قصة النهام فرحان أبوهيلة مع النوخذة
أشتهر بعض النهامة إلى جانب مواهبهم الغنائية بالقدرة على النظم وارتجال الزهيرية التي تناسب المقام ومن هؤلاء النهام ( فرحان أبوهيله ).
ويروى أنه ركب مع أحد النواخذة التجار في رحلة غوص . وكانت زوجة النوخذا حاملاً في الشهر التاسع ، و بعد أيام من الرحلة بلغهم أن زوجتة ولدت غلاما ولكنها توفيته هي و المولود ، فلم يستطع أحد اعلانه بالخبر السئ ، وبينما كانت السفينة تغادر الهير إلى آخر ، أمر النوخذا ب " جر المجاديف" فغنى حينها النهام أبوهيلة :
لي خلة خلخلوا عظمي وخلّوني
شروى العنب بالقِدِر يا الخلة خلوني
لا هم خذوني ولا في الدار خلوني
ظلّيت من بعدهم أجمع مرار وصبر
قالوا تصبّر قلت ما بي صبر
يا الله يا الرحمن بالي عليه الصبر
خذوا حبيبي وبالحرات خلّوني
فلما سمعها النوخذا تشائم كثيراً وطلب إليه أن ينشد زهيرية أخرى تحفزهم على العمل وتبشرهم بالرزق ، فغني بو هيلة أيضاً :
لي خلّة ذكرهم طعم الشهل* بالله
راحوا وأنا من عقبهم قمت أرتجي بالله
بالله يا مدمعي هات لي ثوب السقم بالله
لأني شربت من الحميا راح
لا بالتجافي ولا بالطول شايف راح
جوني أحباب اللي يعزوني وقالوا راح
راح الخلف وال خلفوا قلت الخلف بالله
وحينما سمعها النوخذه فهم قصده فأتجه بسفينتة مباشرة إلى الكويت .
منقول بتصرف من كتاب الباحثة الكويتية : حصة السيد زيد الرفاعي ( أغاني البحر - دراسة فلكلورية ) 1985م . وبرواية النهام : عبدالله عيسى الفرج.
* هي طعم الشهد ولكن البحارة حوروها من حيث الشكل مع الإحتفاظ بالمعنى
|