راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > القسم العام
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2012, 11:52 AM
صالح عليان المهري صالح عليان المهري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 5
افتراضي لمحات من التاريخ (الإبل المهرية)

وتُنسب إلى المهرة أيضاً الإبل المهرية التي اشتهرت عند العرب بجودتها و سرعتها حتى قيل أنها أسرع من الجواد ,وقد ذُُكرت في كثير من الأقوال والأشعار,فأوردت إليك بعض الأقوال في ذلك :
يقول ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان:
مهرَةُ: بلاد تُنسب إلى الإبل قلت هذا خطأ إنما مهرة قبيلة وهي مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة تنسب إليهم الإبل المهرية. اهـ
ويقول الزر كلي في كتابه الأعلام :
مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحافى، من قضاعة: جد جاهلي يماني.
كانت بلاد بنيه في ناحية الشحر (بين عدن وعمان) على ساحل البحر.
وإليهم تنسب الإبل المهرية (وجمعها المهاري، بفتح الراء وكسرها، كما في الصحاح) قال الزبيدى: وإلى (مهرة) يرجع كل مهري. اهـ .
وكانت بعض تلك الإبل مشهورة بشم رائحة العنبر على الساحل والبروك عليه,فيعرف صاحبها بوجوده .
وقال صاحب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق :
وتتصل بأرض حضرموت من جهة شرقيها أرض الشحروبها قبائل مهرة وهم عرب صرح والإبل المنتجة عند هؤلاء العرب لا يعدل بها شيء في سرعة جريها ومن غريب ما ينسب إليها أنها تفهم الكلام وتعلم ما يراد منها بأقل أدب تعلمه ولها أسماء إذا دعيت بها جاءت وأجابت من غير تأخير ولا توان في ذلك , وقصبة أرض مهرة تسمى الشحر ولسان أهل مهرة مستعجم جداً لا يكاد يفهم وهو اللسان الحميري القديم وأكثر هذه الأرض قفر لا يعمرها إلا رواحل مهرة وجل مكاسبهم الإبل والمعز وجملة دوابهم التي في بلادهم تعلف السمك المعروف بالوزف يصاد في ذلك البحر وهو حوت صغير جداً يصاد ويشمس وتعلف به الدواب والإبل , وأهل مهرة لا يعرفون الحنطة ولا خبزها وإنما أكلهم السمك والتمور وشربهم الألبان وقليل الماء قد اعتادوه وألفوه فلا يعولون على غيره من الأغذية ومتى دخل أحدهم البلاد المجاورة لهم وأكل شيئاً من الحنطة وجد لذلك ألماً وربما مرض لذلك , وهذه الأرض كلها رمل سيال والرياح لاعبة به تنقله من مكان إلى مكان . اهـ

يقول المسعودي في كتابه مروج الذهب:
وساحل الشَحْر من أرض العرب، وأهل الشحر أناس من قضاعة وغيرهم من العرب، وهم مَهْرة، ولغتهم بخلاف لغة العرب، وذلك أنهم يجعلون الشين بدلاً من الكاف، مثال ذلك أن يقولوا: هل لَش فيما قُلْت لَش، وقلت لي: أن تجعلي الذي معي في الذي مَعَش، يريد هل لك فيما قلت لك، وقلت لي أن تجعلي الذي معي في الذي معك، وغير ذلك من خطابهم ونوادر كلامهم، وهم ذو فقر وفاقة، ولهم نُجُب يركبونها بالليل تعرف بالنجب المهرية تشبه في السرعة بالنجب البجاوية، بل عند جماعة أنها أسرع منها، يسيرون عليها على ساحل بحرهم، فإذا أحسَّتْ هذه النجب بالعنبر قد قذفه البحر بركت عليه، قد رِيضَتْ لذلك واعتادته، فيتناوله الراكب، وأجود العنبر ما وقع في هذه الناحية . اهـ
وفي هذا دليل على احتفاظ المهرة بلغتهم منذ القديم وإلى يومنا هذا والحمد لله ,مع أنها لا تكتب ولكن يتناقلها الأبناء عن الآباء وهي نعمة من الله , ومن الآيات الدالة على كمال قدرته كما قال سبحانه ( ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إنَّ في ذلك لآيات للعالِمِين) الروم .
وإليك هذه القصة التي تدل على سرعة تلك الإبل المهرية
فقد جاء في كتاب آثار البلاد وأخبار العباد:
مهرة: أرض باليمن؛ منها النجائب المهرية، وأنها كريمة جداً، ذكر أن سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامله باليمن ليشتري له نجائب مهرية، فطلبوا فلم يجدوا شيئاً، فقدم رجل من بجيلة على جمل مهري عظيم الهامة، فساوموه فقال: لا أبيعه فقالوا: لا نغصبك ولا ندعك، لكن نحبسك ونكاتب أمير المؤمنين حتى يأتينا أمره ! فقال: هلا خيراً من هذا ؟ قالوا: وما هو ؟ قال: معكم نجائب كرام وخيل سبق، دعوني حتى أركب جملي واتبعوني، فإن لحقتموني فهو لكم بغير ثمن، ثم قال: تأهبوا. فصاح في أذنه ثم أثاره. فوثب وثبة شديدة فتبعوه فلم يدركوه.اهـ
وقد كان للإبل المهرية نصيب في شعر الشعراء , ومن ذلك المتنبي ,
يقول ابن سيده في كتابه شرح المشكل من شعر المتنبي:
(تَعسَ المهَارى غير مَهريٍّ غَدا ... بُمصورٍ لبس الحرير مُصورا)
تعس المَهاري: دعاء على نوع المهاري، وهي إبل منسوبة إلى مهرة ابن حيدان. وإنما دعا عليهن، لأنهن جُندُ البينَ، ومُقطٍّعةٌ ما بين الحبيبين، أي أتعسهُن الله فلا انتعشنَ. ثم استثنى منها )المَهري( الذي ركبته محبوبتُه. وقد كان أولى أن يُدعى عليه من سائر المهاري، لانفراده بالحبيب، وحمله إياه، لكن استثناه، لأنه يحمله، فيقيه الرُّجلة، وما يلحق معها من الكسل والكَلَل.اهـ
وقد كان الخلفاء يختارونها في السفر لأداء المهام .
يقول ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق:
يقول حماد الراوية : دخلت على يوسف بن عمر في الإيوان الأحمر فسلمت عليه فرد علي السلام فطابت نفسي برده علي السلام ثم رمى إلي بكتاب فيه بسم الله الرحمن الرحيم من هشام أمير المؤمنين إلى يوسف بن عمر إذا أتاك كتابي هذا فابعث إلى حماد الراوية من يأتيك به غير مروع ولا متعتع وادفع إليه خمس مائة دينار وجملا مهرياً ( المهري من الجمال والإبل نسبة إلى مهرة بن حيدان وهي حي من قضاعة والمهرية نجائب تسبق الخيل وقيل إنها لا تعدل بها شئ في سرعة جريانها ) يسير عليه اثنتي عشرة ليلة إلى دمشق فأخذت الخمس مائة دينار ونظرت فإذا جمل مرحول فوضعت رجلي في الغرز وسرت إحدى عشرة ليلة فلما كان اليوم الثاني عشر وافيت باب هشام .اهـ
فانظر إلى سرعتها وجودتها, حتى أنهم قد عرفوا الفترة الزمنية للرحلة كما هو معمول به في زماننا للمواصلات الحديثة وغيرها .
وقد كان العرب يشترونها ولو كانت بأغلى الأثمان .
يقول الإمام الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك:
حدّثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عيّاش، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، قال: لما فرغوا يوم الجمل أمرني الأشتر فانطلقت فاشتريت له جملاً بسبعمائة درهم من رجل من مهرة.اهـ
وهناك نوع من الإبل المهرية تسمى بالعيدية نسبة إلى ألعيدي بن مهرة بن حيدان .وتعتبر الإبل المهرية من كرام ابل العرب.
يقول الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب:
وباليمن من كرام الإبل الأرحبية لأرحب بن الدُّعام من همدان، والمهرية ثم من المهرية العيدية تنسب إلى العيد قبيلة من مهرة . اهـ
وانظر كيف كانت الوفود تختارها وتفتخر بركوبها
جاء في كتاب عيون الأثر:
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد همدان منهم مالك بن نمط ومالك بن أيفع وضمام بن مالك السلمانى وعميرة بن مالك الخارفى فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك وعليهم مقطعات الحبرات والعمائم العدنية على الرواحل المهرية و الارحبية ومالك بن نمط يرتجز بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول:
إلـيـك جـاوزنـا سـواد الـريـف
في هبوات الصيف والخريف
مـخـطـمـات بـحـبـال الـلــيف
وذكروا له كلاما كثيرا حسنا فصيحا فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا أقطعهم فيه ما سألوه وأمر عليهم مالك بن نمط .اهـ
وكانوا يختارونها من بين سائر الإبل في الهدايا , ويفتخرون بأخذها هدية .
جاء في كتاب تاريخ دمشق :
نزل رجل على أمير صنعاء قال: فأنزلني عبد الله بن مصعب معه في دار الإمارة وأجرى علي خمسين دينارا في كل شهر وأكرمني ثم مرضت فشكوت ذلك إليه واستأذنته في الانصراف فأذن لي وأعطاني خمس مائة دينار وكساني كسوة فاخرة من عصب اليمن وأمرني فدخلت على نجائبه فاخترت منها نجيبا مهريا وانصرفت سالما غانما إلى أهلي .اهـ
وكذلك تعتبر من أحسن العروض عند الأشراف والقادة
يقول صاحب كتاب المنمق في أخبار قريش لمحمد بن حبيب البغدادي:
حلف آل عبد الله بن مسعود الهذلي : وكان أمره أن مسعودا أبا عبد الله بن مسعود قدم مكة بفرس عربي وناقة مهرية (مهرية بفتح الميم، نسبة إلى مهرة وهي قبائل تسكن أرضا جعلها الصحاري في شمال شرق حضرموت تمتاز إبلها بسرعة السير) فقال: من يأخذ مني هذين وأعقد حلفي إليه ؟ فإني مؤثم والمؤثم المطلوب بالدم فأخذهما منه عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب وزوجه أم عبد بنت الحارث فولدت عبد الله وعتبة ابني مسعود وعقد حلفه.ا هـ
وجاء في كتاب خريدة القصر وجريدة العصر:
يقول الشاعر وهو يمدح الجمل المهري , ويطلب من راكبه أن يبلغ رسالته إلى أحد أحبابه من الملوك :
يا راكب المَهْرِيِّ أَضحى ظلُّه . في عُرْضةِ البَيْداء من مَسبوقه
بلِّغ إلى الـمـَلـِكِ الهمامِ أَمانةً . تـبـلـيـغُـهـا لـلـحـرِّ مـن توفيقه
قلت : ولا تزال الإبل المهرية موجودة ومشهورة بسرعتها وجودتها , وغزارة ألبانها وخاصة عند أهل البادية , في بلاد المهرة الأصلية وهي كما قال هؤلاء المؤرخون تعرف الكلام , وتفهم ما يُراد منها إلى هذا اليوم , ولكل واحدة منها اسم خاص بها تأتي حين تُنادى به , وبعضها تُستعمل في المغازي سابقاً لا تنطق ولا تصيح أثنا السير عليها حتى لا يشعر العدو بها وبصاحبها فيا للوفاء !! بالإضافة إلى نوع حمراء جميلة تسمى بالعربية , وهي قليلة الحليب ولكنه حلو المذاق وتعقب عليها وتحلبها مرات عديدة , ونوع بيضاء تسمى بالخوارة , وهي كثيرة الحليب ولكنه فيه شيء من الملوحة , ولا تُحلب في اليوم إلا مرتين في الصباح والمساء , وبعضها لا يحلبها إلا صاحبها فقط وفي حال سفره أو مرضه لا تُحلب إلا قليلاً وبشدة , ولها صفات جميلة وكثيرة , وفيها آيات دالّة على كمال قدرة الخالق , وعجائب صنعه وإبداعه , في منظرها وركوبها وأكلها وحلبها وتحمّلها وصدق الله إذ يقول ( أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ) النحل , ويقول ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت ؟) الغاشية, ومن تعوّد عليها ولازمها أحبها وعزّ عليه فراقها , وكم هو مؤثر ذلك المنظر الذي وقع أمام أعين الناس عندنا بمنطقة وادي فرتك , حينما مات أحد المحبين لإبله , والملازم لها , فتبعت جنازته , ووقفت على قبره والناس ينظرون ويدعون لصاحبهنّ بالرحمة , فما أجمل الوفاء ولو من حيوان , وما أقبح الغدر من بني الإنسان !!!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لمحات من تاريخ الكويت IE المعلومات العامة 1 11-03-2013 09:32 AM
حملات الحج الكويتية على الإبل محمد90 البحوث والمؤلفات 0 08-11-2010 02:49 PM
فيلم - لمحات من تاريخ الكويت IE مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 2 28-05-2009 02:53 PM


الساعة الآن 01:24 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت