قصة حياة حمد عبدالله الحميدي والمغامرة - فرحان الفرحان
في الكويت الحديثة خصوصا القرن التاسع عشر والقرن العشرين وأوله هناك قصص كثيرة لبعض رجالات الكويت كانت لهم بطولات تثير مثار الاعجاب وتكون شبه معجزات امثال بن هدية في الدلالة في الصحراء ومحمد بن سنان في معرفته طرق البحر القريبة من الكويت وهو اعمى والسباح الماهر ابن اكميخ وابن ناصر في قوته الجسمانية التي لا تضاها وكذلك ابن ناهض الذي يعتبر مضرب الامثال في قوة الابصار حيث يرى الناس في جبال قضى وهو جالس على الدكة على ساحل البحر في منطقة شرق من مدينة الكويت وغيرهم كثيرون ربما اختفوا عن التاريخ من هؤلاء حمد عبدالله الحميدي الذي ولد في نهاية القرن التاسع عشر في سنة 1896 وتوفي في سنة 1966 عن عمر ناهز السبعين سنة ذلك هو السيد حمد عبدالله الحميدي الذي ستروى قصة حياته في هذه السلسلة ليعيش المجتمع الكويتي على شخصيات غير عادية لمعوا فترة من الزمن ثم انطووا لكن اعمالهم الفذة لم تنته مع التاريخ.
هذا الرجل الحميدي كان المفروض ان تقوم الدولة بتكريمه بتسمية مدرسة أو شارع باسمه ولا يترك لسجل التاريخ ومن الافضل هنا ان آتي على قصة هذا الرجل من اولها في فريج المسيل او قرب مسجد هلال سكن هناك الشيخ اسماعيل بن غانم والد محمد بن اسماعيل وجاء عبدالله الحميدي والد حمد الحميدي وسكن بجانبه بقربه كان الشيخ عبدالله الخلف الدحيان يعرف معرفة جيدة حمد عبدالله الحميدي لانهم من قبيلة واحدة من حرب اسوة بآل العتيقي في اوائل القرن العشرين كان كثير من الكويتيين يبحثون عن العمل والرزق للعيش كانت الحياة ضنكا بمعنى الكلمة في اوائل القرن العشرين دخل الانكليز العراق وارادوا ان يمدوا خط اتصال تلفوني بين البصرة وقنصليتهم في الكويت وقد تحرك الانكليز وطلبوا بعض الشباب من الكويتيين كعاملين بالاضافة الى الهنود الذين جلبوهم معهم من الهند وفعلا احضرت الاعمدة بالبواخر والاسلاك مع بعض المتطلبات الاخرى وابتدأوا في عمل ركائز (رزات اعمدة) ابتداء من القنصلية البريطانية في الكويت حتى البصرة مارا بأطراف الجهرة ثم الى العبدلي فسفوان ثم الزبير والبصرة وكان هذا الخط قد ربط بالكشك الذي في ساحة الصرافين حيث البريد والتلفون مع بعض بعد الانتهاء من تركيب الاعمدة ومدّ السلك النحاسي على طول الخط جاء المهم وهو صيانة هذا الخط الذي يبلغ مائة واربعين كيلو مترا منها ثمانون كيلو مترا في ارض الكويت ولهذا عرضوا على بعض عمالهم الذين عملوا معهم او من الهنود من يقوم بصيانة هذا الخط بصورة دائمة فلم يتقدم لهم احد اطلاقا وكان السيد الحميدي الذي يبلغ من العمر ذلك اليوم عشرين عاما وكان فتى شجاعا وقال لهم انا اوافق على ذلك اذا رضي أبي على ذلك فتوجه المسؤول الى والد الحميدي عبدالله وشرح له الامر وان ابنك سيزود بسلاح وتموين وجمل قوي وراتب مجزي وان الامر ليس فيه من الصعوبة كما يظنون فوافق الاب عبدالله الحميدي بعد تردد على ذلك وهكذا اشتروا جملا قويا وكان علف الجمل ومكان اقامته والسلاح كله محسوب فقد زود الحميدي ببندقية جديدة من ذلك اليوم وبمسدس سريع الطلقات وزودوه بجهاز تلفون ليستعين به بعد التصليح بالاتصال بالبصرة او الكويت وقامت التجربة الاولى حول اعينهم وقد نجح الرجل بذلك خير نجاح.
كانت الرحلة الاولى يحمل معه مجموعة من الاسلاك النحاسية وبعض الفناجين الصينية تكون عوازل فواصل وسلم من ثلاثة قوائم خفيف ارتفاعه اربعة امتار على اعتبار العمود لا يتعدى ارتفاعه خمسة امتار اخذ السيد الحميدي سبر في عمل على اكمل وجه حتى غدا لا يستغني عنه في هذه المهمة التي تعتبر شامخة وسنكملها في الحلقة القادمة.
30/7/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|