وإليكم نص المقابلة الصحافية ..
*كونكم المعيد الأول والمدرس الأول والعميد الاول والأستاذ الأول بكلية العلوم بجامعة الكويت ، ما أهم الذكريات التي حملتموها عن تلك الفترة من (1966-1996 ) ؟
- حينما تم نقلي من وزارة الكهرباء والماء إلى الجامعة لم تكن الدراسة قد بدأت ولا الجامعة قد افتتحت لكل العاملين بالجامعة كانوا متلهفين شوقا وتطوعا وتفانيا في عمل كل ما يطلب منهم لتسهيل ولادة الجامعة وبدء الدراسة فيها، عينت معيدا ضمن الهيئة التدريسية لكني كنت أعمل أعمالا إدارية تطوعا لا تتصل بطبيعة وظيفتي الأساسية، ، فقد استلمت إدارة الخدمات العامة وعملت فيها عدة شهور للتحضير لافتتاح الجامعة ، وتهيئة المباني الموجودة لذلك الحدث، وقتها منحني السيد الأمين العام للجامعة تفويضا يتيح لي أن أوقع عوضا عنه على بعض المعاملات في تلك المرحلة ومن سوء الطالع أن يحترق مكتب مدير الجامعة قبل وصول السيد المدير المرحوم أ.د. عبد الفتاح اسماعيل بأيام مما استلزم جهدا متواصلا من الخدمات العامة لإعادة المكتب وتجهيزه قبل افتتاح الجامعة - في صبيحة يوم 27/11/2011 افتتحت الجامعة بحفل رسمي شمله برعايته وحضوره سمو أمير البلاد آنذاك المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح ومما قاله في كلمة الافتتاح ( باسم الله العلي القدير نفتتح جامعة الكويت صرحا شامخا نتوج به هالة التعليم في بلادنا وحصنا راسخا ذخيرته العلم والبحث العلمي نحمي به نهضتنا ونقيها عوامل التخلف أو الجمود بل ونصعد سلم المجد درجة من بعد درجة على دعائم قوية من عقول وسواعد أبناء البلاد ) .
ومما أذكر في تلك المناسبة العظيمة كلمة السيد المرحوم خالد المسعود وزير التربية الرئيس الأعلى للجامعة التي جاء فيها ( هناك في تاريخ الأمم أيام تسطر على القلوب لا يخبو شذاها وتتوارثها الأجيال لا تنسى ذكراها أيام تؤرخ في نفسها بنفسها طالما بأن آثارها تظل أبد الدهر متجددة في حياة الأمم والشعوب، في الكويت الحديث أيام لها هذا الخلود كانت ثلاثا فأضحت اليوم أربعا :
- يوم انبثق النفط في أرضها .
- ويوم نالت فيه استقلالها.
- ويوم افتتح فيه أول مجلس للأمة .
- ثم يأتي يومنا هذا يوم افتتاح أول جامعة بالكويت .
كما ذكرت أن الجامعة افتتحت رسميا في 27/11/1966 إلا أن الدراسة كانت قد بدأت قبل ذلك اليوم في كل أقسام الجامعة بما فيها قسم الكيمياء الذي كنت معيدا فيه .
كان الطلاب والطالبات متوقين للعلم والمعرفة، لم تكن التجهيزات المختبرية متوفرة بصورة كاملة وكان علي أن أستعير من وزارة التربية بعض المركبات الكيميائية اللازمة لتجارب كيميائية في بدء الدراسة ، فقد كان الجو الدراسي مفعما بالأمل والجد والتسابق بين الطلبة والأساتذة وكل العاملين بالجامعة ، خلال السنة الأولى تلك زار الكويت رئيس الجمهورية اللبنانية شارل الحلو وتجول في مختبرات قسم الكيمياء ، وقتها كنت مع أعضاء هيئة التدريس باستقباله ولكوني الكويتي الوحيد في القسم فقد حرص مدير الجامعة آنذاك أ.د. المرحوم عبد الفتاح اسماعيل أن يقدمني للضيف وللأمير المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح ، في حينها قال الشيخ صباح اسرعوا في استكمال دراستكم لتكونوا أعضاء بهيئة التدريس بالجامعة .إن تلك الكلمات كانت توجيها من أمير البلاد لشاب في مقتبل العمر يتوقد حماسة وطموحا في خدمة بلده ، حصلت على قبول لدراسة الدكتوراه في ثلاث جامعات ( جامعة بركلي في كاليفورنيا عن طريق الملحق الثقافي في واشنطن وجامعة برمنجهام في بريطانيا عن طريق الملحق الثقافي بلندن ،وجامعة كمبردج ) وأكملت دراستي فيها وحصلت على الدكتوراه سنة 1970 وعدت للجامعة وانخرطت بعضوية هيئة التدريس وهكذا كنت عضو هيئة التدريس الكويتي الأول بالجامعة .
من الكهرباء إلى الجامعة
*متى وكيف التحقتم للعمل بجامعة الكويت ؟
- ما قبل التحاقي بالجامعة كنت موظفا كيميائيا في وزارة الكهرباء والماء وتحديدا في المختبر الكيميائي لأول محطة تقطير مياه في الكويت الواقعة قرب الميناء بالشويخ ، وقد تم ذلك إثر اجتماعي مع السيد / أنور عبد الله النوري أول أمين عام لجامعة الكويت وقتها عرض علي السيد/ النوري الالتحاق بالجامعة ثم الابتعاث إلى الخارج للحصول على شهادة الدكتوراه والعودة لسلك التدريس بالجامعة، لقد كان هذا العرض مغريا لي إذ كنت متضايقا من العمل الروتيني في مختبر وزارة الكهرباء والماء الذي كان العمل فيه ينحصر في تحليل نماذج متعددة من مراكز توزيع المياه في البلد والتأكد من صلاحية تلك المياه وفق الشروط والمواصفات الدولية الكيمائية لمياه الشرب بالعالم ، ولكنني خشيت من رفض وزير الكهرباء والماء السيد/ عبد الله السميط من نقلي من الوزارة إلى الجامعة لأنه عينيي استثناءً بوزارة الكهرباء والماء ومنحني الدرجة الثالثة في سلم الوظائف العامة لكوني أحمل شهادة الماجستير ، وكما أشرت في كتابي ( حكايتي مع الجامعة ) الفصل الأول أن الجامعة أرسلت كتابا بهذا الخصوص بتاريخ 18/6/1966 وقد كنت موفقا في إقناع وزير الكهرباء والماء بالموافقة التي تمت بتاريخ 6/7/1966، إن هذه الخطوة والموافقة على النقل شكلت منحى رئيسيا في حياتي وشخصيتي فلو لم يوافق وزير الكهرباء والماء على تلك الخطوة لكنت بقيت شابا كيميائيا في مقتبل العمر موظفا في وزارة الكهرباء والماء يرضى بالقليل من المميزات الوظيفية حينذاك .
* ما أهم القضايا التي وضعتموها نصب أعينكم للارتقاء بالمستوى الأكاديمي للجامعة عندما توليتم منصب عميد كلية العلوم ؟ حينما عدت للجامعة سنة 1970 والتحقت بقسم الكيمياء كأول عضو هيئة تدريس كويتي بالقسم كان المنهج الدراسي بالجامعة مطابقا لمعظم المناهج في الجامعات العربية المصرية فالطالب المتخرج من الجامعة يحصل على شهادة البكالوريوس بتخصصين اثنين ، وفي ذلك الوقت كنت معترضا لذلك البرنامج التعليمي ومعترضا على استمراره في الجامعة فلم يكن لهذا البرنامج شبيها إلا في بعض الجامعات المتخلفة . ولقد عبرت عن هذا الاعتراض وعن غيره من الأمور التي عايشتها لرئيس الحكومة المرحوم الشيخ جابر الأحمد الصباح وغيره من المسؤولين ، فلم تكن الجامعة في رأي البعض محققة لكثير من الآمال التي عقدت عليها من أول يوم من إنشائها فقد كان الأمل أن تحقق الجامعة أهدافا يحلم البعض بها وفي الإحساس بها وفي آثارها ، وقد تجلى ذلك رسميا في كلمة سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في بيانه لمجلس الأمة سنة 1970 الذي جاء فيه ( علينا أن نعيد النظر في أمور الجامعة لتؤدي رسالتها، وتحقق ما عقدنا عليها من آمال، لن نرضى لها أن تكون فقط لإلقاء المحاضرات التقليدية أو معهدا يتخلف عن ركب العلم الحديث ، بل سنسعى إلى جعلها جامعة بمفهومها الحقيقي ، بيئة علمية صالحة للبحث تربط ماضينا بواقعنا وتستفيد من تجارب الأمم المتقدمة في مجال العلوم والفنون ) فإذن لا بد من التغيير ولابد من إعادة النظر، ولا بد من تلمس الطريق والمضي في تطور الجامعة .
في 9/9/1972 تم تعييني عميدا لكلية العلوم وبعد ثمانية أشهر من تعييني طرحت على الأقسام العلمية بكلية العلوم مذكرة حول تطوير نظام الدراسة في الكلية واستحداث الدرجة الخاصة بجميع الأقسام وقد وافق عليها مجلس كلية العلوم بتاريخ 16/6/1973 وحصلت على موافقة مجلس الجامعة بتاريخ 25/6/1973، وهكذا أصبح الطالب أو الطالبة يتخرج من كلية العلوم بواحد من التخصصات العلمية إضافة إلى استحداث التخصصات العلمية لأول مرة بالجامعة وهي: ( الكيمياء الحيوية_ الميكروبيولوجي _ الحاسب الآلي والإحصاء الرياضي _ علوم البحار ) .
قرار إيجابي
*إنجاز أو قرار قمتم باتخاذه وكان له أثر أو نتيجة إيجابية على الجامعة ؟
- حينما كنت عميدا لكلية العلوم لم يكن في الجامعة من أعضاء هيئة التدريس المواطنين إلا أقل من 5% وكان علي العمل ليس فقط في كلية العلوم ولكن بعموم الجامعة على زيادة هذه النسبة وتذليل الصعوبات في هذا الاتجاه مع عدم الإخلال بالمستوى العلمي للمبعوثين أو الجامعات التي يرسلون إليها ومما أذكره واشكر ربي أن أعانني على تحقيقه حينما كنت في لجنة البعثات المنبثقة عن مجلس الجامعة هو اختيار بعض المعيدين الذين لم توافق الأقسام العلمية على اختيارهم وحل بعض مشاكل المبعوثين في جامعاتهم المختلفة فبعض هؤلاء الذين اعترضت الأقسام العلمية عليهم لكن لجنة البعثات الجامعية وافقت على تعيينهم عادوا أعضاء متميزين بالجامعة وتقلدوا مناصب عليا في كلياتهم ، إن من الأمور التي قمت بها وخدمت بها زملائي أعضاء هيئة التدريس بالجامعة مذكرات قدمتها لولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر الأحمد الصباح خاصة بالجامعة مثل تعضيد الكفاءة الوطنية في مجال البحث العلمي ، الكفاءة الوطنية المتميزة –تعديل رواتب أعضاء هيئة التدريس ، مساعدة بعض الزملاء في تخطي عقبات التعيين بالجامعة والوقوف مع بعض المظلومين في ترقياتهم العلمية بكليات الجامعة وعرفت بالوسط الجامعي بنصير المظلومين . أما ما يتصل بالمنهج العلمي بكلية العلوم فما اعتز به هو قرار تطوير نظام الدراسة بكلية العلوم واستحداث الدرجة الخاصة بجميع الأقسام إضافة إلى إدخال تخصصات علمية لم تكن ضمن نظام الدراسة بالكلية قبل تكليفي بعمادة كلية العلوم ومن هذه التخصصات الرئيسية تخصص الحاسب الآلي والإحصاء الرياضي الذي أدخل لأول مرة بالجامعة سنة 1973 وقد أفاد هذا التخصص الجامعة والكويت وقد كان لخريجيه دور رئيسي في حفظ سجلات المواطنين أثناء الغزو، وقد كرمت هذا العام من قبل جمعية خريجو الحاسب الآلي لدوري في وضع اللبنات الأساسية الأولية لهذا التخصص .
حماس
*بماذا تميزت جامعة الكويت في تلك الفترة ؟
- حينما أنشئت الجامعة سنة 1966 كان أ.د. عبد الفتاح إسماعيل هو المدير المؤسس للجامعة وقد اختار نخبة من أعضاء هيئة التدريس يتميزون بغزارة العلم والتجربة والإحساس بالمسؤولية والدور الذي يقومون به في الكويت وقد كان شعور أهل الكويت في تلك الفترة شعورا يتسم بالوفاء والشكر لهؤلاء الأساتذة القادمين من مصر . أذكر أن الناس يقفون لهم تحية وإكبارا حينما يمر بعض من هؤلاء الأساتذة في أسواق الكويت وشوارعها، وكان أهل الكويت يفخرون برؤية هؤلاء الأساتذة ويحترمونهم ويقول بعضهم لبعض هؤلاء النخبة جاؤوا لتدريس بناتنا وأبنائنا وتعليمهم فلهم كل الخير والاحترام. وفي السبعينيات من القرن الماضي كانت روح العطاء والبذل والعمل التطوعي سائدة والناس يتباهون في قيامهم بأعمال بناءة لبلدهم ومجتمعهم وفي تلك الأيام كان الإنسان يحتار أين يذهب لتثقيف نفسه وزيادة علمه ومعرفته بشؤون الحياة عموما فهنا محاضرة وهناك ندوة وليس بعيدا هناك مسرحية، البلد كله يعيش توجها حضاريا للنهضة في كل مجالات الحياة ، ولم يكن في الجامعة الكثير من الطلاب والطالبات حين افتتاحها، ولكن أولئك الذين تتلمذوا في تلك الفترة كانوا متحمسين كثيرا لتلقي العلم والمعرفة والحصول على الدرجات العلمية ، وحينما التحقت بقسم الكيمياء مدرسا ومحاضرا سنة 1970 ولكوني أول عضو هيئة تدريس كويتي فقد وجدت الفرحة والسرور على وجوه أبنائنا وبناتنا طلاب وطالبات الجامعة، وأذكر قبل وصولي إلى الكويت عائدا من البعثة مررت على سفارة الكويت في لندن وقابلت السفير الشيخ المرحوم سالم صباح السالم الصباح بعد مناقشة رسالتي للدكتوراه مباشرة وقد طار الشيخ سالم فرحا وصفق وقال الحمد لله أصبح لدينا واحد من المواطنين يحمل شهادة الدكتوراه.
في الفترة الأولى لجامعة الكويت كان الإحساس بالمسؤولية عاليا والإحساس بالدور القيادي لأعضاء هيئة التدريس متميزا وهكذا كنت مراقبا محسوبا على كل تصرف أمام زملائي أعضاء هيئة التدريس الآخرين فلم يكن معي من يعينني من أعضاء هيئة التدريس من الكويتيين من أعضاء هيئة التدريس ووجدت نفسي أمام مسؤولية تاريخية تتمثل في الكيفية التي أعبر فيها عن عضو هيئة تدريس كويتي وسط غالبية عظمى من إخواننا العرب .
* ما العقبات التي واجهتكم أثناء عملكم بالجامعة، وكيف استطعتم تجاوزها أو التغلب عليها ؟
- في بدء عملي بالجامعة كعضو هيئة تدريس سنة 1970 واجهت بعض العقبات التي أريد بها إفشالي بسبب انتقاداتي للإدارة العليا بالجامعة ولكنني تغلبت عليها بمثابرتي وحسن أدائي لواجباتي التدريسية وتدريس المقررات التي كلفت بها . وحين اختياري عميدا لكلية العلوم واجهت عقبة من أحد أعضاء هيئة التدريس المتنفذين الذي كان يطمع أن يكون عميدا فقد أراد هذا الإنسان أن يسجل علي الفشل في إدارة الكلية في أول أسبوع من استلامي العمادة ولكن بمشيئة الله ويقظتي فقد أحبطت تخطيطه وعمله ، ومن تلك العقبات كذلك ما حدث أثناء إضراب الهيئة التدريسية بالجامعة سنة 1975 واتهام مسؤول كبير في الجامعة لي بدون وجه حق بأني وراء هذا الإضراب المذكور معللا ذلك بأن الجامعة اختارت مديرا لها غيري متخطين حقي وأولويتي في إدارة الجامعة ومن العقبات كذلك تصرف الحاسدين والذين يغارون مني ومن نجاحي في التدريس والإدارة والتعامل مع طلبتي والمسؤولين في الجامعة والبلد وقدرتي على عدم النزول لمستواهم وتعاملي معهم كتعامل رسولنا الأعظم (ص) مع الذين أذوه وأخرجوه من مكة المكرمة وآذوا أصحابه حينما قال لهم في دار أبو سفيان اذهبوا فأنتم الطلقاء .
ومن الحكم ما قيل :» إن لذة العفو أعذب من لذة التشفي وأن أقبح أفعال المقتدر الانتقام .
*أشخاص مميزون تركوا أثرا أو بصمة في نفسكم خلال فترة عملكم بجامعة الكويت ؟
- في كتابي ( حكايتي مع الجامعة) وفي مقدمته ذكرت أن للأستاذ الجامعي دورا قياديا في المجتمع ومن هذا المنطلق فإنني وضعت نصب عيني ذلك النموذج للأستاذ الجامعي الذي يحظى بدور القيادة في المجتمع من خلال تعامله مع طلائع المجتمع من البنين والبنات الذين ينخرطون في التعليم العالي بالجامعة، فهو ليس ناقلا للمادة العلمية من مصادرها وإعطائها للذين يتتلمذون عنده فقط وإنما هو مربي وأب وأخ وصديق لهؤلاء الذين حوله، فالشخصية المثالية لهذا الإنسان هي التي تركت في نفسي بصمة وأثرا خلال فترة عملي بالجامعة، ومن خارج الجامعة كان لي أخ وصديق عرفته في منتصف الخمسينات ومع الفارق في السن والمكانة الاجتماعية والمالية إلا أن علاقتي به كان يسودها المحبة والنصح والإخاء وتعاملت معه في أكثر من شأن ووجدت فيه خلق الأنبياء وتواضعهم وتسامحهم أثناء دراستي في كمبردج زارني عدة مرات وكنت أسعد إنسان لسماع صوته والتحدث معه عرفت فيه مخافة الله ومساعدة الفقراء وكثير من الخلق الرائع الذي هزني وأثر في نفسي، فقد كنت معه ذات يوم في المسجد الحرام بمكة المكرمة وكان لديه موعد في الحرم الشريف مع شخص من أهل مكة ولم يأت هذا الشخص ، فقال لي أبو بدر لنذهب إلى بيته وهو ما قد تم وطرقنا الباب واستقبلنا صاحب البيت واستضافنا وسأله أبو بدر لماذا لم تأت لموعدنا في الحرم ؟ فرد قائلا معي في هذا البيت أبي وأمي وأنا الذي أطعمهما وأواسيهما يأكلان غداءهما قبل صلاة العصر وأنا الذي يطعمها ولكن حينما حان موعد غدائهما وجدتهما نائمين فظللت انتظر هما حتى أفاقا وأطعمتهما وهذا سبب تأخري عن موعدي معك . بهذه الكلمات المؤثرة هزني وهز صاحبي أبا بدر وعرفت أن هذه الخصال لدى صاحبي وصاحب صاحبي .
في حياتي وفي عملي الخاص بعد تقاعدي مرت علي مشاكل اقتصادية كثيرة ووجدت في أبي بدر نعم الأخ والصديق والمنقذ في كثير من المشاكل التي مرت بي قبل وفاته رحمة الله عليه، كان في أبها بالمملكة العربية السعودية وقد تحدثت معه بالتليفون وعرفت منه أنه قادم للكويت تواعدنا أن التقي معه بعد رجوعه من أبها بعد صلاة العشاء في مكتبه ذلك اليوم لنتشاور في شأن طبيب ومريض، جاء الطبيب وأكملنا نقاش اجتماعنا وذهب إلى بيته وذهبت أنا لبيتي وفي الصباح أخبرت أنه فارق الحياة في مكتبه وحزنت كثيرا وحمدت الله أن نهايته كانت دون آلام ولا معاناة مثل إبني صلاح الذي فارق الحياة وهو ماكث في سيارته عند اصطدامه بأخرى ، إن هذه الشخصية هي التي أثرت في حياتي وحياة الكثير من المواطنين وغير المواطنين وقد كان يوم تشييعه مهيبا حضره الكثير وبكى عليه الكثير هو رجل الأعمال ورائد العمل الخيري الكويتي والعالمي عبد الله العلي العبد الوهاب المطوع ( أبو بدر) .
* ماذا تقولون عن رحلتكم التي امتدت الثلاثين عاما في رحاب جامعة الكويت ؟
- أقول عن تلك المرحلة التي امتدت ثلاثين عاما وهي أحلى سنوات عمري أجد نفسي والحمد لله أنني قضيتها نافعا لنفسي ولأسرتي ولجامعي ولبلدي لكن تلك السنوات كانت مليئة بالحلم والتجربة وبالألم والأمل معا ، فحينما انتقلت من وزارة الكهرباء والماء إلى الجامعة أتذكر ذلك اليوم الأول في تاريخ الجامعة حينما قام المرحوم الشيخ صباح السالم بافتتاح الجامعة وكيف كان الحلم والأمل والحقيقة تجسدت معا في بدء المسيرة في التعليم العالي ببلدنا، وقتها كان الشعور فياضا لكل الناس في الكويت زهوا بالخطوة الحضارية التي خطتها الكويت بافتتاح الجامعة وقد تمثل هذا الشعور بتسابق الأوائل في كل عمل تقتضيه تلك الأيام قبل ولادة الجامعة وفي فترة حضانتها، وحين عدت من البعثة لأمارس عملي في الجامعة كعضو من أعضاء هيئة التدريس لم يكن معي من يعينني من الكويتيين من أعضاء هيئة التدريس فكنت مراقبا، أحمد ربي انني عبرت بسلوكي وتصرفاتي وأدائي لواجباتي التدريسية آنذاك ما أعتز به إلى اليوم وما عبر عنه طلبتي الأوائل وزملائي الذين أقاموا لي احتفالا رائعا حين تقاعدت .
وفي دراستي بجامعة كمبردج تعلمت الكثير وأحس بالفخر بان وفقني الله أن أكون أحد خريجي هذه الجامعة العريقة، وحضوري لكثير من الندوات والمناقشات العلمية التي كان للمتميزين في مادة الكيمياء والحاصلين على شهادات وجوائز تقديرية عالية والالتقاء بهم والتعرف عليهم ومناقشتهم، لقد كان البروفيسور تود عضو مجلس اللوردات في بريطانيا والحائز على جائزة نوبل في الكيمياء هو رئيس الدائرة التي منحني شهادة الدكتوراه، تعلمت من هذا الأستاذ تواضع العلماء وإنسانيتهم واحترامهم لبني جنسهم بغض النظر عن دينهم أو لونهم أو تعليمهم فقد أقام حفلا لتكريم إنسان بسيط خدم الدائرة مدة ثلاثين عاما وقد حضر هذا الحفل مجموعة من الأساتذة والباحثين وكنت واحدا منهم وعرفت أن الإنسان العالم كلما علت مكانته العلمية يزداد تواضعا في سلوكه وتعامله .وفي بدء عملي بالجامعة ولأني الأول فيها كان يملأني شعور الأخ الأكبر في مسؤوليته تجاه عائلته فقد صغرت عندي كل المناصب التي عرضت علي واعتذرت لمن زكاني بأن العمل بالجامعة أفضل وأهم لا تعادله كل المغريات ، ولكنني وأثناء عملي صدمت بقوة بعض المفاهيم والممارسات غير الحضارية القائمة بمجتمعنا فمنطق العلم وعادات كمبردج والتفاضل بالكفاءة والمقدرة ليس كثير من الناس يؤمنون بها ولا حتى مستعدين للوقوف دفاعا عنها وقد أدركت وازددت يقينا بأن الحلم أن تكون جامعتنا قريبا من الجامعات المتقدمة ليس سهل المنال وان ما يلف مجتمعنا من واقع تتأصل فيه الطائفة والقبلية لعائلة هو السائد سواء في الجامعة أو في غيرها .
خلال الثلاثين عاما التي قضيتها بالجامعة شاهدت كيف تتصارع القوى داخل المجتمع الكويتي من أجل السيطرة على الجامعة ، وأن أغلب زملائي أعضاء هيئة التدريس يؤمنون بتسيير العمل الجامعي وفق الأعراف والتقاليد والأسس الجامعية ويرضون بالحقوق والواجبات التي تقرها الأعراف الجامعية لكن هنالك نفر لا يرضى بحقه وينظر للجامعة بكل مرافقها كمغنم يمكن الحصول منه على مكاسب معينة ومن ثم فهو يسلك كل طريق من أجل تحقيق غايته خاصة تلك المتصلة بالقيادة الجامعية بكل مستوياتها وتمرير آرائه بالجامعة بل ويحاول تطويع تلك الأعراف لتحقيق ما يريد، وإن أكثر ما يضايقني خلال رحلة الثلاثين عاما هو قلة الوفاء ونكران الجميل من أناس ضحيت من أجلهم .
* بعد مضي 45 عاما على إنشاء جامعة الكويت ،كيف تقيمون الجامعة في الوقت الحالي ؟
- جامعة الكويت شأنها شأن الكثير من المرافق العامة التي أنشئت في ظروف معينة بالكويت وأثرت فيها الأحداث والمشاكل حتى أضحت بغير الحلم الذي كانت عليه وقت إنشائها .في بدء إنشاء الجامعة لم يكن بالكويت كثير من الخريجين من التعليم العالي فكثير من مراكز العمل في التعليم والطب والخدمات الأساسية وغيرها كلها كانت تشغل بغير المواطنين لقد وفرت الجامعة أعدادا كبيرة من الخريجين في مرافق الحياة المختلفة وما زالت توفر كثير من الخريجين، إلا أن تلك المخرجات لم تكن متفقة ومتلائمة مع حاجة البلاد من القوى البشرية اللازمة خاصة في الأمور العلمية والفنية فمنذ السنوات الأولى للجامعة لم تكن لدى الجامعة خطة واضحة في سياسة القبول ولا في استحداث الدرجات والأقسام العلمية والتوسع فيها والجامعة اليوم هي رهينة لذلك الطريق الذي سلك منذ إنشائها، كان عدد الطلبة في بدء إنشاء الجامعة يربو إلى ثلاثمائة طالب وطالبة ولم يكن من أعضاء هيئة التدريس إلا القليل . أما اليوم فعدد الطلبة أكثر من ثلاثين ألفا وأعضاء هيئة التدريس 1319 . ليس هناك أدنى شك في دور الجامعة في الكويت لكن هذا الدور يمكن أن يكون أكثر أثرا وفائدة، فخلال السنوات الثلاثين الماضية مرت على البلاد مشاكل كثيرة اقتصادية وسياسية واجتماعية وما تزال تتخلق مشاكل كثيرة كان يمكن أن يكون للجامعة دور أكثر إيجابية في تكوين الرؤية المستقبلية لمجتمع متحرك مثل المجتمع الكويتي، وبرأيي هناك طاقات هائلة بجامعة الكويت يمكن أن يحسم قياداتها لتعطي أكثر لو أن مناخا ملائما وفقت له أي إدارة جامعية وعملت على تأسيسه .
* كيف ترون خارطة التعليم العالي في دولة الكويت ؟
- رسميا جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي هما المؤسستان الحكوميتان اللتان تتوليا عملية التعليم العالي بالكويت، ولكن الملاحظ أن مسيرة التعليم العالي بكلاهما لم ترتبط بالتخطيط السليم بل سارت بطريقة تقليدية من فتح لبعض الأقسام العلمية وإنشاء الكليات والتوسع في القائم منها، وظلت الجامعة والهيئة بعد فترة من الإنشاء مشغولة بكيفية توفير الأماكن الدراسية والهيئة التدريسية لأعداد هائلة من الطلبة وما زالت تتزايد وتتزاحم في الإقبال على الجامعة والهيئة، ولقد أشرت في كتابي (حكايتي مع الجامعة) وفي الفصل السادس منه عن واقع التعليم العالي بالكويت وذكرت أن معظم الطلاب والطالبات الحاصلين على الثانوية العامة يقبلون على التعليم العالي لأسباب كثيرة تتصل بمستقبل هؤلاء الطلبة وحياتهم، وتتكرر باستمرار عجز هاتين المؤسستين عن استيعاب كل الحاصلين على الثانوية العامة مما يؤثر على استقرار الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي ونموها بالشكل الطبيعي والمدروس، ولا أتصور تغييرا كبيرا ومتطورا في التعليم العالي في القريب فمازال القرار الرسمي بالشأن التعليمي ليس بالشكل الخاضع لتخطيط سليم ورؤى واضحة في مستقبل الكويت وشكل الحياة فيها.
* هل تواكب مخرجات التعليم سوق العمل في دولة الكويت ؟
- القانون رقم 29 لسنة 1966 بشأن التعليم العالي بالكويت أوضح أن من أهم أهداف الجامعة تزويد البلاد بالمتخصصين في نواحي الحياة المختلفة ، وقدمت الجامعة آلاف الخريجين الذين يشغلون الآن أماكن كثيرة ومتنوعة في مجالات الحياة المختلفة .
إن التعليم العالي في دولة الكويت ومشاكله وتذليل هذه المشاكل لصالح الإنسان في الكويت بحاجة ماسة إلى مراجعة مستمرة ، لقد مرت الكويت ومازالت تمر بطفرة كبيرة في أنماط الحياة بكل أشكالها مما يستلزم توجها غير تقليدي في معالجة المشاكل في شؤون الحياة المختلفة ومنها التعليم والتربية .إن الوقوف على تجارب الأمم الأخرى وكيفية معالجتها لمشاكلها في التربية والتعليم يجب ألا يدفعنا إلى الاقتباس الأعمى لهذه التجارب فخير لنا أن نبلور أهدافنا أول ونصقلها ونفتش عن أقرب الطرق لتحقيقها مستفيدين من تجارب الأمم فما يصلح لبلد متقدم او ناهض ليس بالضرورة يصلح لنا .
إن موضوع التعليم العالي وعلاقته بسوق العمل هم من المواضيع التي حظيت باهتمام كثير من المهتمين بالتعليم العالي وتكوين العمالة الوطنية، لقد أفردت عدة صفحات في كتابي (حكايتي مع الجامعة ) لتوضيح هذا الموضوع واشتركت في ندوات عدة ومقابلات منها الندوة التي أقامتها رابطة الاجتماعيين عام 1987 حول الموضوع واشتركت فيها مع د. أحمد بشارة والمرحوم فيصل الصانع عضو مجلس الأمة آنذاك .
* بعد زحف الجامعات الخاصة في دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي ، وبعد أن كانت جامعة الكويت مقصد الكويتيين وأبناء الدول المجاورة الطامحين لإكمال الدراسة الجامعية ، ما رؤيتكم لهذا الأمر ؟
- إن ظهور الجامعات الخاصة بالكويت وتعددها أمر طبيعي لعجز مؤسسات التعليم العالي عن استيعاب الأعداد المتزايدة الحاصلة على الثانوية العامة بالكويت . كما أن سياسية البعثات الداخلية والخارجية التي تتولاها وزارة التعليم العالي هي الأخرى تأكيد على عدم التخطيط لمتطلبات النمو السكاني لمجتمع الكويت فالبلاد بحاجة إلى أكثر من جامعة وإلى أكثر من هيئة وإذا كان الهدف من إنشاء الجامعات الخاصة عند أغلب المؤسسين لها هو الهدف المادي فإن لبعض المؤسسين أهداف أخرى تتصل بالعلاقات الدولية والاقتصادية والسياسية .
إن الجامعات الخاصة وبغض النظر عن أهدافها فإنها تقوم بدور فاعل ومؤثر في استيعاب أعداد كبيرة من الطلبة المقبلين على التعليم العالي فهذه الجامعات تسد حاجة عجزت جامعة الكويت أو الهيئة العامة للتعليم التطبيقي عن توفيرها لأبنائنا الطلبة . وإن فتح جامعات حكومية ضرورة من ضرورات الحياة في مجتمعنا فقد سبقتنا دول في المنطقة وتأخرنا كثيرا بينما كنا نحن في الكويت من اوائل دول المنطقة في إنشاء مراكز التعليم العالي من جامعات وهيئات ومراكز تدريب وغيرها .
*ما البعد التعليمي الذي ترون ضرورة تحقيقه على أرض الواقع ؟
- إن صناعة الإنسان وتربيته وتوجيهه ليكون فردا صالحا في مجتمعه ليست بالأمر السهل، والبعد التعليمي وحده ليس كافيا فالتعليم والتربية والإعلام وإحساس الفرد بالعدالة الاجتماعية وتطبيق القانون على الجميع كلها أمور هامة وضرورية، ونجاح أي مجتمع ونهوضه يعتمد بصورة رئيسية على المدى الذي تتفاعل فيه الابعاد لصالح المجتمع وفي الكويت يمكننا أن نحلم بهذا الوضع الاجتماعي ولكن تحقيقه ليس سهلا بل إن مؤشرات كبيرة تدل على تراجع قيم وأساليب كثيرة كانت سائدة في المجتمع لصالح الجميع وعوضا أن نرقى بالعلاقات الاجتماعية والإقرار بالحقوق الفردية والجماعية تأخرنا وقل من ينادي بها وبالمحافظة على عادات وتقاليد كانت سائدة ومفيدة ولصالح الكل .
إن إدخال التكنولوجيا كوسيلة في التعليم لا يجب أن يلهينا عن المحافظة على قيم أساسية في حياتنا ولا على الحفاظ على مستوى التعليم ومخرجاته سواء ما قبل الجامعة أو في التعليم العالي . فالتعليم وحده لا يمكن الرقي به بدون الرقي بالأبعاد الأخرى المتصلة بالإنسان من تربية وفكر وممارسة وعدالة اجتماعية وغيرها تسود المجتمع .
* كلمة أخيرة تودون إضافتها ؟
- بعد مرور 45 عاما على إنشاء جامعة الكويت فإنني أكرر ما قلته ذلك اليوم الذي استقبل فيه مدير الجامعة أ.د. عبد الله الفهيد بعض الدكاترة الذي حصلوا على نجاحهم في عضوية مجلس الأمة بعد اخيارهم من قبل المواطنين في بعض الدوائر الانتخابية . في ذلك اليوم قلت أن الرعيل الأول من أعضاء هيئة التدريس بجامعتنا كان أملهم أن تكون الجامعة ملاذا ومرجعا تلمس الحلول والمعالجة لمشاكل كثيرة في المجتمع الكويتي، لكن بعض التصرفات غير الحضارية مثل التحيز للعائلة أو القبيلة أو الطائفة صعبت عليهم في بعض أمورها وتنقاد مرغمة إلى ما هو قائم في مجتمعنا من التحزبات .
إن أغلبية أعضاء هيئة التدريس تؤمن أن منطق الكفاءة أيا كان حاملها هو المنطق الذي يجب أن يسود بالجامعة والبلد عموما وإذا أفلحت الجامعة في تحقيقه سيكون للجامعة دورها وقيادتها ومرجعيتها في المجتمع .
وقتها وجهت كلامي إلى الأخوة والأخوات الذي أصبحوا أعضاء في مجلس الأمة وقلت أن وجودكم في قاعة عبد الله السالم ومشاركتكم في قضايا الأمة ممكن أن يقدم نموذجا شامخا يحتذى به للحكومة وزملائكم والناس أجمعين، وقلت كذلك أن الناس في الكويت أمام تحديات كثيرة ومشاكل مرتقبة في إقليمنا، فالعمل على وحدة الأمة والمحافظة على النسيج الاجتماعي أمر مهم جدا لاستقرار البلد ، لقد تأخر البلد بسبب صراع المصالح ولم يتمكن من تحقيق برامج ومشاريع كثيرة وبات إحساس الفرد منسيا واتجه للأسف إلى القبيلة والعائلة والطائفة من أجل تحقيق مصالحه ، إن دور أعضاء هيئة التدريس المنتخبون في مجلس الأمة يعكس دور الجامعة ورؤيتها لمشاكل قائمة ومستعصية وأسلوب معالجتها .
إنني أتمنى على الجامعة والمجتمع الأخذ بالأسلوب العلمي في صناعة القرار لدى المسؤولين كبارا وصغارا فقضايا التعليم والاقتصاد والخدمات والسياسة وغيرها لا يجب أن تترك لمزاج المسئول وقناعته الشخصية ولكن صياغة القرار في هذه القضايا يجب أن توضع له آلية علمية مثل دول العالم، وأن تتبنى الإدارات الحكومية الأسلوب العلمي للوصول إلى القرار مثل الاستبيان والإحصاء والخبرة والدراسات العلمية المتوفرة أو المطلوبة أن تنشأ المراكز التي يستعين بها المسئولون قبل اتخاذ القرار ولو ساد هذا الأسلوب فإن المشاكل داخل الجامعة وفي البلد ستجد حلا يتفق مع مصالح عموم المجتمع .
http://afaq.kuniv.edu/contents/current/view_details.php?data_id=5866&&add=935
__________________
***** ๑۩۞۩๑
{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين} هود114 ๑۩۞۩๑
*****
|