عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26-11-2011, 04:02 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

ونكمل معكم تعليقات الصحافة على كتاب السيدة الفاضلة سعاد الرفاعي وكيلة وزارة التربية سابقا



*************




عندما قال الأمير صباح السالم لتاتشر: الكويت اسمها مرزوقة



السبت 26 نوفمبر 2011 - الأنباء




  • يحمل الكتاب رسائل عديدة يصف فيها المجتمع الكويتي في الأربعينيات والخمسينيات
  • أسلوب شيق وممتع للرفاعي تقرؤه دونما جهد وكأنها تروي لك ما هو مدون في الكتاب
خواطر ممتعة مغلفة بعبق تاريخ الكويت، وأسلوب متفرد اعتمد على الفصول القصيرة المتتالية من الخواطر التي تحمل في طيات كل منها زادا فكريا يرضي كل قارئ أراد أن يبحر في كويت الأربعينيات والخمسينيات عبر رصد مختلف نواحي المجتمع بدءا من التعليم والثقافة وصولا إلى تقديم العصارة الفكرية والتجربة المثمرة للسيدة الفاضلة سعاد سيد رجب الرفاعي في كتابها «مذكراتي» الذي وصفته بأنه عبارة عن مشاعر تلامس أوراقها دون استدعاء.. ومحاولة جمع مقاطعها لتكون هي الجمل التي يقصها قلمي بالتغيير قائلة: ان لذكرياتي أرففا كثيرة وعندما تقفز واحدة منها لا اتجاهلها» يشكل الكتاب مادة معلوماتية ثرية احيت فيها الكاتبة كثيرا من الأمور التي مرت بنا ثم مضت حتى كدنا ننساها كما قال د.يعقوب يوسف الغنيم الذي قدم للكتاب قائلا:

رتبت أم هذيل كتابها بطريقة تغري باستمرار القراءة إلى النهاية، وبدأت صغيرة ثم تدرجت مع كتابها إلى أن صارت أما وجدة، ثم إلى أن بدأت دراستها، متحدثة عن أيام التحصيل حديثا يعطي صورة لامعة لأساليب التعليم في وقت انكبابها على الدراسة ودون أن تنسى علاقاتها الجميلة بزميلاتها ومدرساتها، ثم تدرجت معنا في العمل فوصفت أساليبها المفضلة في ادارة كل ما وكل اليها من أعمال، وقد كانت أعمالها واضحة فيها أداة لأمانة المسؤولية، وفيها اهتمام بالنواحي العلمية التي اهلتها للقيام بهذه الاعمال كلها.
ارتأت أم هذيل أن يتخذ كتابها هذا صورة أخرى غير الصور التي وجدنا عليها كتب السير الذاتية، أو تلك الكتب الأخرى التي تتحدث عن شيء مما تحدثت عنه أختنا فلم تلجأ الى التبويب الذي يحدد معالم الموضوعات، ولكنها وضعت الورق أمامها والقلم في يدها ثم بدأت في الكتابة على سجيتها دون أن تقيد نفسها بأي قيود، بحيث وجدت لكل فكرة تريد أن تثبتها مكانها الذي يستحق أن تقع فيه، وعندما اكتملت هذه الفصول الصغيرة وجدت نفسها قد أكملت حديثها إلينا، وجدنا أنفسنا ـ بعد القراءة ـ وقد حصلنا على غذاء شهي مفيد لا أظن أحدا يقدر على تقديمه كما فعلت أختنا الكريمة.

اسلوب شاعري
وحملت مقدمة الكتاب أسلوبا شاعريا للرفاعي ربطت فيه بين حب الوطن والأسرة، فكبرت وكبر معها حب الوطن الذي وصفته بالكبير بقيمه وتقاليده وتراثه على الرغم من صغر مساحته قائلة:
أنا لست مؤرخة فلا أملك شيئا من أدوات المؤرخين، فالذي بين أيديكم أعزائي ليس سجلا للتاريخ، إنما هو تسجيل لبعض ما التقطته ذاكرتي من متابعتي لمسيرة طفلة ذات ضفائر زينتها والدتها بشرائط بيضاء.
كانت متابعتي لمسيرة الطفلة متابعة لنمو وطنها، فقد نشأت الطفلة في وطنها الكويت وتلازمت مراحل نموها مع مراحل نمو وطنها منذ أن كانت بيوته طينية وان ارتقت فهي محاطة بأسوار أسمنتية.

نما حب وطنها في وجدانها منذ اللحظة الأولى في حياتها، وعندما لم يتعد عمرها الخامسة أتقنت والدتها تزيين شعرها بالشرائط البيضاء ولم تتخلف يوما عن ذلك.
لقد نشأت الطفلة الصغيرة داخل أسرة متحابة: والدان وشقيقان أفاضوا حنانا حولها.

الطفلة الصغيرة
ارتبطت الطفلة الصغيرة بوطنها وبمدرستها المتواضعة، وكبرت الطفلة وكبر معها حب الوطن، وبدأت مظاهر الحضارة والرقي تشع من جميع أرجائه فلم يبخل حكام وطنها، ووضعوا ثروات وطنها التي تفجرت من أرضه الطيبة لإحداث نهضة تعليمية وصحية واقتصادية وعمرانية وحضارية وقد أكرمها الله بالحياة في عصر ستة منهم وهم الشيخ أحمد الجابر الصباح والشيخ عبدالله السالم الصباح والشيخ صباح السالم الصباح والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، والشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وبقيت العلاقات الأسرية تربط بين أفراد أسرتها، وامتدت الى الجيران والعائلات القريبة والصديقة في إطار من القيم والعادات والتقاليد الراسخة.

الأسرة الصغيرة
وقد حرصت الطفلة الصغيرة ذات الضفائر المزينة بشرائط بيضاء على وفائها لهذه القيم حتى بعد أن كبرت وكانت لها أسرتها الصغيرة: الزوج والأبناء والأحفاد، فبقيت على وفائها لزوج اختارته بإرادتها، وبارك اختيارها والداها وشقيقاها، حتى بعد رحيله الى رحاب الله.
بقي أن أقول: أعزائي: عذرا، سأكشف لكم عن شخصية الصغيرة ذات الضفائر المزينة بشرائط بيضاء وارتبطت بوطن غال عزيز.. إنها: أنا سعاد السيد رجب الرفاعي.
محطات تربوية
كما قدم للكتاب وزير التربية الاسبق انور النوري الذي قال: الكتاب كتب بأسلوب شيق وممتع تقرأه دونما جهد، وكأن أم هذيل أمامك تروي لك ما هو مدون في الكتاب، وهذه مقدرة لا يتمكن منها أي كاتب، فهذه خاطرة تعزز معنى الوفاء، وأخرى تبين أهمية الأسرة وضرورة ترابطها وتفاهمها، وأخرى تتعلق بشأن تربوي، وأخرى تركز على قيمة أخلاقية عالية، وهي «أحسن إلى من أساء إليك» تكسب في النهاية امتثالا لقول الله عز وجل: (ادفع بالتي هي أحسن)، وتستطيع أن تنتقل من خاطرة إلى أخرى، فهي ليست مسلسلة زمنيا أو مكانيا.
لقد أحسنت سعاد بتأليف هذا الكتاب، فهو يسد فراغا في المجال التربوي والفكري في الكويت والعالم العربي، جزاها الله خيرا، وأتمنى لها حياة هانئة مع أولادها وأحفادها.

النهضة التعليمية
بدوره، قدم وزير التربية الأسبق د.حسن الإبراهيم للكتاب قائلا:
فالكتاب يحمل رسائل عديدة:

الرسالة الأولى: تصف المجتمع الكويتي في الأربعينيات والخمسينيات، اي زمن البراءة، حيث كان المجتمع الكويتي مجتمعا صغيرا متجانسا، تسوده علاقات اجتماعية تتسم بالمحبة والتفاني في تكوين الصداقات بين افراده.

الرسالة الثانية: تتمثل هذه الرسالة في الوصف الدقيق والرسائل غير المباشرة التي تدعو القارئ إلى المقارنة بين وضع التعليم في ذلك الوقت، والوضع الذي وصل إليه في الوقت الحاضر تصف حياة الطفولة والاندفاع نحو تعليم المرأة، ولقد بدأ رواد التنوير كالأستاذ عبدالعزيز حسين في البدء بتعليم المرأة على الرغم من معارضة بعض القوى المحافظة في المجتمع، وكانت بدايات مبكرة بالنسبة للمنطقة.
مادة تاريخية
أما الأستاذ باسم اللوغاني فقال: إنني أود أن أسجل إعجابي الشديد بما هو أمامكم من مادة تاريخية لتجربة شخصية، خطتها انامل امرأة ذات ارادة صلبة، تغلبت على كل الصعوبات والعوائق التي مرت بها في حياتها الشخصية، وحياتها المهنية، فأجادت الوصف، ونجحت في التوثيق فساهمت بذلك في اثراء التاريخ الكويتي، وخصوصا تاريخ التعليم وتاريخ المرأة الكويتية.
خاطرة من الكتاب
وفي خاطرة لها كتبت: في يوم من أيام العمل المرهقة، مر بمكتبي كالمعتاد أحد الصحافيين العاملين في متابعة أخبار الوزارة وتغطية أنشطتها، فاجأني بقوله: مبروك «ست سعاد» أنت مرشحة لوظيفة أعلى.. ومن المعروف أن هذا الصحافي موجود بشكل دائم في الوزارة، وكأنه مقيم إقامة دائمة في المبنى.
مرت فترة قصيرة.. وبلغني الخبر الذي ألقى به إلي الصحافي.. بلغني من مصدر آخر.. ولم يعرض علي كقرار اختيار، إنما أكدته لي كلمات الأستاذ عبدالرحمن الخضري مدير الإدارة.. إذ قال لي:
«أم هذيل».. الأستاذ محمد الصانع (رحمه الله) انتقل إلى العمل مديرا للمركز العربي للتربية، وسأنتقل أنا - أي الأستاذ الخضري - لأعمل بدلا منه وكيلا مساعدا.. وستحلين أنت مكاني مديرا للتعليم الثانوي.»..
سألت نفسي ما رد الفعل لمن سبقني بوظائف المراقبة في إدارة أخرى؟
كيف أحافظ على ثقة الذين رشحوني واختاروني لحمل هذه المسؤولية، خصوصا أنني لم أعرف الواسطة طيلة حياتي طلبا للترقية؟ ترقيتي إذن تمت بناء على تقدير وتقييم قام به المسؤولون لأدائي.. فأكثرت من زيارة الإخوة من الكويتيين والوافدين من مديرين ومراقبين.. ولم أجد حرجا في الاستفسار عما أجهله، فأنا الآن مرشحة لمركز أعلى، والتشاور في أمور العمل دون الانفراد بالرأي منحني قدرة على اكتساب إيجابيات أكثر.
وقد حصلت على ما أردت.. واكتسبت القدرة على التصرف بمرونة تجاه الصعوبات التي لاقيتها.. فلدي الآن مهام أخرى تحتاج إلى رأي حاسم وقاطع في مواقف مختلفة، وإن استدعى الأمر المشاركة مع غيري من المسؤولين.
٭ تضاعف مسؤوليتي بتكليفي في لجان كثيرة ترأستها أو شاركت كعضو فيها.
٭ تسميتي كممثلة للوزارة في مجلس كلية الآداب.
٭ تعييني عضوا في لجان المناهج.
٭ رشحت بطلب من الديوان الأميري وبأمر صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد (رحمه الله) كعضو في لجنة الشباب التابعة لمكتب سموه آنذاك وبرئاسة د.سالم الطحيح.
فاستفدت من التجربة.. تعرفت على شخصيات علمية كثيرة منتدبة من جهات وزارية واختيار مجموعة من الطلبة المتفوقين للمشاركة، وأسعدني سماع وجهات نظرهم في كثير من الأمور التي طرحت.
لقد اكتسبت تجربة جديدة عندما رشحت لمرافقة السيدة مارجريت تاتشر وزيرة التعليم في بريطانيا، وقبل أن تصبح رئيسة لوزراء بريطانيا في أوائل السبعينيات ومعي السيدة أمل خالد جعفر.
وسعدت بلقاء صاحب السمو أمير الكويت في ذلك الوقت الشيخ صباح السالم الصباح.. وكذلك بلقاء سمو ولي العهد في الوقت نفسه الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.. رحمهما الله.
ومازلت أذكر كيف عبرت السيدة مارجريت تاتشر عن إعجابها بمقابلة صاحب السمو الشيخ صباح السالم وسمو الشيخ جابر الأحمد الصباح، يرحمهما الله، وردت على استفسارات سموهما بخصوص الأوضاع العامة بالتعليم في بريطانيا. ولا تزال كلمات سمو الشيخ صباح السالم - يرحمه الله - للسيدة تاتشر وهو يصف لها الكويت بقوله:
إننا نسميها «مرزوقة» وأتذكر أن الأستاذ إبراهيم الشطي فسر لسيادتها المعنى بأن الكويت عطاء ورزق من الله تعالى.
كانت أحاديث سموه - رحمه الله - رغم مسؤولياته كحاكم دولة، لا تخلو من الطرافة والسلاسة.. كلمات سمو الشيخ صباح السالم - يرحمه الله - ونحن نودعه، ونقدم له الشكر لإتاحته الفرصة لمقابلته استوقفتني:
«سعاد بنتي أعطي السيد هذا». كان يقصد بالسيد والدي رحمه الله.. ما قدمه لي «فلتر» للسجائر.. بقصد تخفيف حدة النيكوتين وتنقية دخانها.. وأكمل سموه رحمه الله: السيد مدخن.. سلمي عليه».. مازلت محتفظة بذلك بعد وفاة والدي رحمه الله.
أشعرتني كلمات سموه - رحمه الله - بأنني في جو عائلي يخلو من الرسميات، ويسوده الاحترام والتقدير.. كان جوا يسوده الحب والود والتواضع الذي تميز به حكامنا.
ومازلت أذكر حديث سمو الشيخ جابر - يرحمه الله - وهو يحدث السيدة تاتشر عن التعليم العام والتعليم الجامعي كأساس للتنمية وبناء الدولة.. كلمات سموه اتسمت بالوضوح وعمق المتابعة.



سعاد الرفاعي.. التربوية الأصيلة
سعاد السيد رجب الرفاعي (أم هذيل) اسم ارتبط مع التعليم في الكويت، فقد نشأت في كنف والدها رجب الرفاعي الذي كان مديرا لدائرة المعارف وعضوا في مجلسها في الخمسينيات من القرن الماضي، وله اهتمامات أدبية وثقافية، ومعروف عنه انفتاحه واهتمامه وتشجيعه على تعليم المرأة، هذا الوالد دفع بابنته الى المدارس النظامية للبنات في بداية نهضة الكويت التعليمية، وعندما أكملت الثانوية العامة أرسلتها دائرة المعارف ضمن مجموعة اخرى من الطالبات الى مصر لتكملة الدراسة الجامعية، فالتحقت سعاد في جامعة عين شمس، وحصلت على بكالوريوس الفلسفة وعلم النفس في أوائل الستينيات من القرن الماضي، وعادت للكويت مليئة بالحماس والرغبة في إعطاء الوطن بقدر ما أخذت.
وقررت ان مجال عطائها هو التعليم فعملت مدرسة في المرحلة الثانوية، ثم تمت ترقيتها لتكون موجهة فنية، ثم موجهة اولى فمديرة للتعليم الثانوي، واخيرا وكيلة مساعدة لشؤون التعليم العام، فتميزت بالإخلاص والمثابرة والالتزام والقدرة على الاتصال الفكري والتواصل الإنساني مع العاملين من جميع المستويات والتخصصات بمن في ذلك أولياء الأمور وحتى الطلاب والطالبات، وهذه صفات التربوي الأصيل، وكانت لا تتردد في إبداء رأي مخالف أو اتخاذ قرار حاسم في اي أمر من الأمور.
٭ من أبرز العاملين في المجال التربوي.
٭ تخرجت في كلية البنات ـ بجامعة عين شمس المصرية ـ تخصص علم النفس والاجتماع سنة 1961م.
٭ أول موجهة كويتية لمادة الاجتماعيات في وزارة التربية التي انخرطت في سلك العمل بها منذ تخرجت.
٭ صارت مديرة لإدارة التعليم الثانوي بالوزارة المذكورة.
٭ صارت بعد ذلك وكيل وزارة مساعدا لشؤون التعليم العام، وبقيت في عملها هذا الى ان استقالت في سنة 1991م.


دموع رجال في رحيل أبو هذيل
الكويت: 2009 - سوق السالمية - سيتي سنتر Star bucks

دموع المرأة لا تثير الاستغراب، فهي نتيجة لألم أو لفرح.. وقد يحسدها الرجال على ذلك، فالبكاء يخفف عنها بعضا من ضغوط الحياة.. أما دموع الرجل فإنها لا تتساقط إلا لضرورة تتخطى حدود السيطرة. وعلي أن أبتعد عن المواقف الشخصية أو الخاصة.. وأكتفي بذكر مواقف سمعت عنها ورأيتها وأحسست بها عبر «شهقات» تسللت إلى أذني عبر الهاتف.. أو ما رأته عيناي من دموع سكبها رجال.. ربطتهم أواصر ود وتقدير ل «أبو هذيل».. بعد رحيله فكيف بي أنا وأبنائي إذن!
نتذكر كل المواقف، ونحن نزور قبره بعد تأدية التحية لوالدي وشقيقي رحمهم الله جميعا.. ترافقني في الزيارة ابنتاي ريهام ولميس، وابني هذيل متسربا من خفارته. أظل صامتة فليس للأمور استجابة.. أقطع صمتي بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، إنها خاطرة تؤلمني.. وأكاد أسمع من يقرؤها وهو يردد: «كان الله بعونك يا سعاد».. إنهم رجال كثيرون عرفناهم.. وصديقات كثيرات ارتبطنا بهن «سعاد فقدته، الله يرحمه ويصبرها» ويعينها على تقبل الحياة بدونه.
لقد أمدني الله بقدرة على تحمل المصاب.. والتسليم بقدره.. فالحياة بألوانها وتقلباتها لم تبخل علي بأن أتغلب على المواقف المؤلمة لأوفر الاستقرار لابنائي وأحفادي.
إذا جف مداد قلمي.. فهناك بديل له من بين مجموعة أقلامي التي أحرص على جمعها من مكتبة Raymon «رايمن» قبل مغادرتي لندن.. البديل لقلمي من المجموعة التي أحتفظ بها يسبقني بانسياب دون جهد مسجلا سطرا دون الآخر. وكأنه ينافس ما في ذاكرتي من مخزون الذكريات أو الخواطر.. ولا أدري لمن الغلبة.. فقلمي بين أناملي.. وأعتقد أنه لن يخرج عن طاعتي.. فأختار ما أكتبه وفقا لما أريد حتى لا يتسرب بعضه إلى قاع الذاكرة.. فأستعين بتسجيله وإعادة قراءته.. فهي تسعدني رغم مرارة بعضها.
كم عقدا مر حتى تتراءى لي فجأة «ثانوية الجزائر» بمنطقة الشامية.. عندما خصصتها وزارة المعارف في ذلك الوقت - التربية حاليا - لتكون بديلا لثانوية الخالدية بنات بعد أن تحولت إلى مقر لجامعة الكويت.. ثانوية الجزائر لاتذكر دون أن تكون ل «وفيقة» السكرتيرة مكان بين السطور.. مكتبها ملاصق لمكتبي.. أجادت متطلبات العمل اليومي، لكنها لا تملك سرعة التنفيذ.. بخطواتها التي تتوازى مع بطئها في الكلام.. وهي وفية في علاقاتها وأدائها.. إنها واحدة من مجموعة شاركتني العمل كل حسب مؤهله ومتابعته.. «وفيقة» لاتذكر إلا أن يكون للعزيزة «نورة النشمي» - رحمهاالله - مكان هنا أيضا.. نورة أرادت أن تضيف إنجازا إلى العمل دون أن تشارك فيه.. التقطت بعضا من ملاحظاتي وحاولت أن تقوم بها.. أحبت طالبات المدرسة.. تعرفت على أولياء الأمور..ولها اجتهادات ذاتية دون أن توصي بذلك. شفيقة ولطيفة وحميدة مهتمات بعناية ونظافة المدرسة والمحافظة على ممتلكاتها، وغيرهن كثيرات من العاملات معي لسن بعيدات عن ذاكرتي. ويذكرني ذلك ببيت شعر كانت تردده دائما مدرستي المرحومة لطيفة الدباغ التي أتقنت اللغة العربية نثرا وشعرا.
جمال محمله واجراس بترن
وأيام مضت على البال بتعن



سهرة من أجل أم كلثوم
تعودت وأنا في الكويت، خلال مرحلة دراستي الثانوية، أن أستمع في فترة الظهيرة إلى أغنيات لكبار المطربين هربا من القيلولة التي كنت أمقتها.. وأتهرب منها فأستمتع بأغنية «همسة حائرة» من كلمات الشاعر عزيز باشا أباظة عندما يشدو بها محمد عبدالوهاب، بصوته ولحنه المتميز.. ألحقها بـ «أول همسة» و«الربيع» لفريد الأطرش، بالإضافة إلى قصائد تغنيها فيروز.. والتي لحنها الأخوان الرحباني.. كانت تلك من الأسطوانات البلاستيكية ذات سرعة 78 حسبما أتذكر.
في هذه الفترة لم أكن مستمعة جيدة لأم كلثوم، واكتفيت بما عرفته بأن الله تعالى قد منحها حنجرة انفردت بها.. وما عرفته أيضا عن حفلاتها الشهرية.. وبقيت أغنية «يا ليلة العيد» وكأنها خصصت لتلك الليلة فقط، ومن يومها إلى يومنا هذا يتجدد الاستماع إليها في كل عيد.
وعندما التحقت بالبعثة التعليمية التي أرسلتها الكويت إلى القاهرة.. سعدت بأول حفل حضرته لسيدة الغناء العربي أم كلثوم.. حيث لم يأت مثيل لها في الأداء حتى الآن واستحقت إطلاق اسمها على أحد ميادين القاهرة.. وعادة ما كانت حفلات أم كلثوم تبدأ في نفس موعدي مع قراءة أحد الموضوعات البسيطة في كتاب أو في مجلة متهيئة للنوم.. مما ضيع علي الاستماع والاستمتاع بصوتها فقلت لنفسي لتكن لي تجربة جديدة.. ولتكن لي ليلة تختلف عن غيرها من الليالي.. كنا مجموعة من ست طالبات: لطيفة الخالد وغنيمة الغربللي ودلال المشعان وسبيكة الفهد ومريم الغربللي وأنا (سعاد السيد رجب) تصاحبنا «أبلة خديجة» المشرفة المتأنقة دائما بملبسها وشعرها الاشقر القصير وبحركاتها اللماحة وجديتها في التعامل، واشتهرت بمتابعتها في الإشراف للسكن والعاملات به، وحرصها على أن تتسلم كل طالبة ملابسها بعد كيها ليتسع المجال لمجموعة أخرى للذهاب إلى الحفل الشهري لتلك الأسطورة.. الذي كان يقام يوم الخميس الأول من كل شهر.
حديثي عن «أبلة خديجة» لم يفوّت علي وصف أول حضور لنا لأول حفل يقام في أول قناة نظامية مصرية بثت إحدى السهرات «أبيض وأسود» للأسطورة الرائعة.. في أول حفل حضرناه مع مشرفتنا.
أول ما بهرني في الحفل نوع الجمهور الحاضر.. الصفوف الأولى في الصالة تحتلها شخصيات لها مكانتها الاجتماعية والعلمية والسياسية.. إضافة إلى شخصيات عربية معروفة من دول الخليج.. عرفنا من بينهم أكثر من شخص من كبار الشخصيات الكويتية، وكم بدا كل منهم متفاعلا مع النغم وبأداء سيدة الغناء الراقية في مظهرها ومكانتها.. أما الشاعر أحمد رامي فكان مميزا باستمتاعه ومتابعته فهو صاحب الكلمات المؤثرة المنسجمة مع ألحان الموسيقار السنباطي، أو ألحان عبدالوهاب وآخرين من كبار الملحنين.
استمر حضورنا الشهري لحفلات أم كلثوم في الخميس الأول من كل شهر لنسمع ثلاث «وصلات» وينقلها عبر الأثير ميكروفون الإذاعة، ويعلق عليها في بداية الحفل وعند نهايته أو نهاية كل وصلة صوت المذيع المبدع جلال معوض، فأجواء تلك الحقبة لم ولن تتجدد بكل محتواها.




صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مع سعاد الرفاعي في إحدى المناسبات




د.حسن الإبراهيم والمرحوم أ.عبدالله الرجيب وسعاد الرفاعي في حفل تكريم عام 1985


الرفاعي أثناء رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء لحفل الوفاء والعرفان للراحلين د.نائل النقيب ود.يوسف عمر ـ رحمهما الله

__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****