[معربه الجدين]

القبس

02/05/2010

نقطة حبر

نايف حمد الدبوس

كتب جابر محمد الهاجري :

نايف حمد الدبوس، طيب الله ثراه، عملاق ولد في زمن العمالقة، كان رحمه الله نموذجا فريدا في إنسانيته ووطنيته وعطائه اللامحدود لبلده وأهله، نتذكره اليوم ونتذكر أولئك الرجال الذين قامت على أيديهم دولة الكويت الحديثة.
بدأ المرحوم في العمل منذ كان في الثانية عشرة من عمره، وكانت علامات الرجولة المبكرة بادية عليه، ويتسم بالذكاء الشديد والنخوة، بدأ مكافحاً عصاميا في كويت ما قبل النفط، عمل بجد واجتهاد وطموح بلا حدود، وكان معطاء يحب الخير ويحمل في جنباته نفساً كريمة وطيبة بلا حدود، وصلابة في إحقاق الحق والدفاع عن حقوق الناس واعطاء كل ذي حق حقه.
عندما تولى المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم قام المرحوم نايف الدبوس بإيقاف نشاطه التجاري داخل دولة الكويت، حتى لا تكون هناك أي شبهة بحكم صلة القربى مع الشيخ صباح السالم الذي هو ابن عمته وصديقه، مع العلم بان من حقه ممارسة تجارته، ولكنها نفوس الرجال الكبار التي تأبى ان تكون في مرمى القيل والقال، كان، رحمه الله، عزيز النفس محباً لكل من حوله و«راعي فزعة» لكل من جار عليه الزمن، الحديث عن الكبار في عطائهم وشموخهم وطيبتهم فيه لذة ومتعة وعبرة للأجيال التي بدأت تنساق خلف المادة وخلف «الأنا» التي تدمر الأوطان.
تسمية شارع باسم نايف حمد الدبوس في منطقة الفحيحيل، التي قام، رحمه الله، ببنائها وساهم في جعلها لؤلؤة في جنوب الكويت، لمسة وفاء لذكراه، وان كانت لا توفيه حقه لأنه تاريخ من البذل والعطاء في خدمة وطنه وخدمة منطقته وأهلهاالذين يتذكرونه ويتذكرون مواقفه الرجولية بكل اعتزاز، فكان رحمه الله، أخاً للكبير وأبا للصغير ومن الرجال الذين تقوم على سواعدهم الأوطان.
ينتمي، طيب الله ثراه، الى أسرة الدبوس الكريمة، أولئك الأحبة الذين لهم مكانة طيبة في قلوبنا ولهم عطاءاتهم لوطن يستحق منا جميعاً بذل الغالي والنفيس لخدمته ورفع شأنه.. رحم الله نايف الدبوس ذلك الإنسان الذي أعطى الكثير ورحل بعدما ترك تاريخا وبصمة طيبة في هذا الوطن الذي يخلّد في ذاكرته أبناءه البررة.. إلى اللقاء.