عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-05-2017, 12:19 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

موقع الشيخ أحمد القطان - سلسلة رجال البحر في الكويت

ذه قصص من الماضي أملاها علينا الشيخ أحمد القطان وهو يعرض فيها صوراً من تاريخ أهل الكويت يبرز فيها دور الصدق والأصالة في بناء هذا الشعب ومدى حبهم للخير والإيثار وغيرها من المواقف النبيلة وقد ربطها بالآيات والأحاديث النبوية الشريفة.
نحن نتواصل مع فضيلة الشيخ لعرض هذه القصص لما فيها من وعبر.
يروي النوخذة عيسى العثمان: ونحن عائدون للوطن من رحلة استغرقت تسعة أشهر بساحل إفريقيا الشرقي وهي رحلة من رحلات كثيرة قمنا بها حين كانت الحياة في الكويت جهاداً في سبيل العيش والسعي على الأولاد.
ففي عام 1946 كنا في ممباسا، بعد أن أنزلت حمولتي سمعت أن المواد الغذائية مثل السكر والشاي والأرز أسعارها غالية في الكويت وأن الناس استعاضوا عنها بأكل الجريش والمرقوق يقول فقررت أن أذهب إلى ميناء ليندي جنوب خط الاستواء وهناك شحنت السكر وأبحرت إلى الكويت، ولما دخلت الخليج وأصبحت بالقرب من الكويت شاهدت يخت الشيخ أحمد الجابر وما أن رآنا حتى اتجه نحونا وحاذى مركبنا فنزلت وسلمت على سموه ولما شاهد ما نحن عليه من تعب سألنا عن رحلتنا فأخبرته أنني أحمل سكر من إفريقيا إلى الكويت فابتسم وقال بارك الله فيكم صحيح أن الكويت فيها رجال يجيبون العليج من أقصى الفريج.
وكان يرافقه الحاج عبد الله بن بحر وإبراهيم أبو رشاد وعند وداعه لنا أهدى إلينا ثلاثة خراف طعاما لنا وللتجارة الذين معنا وكم كانت فرحتهم غامرة فهم لم يذوقوا اللحم منذ زمن بعيد وأمرت صاحب سريدان وهو طباخ المركب ومعنا الصريدان وهو صندوق الطبخ والطبخ على السطح السفن الشراعية المعرضة للعواصف والأمواج لأكثر من ثلاثين رجلا عدة مرات في اليوم من أشق المهن لذا كان الطباخ يحصل على ربع سهم زيادة على ما كان يحصل عليه البحار في نهاية الرحلة لأنه يقدم خدمات عامة في الأوقات التي لا يكون فيها طبخ ويتكون الصريدان من صندوق من خشب قوي غير قابل للاحتراق ومصفح من الداخل بحديد ومبني في قاعة الطين المحروق وفي داخله قدر كبير أسفله أوسع من أعلاه مثبت بكمية من الطين فلا يتحرك خلال تعرض السفينة للأمواج العاتية ويغسل بواسطة فتحة في أعلى الصندوق وبإمكان الطباخ وضع أربعة قدور صغيرة حوله عند الحاجة وباقي الأدوات المنقاش والسكين. ومن المألوف أن ترى الطباخ بحجمه الصغير على حافة الصندوق يقلم أظافره بالسكين وهو عاري الجسد إلا من قطعة قماش صغيرة تستر عورته وطاقية بيضاء تحميه من ضربة الشمس وترى حوله دلة القهوة وقوري الشاي وهي قطعة القماش التي يمسك بها الأدوات الحارة وستظل الماء والطاسة والزبيل والحطب حوله وفوقه وعند الحبال والأخشاب وفي الصندوق كيس الأرز.
وذات مرة نفذ الإدام فقال البحارة يا نوخذة أرسل الطباخ يبحث عن أي شئ في المخزن يصلح إداما فعثر الطباخ على قطعة شحم وبعض العظام من بقايا اللحم المقدد فعمله مرقاً وكان أحد البحارة قد ألقى خيطه في البحر فصرخ أبشر يا نوخذة إنه هامور أبو اربع لوميات، فصاح النوخذة على الطباخ “سقطه وكت المرق” فألقى الطباخ المرق في البحر ثم انطلق بسكينه إلى الهامور فطعنه في جنبه لينظفه فقفز الهامور وسقط في البحر فصاح البحارة في صوت واحد: “آخ على المرق”.
__________________
رد مع اقتباس