وليد الطبطبائي - جريدة الوسط :
الجمعة, 8 - يونيو - 2007
- مولده وسنه ونشأته
هو السيد عبد الجليل بن السيد ياسين بن السيد ابراهيم بن السيد طه بن السيد خليل بن محمد صفي الدين، يتصل نسبه الشريف بإبراهيم طباطباء بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم القمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ولد عام 1190هـ - 1776م في البصرة من أسرة كريمة وكان والده السيد ياسين الطبطبائي عالما جليلا محدثا ومفتيا للشافعية.
بدأ السيد عبد الجليل حياته العلمية على يد علماء اجلاء، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم القراءة وأخذ شيئا من مبادئ الحساب. ولما تم له ذلك دفعه والده ليستوفي ثقافة عصره على أيدي كبار العلماء وقتئذ، فدرس النحو، واللغة، والفقة والحديث. وقد اجازه عالم الأحساء وفقيهها الشيخ محمد بن عبدالله بن فيروز عام 1211هـ بنقل مروياته لما وجد فيه من ذكاء وقّاد، وقدرة عالية على الحفظ. وهذه مكرمة قل أن ينالها تلميذ من تلاميذ هذا العالم الجليل، فالراوية لا بد أن تتوافر فيه شروط عديدة لكي يكون أهلا للرواية عن استاذ ما.
وكتب محب الدين الخطيب عن ولادته يشرح الظروف والعالم الذي جاء إليه الشاعر عبد الجليل فقال:
ولد سنة 1190 للهجرة في فترة كانت فيها منطقة الخليج العربي وما جاورها من بلاد العرب وشطآن الرافدين على غير استقرار، بسبب ضعف الدولة العثمانية واضطراب نظام الإدارة فيها، وطمع الولاة، وشيوع تسلط المماليك في أنحائها. ولولا بارقة من نور لاحت بظهور دعوة التوحيد في الديار النجدية وتفتح البصائر فيها وفي الاقطار المجاورة لها للرجوع بفهم الاسلام الى معانيه الأولى، وأخذه من مصادره الصافية وينابيعه النقية، لكان ذلك العصر أسوأ عصور العرب والمسلمين في التاريخ.
وشاء الله أن تكون ظروف حياته معرضة لصور لا تحصى من أحوال عصره، في كل بقعة من البقاع التي عاش فيها وتنقل بينها، واتصل برجال الحكام وأعلام الأدب والعلم من أهلها، فكان هو وما قاله وما قيل فيه مرآة صادقة لعصره وأهل عصره من جنوب الخليج العربي الى شماله، ومن شط العرب الى شمال العراق وعاصمته بغداد، فضلا عن تردده كثيرا على الحجاز وحرميه المحترمين، حتى كان في كل ناحية من هذه النواحي كأنه من صميم أهلها، ومن أوثق الناس صلة برؤسائهم وأعيانهم وذوي الألمعية من أدبائهم وأفاضلهم».
وكان أبوه علما من أعلام المسلمين، وكان من البارزين في الحديث والمواعظ وله في مساجد البصرة مجالس وعظ كثيرة وكان لهذه النشأة أثرها على عبد الجليل فقد ولد في بيت علم وتقى وفتح عينيه على القرآن يتلى وعلى الأحاديث تروى فتأثر بهذا الجو الديني.
- هجرته إلى البحرين:
ولما كان في مقتبل شبابه اضطربت الأحوال بالبصرة بسبب هجمات القبائل عليها وانعدام الأمن وتخريب الكثير من بساتينها.
وكانت أول هجرته الى البحرين التي اتصل بها بالأسرة الحاكمة آل خليفة، وليس واضحا كم بقى الشاعر في البحرين ولكن قيل إنه كان أقرب الى أحد فروع هذه الأسرة فعندما وقع الخلاف بين الأمراء في البحرين غادر بعضهم الى قرية «الزبارة» في ساحل قطر عام 1258هـ فكان هو معهم، وقد سجل واقعة الاختلاف في قصيدة مؤثرة وذات حكم ودروس ونوردها هنا:
لفرقة القوم جرى القتالُ
وعم في الناس لها وبال
شقُّ عصا قبيلة يضيرها
لا ضرر كمثله يقال
وعثرة الرجل لها إقالة
وعثرة الرأي فلا تقال
انظر الى البحرين إذ فيها جرى
من فتنة هدت بها أوال
في الفئتين أهرقت دماء
ليس لها في أمرهم مجال
واستبدلت قوم بفقرهم غنى
وفرقة حل بها النكال
بالذل والجلاء باءت فرقة
وعصبة بعزها تختال
من بعد ما كانوا جميعا لا يرى
لعزهم صدع به احتيال
في نعمة ورغد عيش صالح
وطود عز لم يكن ينال
ومن فساد الرأي قد تفرقوا
واختلفوا لذاك ساء حال
ببعض ما جرى أتى تاريخه:
بوقعة البحرين ذاب مالُ
والزبارة تابعة لمشيخة قطر... واستوطنها زمنا طويلا وبنى فيها مسجدا.. ومازالت المنطقة التي سكنها السيد/ عبد الجليل معروفة حتى اليوم باسم (حارة السادة)...
بعد ذلك حصلت في الزبارة انشقاقات وحروب امتدت بسببها يد آل سعود إليها فاحتلها سليمان بن طوق.. وخشي السيد/ الطبطبائي أن تتلوث يده بدماء ضحايا هذه الحروب فهاجر من الزبارة الى الكويت حيث وجد فيها بلدا آمنا مستقرا هادئا مطمئنا.
ولم يكن ترك السيد/ الطبطبائي للزبارة نابعا من خوفه على حياته.. أو هربا من ظلم أو جور خشي من مجابهته... بل كانت هجرته كما قلنا خوفا من أن تتلوث يده بدماء أناس ليس بينه وبينهم عداوة.. وكان يدرك أن رسالته أكبر من كل هذا.. كانت رسالته نشر العلم في وقت عم فيه الجهل... وانتشرت الأمية الدينية وضربت أطنابها في أرجاء كثيرة من عالمنا الإسلامي الكبير من هنا كانت هجرته الى بلد يجد فيه الأمن والهدوء كي يستطيع تأدية رسالته على الوجه الأكمل.
وكانت الكويت تعرف منزلة الرجل وتضعه في مكانه الصحيح كعالم كبير يستحق أن يوضع في الصدارة من العلماء... فاستقبله يوم قدومه إليها حكامها وأشرافها وأهلوها مما جعله يستبشر من هذه النقلة خيرا... وقد حمل الرجل للكويت كل إعزاز... وكان لهذه المقابلة أثر لا ينسى حفر في قلبه وعقله وأكبر في أهلها تقديرهم للعلم والعلماء...
واتخذ الكويت داراً لإقامته في المنطقة المعروفة بحي القبلة جنوبي مسجد آل يعقوب في البيت الذي كان معروفا باسم بيت السيد/ خلف النقيب.
لم يكن السيد الطبطبائي أديبا ينظم الشعر ويكتب النثر فقط.. بل كان فقيها... إلا أن ميوله الى الشعر ومجالسة الشعراء والأدباء غطت على عمله ولم يبق لنا من آثار أدبه غير ديوان شعره المعروف باسم (الخل والخليل في شعر السيد عبد الجليل).. وقد طبع عدة مرات.. وكانت أول هذه الطبعات سنة 1300هـ.
وكان تاجراً وله في البصرة بساتين نخل كثيرة ولما استوطن الكويت والزبارة برز اسمه بين التجار.
تاجر باللؤلؤ... فاشترى وباع وكان له في كل موسم من مواسم الغوص اسم يذكر بين تجار اللؤلؤ (الطواويش).
كان رحمه الله حلو الحديث... سريع البديهة يأنس منه جليسه.. ويجد كل جليس فيه بغيته... يتحدث مع الزارع في زراعته... ومع التاجر في بيعه وشرائه.. وهو مع الأديب أديب.. ومع الفقيه فقيه..
يطور حديثه مع كل جليس بما يتحدث فيه هذا الجليس ويأنس منه.. فكان الفا لكل من وطأ مجلسه.. مرحا.. أما مع الأديب والشاعر فكان سريع البديهة يحفظ كثيرا من شعر العرب وأمثالهم.. ويضرب في أثناء الحديث المثل ببديهة سريعة ويستشهد ببيت الشعر في غير أناة.
وكان جوادا كريما تهزه الاريحية والدليل على ذلك أن بيته كان مضافة لا يخلو يوما من ضيف قريب أو بعيد.. وكان فعالا للخير لا تمنعه عن فعل الخير حاجة حضرت أو عسة نابت.
وعاش في الكويت عشر سنوات وأشهر.. وتوفي عام 1270هـ - 1853م رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته وكرمته الدولة وأطلقت اسمه على أحد الشوارع في منطقة الدسمة وكان له أولاد صالحون منهم العلامة السيد احمد الطبطبائي.
ومما يجب أن نذكره هنا أن تلميذه العالم الورع الشيخ محمد بن فارس حجز بجوار قبر السيد عبدالجليل قبرا لنفسه وقد دفن فيه بعد عدة سنوات من موت السيد عبدالجليل وهذا مما يؤكد إدراك الناس لورعه وتقواه.
- مساهمته في النهضة الثقافية في الكويت
تقول الاستاذة عواطف خليفة العذبي الصباح في كتابها (الشعر الكويتي الحديث): «على الرغم من قصر الفترة التي قضاها الطبطبائي في الكويت إلا أنها كانت فترة تحول خطير في حياة هذا الشعب، إذ استطاع هذا العالم بفضل ثقافته الدينية واللغوية الواسعة، أن يحدث تطورا في ثقافة الناس وأذواقهم، فقد كان رائد النهضة الثقافية في الكويت، وترك أثرا بارزا في كثير من الشعراء والكتاب الكويتيين. فقد نجح بفضل دروسه ومحاضراته، في أن يجمع حوله طائفة غير قليلة من الكويتيين المتعطشين لتحصيل المعرفة، وأن يفتح امامهم أبوابا واسعة من الثقافة العربية في عصورها الزاهية، واستطاع أن يطلع الكويتيين على روائع الشعر القديم، وأن يعينهم على تذوقه وفهمه».
وديوان شعره معروف باسم (الخل والخليل في شعر السيد عبد الجليل) وقد طبع عدة مرات وكانت أول هذه الطبعات سنة 1300هـ بمدينة بومباي بالهند على نفقة حفيده السيد مساعد ابن السيد احمد ابن السيد عبدالجليل الطبطبائي.
وعندما كان في السابعة والعشرين من عمره كان متوطنا في بلدة الزبارة من شبه جزيرة قطر، واتفق في تلك السنة أن تغيب عنها في الشمال لتعهد مصالح له وترك في بيته بقطر أهله وولده، فوقع عليها الحصار من سلطان بن سعيد إمام عمان، وجلا لنا هذه الوقائع بقصيدته البائية التي ينادى فيها من شط العرب:
هواي زباري ولست بكاتم
هواي، ولا مصغ للاح وعائب
أتوق إذا هب الجنوب لأنني
أشم الغوالي من مهب الجنائب
ويصف الحصار البحري المضروب عليها بقوله:
نأت دار من أهوى وعز مزارها
ومن دونها قد حال قرع الكتائب
وسد طريق القرب منها بخمسة
وخمسين جلا من عظام المراكب
ملاء جموعا للعدا، كل جحفل
يدك الرواسى من زئير المقانب
وبعد سبع سنوات من زوال تلك الغمة عن قطر وارتفاع الحصار البحري عنها، هبت عليها نسمات أخرى تحمل دعوة الهدى بنزول كتائب يقودها سليمان بن سيف بن طوق في ذي الحجة سنة 1224، فرأينا السيد عبد الجليل يرحب بهذا الحادث الذي تغيرت به الأرض غير الأرض في جزيرة العرب:
فلو ضاع حلس في الفلا من مسالم
أتاه به من غاب ضارى الضراغم
فيرحل من أقصى تهامة راكب
الى الخط لا يخشى مكايد غاشم
لقد عمر الدنيا وآثر غيرها
ففاز بكلتا الضرتين البواسم
حريص على إعلاء أمر إلهنا
بإظهار دين الأبطحي ابن هاشم
الى أن أباد الله كل معاند
ومزق شمل الباطل المتراكم
ثم كانت حركة محمد علي وابنه ابراهيم، فنجد صاحب هذا الديوان مراقبا للأحداث متتبعا لها من الناحية التي هو فيها.
من ظرائف شعره انه بينما كان متوجها الى الحج عام 1248 هجرية توجه من البحرين الى الاحساء ليخترق منها البر الى الحجاز، فلما وصل الى الاحساء أرسل اليه الشيخ خليفة بن سلمان بن أحمد آل خليفة ذلولا عمانية من أصل طيب على سبيل الهدية، غير أنها كانت مسنة هزيلة، فلم يستحسن استصحابها معه، وكتب الى الشيخ خليفة هذه المداعبة:
ألا قل لرب الفضل والنائل العد
ومن فاق في نبل وفي واضح المجد
فربد المزايا ذي سجايا حميدة
لكسب المعالي لم يزل باذل الجهد
أتتني عجفاء الضلوع مسنة
قريبة عهد بالفطام من الولد
علاها هزال قد براها كأنها
من العجف عرجون قديم بلا كد
لقد جمعت عجزا وعجفا وقد مضت
عليها قروح ليس تضبط بالعد
فأين لها طى الدجنة بالسرى
وقطع الفيافي بالرسيم وبالوخد
فيا ماجدا ما فارق الجود كفه
له راحة بالبذل فائضة المد
أترضى بهذي أن يقال عطية
لمثلك ما بين الحجازي والنجدي
وقد قيل لا يعطي الكريم دنية
وأنت الذي في الجود واسطة العقد
فحاشاك أن ترضى لجودك مثلها
لمثلى ومنك البدء بالفضل عن قصد
ولا زلت يا رب الفضائل نائلا
من الخير ما ترجوه مقتبل السعد
ومن جميل شعره ورقيقه قصيدته في زوجته التي فرقت بينه وبينها المحن والحروب وحينما سكن الزبارة في قطر تزوج فيها زوجة أحبها وأحبته، فتراه يصف حاله وحالها بقوله:
رعى الله أوقات السرور التي مضت
لليلات صفو عاريات الشوائب
بها حزت آمالي وما كنت راجيا
من القرب من حسناء هيفاء كاعب
سموع ودود لم تخن لي ذمة
محجبة عن كل عين بحاجب
كتوم لأسراري حضوراً وغيبة
رضيت عن استخبارها بالتجارب
تميل معي طبق المراد ولم تحل
عن الود لي من دون كل الاقارب
يقبح فعلي عندها بعض أهلها
فتأبى ولم تسمع مقالة عائب
فوالله لا أسلو هواها بحالة
وفي غيرها والله لست براغب
ثم تعرضت الزبارة لاعتداء حربي عن طريق البحر، فرحل فيمن رحلوا،وسكن العراق الجنوبي فترة من الزمن، وقاسى في تلك الفترة من مرارة الفراق وضيعة الحال، فتغنى بالشعر في ذكر أحبابه حيث يقول:
ففارقت طيب العيش بعد فراقها
ولا ساغ لي يوما لذيذ المشارب
وودعت نفسي عند ساعة ودعت
وأقبلت ذا لب من الشوق ذاهب
تكلفني الايام ما لا أطيقه
ببعد حبيب، أو بغيض مقارب
أرود لنفسي ما يزحزح همها
لينزاح عني بعض ما هو كاربي
ويطفى لهيبا في الضمير من النوى
وأسهو عن شوق لقلبي لازب
فلم ألق من يصغى لشكوى متيم
ولم أر ما يجدي لدفع النوائب
- الطبطبائي ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
وقد تزثر شاعرنا بدعوة التوحيد، وناصر رجالها بسيفه وشعره. واثنى خيرا على إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فذلك حيث يقول:
جزى الله رب العرش بالصفح والرضا
وبالخير من قد كان أصدق قائم
بنصرة دين المصطفى وظهيره
هو الحبر ذو الافضال حاوي المكارم
هو الورع الأواه شيخي محمد
هو القانت السجاد في جنح فاحم
لقد قام يدعو للمهمين وحده
فريدا طريدا ما له من مسالم
وجاهد للرحمن حق جهاده
وفي الله لم تأخذه لومة لائم
همام بدا والناس إلا أقلهم
على محض شرك في العبادة لاجم
فهم بين موم بالركوع لسيد
وآخر يعنو وجهه للبهائم
ومن بين داع هاتف باسم شيخه
يروم به نفعا ودفع العظائم
وقد طم أكناف الديار وعمها
فسوق وعصيان وهتك المحارم
ولم تلق عن بادي المناكر ناهيا
ولا آمرا بالعرف بين العوالم
فجرد عضب العزم إذ أوضح الهدى
بآيات حق للضلال صوارم
وقدَّ بها هام الغواية فانمحت
قواعد زيغ محكمات الدعائم
سقى الله قبرا ضم أعظمه الذي
حوى شرفا من هاميات الغمائم
- قناعته وكراهيته للربح الفاحش:
لم يكن السيد عبد الجليل الطبطبائي فقيها وأديبا فحسب، بل لم يمنعه ما ورثه من آبائه من مزارع النخيل من أن يأكل من عمل يده فاشتغل بالتجارة، وكان نشطا بتجارة اللؤلؤ، وله مركب تجاري دعاه (السعد) وقد بسط الله له الرزق في تجارته.
وضرب السيد عبد الجليل مثلا حيا للتاجر الأمين وكان في تجارته نزيها يتحرى الحلال، ويستنكر مدنسات البيع والشراء كالربا وغيره، بل ويذهب إلى أبعد من ذلك فقد كان يشمئز من الربح الفاحش.
ويروي احد اصدقائه انه بُشر مرة وهو يتوضأ للصلاة بأن بضاعته قد كسبت الضعف فاستعبر باكيا فقيل له: لماذا تبكي إن هذا مما يسرك ويفرحك فقال: إني أعرف ذلك، إلا أنه ينذر بما لا يحمد عقباه فإن الربح إذا بلغ هذا الحد وصار على هذا النمط يجب أن لا يفرح به صاحبه فقد يأتي على ما جمعه المرء، يريد أن يشير الى أنه ما بعد الكمال إلا النقصان وقد صدق حدسه، فقد ذهب كثير من ماله لكن الله عوضه عنه بحب الناس وإجلالهم له لعلمه وتقاه وجوده وسمو نفسه.
-