مخاطر مهنة الغوص

[PAC3]

مخاطر مهنة الغوص

مما لاشك فيه أن مهنة الغوص مهنه شاقة فرغم مشقتها عمل بها الأجداد قديما لكونها أحد مصادر رزقهم فهي من المهن التي تحوفها المخاطر سواء كانت من البحر نفسه أومن الإمراض التي قد تصيبهم من جراء عملهم بها في هذا الموضوع سوف اتحدث عن الأخطار والأمراض التي يتعرض لها العاملين في مهنة الغوص قديما والتي جاء ذكرها في كتاب العم سيف مرزوق الشملان " تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي- الجزء الأول " والتي قد تؤدي وفي بعض الأحيان إلى الوفاة.

• أخطار تؤدي إلي إصابات مميتة في بعض الأحيان وهي كالتالي :

1. اسماك القرش ( الجرجور) Shark's :

حوادث تعرض البحارة لاسماك قليلة ونادرة الحدوث مقارنة بعدد من العاملين بهذه المهنة وغالبا ما تكون أما حادثة إصابة أو افتراس وقد ذكرت بعض من هذه الحوادث التي حدثت في تاريخ الغوص كما جاء ذكرها في كتاب العم سيف في موضوع حوادث الذيبة في البحر للاخ العدان .

2. اللخمة Ray fish :

اللخمة سمكة سامة أحجامها مختلفة ومنها نوع يسمي "إطبيجي" وهذا مايخشاه الغواصين أثناء غوصهم في قاع البحر حيث أنها تعتلي ظهورهم خلال انشغالهم في جمع المحار ويوجد في ذيلها شوكة سامة فحين تضرب تكون أصابتها مميتة ولكنها نادرة الحدوث ( أحد بحرية المرحوم النوخذة مضحي الجلاهمة في هير " الكاش" من هيرات الإحساء تعرض لضربتة لخمة في ضلوعه أدت إلي وفاتة .

3. الدجاجة "Lionfish :

سمكة سامة لها أشوك تضرب بها وهي متعددة الأحجام وسميت بالدجاجة لتشبيهها بالدجاجة الحاضنة لبيضها عندما تكون في قاع البحر الدجاجة تأكل ويتم اصطيادها بواسطة " القرقور" ويقال أنها تهجم علي الغاصة وهم في القاع وشكلها في قاع البحر أكبر من ماهو علية عندما يتم إخراجها خارج البحر.

4. الدًول Jellyfish :

حيوان هلامي مستدير الشكل لونه يميل إلي حمرة ولونه في الغالب أبيض شفاف أشبه بقطعة " الجيلي " واخطر أنواعه الدول الأحمر وبعرف بـ " إلويثي" ولسعتة كالحريق على الجسم وتعالج ضربتة الدول قديما بـ " الصل " الدهن" المستخرج من الأسماك الكبيرة المستخدم لطلاء السفن كما تعالج ضربتة بـ"بمريس" التمر وغيرها من وسائل العلاج الشعبي المستخدمة قديما وفي بعض الاحيان تكون لسعتة شديد وتؤدي إلي قروح في الجسم يضطر الغاصة على أثرها الغيص إلي العودة إلي الكويت والدول يسبح بطيئا مع التيار الذي يدفعه ويتقي الغاصة قديما شر لسعتة بلباس أسود خفيف يلبسونه عندما يشاهدونه ويعرف بـ " لباس الغوص" .

5. القرْوص : بفتح الراء نوع من الحيوانات الهلاميه صغير الحجم يضرب كالدول ولكنه ضربته خفيفة وتعالج بأستخدام مريس التمر.

6. فرس البحر "أبوزيزي"horse fish :

سمكة صغيرة الحجم وسميت بهذا الاسم لان لها صوتاً يشبه الازير ويقال أن الغيص يخشي على نفسه من أن يضربه أبو زيزي على أحدى عينية عندما يقترب الغيص أثناء جمع المحار من بيتة حيث يتحاشها الغواصين عند قلع المحار القريب من بيت أوبوزيزي.

7. أبولنجي : هو ثعبان البحر ويشبه الثعبان العادي وهو غير سام وضرره للغاصة هو انه يسبب لهم الرعب والجزع عندما مشاهدته في قاع البحر .

8. الرماي: بتشديد الراء حيوان صغير الحجم لونه اسود وله شوك غليظ ويصادف أن يمسكه الغيص إذا البحر غير صافي "مدلخ" ويسبب له ألم .

9. العاف "الماء البارد ": هو لفظ يعرفه الغواصين قديما وتطلق على طبقة باردة جداً من مياه البحر تكون قريبة من قاع البحر أو ملاصقة لها على نحو متر أو مترين وتكون بين قاع وسطح البحر وتتغير أمكان العاف حسب مجري التيارات فعند نزول الغيص إلي قاع البحر لجمع المحار ويكون الماء القريب من سطح البحر دافئ نوعا ما وفي نزوله يصل إلي ما يمسي "العاف" طبقة الماء الشديدة البرودة فتكون متعبة ومرهقة للغيص فأجسام الغاصة لا تتحمل البرودة أثناء عملهم فهي تتعبهم وترهقهم ومن حسن حظهم أن العاف لا يكون موجود في الهيرات طيلة أيام الغوص ويكون موجود أول السفر في شهر حزيران وفي أخر السفر في شهر سبتمبر , ولا يكون العاف دائما في الهير وقد يحصل مرة أو مرتين خلا ل الأسبوع في بعض الهيرات وتلعب التيارات المائية دورا كبير في مزج التيارات البادرة بالدافئة وعندما يخرج الغاصة من البحر بعد تعرضهم للعاف يتجمعون على موقد النار في السفينة " السريدان" للتدفئة في عز الصيف وذلك لضعف بنيتهم .

10. التيار " الماية " : التيار أو الماية ويسمي أيضا الدردور فيقال الماية حامية إي التيار قوي والتيار القوي له تأثير كبير على الغيص فهو يتعبه كثيراً كما انه يتعب السيوب العاملين معهم حين اخراجهم من قاع البحر وخاصة في حين تكون الماية ( وكرة ) فيكون الغاصة تحت السفينة ويكون هناك خطر على الغاصة حين يتم سحبهم يقوة مما يؤدي إلي أصطدام رؤسهم في اسفل السفينة في بعض الأحيان وتسمي الأصابة بالرأس بـ (ملع) بفتح الميم وإسكان اللام والعين .

• الأمراض والعلل التي تصيب الغاصة من جراء العمل الشاق في الغوص وهي كتالي :

1. انفجار الأذن : تتعرض الغيص في بعض الأحيان إلي انفجار الأذن بسبب الضغط في قاع البحر ويخرج منهم دم حيث يحتاج الغيص بعدها إلي أخذ راحة إلي أن تبرأ ثم يعود ثانية للعمل ويتم علاجه بالكي والأدوية الشعبية .

2. الجروح من جراء الصدمات : يتعرض الغاصة إلي الأصابة بجروح من جراء تزاحم السفن على أماكن الغوص قديما وخاصة إذا كانت التبراة صغيرة حيث تكون السفن متلاصقة حيث يتعرض إثناء نزوله إلي قاع البحر إلي الأصابة من جراء حجر غيص أخر حيث يخرج الغيص ورأسه ينزف دماً كما يتعرض البعض منهم أثناء خروجه لاصابة في رأس من جراء اصدامه في أسفل السفينة كما أنه في بعض الأحيان يشتبك حبل الإنقاذ " الإيدة" مع حبل غيص أخر فيتعب السيب من جراء ذلك ويكون هناك خطر على الغيص نفسه .

3. السُمَطْ : هو مرض جلدي يصيب الغاصة بسبب مكوثهم في البحر طويلاً فتعفن جلودهم ويظهر عليها الطفح والقروح ويكون في بعض الأحيان السمط حول أعينهم فيؤثرعلى بصرهم ويتم علاجه بوضع " اليف- الجفت " بكسر الياء وإسكان الفاء وهو عبارة عن الشب حجر الزاج ويعالج أيضا بقشور الرمان والقرط مسحوقة مع بعضها ناعمة يضعها الغيص على جسمه بعد مزحها مع قليل من الماء العذب قبيل النوم وفي بعض الأحيان يذهب الغواصين إلي دارين في ساحل الإحساء أو إلى البحرين للراحة يومين أو ثلاثة أيام فيذهب الغاصة إلي العيون الجارية حيث يمكثون بها مدة طويلة وبها أسماك صغيرة تأكل القروح والطفح حيث تؤدى شفائهم من السمط كما أنه في البندر يأكل الغيص اللحوم والفواكه والخضروات ونحوها والتي تساعد على تقوية أجسامهم الضعيفة وقال المرحوم الشاعر حمود الصلال هذه الأبيات في معاناة الغيص من جراء السمط ويصف حالتهم في "اليداف" بكسر الياء وتشديد الدال وهي الفترة التي يرتاح فيها الغواصين ثلاثة أيام في دارين أو في البحرين كما ذكرت سابقا وكان الشاعر يصف حالهم في "اليداف" وأكلهم الغداء والعشاء مع الدهن السمن ويصف الغيص كالبعير المصاب بالجرب وكيف انه لما آمر النوخذة باليداف قام البحارة بهمة ونشاط وقال هذه الأبيات :

تري حلاة الغوص عشرة ويومين
ومن عقبهم يانوخذة مستراحي

أكيف على اليداف نأكل غداوين
من فوق الصينة عليها السمن ساحي

من السمط جني أجيرب بعارين
عقب الطلا ومحككات المساحي

أمرت باليداف قاموا هميمين
وحتي الضلال من العمارين طاحي

4. أم زليقة: بكسر الهمزة مرض جلدي يصيب الغاصة وبعض من السيوب في أماكن حساسة بأجسامهم وخاصة منطقة الفخذين بسبب قله النظافة والرطوبة وملوحة البحر ومكوثهم الطويل في الماء المالح خاصة الغاصة ويتم علاج أم زليقة بوضع مايعرف بـ الجف على المكان المصاب في الليل وقبل النوم على الأماكن ألمصابه ويتعرض المصاب للهواء حتى ينشف ولولا وهذا العلاج لما استطاع الغواصون والسيوب من العمل .

5. الطنان : بتشديد الطاء والنون مرض يصيب الغاصة في آذانهم فيسبب لهم الم وطنيناً مما يؤدي إلي عدم استطاعتهم الغوص وفي بعض الأحيان يجهد بعض الغاصة نفسة على الغوص فتؤدى إلي تفجر أذنه فتنزف دماً وتكون لها أثار علية لاحقا .

6. أبوقشاش: وهو مرض يصيب الغاصة نتيجة سوء التغذية عدم النظافة فتتاسقط أسنان المصاب وتخرج من فمهم رائحة كريهة ويتم علاج المصاب بأستخدام الحوامض ونحوها وإذا لم يبرأ المريض يرسل إلي الكويت.

7. الشافة : بتشديد الشين مرض يصيب الغاصة فيصيبهم آلماً شديد في مقدمة الرأس " الجبهة " وهناك مرض معروف عند العرب قريب من الشاقة وهو مرض " الشقيقة" ويحدث ألما في منتصف الرأس .

8. الصرع : يصاب به بعض الغاصة من جراء ما يشاهدون في قعر البحر من مناظر موحشة مفزعة وخاصة المياه العميقة ويتم معالجتهم بقارئة القران على المصاب والصرع معروف وشديد الخطورة .

9. الكَحة والسٌعال : في بعض الاحيان يصاب الغاصة بكحة وسعال ويعزون سبب ذلك الي الماء حيث ان الماء عند خروجهم من الكويت ماءعذب من شط العرب ولكن عندما يوشك ان ينتهي الغوص يملأون "الفنطاس" خزان الماء بمالح به ملوحة من جزيرة جنة او بمن بعض موارد المياة ولهذا السبب يرون انه يصابون بالكحة والسعال وعلاجها هو ان يقصدوا أحد من البنادر لشراء ذبيحة " خروف " وماء الذبيحة بعد طبخها والمسمي " الصفو" يشربون منه وطبعا يأكلون من لحمها وبعد يومين تذهب عنهم الكحة .

10. حَشوة : بفتح الحاء وإسكان السين في حدوث حشرجة في الصدر من جراء الغوص وهي تصيب الغاصة فقط وإذا أصابت الغوص فأنة لا يستطيع الغوص ثانية ويتم علاجه الخشوة بالأدوية الشعبية كالحبلة وصمغة ريح ونحوها من الادوية الشعبية . وإذا لم يشفي يرسل إلي الكويت لعلاجه بواسطة الراحة والغذاء والنظافة .

وفي الختام أرجوا أن أكون وفقت في ذكر الأخطار والأمراض كما وردت في كتاب العم سيف مرزوق الشملان حفظة الله وهذه الأخطار والأمراض تصيب الغاصة فتحدث لهم متاعب وأذى وأحيانا تسبب لهم الموت ويجب أن لا ننسى دور السيب والتعب الذي يحصل له من جراء العمل حيث تتعفن يده من ملوحة البحر والرطوبة ويظهر له جلد أخر من جراء سجب حبل " الخراب " الذي يتعب يديه فعملة مربوط في الحبال كحبل الغيص وحبال السفينة بالإضافة إلي عملة بالتجديف وفتح المحار مع الغاصة مع الوقوف معهم طيلة الوقت والعرق يتصبب من جسمه والدم ينزل إلي ساقية وقدمه

المصدر كتاب العم سيف مرزوق الشملان " تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي الجزء الأول "بالتصرف .

حقوق النسخ محفوطة للكاتب PAC3 ولمنتدى (تاريخ الكويت)، أرجوا عند النقل ذكر المصدر (للكاتب PAC3 من منتدي تاريخ الكويت www.kuwait-history.net) .
أرجوا تحري الأمانة العلمية في النقل... وشكرا