عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11-06-2010, 11:31 PM
الصورة الرمزية أدبنامه
أدبنامه أدبنامه غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: في كل مكان يذكر فيه اسم الله
المشاركات: 284
افتراضي الفصل الاخير

ولعل التساؤل الآخر ينطلق من المجال التربوي ويرتبط في المناهج الدراسية، وما يتم تعليمه لأبنائنا . فمن المعروف أن مقرر التربية الوطنية يتم تدريسه في خمس المراحل الأولى من التعليم العام من إجمالي اثني عشر مرحلة ، بالإضافة إلى بعض المناهج الأخرى التي تعرض لأهداف تربوية تتعلق بغرس مفهوم المواطنة . ولكن هل قامت هذه المناهج التربوية بوضع اليد على الجرح مباشرة ؟ . وهل قامت بعرض أو معالجة مفاهيم الوحدة الوطنية من الواقع الذي يميز ويقسم المجتمع إلى فئات وشرائح محددة ؟ فهل عالجت هذه المناهج أو وقفت أو عرضت التقسيمات المذهبية والطائفية والقبلية بوضوح في برامجها ؟ هل لامست الواقع في طرحها لهذه القضايا أم أن هناك استحياء في عرضنا للمشكلة ؟ فهل جمعت مناهجنا في أن يقوم مثلاً نموذج الدمج بين البدوي والحضري والمنتمي للمذهب السني والجعفري في عمل تربوي أسوة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ؟ فهل نجحت مناهجنا التربوية في المعالجة والرقابة ، وخلق أطر تنموية في مواجهه المشكلة ؟ .

والتساؤل الآخر ينطلق ويوجهه إلى الإعلام بمؤسساته المختلفة الرسمية وغير الرسمية. فهل وجد أو حاول الإعلام وخاصة المرئي منه أن يعرض البرامج الإعلامية التي تنمي مفهوم المواطنة والولاء والانتماء من البرامج الخاصة بالطفل في هذا المجال ؟ هل بعض وسائل الإعلام توجه إلى تحقيق الوحدة أم الفرقة ؟ . هل بعض المصالح الشخصية الذاتية لعبت دور في إشعال فتيل أزمات خامدة بين بعض الفئات داخل المجتمع ؟ . هل يعتبر مفهوم الوحدة الوطنية وما يعكر من صفوها يتم تداوله في الوسائل الإعلامية المختلفة بطريقة مناسبة ؟ هل هناك برامج إعلامية واضحة ومحددة لخلق طرق وأساليب تنموية ووقائية وعلاجية لموضوع الوحدة الوطنية وتكريس مفهوم المواطنة ؟ .

من المعروف أن سيادة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية هي من أبرز مقومات الاندماج الاجتماعي في أي مجتمع من المجتمعات. وقد نجحت مجتمعات عديدة في تحقيق مبدأ العدالة وتطبيق القانون في ظل وجود ثقافات فرعية متعددة داخل المجتمع . وقد يكون أبسط مثال على ذلك المجتمع الأمريكي . فسيادة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية هي من أبرز مقومات الوحدة الوطنية والاندماج الاجتماعي . والسؤال المطروح هنا ، إلى أي مدى نجحنا في مجتمعنا في تحقيق العدالة والمساواة العامة ؟ إلى أي مدى تلعب الواسطة والمحسوبية والاعتداء على القانون داخـل المجتمع ؟ هل الولاءات الطائفيـة والقبليـة والعائلية أسهمت داخل المجتمع في الاعتداء القانون ، وتعزيز مبدأ محاباة القريب ، وتحقيق المصالح الخاصة على العامة . وفي مجال أوسع من ذلك ، هل تعززت الولاءات العائلية والطائفية والقبلية داخل المجتمع ؟ . وإلى أي مدى نجحت هذه التجمعات أن تظهر وأن تطفو على السطح ؟ وما الذي دعى مثل هذه التجمعات العائلية والقبلية أن تتعزز في ظل وجود الدولة الحديثة ومؤسساتها . هل أصبحت هذه التنظيمات والولاءات مؤثرة في ظل وجود المجتمع الحديث ومؤسساته ؟ وإلى أي مدى نجحت في تحقيق أهدافها ؟ وإلى أي مدى أثرت هذه الكيانات الاجتماعية داخل المجتمع ؟ .

وقضية هامة في هذا الجانب ترتبط بطرح تساؤل خاص عن بعض القيم المتعلقة بمفهوم الوحدة الوطنية أو هي تلك المرتبطة بقيم التطوع . فالتطوع سمة من سمات الفئات الاجتماعية والشرائح المختلفة داخل المجتمع . وعلاماته بارزة في مجالات مختلفة وبمشاريع متعددة . ولكن يبقي التساؤل الهام والذي يتمثل في أي مدى نجحت الدولة في غرس مفاهيم التطوع من خلال مؤسساتها ؟ هل حصل تغير في المفاهيم المرتبطة بهذه القيمة في المجتمع المعاصر ؟ . هل ظلت هذه المفاهيم مغروسة بشكل مشابه لما كان عليه المجتمع في السابق ؟ ما هي البرامج الحكومية التي تسهم في تعزيز هذه القيم ؟ . وإلى أي مدى نجحت مؤسساتنا العامة في غرس مثل هذه القيمة ؟ . فهل علي سبيل المثال الانضمام إلى الأندية الرياضية في الوقت الراهن حمل نفس المفاهيم السابقة؟ أم أن هناك بعض المستجدات التي ظهرت ؟ . هل انحسرت الأعمال التطوعية بشكل عام داخل المجتمع ؟ . وما هي الأسباب التي دفعت إلى ذلك .

تساؤل آخر هام وجوهري فيما يتعلق بالمؤسسات المعنية والمتمثلة بمؤسسات المجتمع المدني التي تقع على مسئوليتها بناء المجتمع وفكره . فإلى أي مدى نجحت مؤسسات المجتمع المدني داخل الكويت في أن تكون ركناً أخلاقياً وسلوكياً ينطوي على قبول الاختلاف والتنوع بين الذات والآخرين والامتثال للضوابط المعيارية المتمثلة في قيم الاحترام والتسامح والتعاون والتنافس والصراع السلمي كما جاء في تعريفها ؟ . إلى أي مدى سيطرت الولاءات القبلية والطائفية والفئوية على هذه المؤسسات وجعلتها تنطلق من انتماءات خاصة في مقابل تجاهل الآخر ؟ إلى أي مدى تحولت بعض مؤسسات المجتمع المدني لساحات للصراع السياسي والقبلي والطائفي على حساب الصراع السلمي والتنافسي . هل فعلاً نجحت مؤسساتنا في المجتمع المدني بالقيام بالدور المطلوب منها ممارسة وتوجيهاً في تحقيق الهدف العام المرتبط بغرس قيم الولاء والانتماء للوطن على حساب الفئة . إلى أي مدى نجحت هذه المؤسسات في فتح قنوات اتصال وحوار مع الآخر ؟ وإلى أي مدى تم تحقيق الحوار الوطني المفتوح الذي يناقش وبدون استحياء قضايا الوطن والمواطنة والوحدة والاندماج . هل نجحنا في فتح قنوات ووسائل اتصال تقوم على مبدأ الشفافية وخلق مبادئ مشتركة بين الجميع في المسائل التي تتعلق بالوطن .

ولعل جانب أخر هام في هذا الموضوع والذي يطرح التساؤل الآخر في هذه القضية والمتمثل في المشاريع الوطنية العامة في مجال تعزيز قيم المواطنة والوحدة الوطنية . والتساؤل المطروح ما هي المشاريع الوطنية التي تعالج موضوع الوطنية والوحدة وهل هناك برامج فعلية في هذا المجال .

إن كافه هذه التساؤلات تحتاج بلا شك إلى إجابة ، وأن كانت بأنها معروفة عند الجميع. ولا شك أن كل نقطة وكل تساؤل يحتاج إلى تفصيل أكبر وإلى تحليل أعمق للكشف عن أبرز الملامح الخاصة في هذا الموضوع وتقديم بعض الأساليب التي لا يشترط أن تكون علاجية إنما قد تكون أساليب ومشاريع إنمائية وقائية . فالمطلوب هو سلسلة من المشاريع والبرامج التي تعزز من مفهوم المواطنة ، وتعزز من مفاهيم الاندماج الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد . هذه المشاريع ليس بالضرورة وكما سبقت الإشارة أن تكون مشاريع وبرامج علاجية، أنما يجب أن تكون برامج إنمائية تنمي الفكر والرأي حول الدولة والانتماء لها ، بالإضافة إلى مشاريع وقائية تدفع إلى منع حدوث أي مشكلة من الممكن أن تظهر هذه القضية التي تعتبر من الخطوط الحمراء التي لا يجب أن تنفتح .

ففي ظل وجود بعض التحديات الداخلية المتمثلة في وجود فئات وشرائح مختلفة داخل المجتمع الحلي تنحدر أصولهم وجذورهم ومعتقداتهم الدينية إلى جذور وأصول متفاوتة ، وفي ظل تحديات خارجية محيطه ومؤثرة وفعالة تثير النفس الطائفي البغيض ، ففي ظل هذه الظروف، نحن بحاجه ماسة إلى وجود برامج وطنية داعمة ورئيسية تدعم من قيم الانتماء والمواطنة والولاء ، وتعزز من خلالها مفاهيم الوحدة الوطنية داخل المجتمع . ولا شك بأن الوعي بالمخاطر، واحترام بعضنا بعض ، وتقبل الآخر مهما بلغت درجة الاختلاف والإيمان بالمبدأ الديمقراطي وتحقيق العدالة التي يجب أن تنطلق من خلالها إذا ما أردنا تحقيق الوحدة الوطنية .



المراجع:

أولا، المراجع العربية:
- أماني بديتي، تنشئة الأمهات العاملات وغبر العاملات وعلاقتها بالنضج الاجتماعي للأبناء لدى عينة من تلاميذ وتلميذات المرحلة الإعدادية . رسالة ماجستير . القاهرة : جامعة عين شمس- معهد الدراسات العليا للطفولة – قسم الدراسات النفسية والاجتماعية، 1995.
- بدر العيسى ، سوء معاملة الطفل الكويتي: طرق الوقاية والعلاج. المجلة العربية للعلوم الإنسانية. 66: 144-191 ، 1999.
- حسن بن عايل أحمد يحيي . رؤى حول التربية والإعلام وادوار المناهج لتنمية التفكير في مضاميني الإعلام لتحقيق التربية الإعلامية ورقة مقدمة للمؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية ، المكانة العربية السعودية.
- حسين تكريتي . دور التخطيط التربوي في تغير القيم الاجتماعية . دراسة مقدمة إلى مؤتمر القيم والتربية في عالم متغير . عمان : جامعة اليرموك ،1999.
- سعد الدين إبراهيم . المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الوطن العربي . في الكويت: دراسة في آليات الدولة القطرية والسلطة والمجتمع . شفيق الغبرا . بيروت : مركز ابن خلدون بالاشتراك مع دار الأمين للنشر والتوزيع . مشروع المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الوطن العربي ، 1995.
- سعد الدين إبراهيم. المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في مصر . القاهرة : دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ، 2000 .
- سيد أحمد عثمان، علم النفس الاجتماعي التربوي . الجزء الأول، التطبيع الاجتماعي. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية ، 1975
- عائشة السيار، الطفولة والتنشئة ، المؤتمر الإقليمي الرابع للمرأة في الخليج والجزيرة العربية. 15-18 ديسمبر، 1986.
- عبد الله بن ناجي آل مبارك. قراءة في مفهوم الوحدة الوطنية. جريدة الرياض- الخميس 5 ربيع الأول 1426، 14 أبريل 2005، عدد 13443.
- عبد المالك خلف التميمي المجتمع المدني في الكويت منذ استقلال إلى الاحتلال 1960 – 1991 . في : الكويت والمجتمع المدني مجموعة محاضرات الموسم الثقافي الرابع والعشرين لرابطة الاجتماعيين . الكويت 2 – 16 مارس 1997.
- علي أحمد الطراح . العنف السياسي كمحصلة لغياب أو ضعف المجتمع المدني. في: العنف: تحدي خطير للدولة موسم عبد العزيز الصرعاوي الثامن والعشرين لرابطة الاجتماعيين. الكويت: منشورات رابطة الاجتماعيين، 2003.
- علي أسعد وطفه، التنشئة الاجتماعية ودورها في بناء الهوية عند الأطفال، مجلة الطفولة العربية، 2001، 8: ص. 93
- علي الزعبي. واقع المجتمع المدني العربي ومستقبله . مجلة العلوم الاجتماعية ، 35 (1) : 13 – 62 ، 2007 . ص ص 45 – 46.
- علي الزعبي. تحديات تفعيل الدور التنموي للمجتمع المدني الكويتي : دراسة تحليلية ميدانية. دراسة غير منشورة.
- علي عبد الرازق حلي. دراسات في المجتمع والثقافة والشخصية ، بيروت : دار النهضة العربية ، 1984.
- غانم النجار. مسيرة النظام الديمقراطي في الكويت وبناء المجتمع المدني . في : الكويت والمجتمع المدني ، مجموعة محاضرات الموسم الثقافي الرابع والعشرين لرابطة الاجتماعيين. الكويت 2 – 16 مارس 1997.
- غسان منير سنو . القيم والمجتمع : نظم القيم السائدة عند طلبة الدراسات الشرعية في بيروت . بيروت : دار صادرة 1997 .
- فتحي مبروك . القيم الاجتماعية اللازمة لتلاميذ الحلقة الثامنة من التعليم الأساسي ودور مناهج المواد الاجتماعية في تنميتها ، المجلة العربية للتربية ، 12 (1): 33 ـ 47، 1992.
- فوزي هادي الهنداوي. أثر الخطاب الإعلامي في القيم الاجتماعية . السلطة الرابعة . (شبكة المعلومات)www.siironline.org /ahabwab/solata4(7)128.htm. - محمد سليمان الحداد . مؤسسات المجتمع المدني في مواجهة العنف. في: العنف تحدي خطير للدواة والمجتمع . موسم عبد العزيز الصرعاوي الثامن والعشرين لرابطة الاجتماعيين. الكويت: منشورات رابطة الاجتماعيين ، 2003 ص 147 .
- فوزية يوسف العبد الغفور ومعصومة أحمد إبراهيم، أساليب التنشئة الاجتماعية في مرحلة الطفولة المبكرة عند الأسر الكويتية. المجلة العربية للعلوم الإنسانية، 1998، 64:54-100 ، ص:62
- محمد الشناوي. التنشئة الاجتماعية للطفل . عمان : دار صفاء للنشر والتوزيع ، 2001.
- منظمات المجتمع المدني في دولة الكويت . الكويت : وكالة الأنباء الكويتية ( كونا) ، مركز المعلومات والأبحاث ، 2005 .
- يعقوب يوسف الكندري. الديوانية الكويتية : دورها الاجتماعي والسياسي ، الكويت : دار البلاغ ، 2002.
- يعقوب يوسف الكندري ، الثقافة والصحة والمرض: رؤية جديدة في الأنثروبولوجيا المعاصرة. الكويت: مجلس النشر العلمي- جامعة الكويت ، 2003، ص. 30

ثانيا المراجع الأجنبية:

- Bandura , AL . social learning and personality development , New York: Holt , Rinehart and Winston , 1977 .
- Berndt, Thomased, Child Development. Fort Worth: Harcourt Brace Jovanovich College Publishers.
- Cronback . Educational psychology . New York : Har court , 1963
- James Zaden, The social experience, New York: Mc Graw Hill Publishing company, 1990, p. 148
- John Biesanz and Mavies Biesanz , Modern Society : An introduction to Social Sciences, Prentice- Hall , Englaewood Cliffs. N . J ., 1963.
- Ogburn William . Technology and the changing family . Bounton Houghton Mifflin .
- Parson , T . and Bales . the family , socialization and interaction process. The free press . 1955 .
- Schgaefer, E., Children's reports of parental behavior. Child Development, 36: 413-424, 1995.


انتهت الدراسه وشكرا جزيلا لصاحبها
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ادبنامه لوطرقت الارض شرقا او جنوبا في تهامه لن تجد للاسم ذما يفرض الاسم احترامه غايتي ان ابقى دوما في جبين العز شامه
الآرض تحيا اذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيى أذا ما الغيث حل بها وأن أبى حل بها التلف
رد مع اقتباس