راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 13-04-2008, 11:27 PM
الغواص الغواص غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 61
افتراضي مــجــــبــل الــجـــــــــلاوي ولدت الصوابر

مــجــــبــل الــجـــــــــلاوي:
ولدت في الصبر.. الصبير.. الصوابر
أجرى الحوار: جاسم عباس
لقائنا مع السيد مجبل شتوي هاضل الجلاوي العازمي


الرعيل الأول من رجالات الكويت، تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي، الى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة الغنية.

«القبس» شاركت عددا من هؤلاء الأفاضل في هذه الاستكانة.


أنا السائق المثالي منذ 1962 وحصلت على شهادة تقدير من الداخلية


لحم الإبل غذاء ودواء ولا أعرف لماذا تحول الناس إلى الأبقار والأغنام


في مستهل لقائنا مع السيد مجبل شتوي هاضل الجلاوي العازمي قال:




ولدت عام 1938 في منطقة كلها صبر وصابر وصبير، فكل من سكنها فهو صبور، وأنا من منطقة أم صبار لا يحيط بها شيء إلا أشجار مرة وشديدة الحموضة، كانت أرضها كلها حجارة صلبة فهي بين الشرق والمرقاب، وأول من سكنها أجدادي لأنهم أهل الصبر والصوابر، ولما سكنها أناس غيرهم سميت بالصوابر، فيها قطعة أرض صغيرة طينية خصبة تصلح للزراعة وكان والدي وجدي المسؤولين عن هذه الارض وزراعتها وبيع انتاجها من البربير والفجل، والطماطم، والطروح بأمر من الشيخ دعيج السلمان الصباح الذي توفي عام 1981 عن عمر يناهز مائة عام، أما موقع المزرعة حاليا فهو مبنى الارشاد والانباء، وكان يدعى ايضا دائرة المطبوعات والنشر، والآن مبنى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مقابل وزارة الداخلية، مدرسة الصديق سابقا، وفي عام 1952 أزيلت المزرعة، ولقلة الماء في الصوابر كان يتم نقله من الشامية صباحا ومساء خاصة في بداية الزراعة قبل استعمال الماكينات لسحب المياه من الآبار، فكان والدي هو الساقي.

قال العم مجبل: بعد خراب المزرعة انتقلنا إلى صيهد العوازم القريبة من الفروانية، كانت منطقة مرتفعة أكثر سكانها من العوازم اخواننا وأهلنا، وكلمة صيهد أرض مرتفعة، فهناك صيهد الهواجر، وصيهد نايف، وفي الشامية أرض مرتفعة هي ايضا «صيهد البقر» فكان لوالدي محل لبيع المواد الغذائية عبارة عن عشة مثل أغلب البيوت.

ثم انتقلنا إلى جليب الشيوخ الغنية بالماء ومورد رئيسي لغنم بعض الشيوخ وسميت المنطقة الخيرة بهذا الاسم.

قبر الصحابي

وتذكر مجبل أقوال وحكايات من أجداده عن منطقة في غربي الجهراء والكبد كان فيها قبر الصحابي الجليل «العلاء الحضرمي» فاتح جزيرة «أوال» في طريقه الى البصرة، وهذه المنطقة تسمى «جليب علي» (تحريف علاء) كانت منطقة غنية بالسمن البلدي (دهن عداني)، ولا أثر اليوم لهذا القبر وكلما مر هذا الصحابي على منطقة سميت باسمه تبركا به، وفي الخليج جزيرة تسمى «أبو علي»، ورأس أرض بهذا الاسم، «وهذا ما أقوله ثابت في كتب التاريخ، وأن «أوال» في البحرين جزيرة تابعة لها من أيام الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم».

الجدا

ثم انتقل الى مهنة والده من المهن التي قام بها فقال: سيب وبيده «الجدا» ذلك الحبل الذي لم يفارق يديه أياما وليالي في البحر، كان الرجل المكلف بمسكه والغواص متعلقا به وهو في قاع البحر حتى يتعب فيحركه ثم يسرّع والدي «السيب» بجره الى أعلى، أي بيده حبل النجاة، وأي غفلة قد تودي حياته.

وزار.. نجدية

وتحدث عن بعض الملابس القديمة بشوق فقال:

ـ كنا نلبس الإزار بدلا من السروال، ولا يمكن للابس السروال إلا أن يسمع بعض الكلمات منها: امصروله تزرع طين، امصروله تزوع بصل، كان الوزار لبسا مهما للبحارة جاءنا من ماليزيا واندونيسيا والهند، وقبل لبسه كسروال، كان يربط ويطوى على الرأس، والبناؤون يتزنرون به حول بطونهم أثناء العمل وبعده، وله أسماء أفضلها المدراس من مدينة مدراس في الهند، والنيباري والقوفلي، والبحارة يرغبون في اللون الأسود لإبعاد سمك القرش عنهم لأنه يعشق الأحمر ويقترب منه أما الأسود فلا يقرب نحوه، والنسفة خيط يربط به الإزار، وكانت ضرورية خاصة للأولاد.

أما النعال النجدية فقال عنها: فهي من جلد الإبل الذي يسمى بجلد «حذيان» تستورد قديما من نجد، بألوان مختلفة: البني والأحمر والاخضر والاصفر والأسود، وهذه النعال تعمر لقوة جلدها واتقان صنعها، كان الحجاج يأتون بها كهدية، ولكنها نصف جاهزة وتسمى «زهاب» كنا نأخذها ونذهب بها إلى الخراز فكان يقيس قدمنا ويخيط النصف الثاني الذي يسمى «تشريك» كانت ضخمة وثقيلة وجميلة جدا، وأتذكر سوقا للخرازين، كان فيه صناع الأحذية والنعال وخاصة النجدية منها، كان موقعه في الغرب من ساحة الصراريف، وفيه تصنع الأحزمة الجلدية، وأتذكر هناك محلا يستخدم جلد الماعز لصنع قرب الماء، ولكن جلد التيس الفارسي أقوى وأجود على تحمل الثقل ولكنه لا يتوافر دائما، كان سوقا فيه حوالي 20 محلا فقط، وأتذكر أيضا كان سعر النعال الواحدة روبيتين أو أكثر، والآن تطورت وبدأت تصنع في ايطاليا وانكلترا على شكل «نعال نجدية» وتباع بثلاثين إلى أربعين دينارا.

الحصان.. الجمل

وانتقل العم مجبل للحديث عن الخيول والابل فقال:

ـ نحن في البادية عرفنا الحصان العربي بقوته وجماله وسرعته والاستجابة لصاحبه، بالاضافة إلى سمعه القوي، وقدرته على الظروف الصعبة حارة أم باردة، وتحمله للعطش، ويمكنه تحمل السير لمسافات طويلة مع حمل الأوزان الثقيلة، فلذلك استخدمناه، وعرفناه منذ 3000 سنة قبل الميلاد، وعرفنا نسبه وأصله لحبنا له: الكحيلان والصقلاوي والعبيان والحمداني والهدبان وغير هذه لا تعتبر خيولا أصيلة.

ومن الأسماء المعروفة: الفرس وهي الأنثى، الطلوقة: الحصان الذكر الذي يلقح الإناث، الفلوة هي الأنثى الصغيرة والمهر هو الجواد الصغير ذكر أو أنثى، المسلك هو الذكر الصغير، والمخصي هو الحصان الذكر المخصي (الخصي لا قدرة له على الجماع)، أما الابل فكانت لها أهمية في البيئة الصحراوية الكويتية وأثرت في حياتنا فمن الجمل حصلنا على اللحم والألبان والأوبار لصناعة الملابس والبيوت، ومن مخلفات الجمل حصلنا على وقود ونار ودواء، تبوأ الدرجة الأولى بين الحيوانات، نقل تجارتنا، ورافقنا في الغزوات والفتوحات وحتى دفع المهور كان من الابل والفدية ايضا، وأنواعها لا تختلف في الجزيرة العربية شمالها أو جنوبها، منها: المجاهيم والوراك والجودية والخوار.

لحم الابل ولبنها

وقال العم مجبل: كان لبن الإبل غذاء اساسيا لسكان الصحراء، يمتاز بلونه الأبيض ورائحته الحلوة وطعمه المحلى، والناقة الكويتية تعطي حوالي 2500 لتر في فترة الحلب، ولا أعرف لماذا تحول الناس من لحم الإبل الى الأغنام والأبقار؟ وأعتقد أن اصحاب الإبل عزفوا عن تربيتها، ولتعلموا ان الاطباء رشحوا لحم الابل كأقوى غذاء، وآكله لا يحتاج الى دواء، ولا يحصل له داء.

الحصبة فتكت بنا

وعن الأمراض التي كانت تفتك بالأطفال وخاصة الحصبة التي قتلت الكثير منهم، قال:

ـ يقال ان مرض الحصبة لا يحتاج الى علاج، والحصبة تبرأ تلقائيا، وأنا أقول، وبالتأكيد، إن الحصبة جاءت وانتشرت بين الاطفال، وأنا منهم أتذكرها حبوبا في الوجه والجسم، بذور نمت وآذت الأسر، وحتى الكبار الذين لم تصبهم الحصبة في صغرهم قضت عليهم وآذتهم في الكبر.

ولكن العلاج كان بنبات الكتان حيث تنقع أوراقه وأزهاره وتوضع على الجسم ويفرك بها الرأس، وعطر البنفسج نبات ذو رائحة طيبة ايضا أوراقه ونباته تسخن بالماء الحار ويدهن بها الجسم، ولا يستحم لمدة 15 يوما حتى لا تبقى آثار الحبوب على الجلد وتتحول الى بقع سوداء، والأسرة الكويتية عرفت هذه المعلومات وغيرها عبر مسيرتها، والأعشاب سيطرت على تفكيرهم والطب الشعبي الشافي كان هو السائد، وكل المحاولات أثبتت استعمال النباتات الطبية.

وأصابتني الحصبة وأنا في التاسعة من عمري، ولكن الأعمار بيد الله لكنت من الموتى كغيري من الأطفال الذين ماتوا وأتذكر الاصابة في عام 1947.

لدغة العقرب

وتذكر العم مجبل لغدة العقرب المؤلمة: فكنت أسمع صراخ الملدوغ من مسافة بعيدة، وأول عمل يقومون به ربط مؤخرة مكان اللدغ بقوة حتى لا يسري السم في الدم، ثم يوضع مكان الألم ثوم مدقوق مع الخل والدهن ثم يصحب المصاب الى أحد الصالحين ليقرأ عليه بعض الآيات فيبرأ بإذن الله، وأتذكر ونحن في الصوابر كان سيد ياسين من المعلمين الصالحين اذا قرأ على أي مريض يأتيه الشفاء من الله، بنفسه وبنيته الصافية، وكذلك ابن الشيخ كان من رجال الدين اشتهر بالعلم الروحاني وكان، رحمه الله، يعالج بالقرآن والتوسل إلى الله تعالى بالأدعية وكان الناس يقصدونه الى منزله في السالمية، وأتذكر انه توفي عام 1958 أو 1959، وبعض الناس كانوا يشرقون مكان لدغة العقرب، ويسحبون الدم والسم، إما عن طريق الفم أو بالضغط حتى لا يسري السم في بقية الجسم.

رزق الحية

وأخيرا قال العازمي، أنا سائق تاكسي منذ عام 1962 والى الآن لم أخالف ولم أتعرض لاصطدام، والشاهد على هذا حصولي على شهادة تقدير من وزارة الداخلية وجهاز نقال تقديرا منهم للسائق المثالي، ومن هذه السيارة الحمد لله والشكر حصلت على الكثير، ولكن أريد من المسؤولين ان يهتموا ويقفوا معنا ضد الاضرار التي تأتينا من السيارات الخاصة التي تنقل الركاب من الشوارع، وتاكسيات تحت الطلب ايضا ينقلون من الأسواق والمناطق دون علم المعازيب، «والوانيتات الله أكبر عليهم»، ولكن رجال المرور لا يعرفون السيارات الوردية.

أقول لاخواني أصحاب الورديات: لا تركنوا، ولا تستسلموا إن الأرزاق بيد الرازق، ولا تكونوا كالحية العمياء التي في جحرها جاءها الرزق وهي فاتحة فمها فدخل عصفور فأشبعها، وفي هذه الأثناء مر حطاب وشاهد ذلك المنظر العجيب، فقال لا أريد أن أتعب نفسي، والله سبحانه يرزقني مثل «الحيايا» في جحورها، ولكنه ندم على كسله ويأسه من العمل، ومشى هذا المثل: «يرزقك رزاق الحيايا بجحورها» فهذه السيارة نستعين بها بعد الله تعالى مهما كانت المشاكل والهموم وعدم المبالاة، ولكن بالنشاط ننسى التعب والكسل والسأم والخمول والمثل الأخير أقوله «الحي يحييك، والميت يزيدك غبن»، فهذه سياراتنا حية، والكسل غبن.
__________________________________________________ ________*

القهوة في حياتنا

قال عن القهوة إنها: شراب اجتماعي مرتبط بالكرم وطيبة النفس، فكانت لنا ومازلنا مع القهوة علاقة وثيقة، الضيف لا يشبعه طعام دون ذكر الدلال والقهوة فهي شرط لأي وليمة، فالصباح الباكر القهوة للكيف، وإذا أردت حديثا من صديق عزيز ولحظات نادرة ممتعة فمع القهوة وبأنفاس القهوة نرحب بالأحبة والضيوف، ومعها نفكر ونحل كثيرا من قضايانا، هي المشروب الأول في البوادي دون منازع، نحن في البادية تلقفناها واحتضناها بشغف وأحطناها بهالة من التقدير، هو المشروب العزيز والمؤثر، وديوان القهوة مفتوح لكل صاحب كيف، ومن اشتاق إليها فلا حرج من التوجه الى ديواننا، ولكن الأولوية للكريم والجواد والمحارب، وبعد هؤلاء فالقهوة مشروب الناس جميعا، والأولون اذا سمعوا بوفاة عزيز يفرغون الدلال من القهوة تعبيرا عن الحزن الشديد.

__________________________________________________ ________*

وظائــف العصــا

تحدث العم مجبل عن العصا على أنها من الأدوات المهمة لنا في المناطق النائية منها: عصا عكاز، وعصا صولجان من اشارات التوجيه، وعصا الراعي التي كانت مهمة في الصحراء فهذه من أشجار الأبنوس والسلم، والصنوبر، وهذه العصا لعبت دورا بالنسبة للراعي أو الأعمى، للدفاع عن نفسه، بالاضافة الى الوقار والانضباط، فكانت عنصرا من عناصر الزي الكامل للبدوي، والشيخ كان يتوكأ عليها وكانت تخطط على الأرض، وتشير أثناء الكلام، فكانت العصا لا تسقط من يد جدي ووالدي رحمهما الله.

واضاف العم مجبل: سمعت من جدي ان عصا موسى من أشهر العصي في التاريخ، وعصا سيد سليمان أثمرت بقدرة الله تعالى أمام عصي بني اسرائيل، وعصا الملك «تحوتمس» التي أرعبت العباد والبلاد، من خوف الناس منها لن يقف أحد أمام الملك حتى وصل بها الى يافا ومصر، وهذا الرأي كان يقطع المسافات قديما متكلا على الله تعالى، ويستعين على الشدائد بالعصا، وكان يركزها على الارض وفوقها عباءته يستظل بها من الشمس، وكان حاملها يلتقط ثمار النخيل على مستوى الموجود، وأخيرا قال لي جدي: ان العصا أول اكتشاف بشري.


http://www.alqabas.com.kw/research_d...0&word=العازمي
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مساعد الفريحان: ولدت في الدمنة وتعلمت بمدارسها وجدي كان صاحب حظور عبدالرحمن بك مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 14 05-12-2014 08:54 PM
الابراهيم (الصوابر-شرق) shkif شرق 0 10-11-2009 11:31 PM


الساعة الآن 11:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت