راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > المعلومات العامة
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-06-2009, 02:51 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي تلفزيون دولة الكويت في مجلة قديمة - 1964م - يعقوب الغنيم

الوطن اليوم




في إحدى الليالي القريبة الماضية كنت في زيارة الأخ الكريم محمد صقر المعوشرجي في ديوانيته لكي أقوم بواجب زيارته والاطمئنان على صحته شفاه الله وعافاه من كل سوء. اعتدت أن ألتقي في ذلك المجلس الطيب عدداً من الإخوة الأعزاء الذين آنس بهم، وأسعد بالحديث معهم، وكان من حسن حظي أن وجدت عند أبي خالد في تلك الليلة أخا فاضلا لم أره منذ أمد طويل هو الأخ الأستاذ عبدالرحمن الخرجي، الذي تكرم آنذاك فأهداني مجلة من المجلات التي كانت تصدر في سنة 1964م، وبعض الأوراق التي تضم أسماء طلاب المدرسة المباركية عند بدء الدراسة بها.

معرفتي بالأستاذ عبدالرحمن الخرجي قديمة، ترجع إلى بداية الخمسينيات من القرن الماضي، ولكن الأيام وتقلباتها اقتضت أن ننقطع عن التلاقي إلى أن حانت هذه الفرصة السعيدة.

افتتح صاحبي في ذلك الوقت مكتبته المسماة: »مكتبة الطلبة« التي كان جل اعتمادها على بيع الكتب، وقد كانت فيها أعداد كبيرة من الكتب في موضوعات متعددة، وكان يجلب أغلب كتب هذه المكتبة من بيروت، من هذه المكتبة اطلع شباب الكويت على الأدب الحديث، وقرأوا التيارات الأدبية المعاصرة، وقد كان لصاحب هذه المكتبة الفضل في اطلاع القراء على كثير من الموضوعات التي لم يطلعوا عليها من قبل، وذلك في تنوع جميل، واختيارات للكتب رائعة، وقد افتتح عبدالرحمن الخرجي إلى جانب مكتبته مطبعة سماها »مطبعة الطلبة« وكان ينوي تخصيصها لإصدار الكتب ونشرها، وطبع بالفعل كتاب الرحالة الأمريكي أ.لوثر المسمى »الكويت 1868م«، ولكنه لم يوفق في هذا المجال بسبب طبيعة السوق التي كانت ضيقة للغاية في ذلك الوقت.

واستمر في إدارة مكتبته بعد ذلك، ولكن السوق عاد فلعب لعبته، إذ قل الإقبال على شراء الكتب وقراءتها وانشغل الناس بأمور أخرى، فاضطر عبدالرحمن إلى إغلاق المكتبة مأسوفا عليها.

لقد كان سوق بيع الكتب في وقته رائجا وكان هناك عدد من المكتبات تتنوع عروضها من الكتب، ويقبل عليها محبو القراءة كل يبحث عما يهمه من موضوعات، وكنت أقف فترة غير قصيرة حتى يأتي دوري في الشراء من أي مكتبة من مكتبات تلك الأيام.

***

تضم المجلة التي أهداها إلي الأخ عبدالرحمن الخرجي موضوعا شيقا بالنسبة لي، ذلك لأنها أوردت ضمن مقالاتها مقابلة صحفية أجراها مندوبها معي يوم كنت مديرا لتلفزيون دولة الكويت، ولما في هذه المقابلة من معلومات، واشتملت عليه من صور أضحت قديمة بل تاريخية آثرت أن اقدمها ضمن »الأزمنة والأمكنة« مع حديث قصير عن هذا الجهاز. والمجلة المعنية هي مجلة »العالم« وهي لبنانية المصدر، لا نعرف الجهة التي كانت تنشرها، وقد صدر أول عدد لها في بيروت سنة 1953م وكانت شهرية إلى أن توقفت فترة من الزمن في سنة 1966م، ثم عادت إلى الصدور كل أسبوع، ولا أعرف مصيرها الآن. وأما العدد الذي يضم المقابلة المذكورة فكان صادرا في شهر سبتمبر لسنة 1964م.

كان تلفزيون الكويت حديث النشأة، وكان يتولى إدارته المرحوم الاستاذ خالد المسعود الفهيد، ولم تكن به من المعدات ما يتناسب مع المطلوب في جهاز مثله، لذا حرص الاستاذ خالد على أن يطعم برامجه ببعض البرامج التي كان ينتجها التلفزيون المصري، وهكذا اقتصرت برامج تلفزيون الكويت -آنذاك- على هذه البرامج وبعض الأفلام والأخبار بالإضافة إلى القرآن الكريم وبعض الأحاديث الدينية، ويستدعي - أحياناً - أحد الأطباء وهو الدكتور سعيد النجار رحمه الله لتقديم برنامج صحي يذاع على الهواء مباشرة لعدم وجود جهاز تسجيبل لدى التلفزيون وقتها، أو يستدعي من يلقي حديثاً بمناسبة من المناسبات كما حصل معي عندما دعيت لإلقاء كلمة في احدى أمسيات شهر رمضان عندما كنت مدرساً في ثانوية الشويخ.

وكنت قد انتقلت من عملي بالتدريس إلى وزارة الإرشاد والأنباء التي كانت هي المسؤولة عن التلفزيون، وكان الأستاذ خالد المسعود قد اختط لنفسه خطاً جديداً حين عزم على ترشيح نفسه لعضوية مجلس الأمة، وقد فاز في أول انتخابات رشح نفسه فيها، وصار وزيراً للكهرباء والماء ثم وزيراً للتربية، وقد سعدت بالعمل معه في هذه الوزارة الأخيرة حين صرت وكيلاً لها.

عندما جئت إلى وزارة الإرشاد والأنباء (الإعلام) كان وزيرها هو سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر، وحين انتقل منها إلى وزارة الخارجية حل محله الشيخ مبارك العبدالله الأحمد الصباح ثم الشيخ جابر العلي السالم الصباح.

كان كل وزراء تلك الفترة حريصين على هذا الجهاز الوليد، وكانوا يكثرون من زيارته للاطمئنان والتوجيه ويلبون الحاجات التي يقتضيها العمل. وذلك حتى شب هذا الوليد عن الطوق - كما يقال - وأصبح جهازاً يملأ السمع والعين، وقبل أن تنتشر المحطات التلفزيونية في الأقطار المجاورة كان تلفزيون الكويت هو السلوى الوحيدة لسكان هذه الأقطار.

***

قام بكتابة التحقيق الصحفي والمقابلة الصحفية أحد العاملين في المجلة المذكورة حضر إلى الكويت للكتابة عن مظاهر النهضة فيها. ويبدو أنه كتب عن مواقع أخرى في البلاد، ولكن العدد الذي بين يدي لا يضم إلا هذا الموضوع الذي أتحدث عنه الآن، لأن السيد إلياس مقدسي إلياس قد ذكر في بداية حديثه ما يدل على ذلك حين قال: »سجلت في خواطري السابقة، دون تحديد انطباعاتي، ومشاعري عن دولة الكويت، هادفا إلى اعطاء فكرة عامة لقراء مجلة (العالم) الأعزاء عن هذه البقعة من الوطن العربي، التي تعتبر - بحق - نموذجا للدولة الناشطة الحديثة«.

ثم يذكر اختياره لموضوع تلفزيون الكويت، ويبين سبب اختياره له، والمحاولة التي بذلها من أجل الحصول على المعلومات عنه وبالتالي التمكن من إجراء المقابلة التي كان يريدها.

يقول: »وهنا سأتحدث باسهاب، عن واحد من أهم وجوه الحياة في دولة الكويت - التفزيون. هذا الوجه الذي يعتبر مثالا رائعا للمبادهة الفردية، المدعومة برعاية الدولة الساهرة على مصالح الشعب ورفاهيته.

ولقد كان عليَّ ان ابذل جهودا كبيرة في سبيل الحصول على دقائق وتفاصيل عن تأسيس التلفزيون. فوراء ذلك قصة متشابكة وخيوط متعددة، وكان هدفي أن أعطي القراء صورة حية مسهبة عن هذا المخلوق العجيب«.

ويواصل حديثه بعد هذه العبارات فيقول: »تبدأ قصة تأسيس التلفزيون منذ ثلاث سنوات تقريبا، وذلك عندما صمم أحد مواطني الكويت الكبار - الاقتصادي المعروف السيد مراد يوسف بهبهاني - على إنشاء محطة تلفزيونية على نفقته الخاصة.

وبالفعل، استورد السيد البهبهاني أجهزة البث عام 1960م، وفي مخيلته مطامح متشعبة يبغي تحقيقها لشعبه من وراء التلفزيون. وقال لي السيد البهبهاني، عندما زرته في مكاتب مؤسسته في ساحة الصفاة، أنه عندما خطرت له الفكرة، لم يكن يجهل أبدا الخدمات التي يستطيع التلفزيون تأديتها في مختلف الحقول والنشاطات التعليمية والتربوية والثقافية والاجتماعية والإعلانية أيضا.. بل إن معرفته بهذه الأمور هي التي أخرجت الفكرة إلى حيز التنفيذ، فضلا عن أنه كان يريد أن يوضح للدولة، بالدليل المادي القاطع، مدى صلاحية التلفزيون للترفيه عن الجمهور وتعليم الناشئة وتوجيه المجتمع الكويتي الجديد إلى الحياة اللائقة.

وهكذا جاء بأجهزة للبث تعرض بعض الأفلام المصورة ذات الـ 16مم، والغاية من وراء ذلك تشجيع الشعب على اقتناء الأجهزة التلفزيونية، وشعرت الدولة بالقيمة المتزايدة لهذه المؤسسة، فاستعارت أجهزة البث من السيد البهبهاني لمدة عام، وبدأت بالبث الفعلي في شهر شباط (فبراير) 1960م، ثم اشترتها في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) من ذات العام. وكانت قوة المحطة آنذاك 100 واط. وبدأت تعرض أفلاما قصيرة عربية وأجنبية، ثم ما لبثت بعد ذلك أن شرعت تذيع القرآن الكريم، ونشرة الأخبار، بالإضافة إلى برامج تثقيفية للأطفال والأخبار المصورة، والبرامج الشعبية المختلفة إلا أن مؤسسة التلفزيون، وانطلاقها من منهاج الدولة في تقديم أوفر الوسائل لراحة الشعب والترفيه عنه وضمان تقدمه في مختلف المجالات، أخذت توسع نطاقها وتدفع دما أقوى في شرايينها«.

لقد مهد بأقواله هذه للحديث القادم، وهو المقابلة الصحفية التي تمت بينه وبين مدير تلفزيون الكويت. وهي المقصود من جولته في البلاد، كما أنها إحدى حلقات المقابلات التي أجراها في مرافق أخرى ذكرت سلفا أنني لم أطلع على ما كتبه عنها.

وفي البداية تحدث عن تنقله في سبيل جمع المعلومات عن الجهاز الذي كان حريصا على جمع المعلومات عنه، فذكر انه مر بالسيد مراد بهبهاني بصفته مؤسس هذا الجهاز كما وضح لنا قبل قليل، ثم مر - كما يقول بديوان الأستاذ ابراهيم الشطي في وزارة الإرشاد والأنباء، كل ذلك من أجل جمع المعلومات بتفصيلاتها، ثم يقول: »... ومن ديوان الأستاذ الشطي قصدت محطة التلفزيون في (دسمان) برفقة المصور مصطفي حشيشو صاحب ستديو (سكوب) حيث كان في انتظاري مدير التلفزيون الأستاذ يعقوب يوسف الغنيم، فاستقبلني ورحب بمجلة »العالم« كثيرا وأخبرني أنه من المواظبين على قراءتها.

وبعد أحاديث على هامش الموضوع، بادرته سائلا:

- »هل لكم أن تحدثوا قراء »العالم« عن نشوء التلفزيون في الكويت؟«.

- »الحقيقة أن التلفزيون قد مر في مرحلتين مهمتين: الأولى تبدأ منذ أن أنشأه السيد مراد يوسف البهبهاني، الى ان اشترته منه الدولة في أواسط شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1961م. الثانية تبدأ منذ ذلك التاريخ حتى نهاية عام 1962م، وهذه المرحلة كانت تجريبية، اذ لم تكن المحطة قد اكتملت من مختلف النواحي، وحينما اجتازت هذه الفترة، أصبحت المحطة رسمية، وانتهت منها الصفة التجريبية، لتنبثق عنها المرحلة الثالثة التي نحن فيها الآن، اذ اكتمل التجهيز بكافة الوسائل والاجهزة العصرية، وبدأ العمل الجدي والمثمر الذي يضاهي ما تقدمه كبريات المؤسسات التلفزيونية، بل استطيع ان اقول، بلا مبالغة، ان التلفزيون عندنا قد استطاع ان يحقق في عامين ما لم تستطع مؤسسات اخرى تحقيقه في سنوات«.

- »هل لنا أن نعرف ما هي أقسام التلفزيون؟«.

- »بالتأكيد. هناك الأقسام والشعب التالية، ولنبدأ بالقسم الهندسي: بدأ هذا القسم مع بداية التلفزيون ذاته وكانت المعدات والاجهزة التي تستعمل في المحطة عبارة عن كاميرا تصوير الكترونية واحدة، وكاميرا اخرى لعرض الافلام، الا انه بعد مضي سبعة اشهر، استطاع هذا القسم ان يوسع مساحة المحطة من 250 مترا مربعا الى 1500 متر مربع، كما استوردنا كاميرات الكترونية أخرى، حتى أصبح لدينا الآن ست منها، ووصل عدد الفنيين العاملين في التلفزيون الى خمسة عشر فنيا، بالاضافة الى عشرة مهندسين الكترونيين أكفاء، والتحقت بهذا القسم وحدة للنقل الخارجي، بدأت أعمالها بنقل صورة حية لاحتفالات العيد الوطني في العام الماضي. كما نقلت العديد من الحفلات والسهرات...«.

- »وما هي مهمة القسم الهندسي في التلفزيون؟«.

- »يقوم القسم الهندسي بتصميم جميع المعدات اللازمة للمحطة وتجهيزها، ويستطيع الآن القيام بأي عمل يحتاج إليه، ابتداء من عملية اللحام البسيط، إلى عملية تركيب الأسلاك الهندسية الدقيقة الصنع، ومن المعدات الالكترونية، إلى عملية التصوير السينمائي الحديثة«.

- »وماذا عن أقسام المحطة الأخرى؟«.

- »لقد استمرت الجهود في تقوية المحطة ومختلف أقسامها، وخاصة قسم البث. فبعد أن كانت في منطقة »دسمان« تبث برامجها على النظام ذي ال »525« خطا بقوة مئة واط، أصبحت تبث على النظام الذي يقدم الصورة للمشاهدين على ستمائة وخمسة وعشرين خطا، فيزيد ذلك من وضوحها وسهولة التقاطها. ولهذا الغرض أقيمت محطة البث على النظام الأوروبي في منطقة »المطلاع« شمالي الكويت، وقوتها (2 كيلو واط)، كما بنيت أيضا محطة تقوية أخرى في »الروضتين«، قوتها (2 كيلو واط). ومهمة هاتين المحطتين هي إيصال برامج التلفزيون واضحة مسموعة إلى جنوب العراق بأكمله. وقامت الوزارة ببناء محطة تقوية إلى الجنوب من مدينة »الأحمدي« قوتها (6 كيلو واط)، في استطاعتها بلوغ أكبر جزء من إمارات الخليج المجاورة«.

- »باعتبارك مديراً للبرامج، هل لك أن تعطينا فكرة مفصلة عن البرامج؟«

- »برامجنا الآن تنقسم إلى عدة مجموعات:

المجموعة الأولى، وهي ثقافية، وتشتمل على برامج ثقافية وترفيهية موجهة للأطفال. وبرامج »عالم الحيوان«، وهو عرض لدنيا الحيوان وما فيها من غرائب وطرائف. و»حديث الأسبوع«، وهو مجموعة من المحاضرات الدينية والاجتماعية والاقتصادية، وبرنامج »رسالة« الذي يعرض إحدى المشاكل الإجتماعية التي يستفسر عنها الجمهور في رسائل، ويعالج هذا البرنامج المشاكل المعروضة فيها، في قالب تمثيلي، فتعرض على المتفرجين بطريقة طريفة جديدة، ويناقش كل مشكلة معروضة إخصائي. وبرنامج »التثقيف الصحي«، وهو يعرض المشاكل الصحية ويناقشها، ويهدف إلى رفع مستوى المعرفة الصحية بين الجماهير. وبرنامج »مجلة المرأة«، وهو ركن خاص بالمرأة، ويهدف إلى الأخذ بيدها في طريق قويم، ويثقفها ويوضح لها شؤون بيتها ويوسع مداركها. وبرنامج »علم وفن، وهدف هذا البرنامج توسيع مدارك المشاهدين وإطلاعهم على كل جديد في دنيا العلم والفن«. وبرنامج »جولة الكاميرا« وهو خاص بنقل تطور الحياة في الكويت بشكل واضح من خلال زيارة الكاميرا إلى المصانع والمعامل والموانئ ومنشآت النفط، لإطلاع المشاهدين على سير الحياة في بلدهم، كما تنقل صورة حية عن نشاط الوزارات وأقسامها المختلفة في جميع المجالات.

- »أما المجموعة الثانية فإنها برامج تعليمية، وفي طليعة هذه البرامج (تعليم اللغة الانجليزية) على الأصول القويمة، وهذا البرنامج تشرف عليه وزارة التربية والتعليم، بالاشتراك مع (المجلس الثقافي البريطاني)، ويلاقي استحسانا منقطع النظير في أوساط الجمهور، نظرا للإقبال الشديد من المشاهدين واهتمامهم بتعلم اللغة الانجليزية عن هذا الطريق، وخاصة ان الكويت أصبحت مركزا لتلاقي الكثير من الأجانب من مختلف الطبقات، وهذا ما يجعل لهذا البرنامج هذه الحظوة والاهتمام لدى الجمهور، لأنه برنامج مفيد للغاية، خاصة بالنسبة إلى المواطنين الذين فاتهم تعلم اللغة الانجليزية في المدارس، وإننا نلمس هذا الأمر من خلال الاهتمام العام الذي يلقاه لدى الجمهور، وفي مخططنا أن نوسع نطاقه، بحيث يشمل أبوابا أخرى لا تقتصر على تعلم اللغة والتحدث بها، بل وأصول كتابتها أيضا، ويظهر هذا الاهتمام بمئات، بل قل بألوف الرسائل التي ترد إلينا، وبالمخابرات الهاتفية التي تثني عليه وتطلب المزيد من دروسه، وكثير من هذه الرسائل والمخابرات الهاتفية تتضمن بعض الاستفسارات والأسئلة عن دروس سبقت«.

- »وماذا يا أستاذ يعقوب عن البرامج الأخرى؟...«

- »البرامج الأخرى، أو المجموعة الثالثة، تتضمن برامج متنوعة، وهدفها التسلية والترفيه، ومن هذه البرامج: »ما يطلبه المشاهدون«، تلبية للرغبات التي يبديها المشاهدون، فنعرض الأغنيات والمشاهد واللقطات المحببة إلى نفوسهم. ثم »المسلسلات الأجنبية«، وهي عبارة عن حلقات مسلية غربية، يتراوح عرضها بين ربع الساعة والساعة، وتتضمن الفكاهات والمغامرات. ثم »سهرة الفن«، وهذا البرنامج يقدم من وقت لآخر، ويشترك في احيائه الفنانون المحليون والفنانون الضيوف. ثم هناك »مجلة التلفزيون، التي تضم أبوابا مختلفة في الرياضة والثقافة والعلوم والفنون...«.

- »ومن هي العناصر الفنية التي تتضافر لتقديم كل هذه البرامج؟...«

- »يضم قسم البرامج خمسة مخرجين، وسبعة مذيعين ومذيعات، وثمانية مصورين الكترونيين، ومصورا سينمائيا، وثمانية مراقبين للكاميرات، وأربعة للتحويل، وثلاثة لمكتبة الأفلام، وثلاثة لمكتبة شرائط التسجيل الالكتروني (فيديوتيب)، واثنين لمكتبة شرائط الاسطوانات الصوتية، وثلاثة لقسم انتاج البرامج على أفلام سينمائية.

أما المجموعة الرابعة، فهي تتعلق بالأفلام السينمائية، فالتلفزيون يعرض ألوانا مختلفة من الأفلام العربية والأجنبية، ونحن نراعي الناحية الإجتماعية، إذ يهمنا ان تتبلور المثل العليا وروح الإيثار والمحبة.

وأما المجموعة الخامسة، فهي الدراما التي تشتمل على تمثيليات محلية، أهدافها رفع مستوى المعرفة وتنمية الحس الاجتماعي ومعالجة نواقص المجتمع.

بقيت المجموعة السادسة، وهي قسم تبادل البرامج، ووظيفته عقد الاتفاقيات والتبادل. فمثلا، عقد تلفزيون الكويت اتفاقيات مع تلفزيون لبنان والجمهورية العربية المتحدة وشركات: »اي بي سي« و»ان بي سي« و»سي بي اس« لتزويدنا ببرامج وأفلام متسلسلة وأفلام طويلة وأفلام للأطفال (كارتون) وأشرطة أخرى.

وهناك أيضاً قسم الأخبار الذي يقدم يومياً نشرة أخبار مصورة، بالإضافة إلى باب »نافذة على العالم«، الذي يقدم مرتين في الأسبوع. وترتكز مصادرنا الإخبارية على »وكالة الأنباء الدولية البريطانية« للأخبار المصورة، و»وكالة رويترز« و»وكالة الأنباء المتحدة« و»وكالة أنباء كولومبيا«.

ويعتبر قسم الديكور بالطبع ركيزة حيوية في المحطة، وقد استقدمت وزارة الإرشاد والأنباء رهطا من أمهر الاختصاصيين في فن الديكور. ويشتمل هذا القسم على فروع عديدة...

وأخيراً، هناك الشعبة الإدارية التي تنظم سير العمل في المؤسسة، وتتبعها شعبة مالية، وأخرى للخدمات الإنتاجية.

* »ما البرامج التي ترتؤون إدخالها لمضاعفة إقبال الجمهور على تتبع برامج التلفزيون؟«

- »إننا الآن في سبيل إعداد برامج جديدة طريفة، وأمامنا أشياء كثيرة نحاول تطبيقها، ومفاجآت وخطوات مهمة نعدها للجمهور لإغناء البرامج وتقديم كل ما يهم الجمهور وينسجم مع رسالة التلفزيون بخطوطها العامة، فالتلفزيون مصدر للبهجة والفرح، وأفضل وسيلة لاستثمار الوقت أثناء الراحة...«.

يقول المحرر:

وهنا كنت قد استعرضت، برفقة الأستاذ يعقوب الغنيم والمصور. جميع أقسام التلفزيون، فشاهدت أحدث الأجهزة، وجيشاً دائباً نشيطاً من الفنانين والفنانات والخبراء والمهندسين والمذيعين والمذيعات، وكانت الساعة قد جاوزت الثانية بعد الظهر، والحديث قد طال وتشعب، فاستأذنت الأستاذ الغنيم بالانصراف، شاكرا له هذا الحديث المفيد، وما بذله في سبيل تزويدي بالمعلومات، وخرجت من مؤسسة التلفزيون وأنا أحمل أطيب الأثر، متمنياً لهذه المؤسسة دوام التقدم والنمو والازدهار، لتعم فائدتها الجميع، وتنشر معارفها ومباهجها في كل منزل.

***

كان الأستاذ إلياس مقدسي إلياس الصحفي بمجلة »العالم« اللبنانية صادقاً وأميناً في نقله، وأحاط بكل ما يتعلق بتلفزيون الكويت في ذلك الوقت إحاطة تامة، على خلاف كثيرين ممن كانوا يأتون إلى الكويت فيكتبون ما يعن لهم وهم في فنادقهم لا يكلفون أنفسهم عناء الزيارة، ولا تقديم الأسئلة من أجل الوصول إلى الحقائق، ونحمد الله أننا انتهينا من تلك المرحلة بقيام حركة صحفية نشطة في وطننا الكويت صارت مثالاً يحتذى في الإجادة المهنية، وبلغت بمستواها مراتب الكمال، وقد أكسبتها حرية القول المتاحة لها مزيداً من التقدم والازدهار.

وبعد، فإنه لا يسعني في النهاية إلا أن أقدم الشكر للأخ الكريم الأستاذ عبدالرحمن الخرجي على هديته التي أتاحت لي فرصة العودة إلى ذلك الزمان الجميل، وتذكر ما كان فيه من محاسن.




االشيخ صباح الأحمد وعلى اليسار يعقوب الغنيم



تاريخ النشر 10/06/2009
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هذه هي ثروة الكويت - يعقوب الغنيم AHMAD المعلومات العامة 1 17-09-2017 01:35 PM
مجلة الوعي الإسلامي - يعقوب الغنيم AHMAD البحوث والمؤلفات 3 21-12-2012 02:46 PM
مواقف في تاريخ الكويت - يعقوب الغنيم AHMAD الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 2 07-08-2010 04:16 PM
الكويت في مجموعة من صحف الأمس - يعقوب الغنيم AHMAD البحوث والمؤلفات 2 29-10-2009 12:41 PM
حديث حول مساجد الكويت - يعقوب الغنيم AHMAD المعلومات العامة 4 23-03-2009 01:24 PM


الساعة الآن 12:34 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت