عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-08-2009, 02:49 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي أنقذوا تاريخ الكويت وتراث الأجداد

جريدة القبس :
01/08/2009


أسواقنا نحتت بمنشار وفأس!
تراثنا صناعة جدودنا بالأمس!
هلموا إلى غاية نبلى بلا يأس!
نعمره لأجيال لم تذق ذا كأس!

معالي الوزير هذه دعوة مفتوحة لك لزيارة أسواقنا الداخلية القديمة، ولا تنسى أن تأخذ معك كماماً طبياً معتمداً، فلن تستطيع المرور بين كنفاتها إلا بهذا الكمام، ذلك أن الأسواق قد تداخلت فيها روائح السمك واللحم وحتى الكباب!

وإذا فكر أحدهم باستغلال دورات المياه لحاجة ملحة، فإن عليه أن ينتظر اذان الصلاة في أوقاتها ليستغل حمامات المساجد القريبة منها، والتي هي الأخرى لا يدخلها إلا من ركب سفينة الاضطرار القسري لانعدام وجود أبسط متطلبات النظافة نظراً لكثرة المترددين عليها من الباعة والمتجولين في الأسواق.

وإذا أردت أن تتمشى برجلك يا معالي الوزير، فلا بد أن يكون الحذاء المتخذ رياضياً قاعدته سميكة، وإلا فالطريق غير مأمونة نظراً لكثرة الحفر التي تكون ملاذاً آمناً لبعض المياه الراكدة المخلوطة بعفونة نتنة.
وإذا ساورتك نفسك بارتياد سوق واجف أو سوق الحريم أو السلاح وغيرها، فلا أخالك إلا وقد تسلحت بذكر الله تعالى خوفاً من أن يقع عليك بعض أجزاء المتهالك من سقوفها المبنية أصلاً بالصفيح المسلح!
وإذا اشتقت إلى كباب الشام أو الكباب الإيراني، فلن تجد أمامك سوى مطاعم أهلها أناس ركبوا سفينة التخصص بغير علم وضحكوا على الناس بمعسول الكلام، وبالمعسل المعتق على أنغام كوكب الشرق أو العندليب الأسمر وغيرهما من أصحاب الطرب بالبلد ذاته.

ولن أكمل الجولة مخافة إطالة الموضوع، فإن هذه المنطقة التراثية يا معالي الوزير تحتاج إلى توجيهات سامية منك، ومن ذلك تركيب أبواب زجاجية أو خلافها لفصل روائح بعض الأسواق المتخصصة كسوق السمك، وسوق اللحم حتى لا تمتزج الروائح لتشكل خلطة غير متقبلة، وقد شاهد شقيقي إحدى العوائل الأجنبية وهي تضع أيديها على أنوفها كراهة استنشاق تلك الروائح.
كما تتطلب الحاجة إلى وجود حمامات عامة نظيفة تراعى فيها الصيانة الدورية على مدار الساعة سواء للرجال أو للنساء.
وتبليط ساحات تلك الأسواق هو من الأمور البديهية في ظل الوفورات المالية، وفي ظل مكان يطرق بكل وقت، ويرتاده كل فئات المجتمع من المواطنين، فضلاً عن زوار دولة الكويت من الأجانب وغيرهم.
والأسواق الداخلية، وخاصة كالحريم وواجف والسلاح، بحاجة ملحة إلى تغيير سقوفها، كما هي الحال ببقية الأسواق، حتى تكون مكاناً آمناً لمرتاديها.

والقانون يجب أن يطبق بحزم على تلك المطاعم الهامشية التي أضحى مكانها غير لائق في دولة عصرية، وكانت الكابوس لمرتادي تلك الأسواق نتيجة لتعالي صيحات المنادين من عمالها على الجميع بالجلوس في أماكنهم غير الصحية، فضلاً عن كونها تقع على مداخل تلك الأسواق، وتحجب الرؤية عمن يريد الدخول إليها.
هذه دعوة محب للوطن، شفيق على مرافقه أينما وجدت لخير الناس، وإنني أجد في معالي الوزير النشط الدكتور فاضل صفر حرصه الأكيد على تغيير وجه الكويت الحضاري إلى ما يميزها ويعيدها كجوهرة للخليج تماشياً مع دعوة سمو الأمير حفظه الله في تحويلها لمركز مالي مرموق.

د. سعود محمد العصفور
dr_al_asfour@hotmail.com
__________________
رد مع اقتباس