عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-11-2009, 08:50 AM
الفهد الفهد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 17
Post ماجد سلطان الفهد - فرحان الفرحان

القبائل والانساب التي سكنت شرقي الجزيرة العربية في العصر الحديث

ماجد بن سلطان الفهد

كتب: فرحان عبد الله احمد الفرحان
كان المرحوم عبد الله العلي الصانع من الادباء في الكويت في منتصف القرن العشرين وكان من الذين ساهموا مساهمة رئيسية في مجلة كاظمة الكويتية كان عضوا في مجلس المعارف ولد سنة 1902، وتوفي في سنة 1954 كان قد غادر الكويت الى دولة الامارات ثم الى عمان وهناك احتك بطائفة من علمائها الافاضل الاجلاء وقد كانت هناك جلسة ضمته مع الشيخ الشاعر محمد السعدي في بيته لقد نقل قصة هذا اللقاء في مجلة كاظمة الكويتية ذلك في العدد الخامس سنة 1948 حيث وضع العنوان «كم في الزوايا من نفائس الخبايا» وانا اقول كم في هذه المعلومات التي سبقتنا في المجلات والصحف القديمة من كنوز ومعلومات من يريد فالمعلومات التي تنشرها صحيفة الوطن للقراء اليوم قد تكون كنوزا بعد سنوات من الزمن وهذه شخصية كويتية هو السيد (ماجد سلطان الفهد) الذي شارك ولعب دورا بارزا في تاريخ الكويت في اواخر القرن التاسع وشارك وترك بصمات واضحة ثم ترك وطنه الى بلاد الغربة وقام السيد عبد الله الصانع باحياء ذكره ذلك قبل ستين سنة ونحن اليوم نعيد هذه الذكرى عبر صحيفة الوطن عل بعض من يعرف عنه او اقربائه او بعض سلالته من يتوصل الى معلومات قد تفيد للمستقبل وهنا اورد ما ذكره المرحوم عبد الله الصانع حيث قال:

لقد لفت نظري غلام لا يتجاوز العاشرة من عمره بينما كنا سائرين مع الشيخ الشاعر محمد السعدي الى بيته اذ تلقانا هذا الغلام فأدى التحية للامير ومن معه بكل طلاقة وقال ارجو ان يقرب الشيخ وجماعته (حيثنا) اي عندنا، فقال له الامير معذرة يا ولدي اننا في طريقنا الى بيت الشيخ السعدي والطريق بعيد كما تعلم وليس في الوقت متسع فاسمح لنا ودعنا نجوز معه، فقال الغلام ان السعدي ليس باحق مني بكم ولست بتارككم دون ان تشرفوا محلي ويجوز ان لا تعود لي فرصة هذا الضيف معكم مرة ثانية، واخيرا بعد الحاح شديد حكمني الغلام بالقضية فرأيت النزول عند رغبته اجابة له ان ندخل منزله على ان لا يتكلف بشيء سوى القهوة فقبل بعد تردد منه ثم دخلنا معه داره فقدم لنا الفواكه وتلك عادة عند جميع العمانيين ان يقدموا قبل القهوة شيئا من الحلويات او الفاكهة وتسمى كما قلنا (الفواكه) ثم القهوة فالعود وبعد ذلك خرجنا شاكرين له كرمه الواسع غير انه لم يكن راضيا بهذا اليسير كما يقول وبعد ذلك ذهبنا والشيخ الشاعر الى منزله فقدم لنا ما لذ وطاب من الفاكهة، وبعد العشاء اخذ الشيخ عيسى بن صالح في التحدث (وكلامه السحر الحلال) في البحث عن الادباء العمانيين وتفقه في اخبار الشعراء الثلاثة سالم بن عديم الرواحي والستالي وابن شيخان ثم ترامي به الحديث الى ذكر الادب في البحرين والكويت ومنه الى ذكر المرحوم الشيخ عبد العزيز الرشيد ومؤلفه تاريخ الكويت فقال ان صاحب هذا التاريخ ذكر تراجم كثيرة عن مواطنيه ولكنه لم يذكر شيئا عن مجيد بن سلطان فقلت له ومن مجيد بن سلطان هذا؟ فقال منكرا علي عدم معرفتي لهذا الشخص، لا جرم انه لمن الغريب جدا ان يجهل ملم باخبار الكثير من رجالات العرب النازحين عنه والذين هم في عصره او قبله ثم لا يعرف مواطنا له قد ضرب بالسهم الصائب من حرية الرأي وانشاد الخير لقومه العرب مع نزاهة والعفة اللتين تستدعيهما الغيرة الملحة من اصلاح الوضع العربي في ذلك الوقت الذي لم نر ولم نسمع من احد غيره يذكر انشاء مدرسة او اقامة ملجأ للمعوزين او بناء مستشفى للمرضى، وقد قدم الينا منذ اربعين سنة تقريبا ومكث بيننا مرشدا ناصحا ينثر درر حكمه في كل ناد يلجه ويطلب في كل من يتوسمه فيه وعندما اشتدت المحنة وجل الأسى وطغت الفتنة في عمان واستعرت نيران الحروب بين السلطان السيد فيصل بن تركي والخارجين عليه بزعامة الامام محمد بن عبد الله الخروصي واستمر القتل في الفريقين ذهب بنفسه الى مقر الامام وناشده الله ان يكف عن القتال وطلب منه ان يتوسط بالصلح لدى الطائفتين المتحاربتين فاظهر الامام استعداده لقبول الصلح على يده فرجع الى مسقط ساعيا لهذه الغاية ولكنه لم يوفق وما عليه بعد الاجتهاد ان لا يكون موفقا وكان كثير السفر الى مدينة زنجبار ومن المقربين لدى السادة السعيديين سواء بافريقية او بعمان وفي سنة سبع وثلاثين هجرية توجه الى العراق للعلاج ومن ثم بلغنا انه توفي رحمه الله.
وبعد سنتين من هذا الحديث كنت في الكويت وكان السؤال عن مجيد لم يبارح فكري فالتقيت بالاستاذ عبد الحميد الصانع وقلت هذا جهينة وعنده الخبر، غير انه لم يفدني عنه شيئا وقال لم اسمع عن هذا الرجل اي خبر، ثم سألت الشيخ يوسف بن عيسى وقلت انه المصدر لهذا الخبر فكان جوابه كلا لا نعرف عن هذا الشخص شيئا.
ولكن من حسن الصدق وللصدف احيانا حسنات ان زارني يوما الشيخ سعد بن شملان وفي اثناء المحادثة جرى ذكر رجال ذهبوا وكانوا يستحقون الخلود على ذكر الملوان فقلت له انني قد سمعت في عمان عن ذكر رجل من اهل الكويت هو محل الثناء العاطر لديهم يقال له مجيد بن سلطان وسألت عنه في الكويت فلم يسعفني احد عنه يخبر فقال وقد اعتدل في جلسته على الخبير سقطت، وهذا الرجل حقيقة من اهل الكويت وهو اكثر بكثير مما اخبرك عنه العمانيون من الغيرة على قومه ومن الجهر بحرية الرأي وانشاد الاصلاح في كل بقعة يحلها.
وقد كان من المقربين عند الشيخ يوسف بن ابراهيم وغادر الكويت على اثر هجرة الشيخ المذكور الى العراق فذهب الى الاستانة واستقام بها برهة ثم قدم الى البحرين ومكث بها مدة وكان كثير الاختلاط بالحكام والوجهاء كما كان محببا عند كل من عرفه وامتزج به، وكنت له اشبه بالتلميذ وكان صريحا في اقواله ينشد الخير لمجتمعه وطالما ندد بالذين لهم قدرة على الاصلاح فلم يصلحوا شيئا وما كانت تأخذه في انشاده سعادة مجتمعه العربي لومة لائم وقد اضطر إلى مغادرة البحرين بامر من السلطة لهذه الاسباب فشخص الى عمان وتردد على افريقيا حيث لقي الاهل والترحاب من سلاطين آل بو سعيد ثم توجه الى البصرة ايام الاحتلال الانجليزي سنة 1337هـ وكان في نيته ان يطبع كتابا الفه عن الخليج فقبضت عليه السلطة المحتلة آنذاك وسجنته بعد ان عثرت على الكتاب وبلغنا انه مات في السجن رحمه الله وجزاه عن مسعاه لقدمه الجزاء الاوفى من مغفرته ورضوانه، والآن لا اراك الا مشوقا الى معرفة هذا الرجل فهو لم يكن اسمه مجيدا ولكنه انتحل هذا الاسم في عمان واسمه الحقيقي ماجد بن سلطان بن فهد الكويتي.
فقلت له جزاك الله خيرا لقد شفيت النفس وانقشعت الغلة، وكم في الزوايا من نفائس الخبايا.

الكويت تاريخ النشر: الجمعة 8/10/2004 - جريدة الوطن
رد مع اقتباس