عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 30-10-2012, 08:53 AM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي




للكويت رجالاتها

سيف مرزوق الشملان.. حامي التراث من الهدم

سعاد راضي



مؤرخ كويتي وموثق لأحداث التاريخ الكويتي، جامعا معلوماته من خلال الأحاديث واللقاءات الحية. له كتاب «من تاريخ الكويت»، وعدة كتب تتحدث عن تاريخ الكويت والتراث الشعبي.

سيف مرزوق الشملان ولد في الكويت عام 1927، ويرجع نسبهم إلى قبيلة عنزة من فخذ الشملان من السلقة من العمارات، وقد نزحت العائلة من الهدار مقاطعة الأفلاج في نجد مروراً بمنطقة الزبارة في قطر، وسكنوا فيها فترة من الزمن ثم انتقلوا إلى الكويت مع آل الصباح وآل الخليفة.

وتنحدر عائلته من عائلة الرومي وجده المرحوم شملان بن علي آل سيف الذي كان من أكبر تجار اللؤلؤ.

بدأ رحلته التعليمية في المدرسة التي أسسها جده للأيتام عام 1924 وهي مدرسة «السعادة»، وتعتبر ثالث مدرسة في الكويت بعد المباركية والأحمدية، ولكنها كانت خاصة ومجانية للأيتام، ثم أكمل تعليمه في المدرسة المباركية، وقد كان متفوقا دائما وخصوصا في اللغة العربية والتربية الإسلامية.

ارتباطه بحياة الأمس جعلته مرتبطا ارتباطا وثيقا بهذه الحياة الجميلة، ما جعله يقضي حياته من أجل المحافظة على التراث والماضي الجميل.

عندما نظمت دائرة المطبوعات والنشر عام 1955 رحلة للتصوير والتقاط صور في البحر، والتركيز على حياة الغاصة وكلت له مهمة الإشراف على الرحلة. وليقوم في السنة التي تلي الرحلة بتأليف كتابه «تاريخ الكويت» عام 1956، وبعدها توالت المؤلفات الخاصة بتاريخ وتراث الكويت منها:

- «تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي» عام 1975،

- «الألعاب الشعبية» من حرف الألف إلى الذال.

إضافة إلى مجموعة مؤلفاته قام «بومرزوق» بمراجعة العديد من الكتب العربية القديمة والحديثة، وتعب وسهر للحصول على المعلومات التي دونها واستخلصها في مدوناته، كما كان له مقالات كثيرة عن الكويت وقطر نشرها في مجلة «البعثة» التي كانت تصدر في مصر منذ العام 1946 ثم توقفت.

يصف نفسه «بالمكتوي بنار التاريخ»، ويتحسر على السوق الداخلي وسوق المباركية والسور الثالث التي قضي عليها بالهدم.

في بداية الستينيات أوكل إليه المرحوم الشيخ جابر العلي الذي كان وزير الإعلام والإرشاد بإعداد وتقديم برنامج «صفحات الكويت»، فجمع المعلومات المدفونة في ذاكرة كبار السن حتى أصبح يملك خزنة مليئة بالتراث والأحداث والمواقف والأسماء التاريخية. وكانت أجمل اللقاءات التي أعد لها وسجلها لقاؤه بالشيخ يوسف بن عيسى القناعي وبدر خالد البدر، اللذين أمتعا المشاهدين بالقصص والأحداث التي امتلأت بها حياتهما، إضافة إلى الذاكرة الجيدة التي استعادت الأحداث والصور جلية.

ساهم بالمحافظة على الدواوين القديمة الصامدة على بحر الخليج، وحين وصله إنذار بهدم الديوان، توجه إلى المرحوم الشيح أحمد الجابر، ليخبره بأن هذا الإنذار هدم للتراث وقطع علاقتنا بالقديم، فأمر الأمير رحمه الله بإيقاف الهدم. لتبقى دواوين الشملان، العسعوسي، النصف، البدر، الخالد والروضان، تروي للأجيال حكايات رويت بين جدرانها، كما تعبر عن تصميم العمارة الكويتية القديمة.

منذ صغره وهو مولع بالتراث والقديم والماضي، ما جعله يحول ديوانه الكائن في منطقة الدعية إلى متحف لجمع المقتنيات الكويتية النادرة على مر التاريخ، ليكون متحفا شعبيا افتتحه عام 1972، ولتنطلق من بعد متحفه متاحف شعبية أخرى تعود لمجموعة من المولعين بالتراث.

نال العم بومرزوق الكثير من الجوائز التقديرية منها جائزة الدولة التقديرية عن عام 2000.


__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس