عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 17-02-2008, 07:03 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

بعد ان انهيت ما كتب عن هذه الشاعره «موضي العبيدي» في الحلقة السابقة، أجد لي متسعاً رحباً للحديث عن هذه السيدة التي برزت في القرن التاسع عشر واستطاعت ان تشق لها طريقاً في زحمة الاوضاع في تلك الحقبة من الزمن والتي لا تتيح للمرأة ان تعبر عما في مكنونها، لذا فنحن نعتبر «موضي العبيدي» حدثا فريداً بتلك الفترة من الزمن.
وحتى نستطيع ان نلم بجميع جوانب حياتها، علينا ان نتحدث عن اسرة هذه السيدة واهلها وذريتها، فنقول:
«موضي العبيدي» الاصل من «الزلفي» احدى قرى نجد القريبة من الكويت.
كانت اسرة موضي العبيدي تدعى في الزلفي اسرة العصيمي، وهم من قبيلة بني تميم، ثم (تعتبوا) نسبة الى قبيلة ـ اعتبه ـ، لأن غالبية سكان نجد من قبيلة بني تميم وتفرقوا في القرون المتأخرة الى القبائل المعروفة اليوم، فمثلاً القبلان اصبحت الجبلان الاصل من تميم وهم سكان الصمان حالياً من قبيلة امطير.
كان في الزلفي رجل بسيط هو عبد الرحمن العصيمي جد هذه الاسرة (العبيدي). ورزقه الله بـ (علي) الابن الذي اسس هذه الاسرة الشعرية، وعلى هذه هو من استطاع التحايل على ابراهيم باشا والتخلص من بطشه حينما حاول الاخير ان يسب الامام محمد بن عبد الوهاب، فاستطاع (علي) بلباقة تجنب سيف ذلك الباشا فلم يصبه ما اصاب اصحابه الذين لقوا حتفهم على يد ذلك الغاشم.
رزق علي بابن اسماه عبد الله، وكعادة اهل نجد والكويت حمل التصغير فبدلاً من ان ينادى بعبد الله، اخذوا ينادونه بـ «عبيد»، ثم اضيفت لها فيما بعد ياء النسب فاصبح (عبيد = عبيدي)، الذي اطلق على من ينتسب له (العبيدي).
وصل عبد الله الملقب بـ العبيدي الى الكويت في اول القرن التاسع عشر سنة 1800م.
ويجب ان نعلم ان الاتصال بين نجد والكويت ودول شرقي الجزيرة العربية كان مرتبطا منذ القدم، وقد كانت البعيدة تعتبر محطة من محطات الحج، فالذي يأتي من نجد لابد ان يمر بالقصيم ثم محطة الزلفي فمحطة الحفر ثم محطة الرقعي فمحطة الجهرة ثم مدينة الكويت هذا عن طريق الكويت.
ولما كانت الحياة في بعض السنين جدباء من قلة الامطار، يتجه ابناء نجد الى دول الخليج والشام وغيرها للعمل وطلب الرزق لاعالة عائلاتهم.
ومن ضمن هؤلاء عبد الله علي عبد الرحمن العصيمي المعروف بالعبيدي في الكويت واخذ مسكناً له في فريج الفرج قرب البحر والمناخ والفرضة.
رزق عبد الله بولدين هم عبد العزيز ومحمد، وتزوج عبد العزيز واصبح له مجموعة من الابناء بقي منهم محمد، عبد الله، منيره، موضي وهي الشاعرة موضوع الحديث.
أما محمد فتزوج وانجب سليمان الذي دعي للزواج من ابنة عمه الشاعرة موضي وانجبت له محمد وعبد العزيز.
ننتقل الى منيرة شقيقة الشاعرة موضي حيث تزوجت من ناصر بورسلي فانجبت راشد بورسلي والد الشاعر فهد بورسلي.
كما قلنا عبد العزيز كانت له ابنتان وولدان، وذرية الابناء هم، محمد رزق بن عبد العزيز وعبد المحسن والذي نسب له فريج العبيدي في اول المرقاب قرب المسيل، وكان عبد المحسن هذا له دكان، وورث الدكان من بعده ابنه محمد، واستمر دكانهم وميزان هذا الدكان قرابة خمسة وستين عاماً.
أما شقيق عبد المحسن المذكور وهو «عبد العزيز فكان شاعراً لا يقل عن عمته موضي.
رزق عبد العزيز بثلاثة ابناء هم عبد الله، صالح، محمد، ومحمد، هذا هو الذي حفظ شعر عائلته في الزلفي والكويت.
أنجب محمد ستة من الابناء هم عبد العزيز، عبد الرحمن، عبد الوهاب، عبد الله، احمد، بدر، وبدر هو من الناشطين من آل العبيدي، وقد تزوج من ابنة عمي وكان مصدراً لي للكثير من المعلومات عن اسرته «آل العبيدي».
صالح شقيق محمد أنجب أحمد، خالد، مبارك وعبد العزيز.
أما الأخ الثالث عبد الله فرزق ابنا اسماه على اسمه (عبد الله).
نعود الى عبد الله شقيق الشاعرة موضي فكان له من الابناء ناصر وعبد العزيز، وعبد العزيز هذا انجب عبد الله ومطلق وسعود،
وعبد الله بن عبد العزيز كان له سعود، حسين، ناصر، عبد العزيز، وفهد.
لكن عبد الله هذا غادر الكويت ليعيش في الزلفي ـ نجد ـ فتوفي هناك.
أما شقيق عبد الله «مطلق» فيعتبر من اكبر آل العبيدي سناً وله من الاولاد عبد العزيز وجمال.
هذا ملخص عن اسرة آل عبيدي هذه الاسرة التي انجبت خلاف موضي الشاعرة مجموعة من الشعراء اولهم علي جد والد موضي.
الثاني هو والدها عبد العزيز والثالث هو ابن اخيها محمد عبد العزيز بالاضافة الى ابنها محمد الذي كان شاعراً مجيداً، والخامس هو حفيد اختها «منيرة» زوجة ناصر بورسلي وهو الشاعر فهد راشد ناصر بورسلي.
السادس هي ابنة موضي العبيدي من زوجها الثالث «منيرة العويش» زوجة حسن الزنكي (ام دينار)، فقد كانت شاعرة جيدة، والسابع هو محمد حسن الزنكي وهو حفيد الشاعرة موضي العبيدي وهو شاعر جيد له قصائد مرموقة وهو يعتبر آخر احفاد هذه الشاعرة التعيسة الحزينة.
أمام هذا الاستطراد عن اقارب هذه الشاعرة من الذين نبغوا في الشعر سواء في الكويت او نجد منذ قرنين ونصف الى يومنا الحاضر ربما لا يضاهيهم من الذين برزوا في عالم الشعر في الجزيرة العربية من اسرة واحدة الا آل القاضي الذين ظهر منهم محمد العبد الله القاضي وعبد العزيز محمد القاضي وابراهيم القاضي ومحمد صالح القاضي.
ان الحظ لعب دوراً لبروز آل القاضي وعدم بروز آل العبيدي مع وجود هذه الشاعرة فيهم.
ويكفي من الشهرة القصيدة الغنائية التي ظلت ردحاً من الزمان يتغنى بها في السامري والتي اصبحت تردد في الاونة الاخيرة من الزمن والتي تقول فيها:
والعبيدي يقول يا ريم ويا ريم ويا ريم
والكساوي حرير والثوب الازرق سماوي
يا بنات الهنود يا لابسات العمايم
ارحموا ذا الغريب اللي على الدرب هايم
طحت في حبكم ردوا عليّ جوابي
الدوا عندكم لا تحرموني شبابي
افرشوا لي حرير بين القمر والثريا
وعطروني بالزباد وماي الورد رشوا عليّ
لقد زودني بهذه الابيات الشاعر الزهيري (نسبة الى قصيد الزهيري) الاخ عبد الله مبارك النوبي.
وقد اكمل السيد ابو عبد الله ـ عبد العزيز البصري ـ هذه القصيدة بأسلوب آخر فيقول:
العبيدي يقول يا ريم ويا ريم
والكساوي حرير والثوب الازرق سماوي
يا بنات الهنود يالاويات العمايم
ارحموا ذا الفقير اللي على الدرب هايم
طحت في بيروكم ردوا عليه جوابي
والدوا عندكم لا تحرموني شبابي
وافرشوا لي حصير بين القمر والثريا
بخروني وزياد ماي الورد رشوا عليه
يا زهر بالفصون علامك اليوم ذاري
لالفحك السموم ولاشرقني حرامي
هذه القصيدة التي اوردتها بروايتين هي التي تتردد على الاسماء ردحاً من الزمن وقلماً نجد عرسا في الكويت لا تغنى به هذه القصيدة المحببه لهم.
اذن، فإن العبيدي وآل العبيدي كان لهم بصمات في تاريخ هذه البلاد ويكفي ان احد ابنائهم استشهد بمعركة الصريف.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"