بسم الله الرحمن الرحيم
1) النوخذة مبارك الحريص:-
هو المرحوم / مبارك بن ناصر بن مبارك بن مرزوق الحريص ، ولد النوخذة مبارك في بيت والدة الواقع بدروازة العبدالرزاق و ذالك في عام 1857 تقريبا، ويذكر أن حادثة وفاة والده و هو صغير أثرت كثيرا في تكوين شخصيته و أكسبته الكثير من الصفات و أهمها الأعتماد على النفس و حسن التصرف و القدره الجيده على أدارة الأمور و الأعمال.
فكما كان البحر قديما هو المجال الخصب للعمل في الكويت ، فتبادر في ذهن هذا الشاب الكويتي فكرة تجهيز سفينه شراعيه للأشتغال بها في مهنة الغوص على اللؤلؤ على غرار ماعمل به والده النوخذة ناصر الحريص ، فقام بتجهيز شوعي بأسم (شوعي الحريص) و ذالك في مطلع القرن الماضي ، و ركب معه أخوانه مرزوق و محمد اللذان قاما بمساعدته في أعمال الغوص ، بالأضافه الى ركوب الكثير من الغاصه و السيوب من أهل الكويت أغلبهم كما يروى من قبيلة العوازم ، و يقدر عدد بحريته بأربعين نفرا.
وأستمر رحمه الله في مهنة الغوص سنوات طويلة أشتهر خلالها بكونه من أشهر نواخذة الحي الشرقي بالكويت، وأحد نواخذة قبيلة العوازم المعروفين، وتوقف النوخذة مبارك عن ركوب الغوص في أواخر عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح، بسبب عدم مقدرته على العمل بالبحر، حيث أصابه مرض في عينيه أثر على قوة بصره، و قام بتسليم قيادة الشوعي لأخيه المرحوم مرزوق الذي تنوخذ من بعده، ويذكر أيضا ان النوخذة مبارك الحريص قد عمل في التجارة و لديه دكان معروف في السوق تفرغ لأدارته بعد تركه الغوص.
كما عرف التاريخ هذا الرجل الفاضل بصفته شاعرا كبيرا أشتملت قصائده الشعريه على الحكمه و البلاغه و القوه و الجمال ، و أشتهرت له قصائد كثيرة تناولت العديد من الحوادث التاريخيه التي عاصرها ، و في التهديدات التي أطلقها المعتوه عبدالكريم قاسم على دولة الكويت عام1961 يقول مدافعا عن بلده:
قال قاسم لأهـل الدار قــولا مايــصـير ، الــكويــت كويـتنـا و العدو ينزح وراه
يا العدو مالك من الدار لو مفرش حصير ، محتمين الدار من يوم أبو جابر بناه
ومن أبياته الشعريه في الحكمه:
يا الله أني داخلك عن محاذيف القصى ، لا تورينا النكاير و حــنـا مســلميــن
كان نعطي من لبنها و نامر بالسخي ، و نرحم المسلم اليا ضدته غبر السنين
تميز النوخذة مبارك بكونه حكيما ذا رأي ثاقب يلجأ له المتخاصمون من عريب دار ليفصل بينهم و يرتضوا حكمه، كما تحلى رحمه الله بروح عطره مكنته من عقد الكثير من الصداقات مع عدد من أبناء الأسره الحاكمه ، و من التجار ، و من أهل الرأي و العقد بالكويت ، و من أصدقائه المقربين الشيخ سالم المبارك (حاكم الكويت السابق) والشيخ صباح الناصر المبارك و الشيخ سلمان الحمود الصباح رحمهم الله، وكان رحمه الله ضمن القوه الكويتيه التي رافقت الشيخ سالم المبارك لمساندة الملك عبدالعزيز بن سعود رحمه الله في حرب تحرير الأحساء ضد العجمان عام 1915م، أنتقل النوخذة مبارك الحريص الى رحمة الله في عام 1963م و له من الأبناء سالم و سلمان و سيف.
المصدر:
كتاب أعلام الغوص عند العوازم
ص145-ص148
للباحث/طلال الرميضي