عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-03-2010, 06:51 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

كتب عبدالمحسن الجارالله الخرافي :

القبس - 10/03/2010

سُنة الحياة.. يرحل من خلالها الناس اجمعين، المتميزون والهامشيون.. ولكن المتميزين يبقى ذكرهم الطيب.
كتب عنه الاخ الفاضل د. يعقوب الحجي ما تيسر له من سيرة بحرية في كتابه الفريد «نواخذة السفر الشراعي في الكويت»، ولضيق المساحة المتاحة في هذا المقال لعله من المناسب الاختصار الشديد لنبذته، واحالة القارئ الكريم صاحب الاهتمام اليها هناك، والاستفادة من بقية المساحة في ذكر موقف او اثنين مناسبين له.

تنوخذ وعمره ستة وعشرون عاما، بعد ان تعلم على يد والده سنوات عدة، تسلم بعدها بوم النوخذة عبداللطيف سليمان العثمان عام 1944، ثم بوم «فتح الرحمن» للنوخذة عبدالوهاب العثمان لمدة ست سنوات متصلة، كان له فيها مواقف بحرية خلال الحرب العالمية الثانية.
وقد استمر في رحلاته البحرية بشكل سنوي وطرشتين (اي مشوارين) بالسنة احيانا حتى عام 1958 ليعمل قبطانا بحريا مرشدا للبواخر في ميناء الشويخ الى جانب النوخذة بدر عبدالوهاب القطامي والنوخذة عيسى النشمي حتى عام 1973 حاملاً ذكريات وشجونا بحرية كثيرة.
هنا اكتفي بهذه العجالة لانتقل الى موقفين رواهما لي شخصيا حين وثقت نبذة عنه لبرنامجي الاذاعي «تاريخ من صنع التاريخ»، الذي اوردت فيه حلقة كاملة عن النوخذة عبدالله ابراهيم اسماعيل، وبالتحديد في الحلقة رقم 85 من حلقات البرنامج والتي بثت في 1997/3/1، وكذلك في ثنايا كتابي «عائلة العثمان.. مدرسة السفر الشراعي في الكويت»، حيث كان من ابرز النواخذة الذين عملوا على سفنهم:

كان النوخذة عبداللطيف محنكا ذا خبرة في رجال البحر، ينزل الناس منازلهم حسب كفاءتهم وعملهم، وها هو يكلف النوخذة القدير عبدالله ابراهيم اسماعيل بقيادة سفينة «فتح الرحمن» وعمره حينئذ لم يتجاوز السادسة والعشرين.

وكان هذا البوم وقتها «وشار» (1) فسأل النوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان النوخذة عبداللطيف سليمان العثمان: «من حطيته بالوشار؟»، اي من النوخذة الذي سلمته قيادة السفينة الجديدة فتح الرحمن؟
فقال عبداللطيف: «حطيت عبدالله»، (أي عبدالله إبراهيم إسماعيل). فسأل عبدالوهاب: «البوم مو كبير على عبدالله؟» (باعتبار انه لا يزال مبتدئاً في مجال التنوخذ). فرد عبداللطيف على الفور: «يا عبدالوهاب... الرجال بعقولها مو بأجسامها».
فتقبل عبدالوهاب هذا الجواب واقتنع به وصدّقه الواقع. إذ كانت تكلفة هذا «الوشار»، أي سفينة البوم «فتح الرحمن»، أربعين ألف روبية، وكان حاصل الربح من هذه الرحلة أربعين ألف روبية أيضاً، ولما عاد وسلم المصلحة باع النوخذة عبداللطيف هذه السفينة بسعر تكلفتها، أي أربعين ألفاً، وكان هذا صافي الأرباح من سنة واحدة. وطرشة (أي سفرة) واحدة هو أربعون ألف روبية وهو مبلغ كبير حينئذ.
كان هذا احد المواقف الأول الذي لم يكن فيه النوخذة عبدالوهاب العثمان يعرف النوخذة عبدالله إسماعيل حق المعرفة.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
***
(1) السفينة «الوشار» اي حديثة الصنع، وعكسها السفينة «العَشَارْ» أي القديمة المستهلكة.
رد مع اقتباس