عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-03-2009, 12:52 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

(جريدة القبس)

والده جاء من سوريا عام 1958
مليك ملكيان: الكويت احتضنت الأرمن في أقسى ظروفهم


• اللؤلؤ الطبيعي

أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..



• يعرض بروازا من الألماس



في مستهل لقائنا مع مليك ملكيان ستيان (ابو يعقوب) قال:
الكويت احتضنت الجالية الارمنية في اقسى ظروفها، والجالية قدرت ذلك وبادلتها الاحترام واحبت شعبها واقول لكل ارمني ان من يحب شيئا يحب لقاءه ووصله، ونحن باقون في الكويت، وكيف يثقل على المحب ان يسافر من وطنه الى مستقر محبوبه ليتنعم بمشاهدته، ومازلنا وسنبقى مواظبين على طاعة قوانين البلد ومحبتنا لارضه.

اضاف مليك: اول يوم دخولي الكويت قبل 47 سنة وكان في 1961/1/24 عندما ختم في جوازي قال عبداللطيف الثويني للموظفين: هذا ارمني لا يحتاج الى كفيل ولا ضمان هؤلاء الارمن اناس لهم مكانة عندنا.

وقال: انا اصولي من تركيا من كيلكيا، وهناك ارمن تابعون لارمينيا، الارمن اهل السلام، دخلنا سوريا ولبنان منذ سنوات طويلة وصلنا حتى اميركا رغم الهجرات والمصاعب الا اننا حافظنا على هويتنا، وقد وصلنا الى موقع في تركيا انهم اذا ارادوا ان يقسموا اقسموا بحياة الارمني رغم طرد السلطات التركية لهم، ارادوا ان يضيعونا والهجرات الارمنية معروفة ومدونة في التاريخ، ولكن ارادة الله فوقهم.

يتحدث ملكيان وكله ألم وحسرة قائلا: عائلتنا هاجرت عام 1915. والدي كان عمره 3 سنوات ووالدتي عمرها 7 سنوات، مشيا 52 كيلومترا سيرا على الاقدام الى الاراضي السورية، فنحن أصحاب مزارع الزيتون ومعاصر زيت.

وقال: دخل والدي الكويت عام 1958، حيث انه بعد فشل مشروع وحدة سوريا مع مصر ضعف العمل هناك، فغادر سوريا وعمل مع الأرمن في مدينة الاحمدي.

السكن في شارع الجهراء
وقال: سكنت شارع الجهراء الاسم القديم لشارع فهد السالم وكان يمتد من ساحة الصفاة الى دروازة الجهراء، بالقرب من مدرسة عائشة ومعرض اشرف للكاميرات. ومعرض بيبلوس، وفندق كارلتون، عرفت بعد ذلك ان الكويت متقدمة ولها علاقات مع العالم من خلال هذه الاسماء والماركات العالمية، كان ايجار سكننا 12 روبية، والماء يصلنا عن طريق المهارى بواسطة دراجات بخارية من 3 عجلات خلفها صهريج صغير يسمى «درام» كان يفرغ المهري الماء في بركة صغيرة، ثم تطورت الوسائل الى سيارات تنكر، حتى مجاري الحمامات تسحب بالتناكر، وأتذكر تنكر الماء سعة 1000 غالون، وخلفه مضخة خاصة به تمتص وتفرغ الماء.

خسارة ومغادرة
وتحدث عن بداية عمله في الكويت، فقال انه كان مع كريكور في سوق التجار في بيع الذهب، ولم يدفع له صائغ الذهب الذي كان يحوله الى الحلي للزينة او من كان يقوم بشراء الذهب على حسابه ويعرضه على الصائغ لصياغته وصهره، خسر كريكور فترك الكويت.

قال: عملت بعد ذلك في محل للذهب في الفحيحيل، تعلمت صياغته، ومن ثم عملت عند يوسف الطرزي وسعيد سبيته، وهما من تجار الذهب، تعلمت الكثير وعرفت كيفية التعامل به، ثم اشتريت محلا خاصا، عملت فيه لنفسي، بدأت أتعامل مع عبدالرسول الأربش في اللؤلؤ، وربك سبحانه الرزاق قال خذ يا مليك. أعطاني ورزقني من حيث لا أشعر، اشتريت من أوروبا الذهب الصافي والمصوغ، وبدأت أتعامل مع ايران والمملكة العربية السعودية، وفي القديم لا جمارك على الذهب، وبعد فرض 4% توجه التجار الى دولة الامارات.

واضاف: يعتبر الصائغ الكويتي متميزا عن غيره في البلدان الاخرى، لأنه يبدأ بتذويب السبيكة الى سحبها ثم تشكيلها، هناك صائغ مبدع في النقوش، وآخر في صياغة باختراع التصميم. وأنا الآن اعتبر من تجار الذهب أقول كلمتين: الكويت مفتاح الخليج وعبدالرسول الاربش هو ملك اللؤلؤ، وبدأنا بشراء كيلوغرام واحد بـ400 دينار اليوم وفي عام 2008 بـ8000 دينار.

قال: مازالت التشكيلة من الحلي الكويتية القديمة مرغوبة ومطلوبة وهي: القبقب والخواتم والمضاعد، والتلول، والحيول، والمزنط، والكف، والهامة، والقرذاله، والراس، والرقبة، والخزامة للأنف، وقديما يقوم الصائغ بصناعة بناء على طلب العميل، ولا يصنع ويعرضه في محله.

الدر.. اللؤلؤ
وذكر اللؤلؤ الخليجي الطبيعي فقال: لا يقدر بثمن، جوهرة نادرة، حجر كريم ويقال عنه بأنه حجر شريف، ويعتبر اللؤلؤ من أجل الاحجار قيمة وقدرا ونفعا وحلية تلبس، اللؤلؤ الكويتي لا يعرفه إلا صاحبه، وله زبائن من الطبقة المثقفة، وبالرغم من وجود الصناعي أو ما يسمى بالتقليدي فانه يبقى الطبيعي على عنق المرأة يضيء من حولها.

اضاف: نقاش دار بين (أديسون) مخترع المصباح الكهربائي وبين (ميكوموتي) مخترع اللؤلؤ الصناعي قال له ميكوتي: «أنت أضأت العالم، وأنا أضأت أعناق النساء».

وأما الدر فهو النوع الكبير من اللؤلؤ والصغير هو اللؤلؤ، وهذه الجوهرة الثمينة تباع بالتولة تساوي 11,65 غراما، وبالمثقال يساوي خمسة غرامات.


حبات نادرة من الدرر واللؤلؤ

الثقة عمياء
وتحدث مليك عن المعاملة التي كانت أيام زمان بين البائع والمشتري فقال: كنا نثق بالمرأة الكويتية ونطمئن لها، والقلب كان يميل الى تلك الثقة وتزداد بيننا وتعظم المحبة، كانت تأتي ببرقعها إنها أم حسين أو أم خالد أو أم علي، تأخذ ما تريد وبعد أيام تدفع المبلغ، هذه الصفات الحسنة والحميدة ولا شك أن الثقة هنا عمياء.. وما زالت.
بعضهن يأخذن ونحن في طمأنينة ومستودع أسرار، لأن البيع أمانة والشراء أمانة، والصدق من صفات الأمهات.

وقال: وللأسف بعد الغزو الصدامي انعدمت الثقة، والنفسيات تغيرت، والزلات ظهرت، ولله الحمد كل من معدنه طيب لا يتغير، ومازلنا مع الاخوات المحشمات الصادقات، والمداومات على الاخاء ومن 47 سنة وجودي في الكويت تعايشت مع الأخلاق الحميدة، والأيدي الكريمة والنظرة الشريفة.

وقال مليك: أول أرمني دخل الكويت كان عام1940 من بيت «ملكون» الذين قدموا من البصرة الجالية الارمنية مشهورة بصيانة السيارات، والمقاولات. تجمعهم في الكنيسة منذ عام 1959 بالسالمية، ولنا مدرسة صغيرة تجمعنا كل جمعة بدل الأحد نتماشى مع قوانين البلد بالعطل الرسمية، والآن نريد أن نجمع مليون دينار لشراء أرض خاصة لكنيسة لأننا من الأرثوزكس وعددنا في الكويت تقريبا اكثر من 6000 أرمني أكثرهم هاجروا من لبنان وسوريا والاردن وايران والمدة الأخيرة من أميركا وفرنسا.

سوق الذهب
وتذكر كل ما قيل له عن سوق الذهب الذي كان يسمى قديما بـ«سوق الصاغة» (مفردها الصايغ) وهو من يحترف صياغة الذهب، اي صناع الحلي الذهبية، كان سوقهم بالقرب من البنك المركزي، وبالاضافة إلى عملهم قال مليك: كان الصاغة يقومون بصياغة مقابض السيوف الذهبية والفضية والهدايا، والدلال الذهبية والفضية، وهناك سوق آخر لهم شرقي سوق التجار.

وقال: قديما كان جميع الصاغة من الكويتيين، ولكن عددا منهم من الصابئة العراقيين، وكانت لهم شهرة عالية وثقة كبيرة أثناء فترة عملهم التي امتدت الى نهاية الستينات تقريبا، وعاد معظمهم الى بلادهم.

اضاف: أتذكر كلمات لها علاقة بالذهب أو الفضة أو غيرهما وهي:
شاخ: هو الفضة.
مشخص: هو الذهب.
ماو: المطلي بماء الذهب.
راكول: معدن رخيص يطلى بلون الذهب.
ورشو: معدن يستخدم في صك العملة.
حيسه: خاتم فضي له رأس مفلطح على شكل قلب.
مينة: محبس ذهبي أو فضي من الخواتم.
الخنصر: الإصبع الذي يوضع به خاتم اسمه خنصر.
البنصر: يوضع به خاتم اسمه خاتم.
الوسطى: توضع به عدة خواتم اسمها مرمى.
السبابة: يوضع به خاتم اسمه شاهد.
الإبهام: يوضع به خاتم اسمه فتخة.
وأما الهدايا والمنح التي كانت تقدم في المناسبات من الذهب، فهي:
بشارة: هدية المبشر.
نحالة: هدية للمولود.
صباحة: هدية العروس.
عطية: الهبة والهدية.
نيرة: ليرة ذهبية.
نيرة حميدية: ضربت في عهد عبدالحميد الثاني 1842.
نيرة رشادية: ليرة ذهبية ضربت في عهد السلطان محمد رشاد 1918.

الجسم السليم
وفي الختام.. تحدث عن المطبخ الكويتي الذي يعد من أفضل المطابخ والموائد، ربة البيت (الأم ــ الزوجة) تقدم الغداء الكامل الذي يبني الجسم السليم، ومازال هذا المطبخ محافظا على تراثه، وهذه ربة البيت عاشقة للطبخ وتقدم فنونها وخبراتها وتاريخ الأمهات والجدات.

قال: هذا مجبوس ماش باللحم، والهريس
والجريش المتهنة، والمدكوك والكبوط ، مرق يخني بالطاسة وعيش مشخول، ومطبق هامور والزبيدي، والخثرة، وجباب الربيان، ولا أنسى طرشي الطماط والباذنجان، وسر الخاتون، وبيض القطا، وبر الوالدين والعصيدة.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس