راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 26-05-2009, 12:45 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي مستشار التراث الشعبي د-صالح حمدان - القبس

أجرى الحوار: جاسم عباس - القبس



في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..

في مستهل لقائنا مع الدكتور صالح حمدان الحربي مستشار الموسيقى والتراث الشعبي قال: درست الحالة الاجتماعية للإنسان الكويتي في مجتمع اللؤلؤ والاسفار، وعرفت كيف استطاع العيش مع هذا المناخ وطور نفسه، وللأسف كل الدراسات كانت حول الموسيقى والآلات، ولكن قمت بدراسة عن الكويتي الذي ابدع الموسيقى، وصنع الآلات في فترة البحر، وسخر المنطقة لنفسه، صنع السفينة وأدوات الصيد، وضع الظهير لنفسه وهو البحر، الإنسان الكويتي ترك لنا ابداعات كثيرة منها:

الشعر، والموسيقى، والغناء، والآلات، وكل انواع الفنون الطربية والعملية، هذا الانسان كوّن مجتمعا بحريا خاصا به.
وقال د. صالح: وضع الكويتي القواعد الاساسية الرئيسية صنع طبقة من التجار والطواشين، والنواخذة، وفصل العاملين على ظهر السفينة الى اقسام ورتبهم بترتيب المجتمع نفسه، وعرف ان البحار هو «بحار» مهما يكن، واذا تقدم اصبح مجدميا اي رئيس البحارة والمسؤول عن العمل في السفنة، واذا مرض النوخذة يكون هو النوخذة، ولكنه يبقى مع الازار والفانيلة البيضاء، خلق طبقات من غير قصد كل حسب قدره، وكل طبقة لها ميزان وحسابات مثل: السيب، والغيص، والرضيف، والعزال. ماذا عمل هذا المجتمع في البحر حتى حافظ على كينونته وشكله؟، وماذا عمل ليحافظ على نفسه وعلى السفينة؟، كل مجتمع له طبقات في اعماله عدا المرأة التي تعتبر هي الحامية على الارض.
الكويت سارت على هذه الطريقة منذ مئات السنين.

قانون الغوص
وتحدث د. صالح عن 51 مادة في قوانين الغوص، واول قانون الذي حكم هذه المهنة ونظم معاملات العاملين صدر في 1940م، والذي يتناول كل جزئية من هذا التعامل من نظام السفر والتأخر عنه والس.لف (الدين) ونظام دفعها، والمرض والوفاة، وحالات العجز، وهذا القانون يعتبر كويتيا 100% وعمل به، ولكن البحرين سبقتنا بتطبيقه مثل الدين لا يورث في البحرين، وعندنا يورث، والعاملون في سفينة الغوص ينقسمون الى ثلاثة اقسام هي:

ــ غائص: الذي يخرج المحار من البحر.
ــ سيب: وهو الذي عليه تكاليف السفينة.
ــ رضيف: عليه تكاليف نصف ما على السيب.

هذه القوانين، خاصة «الارث»، تدل على ان المجتمع الكويتي صحراوي والزراعة قليلة، فاتجاهنا الى البحر للحصول على الارزاق ــ عكس البحريني فهو مجتمع زراعي، بعدها اتجه الى البحر
فتكون قوانينه اخف وأسهل من الكويتي، وحتى صوت النهام أجمل وأوضح لان الظروف البيئية تختلف عنا، لانه مجتمع زراعي، كوّن جلسات بينهم فيها تآلف ووحدة وتفاهم وتكون اللقاءات يومية، وعادة المجتمع الصحراوي لا توجد فيه الالفة الا القليل، واذا انتهى من الغوص ذهب الى السفر الطويل، والتأثير البيئي البحريني واضح وكبير جدا.

النهام
وقال الحربي «يطلق بحارة الخليج العربي على المغني الذي يؤدي اغاني البحر، والذي يصاحب البحارة في اغانيه النهام، وهو مشتق من كلمة نهم والتي تطلق على الصوت الذي يعبر عن الضجر، كما تطلق أيضا على صوت الاسد والفيل، ولهذا فالنهام يمتاز بقوة الاداء وحلاوة الصوت وحفظ الكثير من الشعر.
وأطلق اسم النهمة على كل اشكال اغاني البحر، والنهم هو نوع من الدعاء اختطه البحارة ليعبر عن كثير من حالاتهم النفسية وللتخفيف عن متاعب المهنة وآلامها.

وذكر الحربي ان النهمة ترتبط اساسا بالعمل على السفينة، ولذا فلها قواعد ثابتة وخاصة بالاداء، فكل اغنية لها الشكل والعمل المناسبان التي تؤدى اثناءهما، فالعمل المؤدى اثناء الاشرعة وانزالها له ضوابط غنائية محددة لرفع الشراع (خطف الشراع) يطلق على هذا الاداء، ويختلف عن الادائي وسرعة الرياح، وايضا بحسب نوع الشراع فهناك «العود»، و«القلمي» و «خطفة البومية»، و «الجيب» واطلقوا مسمياتها على انواع الغناء اثناء اداء العمل برفع الشراع.

ويضيف الحربي «هناك اعمال كثيرة تؤدى على سطح السفينة آخذة مسمياتها الغنائية ويقوم النهام بأدائها مثل فجر المجاديف (جر المجداف) والنهام يقوم بمساعدة البحارة على اداء عملهم سواء على سطح السفينة او خارجها، كما يقدم الاغاني الترفيهية لاداء عمل بسيط كطوي الشراع، والترويح عن النفس بعد المشقة مثل غناء الحدادي واليامال».

الشعر الغنائي
وذكر د. صالح الزهيري نمطا شعريا استخدمه البحارة في اغانيهم، يعتقد انه يرجع في اصله الى ملا جادر الزهيري في العراق، وان كانت هناك نماذج كثيرة اقدم مما اختطه ملا جادر، ولعل الفضل يرجع له في تشذيبه وتدوينه وتأليف انماط كثيرة منه، واستخدم شعر الزهيري بالاغاني ذات الزمن الثابت كجر المجاديف مثلا، كما استخدموه في بعض الاغاني الترفيهية: مثل الحدادي والفجري، وظهرت انواع كثيرة من الشعر الزهيري واستخدموها في
أغانيهم، ولهذا ظهر منها: السباعي والسداسي، والخماسي الشطرات.
«دمعي تحدر على وجناي وأستاهل
وهلال سعدي أبد ما بان وأستاهل
هذا جزا مع رابع الانذال يستاهل
رابعت صاحب ذهب اليوم فضة قلب
ان كان هذا وذا يطلع لي قلب
أنا الذي استحق الصلب واستاهل»

يمتاز هذا الشطر السداسي بتوجيه القوافي للأبيات الثلاثة الأولى، بينما البيتان الرابع والخامس لهما قافية واحدة، وتعود القافية الأولى في البيت السادس، وتعتبر القفل للأبيات.
وقال د. الحربي: هناك نوع آخر يستخدمه البحارة في غنائهم وهذا الشكل الشعري يسمى «المويلي»، وهو يختلف عن «الزهيري» بأشكاله المتعددة وقوافيه الثابتة، كما يختلف عنه بطريقة وظروف أدائه العملية على سطح السفينة، ويمتاز غناء المويلي بالدعاء والشكر لله تعالى، كما يستهل عادة بالصلاة والسلام على الرسول الكريم، وقد جرت العادة أثناء غناء «المويلي» أن يقوم بغنائه عدة نهامين، يبدأ عادة غناؤهم بالدعاء والشكر، يجاوبهم بقية البحارة بترديد التحية لتساعدهم على سهولة العمل والتخفيف عن عنائه، خاصة اثناء رفع الشراع الذي يتطلب مجهوداً شاقاً، وذلك لكبر حجمه وثقله فيغني النهامة:

«صلوا على النبي
ربي كريم ستار
تعلم بحالي والأسرار
سبحان ربي هدانا
اللي هدانا على الدين
احنا ضعاف مساكين
مولاي نظرتك في العين
توفي ديون علينا
الأولى والتوالي
ياموفي الدين يا الله»

وتمتاز بعض أغاني البحر بالغناء الجماعي، ويطلق عليه البحارة «شيلة» تغنى عادة اثناء العمل سواء نقل الأمتعة أو تحريك السفينة، خاصة عندما تغوص في الرمال والطين، لبث روح التعاون.

تأثر بالحضارات
ولقد تأثرت هذه الأغاني بأغاني الحضارات الأخرى من خلال رحلات السفر التجارية، وساهم البحارة في الاحتكاك بالشعوب خاصة الهندية والافريقية وبالذات سواحل شرق افريقيا، لدرجة اننا من الطبيعي ان نجد البحار يتحدث بسهولة وبكل وضوح في هاتين اللغتين، حيث نقلوا الكثير من الكلمات والتعابر الأجنبية إلى لغتهم وأغانيهم بعد ان حوروها وصبغوا عليها الطابع العربي المحلي، فتسمع النوخذة وهو يقول لبحارته العرب «هير ياسي» حتى يخفضوا الشراع، وهي هندية أو من شرق افريقيا على أكثر تقدير:
«سي يا سي دايم الله
البحر أسود الدايم الله»

وكلمة «سي يا سي» من أصل سواحل شرق افريقيا ويقولها الافريقيون في صلواتهم، وفي بعض الأحيان يصاحب الكلمات العربية مصطلحات أجنبية: يالكاجوري طيح لنا الأنجر
لا يحتوي هذا المقطع الا على كلمة واحدة «طيح» التي تعني «رمى»، اما الكاجوري فهي كلمة هندية تعني التمر، والانجر تعني المرساة في الهندية ايضا، ويكون المعنى ان التمر قد القى المرساة. ويبرز هذا التعبير رغبة البحارة في رؤية المرساة وهي ترمى قبل تفريغ شحنة التمر حتى يستريح من عناء الرحلة الطويلة التي تبدأ من شط العرب في العراق الى سواحل الهند، وهناك ايضا دخول كلمات اجنبية على اللغة العربية نذكر منها هذا المقطع التالي:

«الصومالي باع كوته واشتراله كوت ثاني»
اي الصومالي قد باع معطفه واشترى لنفسه معطفا آخر.

وعن الآلات تحدث د. صالح قائلا:
اما آلات الغناء فهي نوعان من الآلات الموسيقية التي تصاحب الغناء البحري الكويتي:

أولا: الآلات الايقاعية التي لا تحتاج الى الضبط فقط الربط وشد الحبال، ومن اهمها «الطار» وهي آلة تتكون من حزام خشبي دائري مشدودة عليه رقعة من الجلد المدبوغ، وهي آلة اساس الايقاع، واكثر انتشارا في المنطقة، وخشب الطار يستورد من الهند، وهي من الآلات العربية القديمة التي مازالت تستخدم في ارجاء الخليج العربي.

وآلة ثانية من آلات الغناء «آلات الاحتكاك» من اهمها آلة الصونج او الطويسات كما تسمى محليا، تتكون من صفيحتين برونزيتين على شكل دائرة مسطحة ولا تعتبر آلة الطويسات من بيئتنا، ولكن من الرحلات والاسفار الى الهند وغيرها عرفناها واستخدمناها للزخرفة الايقاعية.

والثالثة، الآلات التي تستخدم العصا الخشبية اهمها: الطبل، وهو من الآلات الايقاعية في الغناء البحري، ولاهميته فقد استطاع البحارة استنباط نوعين من الطبول «حبل الراس» و«الطبل الصغير» يطلق عليه الطبل الخماري الذي يشد بالحبال، ومن جلد البقر لقوة تحمله ضرب العصا، اما الطارات فمن جلود الاغنام.

والآلة الرابعة، الهاون، وهو آلة تستخدم لدق الحبوب، استطاع الفنان الكويتي ان يسخر نغماته في اغانيه يوضع الهاون بين الرجلين مع استخدام عصوين رقيقتين بالدق على جانبي آلة الهاون.
وذكر الحربي الآلة الخامسة (الصوناي) وهي آلة نفخ واحدة خشبية من الهند، وانهم سمعوه في المعابد وطوروه، ويعزف الصوناي الحان «السنجني» والشبيشي، ويتطلب نفخا قويا ومهارة خاصة بالعزف.

والسادسة هي اليحلة او الجحلة، وهي وعاء اصلا لشرب الماء على السفينة، وبعد ان تفرغ يضرب عليها. وهي من اجمل الآلات في الكويت، وتعبر عن مسيرة السفينة في البحر، وصوت اليحلة يعبر عن اصوات الامواج، ولكي يحصل العازف على الصوت الحاد فانه يضرب على وسط الجحلة واصواتها هي «الدوم تك والتك» هي اصوات مألوفة في الاذن العربية.

والمرواس آلة معروفة كثيرا عند اهل الخليج، ويستخدم في المقام الاول في اغاني السمر لمصاحبة آلة العود، وهو عبارة عن اسطوانة تشد من جانبيها بالجلد وتسهم الحبال في شدها، وتسمى عملية «الشياح»، وفي البحر يساعد المرواس آلة الطبل في الاداء.

وقال: غناء بحري من اغاني السفر يؤدى عند انزال او سحب السفينة، او عقب الانتهاء من طلاء السفينة بالشونة اسمه الستكيني وهو مزيج من الالحان الهندية والافريقية، صقله الكويتي بطابع خاص يغنيه النهام واصل الكلمة الايقاع الثقيل

والميزان والصوت الثقيل أيضاً، والسنكيني من أصعب الايقاعات الكويتية والبحرينية، ولأن الموسيقى له (16 درجة) وقف عند هذا الرقم، ولا يستطيع الزيادة خوفاً من الخلل في الميزان الموسيقي، ولكن عندنا في السنكيني (32 درجة)، ماذا يحمل هذا الإنسان (النهام) من القوة، أنا أعتبر هذا اعجازا، وللأسف لا يوجد من يهتم بهذه الاعجازات الموسيقية الخاصة بالبحرية الكويتية، وهذا البحار يقوم بتشكيلات فائقة حتى عند التصفيق ورنة الهاون، لأن لديه زمناً طويلاً في البحر والسنكيني من الأعمال الخالدة، واذا استغل لنصل إلى المستوى العالمي، يجب ان يدرس الفن الكويتي، وفي الكويت لدينا 25 صوتاً، وللأسف اختصر إلى صوت شامي وعربي، وتخلصنا من بقية الأصوات،

ولا يوجد صوت «عدني»، العدنيون أخذوا الأصوات من البحارة الكويتيين، ولكنهم طوروها، وأدخلوا آلات سمي بالصوت العدني، ولا توجد عندنا ألحان هندية رغم الاسفار والاحتكاك، ولكن جاء المرحوم عبدالله الفرج وغنى «ملك الغرام» فقرة واحدة فيها روح هندية لأنه عاش هناك فترة طويلة، ولكن اللحن والايقاع كويتي 100%، وللأسف الناس دائماً تحب أن تشكك، الليوه والطنبورة من افريقيا، والهبان من برفارس خاصة من «الهولة» وهي قبيلة عربية.


النهامون الكويتيون
1 ــ فرحان أبو هيلة
2 ــ سليمان العزير
3 ــ سلطان بن دليم
4 ــ صالح بوكحيل
5 ــ سعد بن فايز
6 ــ عبدالله اليحيي
7 ــ نخيت بن بشير
8 ــ سالم المرطي
9 ــ عبدالعزيز الدويش
10 ــ حسين الملا
11 ــ جوهر عبدالمسيح
12 ــ ملا فرج بن هندي
13 ــ عامر الدرويش
14 ــ محمد القشطي
15 ــ عثمان الدراعة
16 ــ راشد الجيماز
17 ــ عبدالله بن عاصي
18 ــ أحمد العماني
19 ــ سعد العبكل
20 ــ يعقوب كحيل
21 ــ سعود صرام
22 ــ سعود الغرير
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقابلة مع السيد محمد صالح الابراهيم - القبس أبوفارس111 مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 2 02-08-2011 02:01 AM
طلب مساعدة: العلاج الشعبي السيدة الانيقة الصندوق 8 28-05-2010 10:45 PM
محسنون من بلدي - صالح بن صالح الابراهيم الوطني الشخصيات الكويتية 3 04-05-2010 12:44 AM
صالح العجيري والتعليم في الكويت - القبس الأديب مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 7 18-11-2009 02:47 AM
علي.. عشق التراث فأخرجه بثلاث لغات - القبس AHMAD المعلومات العامة 2 23-08-2009 04:50 AM


الساعة الآن 12:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت