راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 25-04-2008, 07:41 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي عبدالكريم الدويسان - القبس

أجرى الحوار: جاسم عباس

،، الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فإن قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الأيام الخوالي.
'القبس' شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة،،


عبدالكريم عثمان عبدالله الدويسان

عبدالكريم الدويسان: دوسي و دوسي خرجا. من حائل.. فلقبونا ب'الدويسان

في مستهل لقائنا مع عبدالكريم عثمان عبدالله الدويسان قال: نحن ننتمي الى قبيلة 'الدوس' في حائل المنورة، منا الصحابي عبدالرحمن بن صخر الدوسي (أبوهريرة)، اثنان من اجدادنا خرجا من القبيلة الى الكويت، قالوا: دوسي ودوسي خرجا، اي 'دويسان'، احدهما عمل في البناء والثاني في التجارة.

وقال: انا من مواليد 1935 نهاية سنة الهدامة التي هطلت فيها الامطار الغزيرة، فهدمت منازل كثيرة وشردت سكانها خاصة بيوت العوازم وفريج المرقاب، وانا اتذكر الهدامة الاخيرة عام 1954 سكن الاهالي في المدارس، وفي معسكر الجيش في 'جيوان'، وذكرت لي والدتي رحمها الله انها حملتني على يديها وأخرجتني خارج الدار، فسقطت من غزارة الامطار. نحن من سكان المرقاب، وقبل ذلك كنا في حي القبلة بالقرب من مسكف بجانب مسجد السوق الكبير، ولكن استولى عليه احد الاشخاص لعدم وجود ثبوتية البيت، التي كانت عند جدتنا وضاعت، وضاع الحق مع ضياع اوراق البيت، وحاول والدي، وأخيرا الموعد يوم القيامة، وحتى السارق لم تكن عنده وثائق البيت.. اخذ منه وخسر.



جص المرقاب

وتحدث الدويسان عن اهم اعمال اهل المرقاب، قال: بالقرب منا ارض غنية بالطين، الارض وموقعها الآن الحزام الاخضر بين دروازة الشامية والشعب، كان اهل المرقاب يحفرون على عمق خمسة امتار، ويحرقون الارض بالعرفج والكرم والكرب والسعف،
وبعد 24 ساعة يقومون بتكسير الطين بآلة تسمى 'المفضة'، ومن ثم ينخل من الشوائب، ويباع الجص بالكاره التي تساوي عشرين تنكة، وهي صفيحة سعة 18 لترا من الماء، ويباع بالوجر أيضا وهو كيس من الخيش يوضع على ظهر الحمار، وعندما يصل هذا الطين الأبيض المحروق بالنار إلى موقع البناء يقوم البناء بخلطه بالماء بسرعة حتى لا يموت الجص أي يتحول الى حجارة صلبة ويستعمل لتبييض الجدران، وأهل المرقاب بعضهم جصاصة أي يصنعون الجص، وتوجد أرض أخرى أيضا غنية بالطين الأبيض وهي 'الدوغة' والآن تسمى الفروانية، وكان أهل المرقاب ينقلون الماء من شط العرب إلى الفرضة.

الدراسة.. والأعمال
درس الدويسان عند الملا جاسم الرغيب يقول: كان مشهورا بغسل الموتى وبعد الانتهاء يقوم بتدريسنا، ونحن طلبته ننتظره ومدرسته كانت في فريج العوازم شمال المرقاب وحتى الصوابر يعتبر تابعا لفريجهم.

وأضاف: درست عند الملا سليمان الخنيني وكانت مدرسته بين مبنى البلدية والأمن العام، والآن البلدية الحالية كان يدرس فيها الصغار أما الملا المرشد فللكبار، وكان لملانا أخ ضرير اسمه عبدالله يساعده في التدريس، ثم درست في المدارس النظامية في حي المرقاب.

وتذكر الدويسان حياة المربي الفاضل الملا سليمان الذي درس في مدرسة الحميدي في المرقاب، ودرس الملا الخنيني ايضا في مدرسة احمد الخميس، والمدرسة التي درسنا فيها في بيت يملكه عبدالله العوضي، كان رحمه الله غيورا على طلبته، فكان يعلم القرآن وأساسيات اللغة العربية، تقاعد عن التدريس في عام 1969، توفي رحمه الله عام 1994 عن عمر يناهز 76 سنة، كان مثالا للتواضع، وكريم الطباع، خرج اجيالا لهذا الوطن.

اما اعماله فقد عمل مع ابن عمه عبدالله احمد الدويسان 'بناني' بمعنى عامل بناء يقول عن ذلك: بنيت بيتا في المرقاب بطريقة 'العروك' وهو سطر من الطين او اللبن ارتفاعه قدم، وعادة يكون البناء من عشرة عروك براتب يومي روبيتين، ثم عملت مع 'نسيبي' حجي الزيادي على بوم سالم التورة ننقل الماء من شط العرب الى الكويت، وفي كل سفينة صهاريج خشبية تسمى فناطيس او تانكي، كنت اسحب الماء من الشط الى الفنطاس، وفي الكويت نفرغه في بركة 'غنيم' على الفرضة، وكانت بركة اخرى لابوام غيرنا في منطقة شرق، والثالثة في المرقاب، والرابعة الصالحية، ومن ثم يتولى السقاؤون نقل المياه الى المنازل بواسطة الحمير او الكندر، وبعض الاسر الفقيرة تأتي امهم لتنقل الماء على رأسها بواسطة صفائح حديدية تسمى 'القواطي' والرحلة من البصرة الى الساحل الكويتي تستغرق يوما واحدا، وايام رياح الكوس، اي الشرقية الجنوبية الحارة، تضرب عكس الشراع فتتأخر السفينة في السير فتقف بالقرب من جزيرة فيلكا حتى تخف الرياح، ونقضي ساعات بصيد سمك ' موه' المفرد ' مه'، وفي عام 1948 وضعت ماكينات على برك الماء لشفط الماء من على البوم الى البرك.
وقال: بعدها عملت بشرطة الاحمدي بعد ان نجحت في فحص قيادة السيارة، وكان الذي يقوم بالتدريب على القيادة 'علي مبارك الدوب' الذي وفق وحصل على لؤلؤة كبيرة عام 1935 باعها بمبلغ 00200 روبية بنى دارا له، واشترى سيارة يدرب على قيادتها.
ومن الأحداث المؤلمة في الأحمدي، اتذكر عندما اختطف احد اخواننا وهو في سيارة شركة نفط الكويت 'همبر' انكليزية، فطلب منا المسؤول 'كرنك' للبحث عنه وأرسل معنا رجلا من اهل البادية يعرف الاثر اسمه 'مري' ووجدناه مقتولا وسيارته سرقت، ولكنها توقفت عن السير في الرمال وهي 'مغرزة' اي عجلاتها غاصت في الرمال تركوها وهربوا، وعملت في الطرق الجنوبية خاصة ما بين البرقان وجبل وارة، ومشهورة هذه المنطقة بالآثار التي حصلوا عليها وترجع الى العصر الحجري، وعرفنا ايضا انه كان فيه منزل او بلد للفينيقيين اثناء الحفريات اكتشف، وصلت في سيارة الشرطة الى وارة 'اواره' منطقة غنية بالآبار العذبة الصالحة للشرب، وهذه المناطق تكثر فيها الضبا (جمع ضب) والورل من الزواحف، كنا نصطادها وتشوى ما أطعم طعمها خاصة عنزة الورل اي مؤخرة الرقبة لانها غليظة و ضخمة، وعملت في دائرة الاشغال.



التدفئة.. التبريد

وحدثنا عن أول تيار كهربائي عرفته الكويت في عام 1934 بواسطة مولد انار قصر السيف، واما انارة ساحة الصفاة في عام ،1952 وأهل المرقاب عرفوا الكهرباء بهذه الفترات.
واضاف: وسائل الانارة قديما كانت 'سري' (اي: سراي) كنا نضع فيه الكيروسين، وله فتيلة متصلة بخزان الوقود، وله لمبة زجاجية وعندما تشتد الرياح ينطفئ، وفي المناسبة نشعل 'تريك المعاريس' الذي يعمل بالاسبيرتو وسمي بهذا الاسم لاستعماله في ليلة الزفاف لأن الاضاءة قوية، واذا وضع في وسط المسجد عرف ان هناك فرحا وزواجا واستخدمنا ايضا المصباح اليدوي ويطلق عليه مصباح الهواء او ابو ثلاثة 'لأنه يعبى ب 3 بطاريات'.
وقال الدويسان: اما وسائل التدفئة الدوه، وباق، بخاري، المحراث، المكاش، والوقود فهي عبارة عن الكرم، والفحم، والعرفج، والسعف، ويله، والكرب، الذي كنا نحرقه وندفنه لنحصل على فحم من صنعنا، وحمض روث البقر.
وعن وسائل التبريد قال: العريش سقفه من الجندل والمردي والبواري، والعشة هي الكوخ، الذي تقام جدرانه وسقفه من الاخشاب والبواري لانه بارد يشغل في فصل الصيف، والبيت الواسع كان صاحبه يبني حرزا له، وهو عبارة عن غرفة او كوخ مرتفع عن الارض، والصحارية هي سقفية متنقلة بشكل هرمي تصنع من الجريد يستظل بها الباعة المتنقلون، واما أواني الماء والتبريد، الحب والفرشة والبرمة واليحلة، وكنا نضع الشمام والبطيخ داخل كرسي حب او برمة، ومطارة ربل او طربال فكانت للمسافرين تعلق خارج السيارة، ليبرد الماء، واكثر الادوات كانت مصنوعة من الخوص، فهذه تساعد على التبريد.



ماكينة الثلج

سمعت من بعض كبار السن ان الكويت عرفت مكينة للثلج من عام 1912 جلبها يهودي (صالح محلب) ولم تستمر بسبب مشاكل عديدة، وجلب بعد ذلك احمد محمد الغانم في نهاية الثلاثينات مكينة متوسطة الحجم، ووضعها على ساحل البحر بالقرب من عمارة الشيخ علي الخليفة ومسقف صباح الناصر، وكان المصنع عبارة عن احواض تملأ بالماء، وتدخل داخل الماكينة وكانت الاحواض من الشينكو، وكما سمعت ايضا ان عملية التصنيع تستغرق 10 ساعات تقريبا، ويبلغ طول مكعب الثلج 80 سنتيمترا وسماكته 20 سم.
وقال: كنت اركب دراجتي الهوائية من بيتنا في المرقاب الى المصنع، اشتري قالبا من هذا الثلج بنصف روبية وألفه بخيشة حتى لا يذوب وأضعه على الكرسي الخلفي للدراجة، بعد وقوفي وقتا طويلا للزحمة، وعند وصولي الى البيت اجد ان نصفه قد ذاب، وكان والدي رحمه الله يستخدمه لشرب اللبن فقط، وهناك من كان يجلبه من البصرة، والطريقة لم تنجح رغم وجود التبن (دقائق اعواد القمح الو الشعير وكان يستخدم غذاء للماشية)، داخل السيارة لتغطية الثلج والمحافظة عليه من الذوبان.

هوشات الفرجان
عراك بالأيدي أو بالحصم او بالعصي هذا ما كان يجري بين الاحياء القديمة في الكويت، وكنا نسميه 'المهاوش أو الهوشة والمهاوش' واما الهوش فهو جدال وتعنيف وجر بالكلام وزجر.

وتذكر الهوشة التي جرت بين المرقاب والقبلة بالقرب من قصر نايف، وكان احد الكبار من المسؤولين يشجع فريج المرقاب، وآخر مع اهل القبلة استخدمت فيها العصي، وعن بعد بدأت بالحجارة، وكانت معنا امرأة مرقابية بيدها زبيل (سلة من الخوص) فيه كمية من النورة (مادة الكلس مسحوق ابيض) تطبخ النورة مع الدهن المستخرج من اكفال الخراف، وكلما اصيب احدنا قامت بمعالجته بوضع النورة مكان الفلعة اي شج الرأس، وكانت تقول: رحمها الله روحوا حاربوا انا مزهبة الدواء قبل الفلعة، وفعلا كانت النورة توقف الدم اذا اضيف اليها الكيروسين، وتشفي الجرب، وبسبب هذه الهوشة منع القرقيعان في تلك السنة خوفا من التصادم والاحتكاك في ليالي رمضان المبارك، واتذكر حركات المهاوش منها: مطارح، محاذف مطاكك، مفالع، مزانط، امكامش، وحتى القهر من وسائل العراك عند الشباب اي بغيضة في الكلام، او يناجره يتخاصم معه في القول، ويتطنز عليه ويستهزئ به، ويتعاند معه يضادده.

وباء الجدري
اضاف: تعرضت الكويت في سنوات مضت لموجة من مرض الجدري اهم تلك السنوات كانت 1932 فقد تفشى وقدرت الوفيات باكثر من ثلاثة آلاف شخص، وفي سنة 1942 كان عمري 7 سنوات ايضا تفشي الجدري الذي كان يتردد مرة كل بضع سنوات فيقضي على الالوف، خصوصا من الاطفال.

وتذكر الدويسان طلب والدته بأخذه الى البصرة لتطعيمه في مركز يسمى 'بنكلة' تابع للعراق فأخذوني ومكثت اكثر من شهر حتى قضي على هذا الوباء، وتوفي من اخواني خمسة بهذا المرض، الذي لم يسلم منه بيت واتذكر مستوصف السوري كان من دون دواء، وكان الكويتي يتابع الواقف والسائر والنائم لكي يعرف عنه انه مريض ودايخ مو صاحي، ويقول: هذا متختل ومعلعل، متكسر، مديس، ويعان، لكي يتأكد من سلامته.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-04-2008, 07:46 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أزمة عبدالكريم قاسم PAC3 تاريــــــخ الكـويت 37 04-02-2019 10:58 PM
الدويسان أبوفارس111 جبلة 10 24-08-2010 11:29 PM
لقاء مع عبدالكريم المكيمي أبوفارس111 مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 2 05-01-2010 05:22 AM
وثائق قديمه لآل الدويسان bo alan الوثائق والبروات والعدسانيات 1 05-12-2009 06:48 PM
النوخذة عبدالله الدويسان PAC3 الشخصيات الكويتية 0 11-06-2008 02:54 PM


الساعة الآن 01:02 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت