عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-12-2008, 02:20 PM
عجاج السنين عجاج السنين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: الرتقه
المشاركات: 6
افتراضي شيخ العطور في الكويت

يعد المرحوم سليمان المرشود من ابرز تجار العطور والنباتات العطرية في الكويت.
ولد رحمه الله في ناحية شقراء وهي من نواحي نجد حوالي عام 1890، فلما بلغ من العمر الثانية عشر رحل إلى الكويت مع بعض أهله كي لا يكون عبئا على معيليه، حيث التحق بالعمل عند كبار تجار اللؤلؤ، وبدأ بمرافقتهم في رحلاتهم إلى الهند لتسويق اللؤلؤ، وهناك في الهند تفتحت عيناه على تجارة العطور والبخور، والتي أصبحت فيما بعد مهنته ومصدر رزقه، فكان أول من اتجر بهذه السلعة بالكويت في العشرينات من القرن الماضي.
ولقد كان ديوانه في شرق بالقرب من قصر دسمان مفتوحا للجميع وكان يستقبلهم بعد صلاة الفجر.
ولقد خاض بن مرشود الحرب دفاعا عن بلده الكريم في معركه حمض في 1919.
وايضا معركه الرقعي في يناير 1928 .
ولقد كان رحمه الله ذو شخصيه متميزة عن غيرها من الشخصيات التي ثأثرت بمتغيرات العصر الحديث فهو في عصرنا الا ان فكرة ونمط تفكيره وبالتالي سلوكه يعود به الى قواعد التعامل والعلاقات التجاريه في بدايات القرن العشرين القائمه الصدق والاخلاص وحسن النيه بين البائعين والمشترين ومن ثم ولمعرفه اهل الكويت بصفاء ضميرة وسريرته فلا يطمئنون الى جودة بضاعة العطور الى منه, ولذا فانهم يقبلون عليه لشراء مايحتاجونه من العطور والطيب والبخور في جميع الماسبات وعلى الاخص في الاعياد ورمضان لثقتهم با بضاعته خاليه من الغش.

و"بن مرشود" كما يسميه قدماء الكويتيين ذو مظهر تراثي لا يتغير. فقد كان يعتمر بالعقال المسمى "الشطفة" بينما الجميع فيما حوله يعتمرون بالعقال المعتاد، فهو رحمه الله ليس من أولئك الذين يسهل عليهم تغيير ما ولدوا عليه وشبوا فيه سواء في الأخلاق أو المظهر الخارجي.
ومن السمات الملاحظه على شخصيته الوقورة الهدوء والسكينه والبعد عن الجدال العثيم والمساومه الفجه التي غالبا ماتحدث بين البائع والشاري فهو رحمه الله قد يحدد سعر سلعته مكتفيا من الربح المعقول لا ليس مبالغا فيه.

ولقد ظل بن مرشود في تجارته دون تغيير وان غير دكانه من مكان الى مكان فقد انتقل في الثلاثينات الى سوق بن دعيج .
واعد له حمله للحج
ومعه ذلك فقد اعد حمله للحج الى مكه المكرمه فكان اول من سير حملات الى الحج بالسيارات بدلا من الحملات على ظهور الابل وذلك في اوئل الثلاثينات .

ولقد افتتح دكانه الاخير في سوق عقارات الكويت وذلك ستجد بن مرشود متربعا على الارض لا يرفعه عن بلاطها غير وسادة خفيفه وضع خلفها مسند يريح ظهره وعليه امامه منضدة صغيره وضع عليها ميزانا لوزن العطور والبخور ,وكما انك ستجد امامك بشخصيته الرزينه وكلامه الهادئ وحركاته اللطيفه في تفريغ العطور .

ظل رحمه الله يزاول هذه المهنة الحبيبة إلى قلبه حتى آخر رمق من حياته والتي انتهت في عام 1992، توفي عن عمر يناهز 102 عاما.
رحمك الله يا سليمان المرشود وطيب ثراك كما طيبت نفوسنا وارواحنا بطيبتك قبل طيبك.

التعديل الأخير تم بواسطة عجاج السنين ; 31-12-2008 الساعة 07:49 AM. سبب آخر: غلطه مطبعيه
رد مع اقتباس