يوسف عبدالرزاق الصبيح
(1215-1292هـ) (1800-1875م)
المولد والنشأة والنسب:
ولد يوسف عبدالرزاق الصبيح عام 1215م الموافق لعام 1800م، بمنطقة (البير) في أرض نجد وهو من قبيلة الدواسر، وحيد والديه، تعلم من والده حرفة التجارة ولما بلغ الخامسة عشرة من عمره، آنس في نفسه القدرة على الاستقلال في تجارته، وكان ذا عزيمة قوية فيما يقرره متوكلاً على الله.
تطلع الشاب يوسف الصبيح إلى الكويت وهو في هذه السن المبكرة، لما سمعه من والده عن أهلها من صدق وأمانة وحسن معاملة، فهاجر إليها.
رحلة العمل
لما طاب لهذا الشاب المقام في الكويت، اتجه من العمل في البحر إلى تجارة الخيول العربية الأصيلة، واتسعت تجارته حتى أصبح أكبر تاجر خيل عرفته المنطقة. ومن الله عليه بثروة كبيرة استثمرها أيضاً في تجارة الأراضي والنخيل. ويرجح الرواة أنه كان يملك عدة سفن تمكنه من نقل تجارته إلى الهند.
أوجه الإحسان في حياته
الإحسان أعلى مراتب الإيمان، وهو دليل على يقظة هذا الإيمان في القلب، وإنعكاسه عملياً على الجوارح، ولذا كان للسيد الفاضل يوسف الصبيح – رحمه الله - في أوجه الإحسان مجالات كثيرة منها ما هو مضرب المثل حتى يومنا هذا.
إطعام الفقراء وإيواء عابري السبيل
عرف يوسف الصبيح - رحمه الله - فضل شكر نعم الله، وترجم العرفان بفضل الله عليه إلى إحسان للفقراء والمحتاجين، يغدقه في السر والعلانية، ومد يد العون لكل مكروب. وحتى يعفي السائل من مغبة السؤال، إمعاناً منه في أدب الإحسان، فتح مضيفة وفر فيها كل ما يحتاجه عابرو السبيل والمحتاجون، حيث يجدون الطعام والشراب ومكاناً للنوم ثم يتزودون بما يحتاجونه في ترحالهم.
الجود وقت العسرة
حل بالمنطقة جفاف وقحط أهلك الزرع والضرع، وانتشرت مجاعة اعتصر فيها الناس سميت الهيلك() استمرت من عام 1285هـ حتى عام 1288هـ، أي من عام 1868 إلى1871م، حيث امتدت إلى أماكن شاسعة ما بين أواسط الفرات في العراق حتى الإحساء في الجنوب، وكذلك بلاد فارس التي نزح كثير من أهلها إلى الكويت في ذلك الوقت، هرباً من الجوع، وذلك بسبب ما أصاب المنطقة من جفاف تشققت بعده الأرض وجفت حلوق الناس عطشاً.
وفي هذه الأزمة الطاحنة - التي عز على الآلاف من الناس أثناءها أن يجدوا لقمة خبز تنجيهم من الهلاك جوعاً - ظهر معدن الرجل المؤمن، المحسن الكريم يوسف الصبيح – رحمه الله - حيث خصص ثلاث مضايف في كل من الكويت والزبير والإحساء، لإنقاذ الناس من الموت جوعاً.
وشاركه في هذا الإحسان عدد من الشخصيات البارزة في الكويت منهم: يوسف البدر – عبداللطيف العتيقي – وبيت ابن إبراهيم، سالم بن سلطان – بيت معرفي – وغيرهم.
فقد كان - رحمه الله - ملاذاً لكل ذي ضائقة وعسرة، يسعى إليه كل من حلت به ملمة، فيسدد دين المعسر، ويطعم الجائع، ويكرم اليتيم.
قالوا عنه
ذاع صيت السيد الفاضل يوسف الصبيح – رحمه الله - واشتهرت أعماله الخيرية وأفضاله، وكرمه الذي عم الجزيرة العربية كلها، وليس في الكويت وحدها، حتى قال فيه الشاعر عبدالغفار الأخرس قصيدة مشهورة: مطلعها:
إن الكويت حماها الله قد بلغت باليوسفين مكان السبعة الشهب()
وفاته
توفى المحسن يوسف عبدالرزاق الصبيح سنة 1292هـ الموافق 1875م وترك أبناء بررة أكملوا من بعده المسير هم: عبداللطيف، حمد، محمد، يعقوب، عبدالرزاق، علي.
وتكريماً له أطلقت الدولة اسمه على أحد الشوارع بمنطقة الروضة.
رحم الله المحسن يوسف عبدالرزاق الصبيح رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل أعماله في ميزان حسناته.
المصادر والمراجع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
مقابلة مع السيد غسان أحمد عبداللطيف أحمد اليوسف الصبيح.
-
صفحات من تاريخ الكويت – فضيلة الشيخ يوسف بن عيسى القناعي – الطبعة الخامسة.
-
الموسوعة الكويتية المختصرة – الجزء الثاني – الأستاذ حمد السعيدان – الطبعة الثالثة.
-
حكايات من الكويت – فضيلة الشيخ عبدالله النوري – الطبعة الأولى.
-
تاريخ الكويت – فضيلة الشيخ عبدالعزيز الرشيد – الطبعة الثانية.
-
محسنون من بلدي – إصدار بيت الزكاة – الطبعة الأولى - ص 153 – 156.
-
وثق المادة السيد الفاضل فهد براك الصبيح.
منقول محسنون من بلدي .