عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20-07-2008, 10:17 AM
الصورة الرمزية PAC3
PAC3 PAC3 غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت - القصور
المشاركات: 2,003
إرسال رسالة عبر AIM إلى PAC3
افتراضي

اتفاقية العقير لتعيين الحدود بين الكويت ونجد

اتفاقية العقير من الاتفاقيات الشهيرة التي وقعت قديما لترسيم الحدود مابين مع كل من العراق والسعودية والكويت حيث تم بعد التوقيع على هذه الأتفاقة استقطاع أراضي شاسعة من الكويت للسعودية بغير حق وسوف أتطرق لهذه الاتفاقية واحداثها على النحو التالي :

اتفاقية ترسيم الحدود بين الكويت ونجد

تبتدى حدود نجد والكويت غرباً من ملتقى وادي العوجا بالباطن , ويكون الرقعي لنجد من هذه النقطة تمتد على خط مستقيم إلي حيث تلتقي بالخط التاسع والعشرون عرضاً من الأرض وبنصف الدائرة الحمراء المشار إليها بالمادة الخامسة من الاتفاق الانجليزي التركي المؤرخ في 29 تموز1913 م ( هي دائرة مركزها قلب مدينة الكويت ونصف قطرها أربعون ميلا) وهذا الخط يستمر إلى جانب نصف الدائرة الحمراء . حتى يصل إلى النقطة التي تنتهي عند الساحل جنوب رأس القليعة وهو الحد الجنوبي لا نزاع فيه لأراضي الكويت.
إن بقعة الأرض المحددة شمالا بهذا الخط والتي يحدها غرباُ ضلع من الأرض يسمي "الشق" وشرقاً البحر , وجنوبا خط يمر غرباً بشرق من " الشق " إلى "عين العبد " ومنها إلي الساحل شمال "رأس المشعاب " فهذه الأراضي تعتبر مشتركة بين حكومة نجد والكويت ولهم فيها الحقوق المتساوية إلى أن يتفق إتفاقاً آخر بين نجد والكويت بخصوصها بمصادقة الحكومة البريطانية ( معلوماً أن الخريطة الموقومة عليها الحدود ( آسيا) 1/1000000 وضعتها الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية تحت إشراف دائرة الجغرافية الحربية بوزارة الحربية 1918 ) .
حرر في بندر العقير واتفق عليه من قبل مندوبي حكومتي الطرفين في 2 كانون الاول 1922 م – الموافق 13 ربيع الثاني سنة 1342 هـ
المعتمد السياسي بالكويت المندوب من عظمة سلطان نجد
ج- سي – ( مور) عبدالله سعيد الدملوجي

أوفق على مضمون الاتفاقية
حاكم الكويت سلطان نجد وتوابعها
أحمد الجابر الصباح عبدالعزيز بن عبدالرحمن السعود


تسلسل الأحداث : بعد اتفاقية تحديد الحدود التي وقعت ما بين بريطانيا والدولة العثمانية في عام 1913م لترسيم الحدود بين الكويت والعراق والتي لم تعتمد بسبب الحرب العالمية الأول وما تعبها من أحداث ومنها الانتداب البريطاني على العراق قامت بريطانيا بعقد مؤتمر يغرض ترسيم الحدود مابين السعودية والكويت والعراق وذلك
في 10 نوفمبر من عام 1922 م حيث وصل السيد بيرسي كوكس العقل المدبر للمؤتمر إلى البحرين و برفقته صبيح بيك وزير الموصلات والإشغال العراقي ويمثل الحكومة العراقية والشيخ فهد الهذال الذي يمثل بادية العراق والمساعد الشخصي لبيرسي كوكس وهو ضابط بريطاني في البحرية الملكية البريطانية ومن الكويت الميجر مور الوكيل البريطاني السياسي في الكويت الذي سيمثل حاكم الكويت بمؤتمر العقير.
بعد عشرين يوم من وصول الوفود إلي البحرين توجهت الوفود إلي العقير بواسطة قارب بخاري يملكه رجل الأعمال السعودي المقيم بالبحرين المرحوم عبدالعزيز القصيبي وكان الملك عبدالعزيز أل سعود قد وصل العقير قبل وصول الوفود وتم نصب الخيام و تجهيز الموقع لاستقبال الوفود وكان بصحبة الملك عبدالعزيز بن آل سعود صهرة سعود العرافة وعبداللطيف باشا المنديل وهو تاجر نجدي له أعمال مصرفية في البصرة والشاعر المؤرخ اللبناني أمين الريحاني والدكتور عبدالله سعيد الدملوجي وهي سياسي متمكن والميجر هولمز ممثل الشركة الشرقية العامة البريطانية للتنقيب عن النفط ووضعت حماية للموقع المقام علية المؤتمر مكونة من ثلاثمائة حارس وعدد أخر من الموظفين والادارين ودارت أحداث المؤتمرعلى النحو التالي:

في بداية المؤتمر امتعض وجه الملك عبدالعزيز حينما رأي ضمن الوفد العراقي الشيخ فهد الهذال الذي يعتبره الملك من رجاله ويمثل البادية التي يعتبرها الملك جزأ من بادية السعودية بدأ المؤتمر بكلمة من صبيح بيك الذي قال" منذ أن خلق الله ومنذ بدء تدوين التاريخ وحدود العراق تمتد جنوبا 12 ميلا عن الرياض عاصمة ابن سعود وتلتف هذه الحدود غرباً إلي البحر الأحمر فتشمل حايل والمدينة وينبع وشرقاً فتضم الهفوف والقطيف ويشهد الله أن هذه هي الحدود الصحيحة بدون منازع " وكان رد الملك عبدالعزيز علية حيث قال " لست أعرف شيئا عن الخليقة , ولكنني أعرف أنة منذ زمن إبراهيم جدي الأكبر وأراضي نجد وعالم البادية يمتدان شمالاً إلى حلب نهر العاصي شمال سوريا ويضمان كل البلاد الواقعة على الضفة اليمني من نهر الفرات حتى البصر على الخليج " وبعدها اشتدت الجلسة وكثرت المناقشات الحادة مابين الوفود وقطعت الجلسة عدة مرات .
كان الملك عبدالعزيز يعمل المستحيل لكي يحمل المؤتمرعلى اعتماد وضع الحدود العشائرية بدلاً من خط تحكيمي يرسم على الخارطة وذلك لكي يضمن حقوقه ضمن القبائل العائدة له عن طريق نظام الآبار والمراعي التي تمتلكها كل قبيلة اعتماداً على تبعية القبيلة سواء للسعودية أو للعراق فضل المؤتمر تعكره أجواء المناقشات المشخونة لعدة أيام حيث لم يحضر الشيخ فهد الهذال طوال هذه الأيام الجلسات بسبب الامتعاض الذي أبداه الملك عبدالعزيز حين استقبل الوفد العراقي في البداية.

تدخل السيد بيرسي كوكس عندما رأي اختلاف الآراء بين صبيح بيك والملك عبدالعزيز وحيث أنهما لن يتوصلا إلى حل وتكلم بلهجة صارمة إنه قرر تخطيط الحدود بنفسه بغض النظر عن كل اعتبار حيث قام برسم بخط احمر على خريطة الجزيرة العربية بدأ من الخليج العربي إلي جبل عنيزان بالقرب من الحدود الأردنية عندها أحتج الملك عبدالعزيز وقال أنه أعطي العراق أراضي واسعة من السعودية وكذلك احتج صبيح بيك أنه أعطي السعودية أراضي واسعة من العراق و أصر كوكس على موفقه ولم يناقشهم في الأمر وتم وضع منطقة محايدة بين السعودية والعراق سميت بالمنطقة المحايدة .
أما بالنسبة للميجر مور ممثل الكويت في المؤتمر لم يكن له نشاط في ذلك وكأن الأمر لا يعنيه وخاص عندما اقتطع كوكس ثلثي الأراضي الكويتية للسعودية ووضعت منطقة محايدة ضمن الأراضي الكويتية إلي الجنوب والغرب من الكويت وسميت منطقة الكويت المحايدة .

وتم توقيع اتفاقية العقير في 2 من ديسمبر 1922 م بين السعودية والعراق وقد حضر حفل التوقيع كلٍ من الملك عبدالعزيز عن السعودية والسيد صبيح بيك عن العراق أم توقيع الاتفاقية بين الكويت والسعودية فحضره عن السعودية الدكتور عبدالله الدملوجي والميجر مورعن الكويت وقبل التوقيع طالب عبدالله الدملوجي بالمنطقة المحايدة بين الكويت والسعودية باعتبارها منطقة سعودية ولكن كوكس رفض هذا الاقتراح واعتبرها مناصفة بين السعودية والكويت وبعدها حددت حدود الكويت والسعودية على هذا الأساس أما الحدود بين الكويت والعراق فلقد اعتمدت الحدود الواردة في اتفاقية 1913 م .

احتج المرحوم أحمد الجابر الصباح رحمه الله على هذا التحديد ولكنه رضخ في آخر الأمر وفي نفسه حسرة لان هذا هو حكم القويعلى الضعيف واعتبر رحمه الله هذا التقسيم غير عادل حيث لم يتم يمثل الكويت شخص كويتي في هذه الأتفاقية وحتى لو قلنا إن الكويت كانت تحت الحماية البريطانية التي تنص على أن بريطانيا تمثل الكويت في الشئون الخارجية وهذا ينطبق على العراق لأنه تحت الانتداب البريطاني في ذاك الوقت ومع هذا كان صبيح بيك يمثل العراق في المؤتمر .

ومن خلال ما حدث بالمؤتمر يتضح لنا أن أراضي شاسعة من الكويت اقتطعت وأعطيت للسعودية وليس هناك مقياس أخلاقي في هذا المؤتمر ولكن حكم هذا الحدث مقياس المصلحة حيث انه خلال أيام انعقاد مؤتمر العقير اجتمع السيد بيرسي كوكس مع الميجر هولمز ممثل الشركة الشرقية العامة البريطانية للتنقيب عن النفط وعرف منه أن المنطقة الواقعة من الضباعية في الكويت إلي الجبيل في السعودية منطقة غنية بالنفط وتقع برمتها داخل الأراضي الكويتية قبل مؤتمر العقير وكانت بريطانيا تنظر إلي مصالحها حيث انه لو أعطيت تلك المنطقة لدوله الكويت أو للسعودية فأنها سوف تتحكم في نفط الخليج ولهذا السبب قسمت المنطقة على هذا الأساس وأثبتت صحة هذا الكلام لاحقاً حيث وجد أن معظم النفط في المملكة العربية السعودية يقع ضمن هذه المنطقة وهناك دليل أخر على صحة ذلك هو ان عندما طلب عبدالله الدملوجي أن تكون الحدود حتى منطقة الضباعية والمنطقة المحايد من حق السعودية رفض بيرسي كوكس الطلب السعودي حيث انه يخل بتقسيم كمية النفط ما بين السعودية والكويت .

في الختام أرجو أكون وفقت في موضوعي في ذكر نبذة تاريخية عن المعاهدات والاتفاقيات التي حدث في تاريخ الكويت قديما بين حكومة الكويت والحكومة البريطانية ابتداء من اتفاقية جنيوري عام 1899 م وما تبعها من اتفاقيات أخري للبريد وامتياز الغوص والإسفنج والنفط وصولاً إلي اتفاقية الحدود بين الكويت ونجد اتفاقية العقير التي تم فيها ترسيم الحدود الكويتية لتوثيقها في المنتدى.

المصادر بالتصرف:
1. كتاب" تاريخ الكويت" الشيخ عبدالعزيز الرشيد .
2. كتاب "من تاريخ الكويت" سيف مرزوق الشملان .
3. كتاب عقدة الضم وأزمة قاسم دارسة تحليلية .عقيد ركن م/ على عبداللطيف خليفوة .
4. كتاب من هنا بدأت الكويت- عبدالله الحاتم .
5. الكويت وجارتها / هـ. ر.ب . ديكسون .

حقوق النسخ محفوطة للكاتب PAC3ولمنتدى (تاريخ الكويت)، أرجوا عند النقل ذكر المصدر (للكاتب PAC3من منتدي تاريخ الكويت www.kuwait-history.net) .
أرجوا تحري الأمانة العلمية في النقل... وشكرا
__________________


وأن ماحمينا دارنا @ وشعاد نبغي بالحياه

ذيبٍ عــوا بـديـارنا @ وديـار حـيانـه وراه

رد مع اقتباس