عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 08-06-2009, 02:32 PM
كلام مهيل كلام مهيل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 6
Exclamation

أشكر صاحب الموضوع على نشره لقصيدة الشاعر الراحل حمود ناصر البدر ..

عندي تعقيب حول القصيدة الأصلية .. ولا أريد أن أتطرق لما جاء بعدها من ردود .. فهي ردود افعال ..

1- رغم إن الشاعر حمود ناصر البدر .. كان نوخذه ومن أهل البحر .. لكنّه تحدى شعراء البادية في وصف الإبل .. حسب إطلاعي المتواضع .. لم أقرأ أجمل ولا أبلغ وصف في الإبل مثلما كتبه و نظمه البدر رحمه الله .. حتى إن شعراء البادية المعروفين ممن إشتهروا بوصفهم للإبل لم يجاروه في ذلك .. وهم من قضوا حياتهم في الترحال في الجزيرة العربية أمثال خلف ابو زويد السنجاري الشمري .. وسويلم العلي السهلي ..
ذلك قوله في مطلع قصيدته التي اشبه ما يكون مطلعها بقصائد الشعراء الجاهليين الذين يستهلون القصيدة بوصف الإبل أو الخيل و الإمعان في الوصف بذكر البدن والأطراف و طبع من ركبوا .. ذلك قوله :

يا راكبين أكوار .. ست ٍ تبارى~ فج النحور .. أفحاز .. ما بين الأزوار
قطم الفخوذ ... معلكمات الفقارا ~ كوم ٍ .. علاكيم ... من القفر ضمّار
جن من شرار من ضرايب شرارا ~ عوص النضا العِيرات ما جن بحوار
فتل العضود .. و بالعصا ما تجارا ~ قطع الريادي ريد حسكات الأوبار
زرفالهن .. بين الجري و الطيارا~ لولا اللواحي .. عانقن رقط الأطيار
مثل النعام ان ذير .. ثم استذارا ~ ووجّه على فج ٍ .. يبي منه معبار
ما أحلى مدناهن .. لهن اصطكارا ~ الواقي الله .. يوم .. مسّن بميثار



فهو في البيتين الأولين و البيت الرابع .. يعطي تفاصيل لهذه الإبل .. فهي ذات نحور عريضة والنحور هي آخر الرقبة ومحل إتصاله ببدن الناقة أو البعير .. و كذلك هي عريضة المسافة بين الأرجل .. ويدل ذلك على ضخامتها و قوتها ..

ووهي ذات فخوذ قصيرة تتحمل الثقل و المتاع في السفر .. مكومة الفقار .. مما يدل على قوتها و ضخامة بنيتها .. كما إنها ضامرة من كثرة الأسفار في الصحاري المقفرة الجرداء ..

إبل أباكير صغيرة في السن ( حسكات الأوبار أي حديثة الوبر ) .. شرارية خالصة السلالة و يعرف عن الأبل الشرارية أنها من أفضل الإبل للسفر فهي على قوة تحملها سريعة في الجري .. لذا يصف سرعة جريهن حمود البدر و يبالغ فيه بقوله ( لولا اللواحي .. أي الرسن التي تقاد به ) لعانقت الطيور التي تطير في السماء .. و يؤكد على سرعتهن بتشبيههن بالنعام الذي تذيّر عن صياد يتبعه و توجه خائفا مذعورا نحو فج ٍ في جبل يريد منه العبور !!!

2- تجلى ذكاء و فطنة حمود البدر حينما تطرّق إلى ذكر الخصم ( عبدالعزيز الرشيد المسمى بالجنازة و قبيلة شمّر) فمدحه ولكنه مدح جماعته أهل الكويت مدحا افضل وأعطاهم مرتبة أعلى .. فجعل الممدوح الأول وكأنه بذلك مذموما بالمقارنة .. ذلك حين قال :

أنتم حرار .. من مواكر حرارا ~ وحنا عليكم من صواريم سنجّار
أنتم كما ضلع ٍ .. قوي ٍ حجارا ~ وحنّا كما نجم ٍ على الضلع حدّار

3- ثبت حمود ناصر البدر مقولات تاريخية و صارت قصيدته مرجعا تاريخيا لمسالتين :

- وصاة الأمير محمد العبدالله الرشيد لخلفه عبدالعزيز المتعب الرشيد ( الجنازة ) بألا يتعرض للكويت و يتجنّب حرب الشيخ مبارك الصباح و تحذيره له وذلك حين جاء محمد الرشيد مرض الموت بقوله :

قولوا وصاة محمد ٍ بالقرارا ~ نسيتها سجّيت يا عمس الأبصار

- المقولة التي رويت عن عبدالعزيز المتعب الرشيد ( الجنازة ) من حبه الجنوني للقتال ، أنه كان يمسك بالسيف من ساعات الصباح الباكرة في الحروب التي خاضها .. ولا يعود إلى مخيمه إلا وقت غروب الشمس .. فيضطر خدمه و عبيده إلى غمس يده بالماء الحار ليخلصوا السيف منها .. أكدها حمود الناصر البدر بقوله :

يدني لك الجرناس وأنت تتوارى ~ حيثك خبير .. داري ٍ يدك والحار

و تقبل مني خالص الشكر و التقدير ..

في أمان الله
__________________
وحىٍ يورّيك المذلّـه وتغليه


..... أنا أشهد أنك ميت القلب عامي



من لا يودِّك لا تودّه وترجيه


..... ارفع مقامك .. ياعزيز المقامي



ارفع مقامك عن عدوك وتوذيه


..... ويلحقك من تركة رفيقك ملامي
رد مع اقتباس