عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-07-2009, 02:46 AM
الصورة الرمزية سعدون باشا
سعدون باشا سعدون باشا غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 788
افتراضي مقابلة فايز ياسين الشمر


فايز ياسين إبراهيم عبدالله الشمر
عمري 91 سنة ولم أتزوج
و80 سنة في الكويت ومازلت بلا هوية

لم أخرج ليلا في حياتي لأن الليل أعور..ولم أسبح أو أحدق ولا كشتة ولا حبال طيور

الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما عملوا وجاهدوا وتدرجوا رجالا ونساء الى ان حققوا الطموح او بعضا منه.

ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم لكن قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين إلى الايام الخوالي

'القبس' شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية.

أجرى الحوار: جاسم عباس
في مستهل لقائنا مع فايز ياسين إبراهيم عبدالله الشمر قال:
أنا من مواليد 1916 في البصرة قرية 'سبيلات' سميت بهذا الاسم لان سيد هاشم باشا النقيب رحمه الله كان كريما وعطوفا على الفقراء والمساكين يساعدهم طوال العام في هذه القرية ووضع عدة بيوت مسبلة لهم للسكن والراحة اثناء عملهم وكان يوزع الأكل في بلمه الخاص وهو يتجول في شط العرب فسميت الرقية بسبيلات مع برم وحبوب للماء.

كان والدي هو المسؤول عن التوزيع والتوفير وكان ايضا وكيله الخاص على النخيل وكان باشا النقيب رحمه الله يملك حوالي 2000 زريب كل واحد فيه 500 نخلة ووضع 60 نخلة برحية للكويتيين اصحاب الابلام وبحارتهم الذين كانوا ينقلون الماء والمواد الغذائية من البصرة واوصى:
انها لاخواني وضيوفي اهل الكويت

وقال فايز الشمر:
جدي إبراهيم دخل معه الكويت وشهد على بيع قصره للشيخ عبدالله الاحمد الصباح على البحر بالقرب من مستشفى الاميري بمبلغ حوالي 8000 روبية عام ،1945 وقبل ذلك والدي كان موجودا عند سيد فخري سيد رجب الأسرة المعروفة بالهاشميين كان رحمه الله وكيل ماكينات سنجر ومن ثم انتقلت الوكالة الى محمد امين الذي عرف بـ 'أمين سنجر' وكان منزله خلف المدرسة المباركية.

واضاف: أنا أمي لا اعرف القراءة ولا الكتابة، ولكن الحياة علمتني، ولله الحمد ما زلت مظلوما من الناس ولا اظلم احدا.

العمل في كي.أو.سي
عمل فايز في K.O.C ومن المسؤولين عنه كان حامد النقيب ويوسف الحميضي، وسعود بن جاسم اليعقوب مسؤولين عن الحفريات الممتدة من المقوع الى الاحمدي ووضع الانابيب كان راتبه 4 روبيات يوميا وفي عام 1947 سكنت الاحمدي.

واضاف: ثم عملت عند حمد الحميضي في موقع عمارات جوهرة الخليج في شارع فهد السالم كنا نملأ العلب الكبيرة بالبنزين المستورد من البصرة اما الكاز (كيروسين) فكان من عبدان.

كنت مسؤولا عن صهاريج البنزين القادمة من العراق براتب شهري 250 روبية وعملت وشاركت في بناء السفارة البريطانية ونقلت الطابوق والاسمنت وكان المسؤول علينا محمد الدرباس وبنيت المدرسة الانكليزية بالجابرية بعد ان انتقلت من ضاحية عبدالله السالم وما زلت اعمل مع طارق السيد رجب.


تعذيب الكيماوي
وتذكر التعذيب الذي ما زال له اثر على يده ورجله وظهره عند هجم عليه جراد قادم من بغداد الذي قال عنهم فايز الشمر:

جريمة القرن العشرين مدفونة في وعاء مختزن فيه حقد السنين دخل علينا اصحاب النوايا الشريرة، وانامل الغدر والطعن من الخلف جريمة بطلها 'منبوذ بغداد' وكتبها 'اوغاد بغداد' ونفذها الشيطان علي حسن المجيد الكيماوي الذي امر بالتدمير والسرق والنهب والتشريد.

قال الشمر: انا من المعذبين اعتقلني احد الضباط واتذكر اسمه سعود محمد ضربني ورفسني برجليه هو وزبانيته وسرقوا منزل طارق وهاشم ابناء سيد رجب، حتى اخذوني عنده (الكيماوي) الذي وضع السيجارة على بطني وظهري طالبا مني ان ارشده على ابناء الهاشميين، وجائزتي منصب كبير في الكويت.

قلت له: مد يدك الى السماء اقرب لك لأنني لا اعرف عن بيت السادة.

تركني ليمهلني أياما وليالي وجنوده سرقوا أواني البيت وقالو:

أواني السيد للبركة وبقدرة القادر العظيم هربت ولم أظهر الا بعد التحرير وكل ما أقوله انهم أحيوا نزعة الغاب وزرعوا الجاهلية وشاهدتهم وهم يدنسون بيوت الله وحرقوا كتاب الله، ولكن الله يمهل ولا يهمل.


وتحدث عن عادة مازال ملتزما بها وهي انه لن يخرج من غروب الشمس الى طلوع الفجر لأن الليل أعور لا نبصر فيه وكل من يخلط في أمره نقول له أعور، والمثل يقول: 'المكثار كحاطب ليل' حاطب الليل ربما تنهشه الحية ويلدغه العقرب في احتطابه ليلا، 'والليل إمغطى بحبال' أي لا تستطيع تمييز الجبال من الظلام والليل أخفى للويل وهذا ما قاله الشاعر:
إنك يا جعفر لا تفلح
الليل أخفى والنهار أفضح

وأنا أنصحكم بعدم الخروج في الليل، لانه للراحة والسبات
'لا تمر على أهل الفلوس .. مر على أهل النفوس'

وقال: أنا في هذا العمر لم أشاهد شوارع الكويت ليلا ولا سكيكها ولا فرجانها ومن خلال هذا العمر (91 سنة) لم أسبح في البحر ولا حداق ولا كشته ولا حيال الطيور ولم أتزوج لأن الله تعالى قسم هذه العيشة الهنية المباركة على أرض الكويت.


وتحدث عن المواقف التي تعرض لها فتذكر حادث انقلاب 'طكطاكي' الدراجة النارية وكان معه حفيد سيد فخري سيد رجب وسلامتهما كانت من أهل البيت لأنهم من أحفاد الحسنية

واضاف: عن موقف آخر تعرض له عندما ألبسه 'المعزب' عباءة من باب المزاح حتى يختبر 'المعزبة' مدى الحب الذي بينهما فشاهدتني وقامت القيامة، وكنت خائفا من الشرطة وأخيرا اقنعها المعزب سيد هاشم ان العملية كلها مزح * مزح.

وألبسني أيضا باروكة لأن رأسي قياس رأسه حتى لا يحرج في محل الباروكات وامام الناس خرجنا والكل ينظر الي ومستغرب من هذا الشكل واخذها مني في السيارة واعتبر هذا ايضا مزاحا وتجربة للناس.

وقال فايز الشمر: غسلت سيارة الشيخ فهد السالم الصباح فأعطاني مائة روبية إكرامية
وسمعته يقول: يستاهل خوش ريال (رجل).


80 سنة 'بدون'
المقيمون بصورة غير قانونية (البدون) تسميات اسمونا بها بعد 80 سنة من العمر مضيفا:

للأسف والمصيبة الذي سألني وحقق معي لفتح ملف ويريد ان يستفسر عن اقامتي في هذه الديرة احد الباحثين من الجنسية المصرية فهو غير كويتي.. فكيف يكون هذا؟

يقول لي ويسألني: امتى جيت الكويت يا بيه؟

وللأسف تعجبت من هذا اللقاء كيف احصل على الجنسية والباحث مصري؟

وكل من 'دب وهب' أخذ وأنا في الانتظار في المحطة والقطار تحول سيره ومشيه من البخار بالفحم الى البنزين والآن بالكهرباء يسير ومازلت في المحطة

وقال بتألم وحسرة: لو كنت مطربا أو ممثلا لأخذت حقي، وللأسف أيضا صوتي غير صالح للغناء.


سوق المخاكرة
وتذكر سوقا كان يقع غرب الصفاة كان يتم فيه بيع الحمير بعد صلاة العصر، وأطلق عليه 'سوق المخاكرة' لأن بدو العراق او ما يسمونهم بالرعاة كانوا يجلبون الأخطاب والألبان والخريط والسلوك الى الكويت وهم أناس بسطاء يثقون بالكويتيين ويساوون بين الناس كلهم واحيانا يلقبون بالساذج واكثر ما يعرضون في السوق ارخص الحمير ثمنا لصغر حجمها وضعفها وهذا النوع يسمى بالحمار الخكري اي الذي لا يتحمل الاعمال الثقيلة.

وقال الشمر: اما الحمار المفضل عند الكويتيين فهو الحمار الحساوي المستورد من الاحساء الذي ينقل الماء والصخر ومن بعد هذا النوع يليه الحمار الزبيري الاصغر حجما ويقوم اصحاب الحمير الذين يحتفظون بأعداد كبيرة منها ويسمونهم 'العاملة' في نقل مواد البناء بأن يمتطي احدهم ظهر الحمار للسير به مسافة للتجربة قبل شرائه، وبعض المشترين يعرفون الحمار من حجمه ومنظره.


حلوى زهاب
اضاف فايز الشمر اول دكان لبيع الحلوى في حي المرقاب كان للسيد رجب وانا كنت المسؤول عنه، وانا الصانع وقال:


حلوتنا ورهشنا يأخذونها للسفر مع بعض المواد الغذائية تسمى 'الزهاب' او الاهداء للاصدقاء خارج البلاد وكنت اصنع في البيت والمنافسة كانت شديدة ولكن حلوى الشمر في المرقاب لا منافس لها مضافا اليها الهيل والزعفران والسمن البلدي.

وكنت اجهزها بالصفائح واصنعها من التناكة، وكان الكويتي دائما يطلب النوع الفاخر ومن افضل المواد.


ويقول الشمر: في بداية العملة الكويتية الجديدة بعد الربيات في عام 1961 كنت اجمع فلسا + فلسا واحدا آخر قطعة من المسكوكات المعدنية واضعها في جيبي وكان وزن الفلس الواحد كما عرفت 2.00 غرام عسى ان احصل على حظ ينفعني لوحدي فقط، لاني بدون اولاد وزوجة واحضر المعارض والمسابقات لعلهم يعلنون عن من في جيبه فلس يأتي ولكن الحظ رديء وعدت الى الوراء في البخت
كما قالوا: 'ردينا على طير يللي'

وقال: 'يا صاحب شيف شفت دهري علي مال
اريد احمل واتبع اللي شالوا على الجمال
واروح للكويت اهل الغيرة والحمية

وانا دخلت الكويت قبل عشرات السنين بدون عصاية والآن بالعصاية لا علاج ولا دواء ولا عملية.


وفاة الأمير
تحدث عن وفاة الشيخ أحمد الجابر الصباح في ليلة 29 يناير عام ،1950 علمنا بوفاته من خلال النداءات التي كنا نسمعها في السكيك والأحياء في الساعة الثالثة فجرا 'الأمير مات.. الأمير مات'.

وكنت اسمع من الذين يبكون عليه عهد أميرنا 29 سنة وفيه تأسس المجلس وظهر النفط وآخر يقول:

كان قائدا في جيش مبارك وفي عهده انشئت كثير من المدارس وفي عهده 10000 غواص وبحار يعملون في البحر، وأول مستشفى حكومي الأميري سنة 1949م وكنت أسمع انه في عهده رحمه الله غادرت أول شحنة نفطية عام 1946 من الأحمدي وشاهدت الاحتفال الذي أقيم للشيخ عبدالله السالم الصباح حين عودته من الهند.

وقالوا لي من مسقط نودي به حاكما في 25 فبراير 1950 والاحتفال كان في ساحة الصفاة وكنت من الذين يصفقون ويبتهجون خارج المستشفى الأميركاني عام 1955 أثناء حفل الافتتاح.

وشاهدت المرحوم أبو سالم في احتفالات عيد الأضحى في ساحة الصفاة عام 1958 وهو رحمه الله في عهده ألغي الأحمر القديم ورفع العلم الوطني الجديد في،1961/11/24

وكان الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله وزيرا للدفاع وهو الذي أنزل العلم وكنت أسمع الأناشيد من أبناء المدارس والإذاعة وبعض المجلات نشرت أشعارا حول الألوان الأربعة:
إنا لقوم أبت أخلاقنا كرما
أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
بيض صنائعنا سود مواقعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا


جريدة القبس - 25 سبتمبر 2007
__________________
<img src=http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/127526942620100531.jpg border=0 alt= />

التعديل الأخير تم بواسطة سعدون باشا ; 08-07-2009 الساعة 11:49 PM.
رد مع اقتباس