عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 20-09-2012, 06:17 AM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

علي السبتي … عاشق الحياة

كتب: فهد توفيق الهندال

عندما تلتقي معه، يقيم لك، أيا كان مقامك، وزناً بما يفوق وزن الذهب، يضمك بحنانه الرحب، ويفسح لحديثك فضاء العقل ونقاء القلب، لترحل مع دخان سيجارته إلى ماضيه البعيد، فتقترب من دقات قلبه العتيد، الذي راقب الزمن بكل أفراحه وأتراحه.
ما زلت احتفظ بهديته الغالية لي، كتاب «النثر الفني في القرن الرابع» لزكي مبارك الذي جاء بعد نقاش عابر في إحدى جلسات المنتدى، حول قضية الكتابة النثرية وتوظيفها إبداعياً كلغة أكثر منها سرداً، فما كان منه – حفظه الله – إلا أن أحضر لي هذه الهدية الغالية والباقية في اللقاء التالي، وهي نسخة قديمة جداً – طبعة 1934 – ومن مكتبته الخاصة التي لم يبخل بها على أحد من جيله أو من جيلنا .
علي السبتي لم يكن شاعراً عادياً، بقدر ما كان شعراً بحد ذاته، فله الريادة في الشعر الحديث في الكويت، حيث وضعه الدكتور سليمان الشطي في كتابه «الشعر في الكويت» في فترة سماها مفصل الحداثة، مناصفة مع الشاعر الراحل أحمد العدواني، ليقول عنه الشطي: «مع علي السبتي دخل الشعر الكويتي مرحلة الحداثة الشعرية، فقد كان هو أول من طرق بابها بقوة بقصيدته «رباب» (1955) التي تبدت بهذا الشكل الجديد الذي ستكون له الصدارة في ستينيـات القرن العشرين وما بعدها». ليذكر الدكتور الشطي لاحقاً: «هذا الدخول إلى الحداثة لم يتوقف عند حدّ تجاوز القافية المهندسة، ولكنه حمل معه معنى من معاني الروح الجديدة في الشعر. إن طبيعة التشكيل والتعامل مع الصور الجديدة المستحدثة التي تمتد منبثقة من زاوية خاصة تستجيب لروح حديثة لها رؤاها وصورها وصياغتها».
ولعل هذه الروح لعلي السبتي، لها نكهتها الخاصة وعبيرها الساكن بين أبناء جيله والأجيال التي تليه، لا يمكن أن تغادر المكان من دون أن تترك أثرها المطلق على مشاعر الكثيرين حوله أو ممن صادفوه أو حتى من سمعوا به وقرأوا له. هذه الروح تسري بعلاقتها السحرية عبر دواوينه وأشعاره، كما يقول الأديب اسماعيل فهد اسماعيل في كتابه «علي السبتي شاعر في الهواء الطلق»:
« أن تعرف السبتي من خلال قراءتك لدواوينه أو عبر علاقة هامشية، شيء، وأن تقترب منه لتتشكل بينكما صداقة … شيء آخر»، لتستمر هذه العلاقة بين السبتي ومريديه حتى الجيل الحالي، من خلال حضوره المتواصل وحرصه المتدفق حناناً وتشجيعاً لأعضاء منتدى المبدعين، ليحقق أبوة لا وصاية لها إلا الحب والود والدعم لأجيال متعاقبة في الأدب والحياة.
فما زالت كلمة شاعرنا السبتي لي مرة ترن في أذني عندمـا قال: «رغم أنني بلغت السبعين، إلا أنني ما زلت أتعلم».

http://aljarida.com/2012/09/19/2012551371/
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس