عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 06-10-2011, 09:46 PM
رود
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

العلاقات التجارية الدولية الكويتية

النشاط التجاري البحري الكويتي لم يكن منتشرا في جميع أنحاء العالم حسب ما يعتقد البعض و إنما كان انتشاره مقتصرا علي على قارتين هما أسيا وأفريقيا وهي المناطق التي كانت تتركز فيهما تجارة الكويت الدولية حيث أن الأسطول الكويتي لم يخرج في رحلاته التجارية عن نطاق هذه المناطق إلا في حالات نادرة جدا ورحلات فردية قد يكون وصل إليها مثل المحيط الهادي فوصل إلى إندونيسيا وسنغفورا فلم نسمع في تاريخ الكويت عن وصول الأسطول التجاري الكويتي إلي مياه البحر المتوسط أو مياه المحيط الأطلسي و أنما اقتصر نشاطه الرئيسي على المناطق آلاتية :-

1- منطقة الخليج العربي

2- المحيط الهندي

3- البحر الأحمر

منطقة الخليج العربي :-

نظرا لكون الكويت تقع على الخليج فكان لابد لها أن تكون على علاقات تجارية كبيرة مع العديد من الدول التي تطل على هذا الخليج وتأتي في مقدمتها العراق وإيران حيث أن الكويت كانت دولة مستوردة لكثير من البضائع التي تنتج من هذه الدول بسبب قلة إنتاجية الكويت من المواد الغذائية وغيرها من المواد الأخرى التي تدخل في التجارة الدولية كما أن في الكويت أيضا ترتكز في تجارتها وحركتها الاقتصادية إلى تجارة إعادة التصدير التي كانت مزدهرة في تلك الأيام كانت الكويت تعيد تصدير هذه البضائع وغيرها من البضائع التي يستوردها من الدول الأخرى إلى كل الدول المطلة على الخليج بدون استثناء ولهذا أصبحت العلاقات التجارية قوية مع كل الدول المطلة على الخليج وسوف نتطرق بالحديث عن أهم الدول التي لها علاقات تجارية مع الكويت وخطوط التجارة البرية و البحرية معها

الخطوط التجارية البرية :

عندما نتكلم عن الخطوط البرية فنحن بدون شك لا نتكلم هنا عن السيارات أو الشاحنات الكبيرة المزودة بكل وسائل الراحة المهيأة للسفر للمسافات البعيدة و التي تسلك الخطوط البرية التي متوفرة اليوم و التي تربط العالم كله وليس منطقة الجزيرة العربية ولا نتكلم هنا أيضا عن طرق جيدة للتجارة الدولية مثل الخطوط السريعة التي تسير بها السيارات بأقصى سرعتها في طريق عريض ممهد با الإسفلت مزود به كل وسائل الراحة من محطات وقود و نقاط استراحة وفنادق جيدة وأسواق مركزية لا بل نحن نتكلم عن طرق برية وعرة غير مأمونة وغير معبدة موجودة في داخل الصحراء تخلو من كل مظاهر الحياة حيث لا توجد أي علامات مرورية وإرشادية تدل على الطريق اللهم بعض العلامات التي يضعها بعض المسافرين أو المعالم التي عادة ما تكون موجودة في هذا الطريق مثل آبار المياه التي تساعد على الاهتداء للطريق كما أنها نقطة تجمع ثانوية تلتقي عندها القوافل للاستراحة من عناء الطريق و للتزود بالمياه وسقاية أبلهم وعادة ما يتم اختيار الطرق التي تكون بها هذه الآبار لأهمية هذه الآبار وكانت عملية السفر هي بحد ذاتها عملية مخاطرة ومجازفة بالحياة والتي كانت كثيرا ما كانت تتعرض لقطاع الطرق الذين يقومون بسلب البضائع التجارية وسرقتها كما قد يتعرض كل من في القافلة إلى الموت في حالة تعرضهم لقطاع الطرق ونتكلم أيضا عن وسيلة النقل والانتقال وهي الجمال أو الدواب حيث يعتبر الجمل من أهم الدواب في نقل البضائع في وسط الصحراء ولكن يعيب الجمل بأن حمولته هي حمولة محدودة حيث يستطيع الجمل الواحد أن يحمل متوسط حمولة تبلغ مائتان كيلوجرام فقط ومنها نستدل أن حمولة وزنها طن واحد فقط تحتاج إلى خمسة جمال ولذلك نرى أن أي قافلة من الدواب تخرج من الكويت لا تزيد الحمولة فيها عن أكثر من خمسة وعشرين طن وهي تعادل حمولة شاحنة واحدة كبيرة ولكن حينما تكثر أعداد الجمال في القافلة يصبح من المتعذر السيطرة على هذه الأعداد الكبيرة من هذه الدواب وهذه الجمال أو الدواب كما معروف هو تسير بطريقة القوافل أي أن كل جمل يسير خلف الأخر والتي تتكون من مئات من الجمال والبغال والخيول والحمير بالإضافة إلى العديد من الحراس والذين يبلغون أكثر مائتان رجل والتي تسير لمدة أثني عشر ساعة في اليوم حيث يتخللها فترات للاستراحة والنوم وتناول الوجبات وغير ذلك من أمور حياتية وعادة القافلة تسير بمتوسط سرعة تبلغ ستة كيلومتر ونصف الكيلومتر أي أن القافلة تقطع في اليوم الواحد حوالي ثمانية وسبعون كيلومتر وهي المسافة التي تقطعها السيارة اليوم في نصف ساعة ولذلك فأن الرحلة على سبيل المثال من الكويت إلى البصرة والتي تبلغ المسافة بينهما مائة وثمانون كيلومتر فأن القافلة كانت تقطعها خلال فترة يومان ونصف اليوم و أستمر هذا الوضع إلى نهاية العشرينات من القرن العشرين حيث أخذت السيارة تحل تدريجيا محل الدواب في نقل البضائع
لقد كانت القوافل التجارية التي كانت تخرج من الكويت سواء كانت متجهة إلى العراق أو الشام داخل شبة جزيرة العرب منتظمة وتتم في مواسم معينة وخصوصا موسم الحج والذي يكون مرة واحدة في كل عام وكانت القوافل تتكون من أعداد كبيرة من الجمال يتراوح أعدادها ما بين (200- 500) جمل في المتوسط وقد يصل العدد إلى أكثر من ذلك حيث يصل العدد إلى أربعة آلاف أو خمسة آلاف جمل وكان كل مسافر مع هذه القافلة يدفع أجرة محددة بقدر متعارف علية يشمل أجور النقل والضرائب والمكوس الجمركية أو( الخاوات ) التي تدفع للقبائل نظير مرور هذه القوافل وسلامتها في أرض هذه القبيلة ويشترط رئيس القافلة على المسافر أن يشتري أو يستأجر جملا أو أكثر خاص به يضع علية أمتعته الخاصة مثل الخيمة وقربة الماء وبعض المأكولات الخفيفة والتي تسمى ( الزهاب ) والتي تتكون عادة من ( الحلوى والرهش والسمبوسك الحلو والدرابيل وغيرها من الحلويات المعروفة في الكويت ) كما يستأجر له هودج يقيه من التقلبات الجوية من حرارة الشمس وأشعتها أو برودة الجو في فصل الشتاء . أما الوجبات الرئيسية فهي تقدم للمسافرين من قبل القافلة ضمن الأجرة التي دفعها .

و كانت كل قافلة يرأسها رئيس له معرفة ودراية كبيرة في الطرق والمسالك البرية وعادة ما يكون الرئيس هو صاحب هذه القافلة وهو المسئول عنها وعن راحتها وأماكن استراحتها وكلمته مطلقه لا تناقش بالإضافة إلى أن هناك بعض القوافل تستخدم دليل خاص بها يعرف في اللهجة الكويتية (دليلة) هذا إذا كان رئيس القافلة لا يعرف هذه المسالك أو الطرق البرية وأشهر (دليلة )عرف في الكويت هو (بن هدبة ) حيث يضرب به المثل في معرفته في طرق القوافل البرية وكانت القوافل تخرج من الكويت بعد صلاة الفجر مباشرة يتقدمها رئيس القافلة ومعه (الدليلة)ويحيط بها من الجوانب الحرس الذين عادة ما يكونوا من الفرسان المسلحين وتسير هذه القوافل عادة طول النهار وتستريح في الليل في الأيام التي يكون الجو باردا أما في أيام الصيف حيث ترتفع درجة حرارة الجو في النهار فا عادة ما يكون مسيرها في الليل ويسمى المسير الليلي (سروة ) (يسرون في الليل ) ودائما تكون أماكن الاستراحة هي عند أبار المياه أو في مراكز الحدود أو عند قرى معينة يكون فيها خانات كانت تسمى (مسافر خانة ) والتي أقرب ما تكون إلى الفندق في وقتنا الحاضر وهذا الخان هو عبارة عن حوش أو فناء كبير تبنى في وسطه بئر ماء أو خزان أرضي للمياه وحول هذا الفناء العديد من الغرف التي يستأجرها المسافرون ويستريحون بها حيث يطبخ الأكل وتغسل الملابس ويمكثون به لليلة أو ليلتين ثم يعاودون مسيرهم إلى الجهة المقصودة لهم .هذه الخانات كانت تبنيها الحكومات أو يقوم بعض التجار ببنائها أو يتبرع بها بعض المحسنين تقربا لوجه الله تعالى .
كانت القوافل عندما تستريح في منطقة خارجية بعيدة من المناطق المأهولة فأن لها طريقة خاصة في حفظ وحماية البضائع التي كانت تنقلها من النهب والسرقة التي يتسبب بها قطاع الطرق أو غارات التي يشنها رجال القبائل في الصحراء على هذه القوافل حيث توضع البضائع في الوسط ويحيط بها حزام من الحيوانات التي كانت تحملها ثم خلف هذا الحزام توضع الخيام التي ينام المسافرون فيها بشكل دائري يحيط الكل وخلف ذلك ينام حرس القافلة المسلحون . ولهذا كان القلق والخوف على سلامة البضائع طوال كان دائما يصاحب أفراد القافلة خشية تعرضها للنهب والسرقة خصوصا إذا كانت قافلة كبيرة فيها بضائع كثيرة ولهذا تكون مغرية لقطاع الطرق للتعرض لها وسرقتها ولهذا فأن العديد من القوافل تدفع جزية أو حسب ما يعرف (الجويزة ) وهي الرسوم التي تدفع للقبائل التي تمر القوافل في أراضيها حتى تحميها من قطاع الطرق
رد مع اقتباس