيت العروس.
3 وجبات في اليوم لمدة أسبوع، وبعد 3 أيام أهل المعرس يزورون أهل العروس ويكون التحوال ليلة الثامن من الزواج.

أهل العروس مع المعرس ينقلون غرفة النوم وينتقل المعرس الى بيت والده وتتحول العروس من بيت ذويها الى بيت زوجها ويسمون تلك الليلة بالتحوال، ومن الأثاث في الغرفة سلتان واحدة للرجل والثانية للمرأة والصندوق المبيت لحفظ الذهب للمرأة، ونساء البيت جميعهن وبعد 3 أيام أهل العروس يذهبون الى بيت زوج بنتهن ويسمى «الثويلث» والعروس تلبس الذهب وإذا لا يوجد عندها ذهب أهلها ووالدتها وجدتها يذهبون الى إحدى عائلات التجار والتي ترتبط معهن بصداقة ويطلبون منهم ذهبا ولا يمانعون من اعطائهم ويعدون عليهم الذهب قطعة قطعة.
والثقة بين العائلتين أصحاب الزواج أهل المعرس والعروس وعائلة التجار.
العروس تلبس الذهب في تلك الليلة وتتقدم أمام أهلها في بيت زوجها وتجلس معهم.

واذكر كان عمري 10 سنوات أعطوني ذهبا وضعته في جيبي وذهبت الى عائلة التجار وأوصلت لهم الذهب، لعائلة الناهض.
ومن العائلات التي لا تمانع في إعطاء الذهب لعائلة أخرى عائلة القطامي وعائلة الروضان وعائلة عثمان الراشد والحميضي والصبيح، أمان وثقة وتعاون بين العائلات.

أول أسبوع في بيت زوجها ترتاح من العمل وبعد ذلك تتسلمها الخالة أم الزوج.. إذا كان في البيت أكثر من كنة وبنات الخالة، يوزع العمل المنزلي لكل واحد يوم مخصص لها من الفجر حتى النوم بالليل.

تحلب الأغنام وتخبز وتجهز الريوق وتستعد وتطبخ الغداء وتنظف البيت حتى النوم، وتشرف على تربية الأبناء، هكذا كان البيت الكويتي، والعروس بعد أول أسبوع تزور أهلها يوم الجمعة، وفي ذلك الوقت تعطى العروس طاستين في كل واحدة حلويات واحدة لأم المعرس والثانية لها مع زوجها.

الخالات (أم الزوج) صنفان: واحدة طيبة بنت حلال مثلما يقولون، وأما الثانية قشرة أي بمعنى انها شديدة، فالكنة تزعل منها ولا تتفق معها لشدتها في التعامل وبعض الخالات تعطي الكنة مقدار العيش لليوم وتنصحها وتوجهها للأفضل، والسمع والطاعة من الكنة وعندك الكركم والفلفل واللحم، الصلاة والصيام والعطاء، أيام التراويح والقيام في شهر رمضان، الأمهات والجدات يجهزن القهوة الحلوة والقهوة المرة والماي للمساجد، بالنسبة لنا نزور مسجد البدر والإمام والخطيب المرحوم أحمد الخميس الخلف، والزوارة عند بعض العائلات كل 15 يوما وخاصة مع وجود الأطفال.

ومثلما ذكرت الكنة تعمل حسب تعليمات الخالة أم الزوج وإذا كان الزوج مسافرا مع السفن الشراعية الزوجة تبقى في بيتها لا تذهب الى بيت أهلها، تباشر عملها عند أهل بيت زوجها مع خالتها وعمها والد زوجها، وربما يحصل شيء بسيط خلاف قليل ولا يرقى للزعل أيام طويلة.
بدء استخدام الاسمنت
وتكمل العصفور: الرجال يعملون في تنظيف السفن الخشبية والبناء ونقل المياه على الحمير.
العماير فيها يباع قطع غيار للسفن مثل الأخشاب والحبال والصل والشحم والنوره لدهان السفن الباريه والجندل.

وبعد سنوات نزل الاسمنت الى الكويت نهاية الثلاثينيات واستخدم في بناء بيوت في أنقرة الطواري وحولي، ونقرة الحداد من أولى المناطق، وعندما كنت صغيرة بدأت البيوت تنتشر في المرقاب، قبل ذلك كانت بيوتها محدودة، واذكر ان جارتنا بنت عبدالعزيز الدخان أخذتني معاها الى بيت عبدالعزيز الوزان في المرقاب لها ولد منه وهي مطلقته، وقالت هذا مسجد الحمود ذهبنا مشيا على الأقدام حيث لا توجد سيارات، كنت مرافقة لها وبعد ذلك تعددت البيوت من المسيل.

وكانت البداية سوق صباح ودعيج أولاد صباح حمود ومحمد ولهم قيصرية وعلى اليسار للخليفة جاخور للأغنام ومبنى الصفاة والليوان الكبير حيث يجلس الشيخ علي الخليفة، واذكر مبنى الشرطة بساحة الصفاة وخلفها الصيهد وسكن المنطقة عوائل الغربللي وحاليا الصالحية ولكن قديما الصيهد باب البدن وهو بوابة الشامية ويجلس عنده علي محمد المالك ومن بعده عبدالله وإذا كانت بوابة الدروازة مغلقة يقولون الناس له:
جيناك يا راعي الحاجه
محمد الشيخ راعي الدروازه

وبعد ذلك كسرة حاليا بناية ثنيان ومن بعدها حوطة الرمح، وأرض كبيرة قالوا لوالدتي تعالي يا سبيكة، نكتب اسمه معنا عمي عبدالكريم وعمي خليفة، المقبرة والمثني يمين ويسار وبعد ذلك باعوها لحمود العنجري.

الأخلاق بين الأمس واليوم
تتحدث العصفور عن التمسك بالأخلاق الحميدة لدى الكويتيين في الماضي والحاضر حيث تقول: قديما الناس كانوا صادقين في كلامهم ووعودهم، حريصين جدا على الوعد والصداقة.

اذكر أيضا من الجيران في الجبلة (القبلة) عبدالله المديرس وابراهيم المهنا وبيت السيد وحسين المانع والمزيد ومنهم المرحوم مساعد المزيد صاحب الدكان والعويش وعبدالسلام عبدالجليل وعبدالعزيز الحميضي وحمد الصالح والخشتي وخليفوه، عائلة العثمان بيوتهم مقابل البحر والمزيد وابراهيم وجاسم المبارك نوخذة السفن الشراعية ومن النواخذة المطر، أولاد عبداللطيف العثمان أحمد وصالح وداود وأولاد عبدالعزيز.

البيت الكويتي القديم

وعن المباني والبيوت الكويتية القديمة تقول ضيفتنا: البيت الكويتي قديما بناء عربي بأحجام مختلفة، البيت الكبير ويتكون من مجموعة من غرف النوم وأمامها الليوان ويجلسون فيه بعيدا عن الحر والمطر.

وله حوش صغير ومطبخ وحمامات وأغنام وحمام ودجاج وبيوت التجار يتبعها حوش الديوانية، فالبيت الكبير يتكون من 3 أحواش، أحيانا توجد بوسط الحوش بركة الماء للشرب وماء الجليب للغسيل، والحجم الثاني من البيوت وسط ويتكون من حوش الحرم وحوش صغير للخدمات المنزلية، بعض البيوت تطل على البراحة وبعضها داخل سكة (سِدْ) غير نافذة لان التخطيط كان بدائيا لا يستند على خرائط فبعض البيوت غرفة واحدة وحمام وجليب.. وهكذا كانت بيوت الكويتيين في المدينة، وفي القرى البيوت مبنية من الطين وبيوت بعض التجار مبنية من الصخور البحرية.

ومما اذكر من الشخصيات الكويتية المرحوم صقر السجاري أبوعبدالمحسن مسؤول الماء جار المرحوم عبدالعزيز الزاحم والسديراوي من البيوت الكبيرة والطبخ ثلاث وجبات مطبخ واحد وقدر واحد لجميع افراد العائلة.

وغداء الرجال فقط مع بعض واذا انتهوا من الأكل تقدمت النساء للغداء، كان لا يوجد اختلاط.

بعض البيوت الأم والولد ومعه خالته التي بدون اولاد وبنات، قديما ابن الاخت ما يترك خالته، العائلات الكبيرة عندهم خدم ومملوكين، البيوت كانت متلاصقة، مثلا عائلة الرمح عائلتي، 4 بيوت متلاصقة بيت عمي خليفة وعمي عبدالكريم وعمي علي ووالدي راشد.

مثلما قلت الطبخ للجميع كذلك الغداء او الوجبات الاخرى جميع الرجال مع بعض وجميع النساء مع بعض، لا يوجد من يأكل بمفرده، والغداء بعد صلاة الظهر مباشرة، الموجود ينتظر المتأخر، هذا بالنسبة للبيوت الكبيرة، اما البيوت والعائلات الصغيرة قبل أذان الظهر.

وبعد صلاة الظهر يأكلون الغداء، ومن العائلات في القبلة عائلة الشطي وميعان وبيت عيسى الشوف وبيت ابوحمرة، والمسجد إمامه كان الشيخ يوسف بن حمود، وهكذا كانت العائلات تعيش.

أذكر ايام الهيالة صيد سمك الزبيدي ايام القيد، وهذه الأيام انتهى القيد، كان الكيلو بروبية تعادل ست عشر آنة وفيها اربع بيزات، كان الزبيدي يباع بالأوقية، الوزن القديم، وكان الرز (العيش كلكتا) وعنبر يباع في البصرة، والكويتيون يشترون الفلفل والبزار (البهارات) حاليا والينسون والدارسين وعرق الهيل والقهوة كلها تستورد من الهند توضع وتحفظ في الصندوق المشربك، الأولاد يحصلون على الصوغة وهي الهدية من الحلوى من مسقط والهند من النيبار واطفال الفريج يحصلون على الصوغة الهدية من البحارة رجال الفريج، قديما فقط الباجلة والشاي الاحمر والقند السكر قوالب.
تتحدث العصفور عن جانب من انشطة النساء في الاسرة الكويتية وهو الطهو وعن ذلك تقول: الطبخ وطريقته وكيفية الطبخ تختلف من بيت الى بيت كل حسب طريقته، مثلا عندنا الزبيدي نضع الدهن ونحمس الحشو المكون من البصل ـ بعد تنظيف الزبيدي وتجهيزه.

ونضع الماء على النار، ونضع الحشو داخل الزبيدية ونخيطها وكان عندنا عيش (ارز) داودخان من الهند وعيش سدري ونستعمل عيش داودخان ونضع الزبيدية بقاع القدر ونضع فوقها العيش (الرز) على نار من الاخشاب الصغيرة او قصاقيص السعف حتى ينشف ونستخدم الدهن السمن ونصب على العيش ونضع غوري الشاي بجانب نار القدر والدقوس نضع الطماط فوق العيش وهو على النار ونضعه بعد ذلك في وعاء ونعجنه مع قليل من الماء فيصبح دقوسا اما الاجار فيصنع في البيوت او يستورد من الهند، وقت الغداء السفرة جاهزة نرفع القدر عن النار ونرفع الغطاء ونبدأ برفع الحشو ونضعه في إناء ونبدأ بالملاس نضع العيش في الصحون.

بعد أن نضع العيش في الصحون نقلب القدر في صينية ثانية، فتسقط الزبيدية ونفك الخيط منها ونضعها فوق العيش (الرز) ونضع الدهن فوقها ونجهز الدقوس والاجار، والخالة هي التي تضع الأكل وتنشف يديها بالشملة، لا توجد فوطة أو منشفة بذلك الوقت.
من الأكلات المشهورة محمر سمك ودبس أو محمر شكر ومحمر تمر، نضع الدبس بالقدر ويحرك ونضع عليه العيش ونحركه ويتغير لونه فيصير بنيا ونضعه في الصحون وعليه السمك، والبعض يشوون سمك النقرور والصبور في التنور، بعض البيوت فيها تنور للخبز او للشوي وحاليا بالفرن، أما مكبوس اللحم فأولا يطبخون اللحم حتى ينضج، بعض الناس تخرج اللحم من ماء القدر ويوضع بالدهن في المقلاة، والبعض يضع عليه العيش وهو في القدر مكبوس لحم.

وأذكر مرق مصقعة، مرق جامد، لحم بطاط قرع طماط بصل لومي أسود، وقفشة متوسطة الحجم واحدة ولبن وفي كل بيت ماعز واحدة يصنع من حليبها اللبن ويوضع في «الصميل» اذا زاد سمك الزبيدي بعض العائلات ينظفونه ويغلونه بالماء ويملح وينشر على الحبال حتى ينشف ويحفظ للأيام، ومثل هذه الأيام يوجد الخلال، البلح والتمر والعثق يعلق بسقف العريش وكل واحد يأكل منه.
كنت أخيط القحفيات للرجال وتعلمت من بنات الجيران ونبيع للغير، أشتري الخيوط ثلاث بكرات صغيرة ببيزة وأردي تعمل «قحفية» طاقية ونصنع بالطلب ونبيع على محمد مسلم أو على المعاريس نصنع اليرودلي والتيل تصنعه شريفة بنت الحمود والزري الأصلي.

الدراسة والتعليم

نالت السيدة شيخة العصفور قسطا التعليم يكفي لقراءة القرآن الكريم وعن ذلك تقول: التحقت بالمدرسة، وكنت آخذ معي غرشة ماء مصنوعة من الفخار، كانت معلمتنا المرحومة مريم العمر.
تعلمت جيدا وحاليا متمكنة من قراءة الجريدة، ختمت القرآن الكريم، والمرحوم هشام ولدي قرأت عنده القرآن الكريم. كما حفظت بعض السور وجزءا من سورة البقرة. المدرسة كانت من الصباح إلى صلاة الظهر ومن بعد صلاة العصر حتى المغرب، وأذكر من المطوعات أمينة الجهرة، بالنسبة لتعليمي قراءة القرآن الكريم ولم احفظ ولا أعرف القراءة بالكتب الأخرى.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-06-2014, 02:43 AM
الصورة الرمزية البحر الساطع
البحر الساطع البحر الساطع غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 77
افتراضي

الأحد ، 15 يونيو 2014 - العدد 14743





شيخة العصفور وإلى جانبها ابنها راشد وحفيدتها سجى


محمد العصفور والد أم راشد


سعد العصفور (الزوج)


النوخذة عبدالله العصفور


شهادة زواج شيخة


شهادة زوج شيخة









تم النشر في 2012/11/15

أجرى الحوار جاسم عباس


في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رحلات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم الذي يجمعهم، فمن الإنصاف أن يشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجاله وما زالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، ولن يستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم.
في مستهل لقائنا مع شيخة محمد علي العصفور ارادت الحديث عن الجيران فقالت:
أيامنا كان الجيران يبعثون الطاقة، ويتقربون إلى الله تعالى عن طريق خدمة الجار، وتجد الواحد منهم يخلص ويصلي لينال مرضاة ورحمة من الله تعالى، ولا يعبد هواه وعبوديته لربه سبحانه، والإخلاص للجار كنا نعتبره مقاماً من مقامات الموقنين، وكانت النيات صادقة، وأنا لا أنسى الجيران من القبلة إلى الشرق وأبو حليفة وكيفان والآن الخالدية.
أضافت شيخة: أنا من مواليد الشرق حي المطبة، خلف مدرسة النجاح «بيت الحقان» سابقا، عشت طفولتي عند بيت الجد من الأم «راشد الرمح» نوخذة سفر، تولت تربيتي جدتي «عائشة بنت أحمد الجيبان» المرأة التي كانت تخدم الجيران والأهل في حالات المرض والولادة، وكانت تخلط الاعشاب وتقدمها للمرضى، وشفي على يدها كثيرون والشافي هو الله تعالى العزيز الحكيم.

الزواج من ابن عمي
وقالت أم راشد: كان المهر 300 روبية هندية ما يساوي 22 دينارا، اقيم الحفل في عام 1945م في أبو حليفة وشارك اهل الفنطاس، وكشافة الديرة، والزوج هو ابن عمي سعد العصفور، الذي تلقى دروسه عند الكتّاب، ولم يمنعه فقدان بصره نتيجة امراض العيون (تراخوما) من ركوب سفن الغوص، كان سيباً في سفينة العائلة، وكان بداية موسم الزراعة، كان يساعد شقيقه عبد اللطيف في مزرعة العائلة (ابو حليفة) وفي عام 1951 انتسب ابو راشد الى المعهد الديني كطالب، ومن زملائه الدكتور يعقوب الغنيم، وراشد الفرحان، ومحمد سليمان المطيري، وحصل على الشهادة الثانوية من المعهد عام 1957.
اضافت: تعلمت الكثير من جدتي وسمية بنت هذال المطيري، كانت كريمة وسديدة الرأي، ولديها مضياف كبير، كانت تواسي الزوجة في حالة الزعل مع الزوج، كم اتمنى لو اخذنا من جداتنا عادات تنقلنا الى المستوى الاعلى من الصفاء والسلام واحترام الاخرين، كانت الواحدة منهن مدرسة في كل شؤون الحياة، تساعد البيوتات في حالة غياب الازواج للغوص والسفر.
وجدي من الاب علي بن العصفور من نواخذة الغوص، ذكره سيف مرزوق الشملان في كتابه، عاش مع جدتي في ابو حليفة لانهما من عشاق البر والخضار والمزارع، واتخذا من ابو حليفة مقراً للراحة واستنشاق طيب الهواء.

أسواقنا القديمة لم يحافظوا عليها
قالت ام راشد: انا من مواليد 1925 اتذكر اسواقنا القديمة التي لا تعوض وللاسف هدمت ولم يحافظوا عليها، وهذا سوق الغربللي الذي كان يسمى «الصين» وبعد ان فتح الغربللي محلاً كبيراً سمي باسمه، وبالقرب منه سوق واجف الذي يختلف عن سوق الحريم والحراج، سوق واجف اخيراً انتقل الى مقره الحالي في شارع الجديد (عبدالله السالم).
من ذكريات ام راشد روت: كنا نمشي من هذه الاسواق الى حفيز الغانم (معرض) وسوق الصفافير الذي كنا نأخذ الى الصفار قدورنا النحاسية لتنظيفها، وبعض الاواني الاخرى المصنوعة من النحاس لتبييضها خوفا من التسمم عند الطبخ، وكان الصفار يصلح الاواني، وسوق السلاح، وابن دعيج، وسوق الماء والبرمة والحب الكبير وناقوط الماء، سوق كنا نسميه واشتهر بسوق ابو الربيعان او سكة الربيعان، ولوجود الماء السبيل لابن دعيح سمي باسمه، ولا انسى سوق الدبوس، والكتابل وسوق بيع الهيل والقهوة، وسوق البرجوته فيه المعهد الديني، وشارع الجديد الذي يربط الصفاة بساحل البحر والمحلات التي تباع فيها كل انواع البضائع، وفيه لواوين مبنية على أعمدة تحمي المارة والباعة من الشمس والمطر، ويعتبر أول شارع فيه مجرى للأمطار تحت الأرض، شارع كان يقصده المواطن والمقيم لوجود المطاعم والمقاهي ومازال عامرا.

المطوعة مريم
وتحدثت أم راشد عن التعليم أيام زمان في الكويت، فقالت: آباؤنا وأجدادنا كانوا يعتقدون أن العلم أفضل الفضائل الكمالية، وأشرف النعوت الجمالية، وإن السعادة الأبدية والقرب من الله سبحانه لا يتيسران من دون العلم، ونحن أحببنا العلم وتلذذنا به، وهذه مطوعتنا مريم محمد العمر (المطاوعة) كانت مربية ومعلمة، بذلت جهدها لتنقلنا إلى أعلى المراتب، في تهذيب النفس والسعي إلى الخير والسعادة لبلدنا وأسرنا، وكانت -رحمها الله- تدرّبنا على الصحة، البدنية وتدبير المنزل ختمت «جزء عم» من القرآن الكريم عندها بفتحاتها وضماتها وكسراتها وكل حركات الكلمات والآيات.
وقالت أم راشد: من زميلاتي بنات العبدالجليل - الخرافي - الحميضي - بشارة - المهنا، وكان التجار يقدّمون الدعم للمطوعات من المداد والبسط، والبرم للماء، وحتى الخميسية يدفعونها عن بعض الطالبات المحتاجات، وهي عبارة عن هبة تعطى للمطوعة كل خميس خلال فترة الدراسة.
وأضافت: درست عندها 24 شهرا، وبعد التخرّج رشوا علينا ماء الورد، ووزعوا «الملبس» عبارة عن قطر السكاكر تُصبّ فوق حبات الحمص، وشكل الملبس دائري والكلمة تعني الكسيرة الملبسة بالسكر، وأكملت المصحف الشريف عند ابني هشام العصفور.
أضافت شيخة أن الدراسة القديمة كانت قوية وصعبة، ولها أساسيات في اللغة، وآثارها باقية على المتعلم، ومازلت أقرأ المصحف الشريف، والصحف المحلية من ذلك التعليم المتميز، وأتذكر هذه الأبيات:
«يا نبي سلام عليك
يا رسول الله سلام عليك
صلوات الله عليك
من رأى وجهك يسعد
ويومنا يوم النشور
آمنت بالله وبأسمائه وصفاته
وقبلنا جميعاً أركانه
وأحكامه آمنا بالله».

العطف والرحمة
وقالت: أنا وغيري من النساء نؤكد أن الزوج كان يهتم بزوجته، ويعتبر أن حقوق المرأة واجبة ومستحبة، والكبار كانوا دائما ينصحون الأبناء (الأزواج) بحُسن المعاشرة، وأن يكون في بيته لطيفاً هادئاً كريماً، وهكذا كان أبو عيالي، وكانوا يذكرون الحديث الشريف: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، وكان الأب يُدخل السرور إلى قلوب أولاده، وكنا نستند إلى أزواجنا، ونعتز بتصرفاتهم وكلماتهم، فالحياة أيامنا كانت قائمة على طاقات قوية، وعواطف مليئة باللباقة، ومشحونة بشحنات متجددة من الحب والمودة، وحسن الخلق، لم أسمع سباً أو شتماً أو توتراً، ولا عمره «كشّر» (أي تغير وجهه أمامي)، لأن الزوجة أيام زمان كانت مطيعة لا تخرج ولا تتصرف إلا بإذنه، وكانت الزوجة تقف أمام زوجها وتنظر إليه نظرة كلها حنيّة وود، وتبتعد عن كل شيء لا يرضيه مطبقة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، وتأذن في بيته إلا بإذنه».

الحلويات كانت تُصنع في المنزل
وتحدثت عن حلويات قديمة وبعض من الحلوى الشعبية التي كانت تُصنع في البيوت، لأن أغلب الأمهات كن صاحبات مهن وحرف، تُعدّ الحلويات وتُخرج الصحون على رؤوس الصبيان، قاطعين السكيك الى سوق الحلوى، وبعض النساء يبعن في بيوتهن، وتعرض أيضاً في البراحات، ومن الحلويات المشهورة في تلك الأيام الحلوة: حلاوة نارجيل، التي تُصنع من جوز الهند والسكر والزعفران والهيل، وحلاوة سبال، وخنفروش واللقيمات والزلابية، والكبيط الذي لا يُنسى، والسمسمية وبيض الصعو، وديج ودياية، وبيالة، واستكانة، وملبس، والعنبرية للأطفال، وبرميت حلو وحار، وحلو ورهش، وحلوى فيل تحضر من الهند لونها أسود، وسبال مملح ينشر في الشمس، وسبال مقشر.
وأضافت أم راشد: لا أنسى ملبس كاكولي، وحلويات شاهين، والحلواجي، وأشكناني، وأبو البنات الذي كان يعمل أفضل وأجود الدرابيل واليوامع والسمبوسة الحلوة، وكنا نسمي أبو البنات بيت البركة، لأنهم من المبروكين وأهل كرم، دخلوا مع والدي وجدي وأهلي الغوص على أبوامنا، ولا أنسى شعر بنات على شكل شعر وخيوط أشاهد تلك الصحون تأتي من جهة الشرق الى الأسواق، أكثر بيوتات أهل الشرق كانت معامل ومصانع وخياطة، مهن وحرف نعتز بها، وعشنا عليها عيشة كريمة لا محتاج ولا فقير، كلنا يد واحدة حبنا الأول والأخير لبلدنا وشعارنا «أحبب لغيرك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تُظلم»، أيامنا كانت كلها أعياد وفرح، والنيات كانت خالصة وسعي الآباء والأمهات ظاهرة ومبروكة للجميع، وكل ما تعلمنا منهم «اذكروا الله يذكر كم فإنه ذاكر لمن ذكره، وسلوه من رحمته وفضله، فإنه لا يخيب داعياً من المؤمنين دعاه».
وقالت: لا توضع أي قطعة من الحلوى إلا بعد التسمية، ونضعها باليد اليمنى، ونشارك اخواتنا بها، والحلوى المسقطية نسبة الى «مسقط» كانت مميزة عن غيرها خاصة في فصل الشتاء، والكويتيون كانوا يأخذونها معهم ويسمونها «الزهاب» من ضمن المواد الغذائية الأخرى، وكانت توضع في علب من التنك الصفيح، وكذلك الرهش المصنوع من الهردة والدبس من كاركة جمال.

النواخذة لهم منزلتهم
وقالت: نوخذة تعني ربان السفينة، وكان للنوخذة منزلة مرموقة لما لديه من فهم ودراية، والنواخذة اعمدة الاقتصاد في القديم. وأهلنا من آل العصفور كانوا نواخذة غوص في الشرق او ابو حليفة، وكان موسم الغوص في فصل الصيف حتى نهاية شهر سبتمبر. ونواخذة آل العصفور كانوا على سفنهم الخاصة المملوكة لهم، والملك لله تعالى منهم: النوخذة احمد العلي العصفور، وعيسى العلي العصفور، وعبدالله العصفور، وعلي المحمد العصفور، وزوجي ابو راشد كان سيباً المكلف بمسك «الجدا» وهو الذي يمسك به الغواص في قاع البحر، وزوجي السيب في اعلى السفينة، واذا شعر الغواص بالتعب حرك الحبل يسرع السيب (زوجي) بجره الى اعلى السفينة، ويعتبر حبل النجاة، وكان كفيفاً ولذلك اختار عمل السيب، وسفينة الغوص تسمى «شوعي» وشوعينا اسمه «بدران» ولدى العائلة سفينة اخرى هي «البقارة» لأن مقدمتها تشبه رأس بقرة. الكويتيون في البحر تعرضوا الى امراض كثيرة منها: الطنان، الشاقة، انفجار الاذن، الصرع، ام زليغة، وامهاتنا من وراء هؤلاء الرجال كانت الواحدة منهن تسد كل حاجات المجتمع، فهذه جدتي عائشة احمد الجيبان، وجدتي الثانية وسمية بنت هذال المطيري وغيرهما قدمن خدماتهن في الديرة وابو حليفة، كن اساس كل اسرة، والواحدة خدمت البيت بإيمانها وشخصيتها، ولها دور أيام المصائب والمصاعب، قادت الاسرة كما يقود النوخذة سفينته الى بر الامان، كانت جدتي تخدم المريضة والولادة كرست بنت الجيبان كل جهودها، وكانت عالمة بالادوية التقليدية، هكذا كانت الام الكويتية التي غلبت الامراض والمجاعات، والكوارث، والطبعات، وربت الايتام، مازالت باقية في تاريخنا بكدها ومدها. وكل ما اتمناه ان تبقى الكويت لنا جميعا، ولا فرق بين الحضر او البدو او بين مذهب وآخر، كلنا ارواحنا فداء للكويت ويحفظها تحت قيادة أميرنا المفدى وحكومتنا الرشيدة، حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
علي محمد العصفور - الانباء غتره و عقال مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 1 30-09-2010 10:33 AM
طلب مساعدة: مقابلة نواف العصفور و سيف الشملان emanasem الصندوق 0 30-01-2010 12:59 PM
محمد بن علي بن موسى العصفور المتقصي الشخصيات الكويتية 2 16-08-2008 12:26 AM
محمد العصفور - القبس AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 0 07-02-2008 04:37 PM


الساعة الآن 04:41 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت