عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-02-2008, 06:59 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

في هذه الحلقة عن موضي العبيدي انقل ما اورده الفاضل المرحوم عبد الله خالد الحاتم، وقد كتب عنها بعد الشيخ عبد العزيز الرشيد باربعين سنة، ويمكن ان يكون عبد الله الحاتم قد وفى بعض الشيء حيث نقل بعض قصائدها بصورة اطول.
وانا هنا انقل قصائدها التي رواها وكتب عنها الافاضل ويمكن يحلظ القارىء الكريم تكرر القصيدة في اكثر من بحث والسبب في تثبيتها هو اختلاف الرواية والكتابة.
كان المرحوم عبد الله الحاتم قد الف كتابه «من هنا بدأت الكويت» وطبعه في دمشق سنة (1962م) ويكون بهذا ثاني شخص تحدث عن هذه السيدة المنكوبة، وقد اورد قصة حرب الصريف وقصيدتها وقصة مقتل ابنها في هذه المعركة ومن ثم ذكره قصيدة غرق ابنها الثاني في الغوص وهي تحكي ذلك بلوعة في القصيدة الثانية وعليه اثبت تلك القصيدة.
وهذا الحاتم يروي في كتابه من هنا بدأت الكويت في صفحة (72 /73 /74): اول شاعرة.
امرأة من آل عبيدي : موضي العبد العزيز العبيدي ـ غادرها ابنها وخلاصة قلبها الى المصير المجهول، غادرها وهي في اشد ما تحتاج اليه مثيلاتها!
غادر البيت بين الندب والعويل، ليلتحق بالجيش الذاهب لمحاربة ابن الرشيد.
وهناك في ارض القصيم، وعلى رمالها بين الطرفيه والصريف، تلاقى الجيشان: جيش مبارك الصباح وجيش عبد العزيز الرشيد، والتحما في معركة رهيبة قضي فيها على الجيش الكويتي برمته، ومن كتبت له السلامة من هذه المعركة لم تكتب له السلامة من قبضة بن الرشيد الذي نادى صارخا في جنوده اقتلوا كل من وقع بأيديكم من اتباع مبارك ولا ترحموا احداً.
ولم ينج سوى الشيخ مبارك وخادمه اقرينيس الذي دخل الكويت خلسة ليوزع المصائب والرزايا على البيوت! وما كاد خبر قدومه يشيع بين الناس حتى صاروا يتوافدون على بيته من كل حدب، كل يسأل عما جرى لقريبه، ومن بينهم هذه الام الثكلى التي جاءت تتعثر في مشيتها لتستقصي خبر ابنها الذي غادرها ولم يعد، وما كادت تعلم بخبره منه حتى مادت الارض من تحتها واسودت الدنيا في عينيها، وعادت ادراجها بعين دامعة وقلب حزين، وجاشت قريحتها بهذه القصيدة الرائعة تبكي ابنها: محمد بن عويش. وهي اول امرأة كويتية شاعرة:
قلت آه من علم لفا به اقرينيس
يا ليت منهو ميت مادري به
علم الخطا يا ناس ما به نواميس
من يوم قيل الشيخ وخذت اركابه
علم لفا به مرس القلب تمريس
والنار شبت في الضمير التهابه
والنوم له عن جفن عيني حراريس
والحنظل المذيوق زاده شرابه
على الليل قفا على ضمير العيس
واليوم ما ادري اي خب لفا به
نصيت بينه وقلت يا اقرينيس
وين الحبيب وقال ما علمنا به
اقفى مع البيرق الحرب السناعيس
وان سلم رب المقادير جابه
رديت من كثر البكا والهواجيس
دمعي كما وبل نشا من سحابه
بالله يا فكاك جبر المجابيس
اتفك اتفك محمد من صوابه
بجاه محمد ويعقوب وادريس
عسى طلبتي عند ربي مجابه
واعداد ما هبت اهبوب النسانيس
على النبي صليت هو والصحابه

هذه المرأة كأنها على موعد مع المصائب، او كأنها ما خلقت الا لتكون هدفا لسهام الاقدار، فما كادت تفيق من تلك الضربة العنيفة التي انزلها به القدر في صميم قلبها حتى فوجئت باعنف منها، فوجئت بوليدها الثاني الذي تركها الى الغوص على امل العودة اليها ولكنه لم يعد وانما ثيابه التي عادت اليها.
فقالت ترثي ابنها:
يا بو سعيد عزى لمن ضاعت ارباه
قلبه حزين ودمع عينه يهلي
بسهر توالي الليل والنوم ما جاه
في مرقده كنه بجمر يملي
على حبيب سمت الحال فرقاه
الخير اللي للقرايب يهلي
ليتك حضرته يوم قربت مناياه
ماجا يا مشكاي في القوع خلي
الله يسود وجه يوسف وجزواه
ذا حق من خلا خويه يولي
يا ليتني بالهير دميت وياه
موج البحرفوقي وفرقه يزلي
والا تقاسمت الغرابيل وياه
نصيفه حقه ونصيفه لي
يوسف خطف بشراع وقفا وخلاه
وانا موصيته على جبرة لي
يا ليت يوسف يوم للغوص وداه
تذكر ادموعي جدم بابع تعلي
جتني اهدومه عقب عينه مطواه
لا وفق الله محمل جابها لي
مدري درادير ازرق الموج وداه
والاكلاه الحوت واكبر غلى
ليته ربيط كان تسعون بشراه
تسعون للي هو للقرايب يهلي
ليته ورا سيلان والهند مرباه
وارجي يجيبه لي شراع معلي
البندق اللي له مخباه
نقالها عقب عينه يولي
يمكن يكون المرحوم عبد الله الحاتم هو ادق من نقل قصائد هذه السيدة المنكودة لكنه لم ينقل جل ما قالته ذكر المرحوم الحاتم «تبكي ابنها محمد عويش» والصحيح ان ابنها هو محمد البراك لا محمد العويش والعويش يعتبر من احفادها من احدى ابنتيها هذه ملاحظة نذكرها في سياق الحديث.
واكتفي بهذا النقل لانقل في الاسبوع القادم عن باحث آخر حول هذه السيدة الحزينة التي كتب القدر ان تنتقل من مأساة الى مأساة، لنحاول تغطية بحث الفترة التي عاشتها مع شاعرات وشعراء عصرها.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"