عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10-05-2017, 12:20 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

موقع الشيخ احمد القطان- سلسلة رجال البحر في الكويت

حكي لنا النوخذة عيسى العثمان عن أول رحلة له بعد أن أصبح نوخذة فيقول أبحرنا من بومباي في الهند 1941 متجهين إلى الكويت نحمل أقمشة وسكر وأرز وغيرها من البضائع الاستهلاكية للكويت وكانت الحرب العالمية الثانية مستمرة والناس في حاجة إلى تموين. وهذا التموين يمتد منا إلى البصرة فقد كانت الكويت منذ القديم مفتاحاً للخير على أرض العراق. الآن العراق مفتاح الشر على الكويت وكل ما ينفق مما عنده عبرنا المحيط بسلام ودخلنا ميناء مطرح العماني وهناك قابلنا النوخذة ونواخذة آخرين وتحدثنا معهم عن أحوال البحر وأهواله وأخبرونا عن قرصان يدعى ولد بركات يهاجم السفن ويسطو عليها وقد يشتبك معها في قتال مسلح فانطلقت إلى السوق واشتريت بنادق لأن أرواح البحارة من مسئوليتي وكذلك أحوال الناس.
خرجنا من عمان ودخلنا مضيق هرمز ولم نشاهد للقرصان أي أثر ولما قربنا خورفكان أصبح الهواء خواهر فالتصق الشراع بالصاري وليس عندنا محركات للسفن فأصبح مصيرنا مع الريح.
وفجأة صاح أحد البحارة وأخبرنا أن هناك سفينة قد علقت علامة وإشارة تدعى نوف وهذا يعني أنها بحاجة إلى مساعدة ونحن نحترم قوانين البحر مع الحذر الشديد ألا نقع في مصائد القراصنة. أحسنت الظن في البداية بهذه السفينة وكنت على استعداد لمساعدتها، ولكني رأيت بحارتها يجرون المجاديف وبقوة وهم متجهون نحونا وعددهم ثلاثون بحاراً فشككت بالأمر، فالسفينة سليمة وليس بها حريق وتمخر البحر بتوازن ملحوظ ورجالها أشداء، إذن القضية حيلة وبرعة. تذكرت نصائح إخواني النواخذة عن حيل ولد بركات وأنه يتلون مثل الحرباء، إنه يريد أن يصل إلينا بسرعة ليقفزوا إلى سفينتنا ومعهم السلاح فيسلبونا المال والأحمال فأخرجت البنادق ووزعتها على البحارة ونصبت المتاريس وأنزلت الأشرعة كلها وصببنا عليها الماء لتكون وقاية من الرصاص.
وصحت به أن يتوقف فلم يستجب وأخذ يطلق علينا النار وهو يصرخ لازم أصل إليكم فرددنا عليه بإطلاق النار ودارت معركة رهيبة بيننا وبينهم، بدأناها بإطلاق الرصاص في الهواء لعله يرتعد فأجابنا بإطلاق نار فأصاب منا ثلاثة جرحى فأصدرت الأوامر بالدفاع عن النفس وأن يقاتلوا من يقاتلهم ودارت معركة رهيبة فلا تسمع إلا أزير الرصاص وصراخ الأبطال وتكبير الرجال وثار دخان البارود وامتلأت منه الأنوف ووجهت الرصاص إلى أصحاب المجاديف فأصبنا منهم وخفت سرعة سفينتهم وهم عازمون على الوصول إلينا ولو كلفهم أرواحهم وفي هذه اللحظة ظهرت سفينة النوخذة معيوف البدر من خلف القرصان وهي تطلق النار بغزارة وعملنا عليهم كماشة وأحطناهم من كل جانب وتحولوا من الهجوم إلى الدفاع ثم ولوا الإدبار منهزمين تضرب مجاديفهم صفحة الماء بسرعة وهم يلتفتون إلينا والرعب في عيونهم والغدر في قلوبهم ولم نطردهم لأنه ليس من أخلاقنا الاعتداء على أحد ولا سلب الأموال من أحد واتجهنا إلى البحرين لعلاجهم ورفعنا شكوى إلى السلطات البحرينية البريطانية بأننا شعب مسالم نعمل في الخير ونساعد الناس ونرفع المعاناة عن الآخرين. وذكرنا لهم صفة رئيسهم واسمه وهو من أهالي (بر- مكران) على ساحل شتان فقامت السلطات البحرية البريطانية بمطاردته والقضاء عليه وأصبحت الملاحة أمنة والحمد لله وصدق الله العظيم إذ يقول (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) وحق عليهم قوله أيضا (إِنَّمَا جَزَٲٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَـٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ).
__________________
رد مع اقتباس