كاد المعلم أن يكون رسولا
شعر : ندى الرفاعي
العلمُ في شريانِهِ يَسري
ووريدُهُ بعطائهِ يَجري
يصحو مع الآمالِ مُشرِقةً
كالطيرِ عِندَ مَطالِعَ الفجرِ
يغدو إلى الميدانِ في عجلٍ
والفصلُ حقلُ الغرسِ والبذرِ
النفعُ في قولٍ يردِّدُهُ
في نَهيهِ يُرجى كما الأمرِ
لا راحةً للبالِ يعرِفُها
حتى يصيرَ الدرسُ في الفكرِ
شهدت له الألواحُ قد مُلئت
نقشاً بكل معارفٍ تُثري
شهدت له الأوراقُ يحملها
وكذا الدَواةُ وريشةُ الحِبرِ
شهدت له الأسفارُ قد حفظت
عِبرَ السنينِ حقيقةَ الصبرِ
كم من عُقولٍ في تأمُّلِها
كانت نُواةَ منابرِ الفخرِ
كم من نُفوسٍ في تعهُّدِها
صارت سبيلاً دائمَ الأجرِ
لِجميلِهِ ترنو نواظِرُنا
للأمسِ حيثُ مرابِعِ العُمرِ
أبداً ترافقنا فضائلُهُ
هيهات أن تُمحى مدى الدهرِ
فجزاهُ ربي من كريمِ جَزا
وسقاهُ من عذبٍ كما الْقَطْرِ
سَلِمت عيونٌ طالما سَهَرت
بين الدفاترِ ساعةَ العُسرِ
سَلِمت حُروفٌ طالما نُطقت
ما بين لِينِ القَولِ والقَسرِ
سَلِمت يمينٌ طالما رُفعت
لتُشيرَ نحو معالم السَيْرِ
سلمت شُخوصٌ روحُها بُذلت
سلمت جُهودُ الريِّ والبِرِّ
يا أيها المعطاءُ حُزت رِضا
لَمّا دُعيت بوارثِ الخيرِ
لن تنصفَ الكلماتُ ما وسعت
بوركتَ في الدنيا وفي الحَشرِ
بُعث النبيُّ معلِّماً وأباً
صلّى عليه الله في الذكرِ
__________________
***** ๑۩۞۩๑
{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين} هود114 ๑۩۞۩๑
*****
|