عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 24-02-2011, 07:08 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

الحركة الكشفية في الكويت تاريخ مشرق ودور يتضاءل


فريق كشافة صلاح الدين

جاسم عباس
الحركة الكشفية تعتبر اكبر حركة شبابية طوعية في العالم، ولم تلق اي حركة او منظمة للشباب ما لقيته هذه الحركة من اقبال الصبية والفتيان عليها والشغف بها والتمسك بها، ولم تستقبل واحدة من هذه الحركات بما استقبلت به حركة الكشف (الكشافة) من قادة الفكر في تربية النشء. الكشافة حركة غير سياسية، هدفها مساعدة الشباب على النمو بدنيا وعقليا واجتماعيا ودينيا، والآن بلغت اكثر من 16 مليون كشاف في العالم.
التقينا محمد حمد الحميدي رئيس مجلس ادارة جمعية الكشافة الكويتية سابقا ليحدثنا عنها، فكانت بدايته بوعد الكشاف: «اعد بشرفي ان ابذل جهدي واقوم بما يجب علي نحو الله ثم الوطن ثم الامير، وان اساعد الناس في جميع الظروف، وان اعمل بقانون الكشافة».


واضاف: تعد الحركة الكشفية من اهم الحركات الشبابية في هذا القرن، واوسعها انتشارا في العالم، ان مؤسس هذه الحركة روبرت باول (1857 - 1941) كان قائدا بالقوات البريطانية في آسيا وافريقيا، وعنى بتربية الشباب والحث على تدريبهم على الفروسية والرماية والسباحة، واهتم بممارستهم التمريض في الغزوات والاستعانة بهم للتمرين والاعداد وجمع المعلومات عن الاعداء، وقد اطلق الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ على هؤلاء جيش الصبيان.
قال الحميدي: كان لذلك الاثر في بلورة فلسفة بادن باول عن الحركة الكشفية حيث اسس في 19 اغسطس 1907 في تكوين
أول فرقة كشفية فجمع عشرين فتى من أبناء بعض اصحابه في المزارع والمدارس والمصانع، واخضع لدورات اختبارات اولية، ثم بدأ في تطبيق برنامجه داعيا لتأسيس حركة كشفية مستقلة، فأنشأ في 10 يناير 1909 اول هيئة تنفيذية عرفت باسم «جمعية الكشافة البريطانية». حيث جمع فيها مجموعة من المتطوعين اصحاب الكفاءة والمقدرة تحت قيادته، فكان ان اصبح وأمسى فأضحت الحركة تضرب بجذورها ومبادئها في المجتمع، وفكرة تناقلتها الدول حتى عمت وانتشرت واصبحت حركة عالمية للفتية والشباب.
اضاف: اما عربيا ففي عام 1913 كان الفضل والبداية من لبنان عندما سافر أ. محمد عبدالجبار خيري (رئيس دائرة العلوم) في بيروت الى اوروبا للتخصص والاطلاع على احدث ما وصل اليه الغرب في التربية، واسترعى انتباهه نشأة الحركة الكشفية فاستهوته واعجب بتعاليمها ومبادئها، فحمل بذورها الى بيروت، واسس اول فرقة في تلك السنة باسم «الكشافة العثماني»، حيث كانت البلاد آنذاك تحت الحكم العثماني، وجاء تكوين الفرقة الاولى من خمس طلائع.
اضاف الحميدي: اول مؤتمر ومخيم كشفي عربي كان في سوريا في الزبداني عام 1954، وقد كانت دولة الكويت من المشاركين والمؤسسين لقيام هذا الاقليم الكشفي، وكانت القاهرة مقرا لهذا الاقليم، وفي البحرين بدأت الحركة الكشفية في عام 1927، ثم الكويت 1936، والمملكة العربية السعودية 1942، وسلطنة عمان عام 1948، وقطر 1955، والامارات 1972.
وعن كشافة الكويت قال الحميدي: بعد ان عرفت الكويت ان الحركة الكشفية تعد الفتيان اعدادا كاملا ليكونوا مواطنين صالحين، يقومون بواجبهم الوطني، ويسهمون في الحياة العامة، ومراعين الشرف والامانة والانصاف، وذلك بتربية عقولهم، وتهذيب نفوسهم، وتقوية اجسامهم، وبث روح التضحية والفداء للوطن والولاء والطاعة لاولي الامر، وغرس عادة الاعتماد على النفس وقوة الملاحظة فيهم، «فالتربية والتعليم» ابرزت اهتمامها بالحركة فتأسست في عام 1936 في مدرسة المباركية تلاها مباشرة مدرسة الاحمدية فتكون اول فريق كشفي كويتي من اثنى عشر (12) كشافا، ومازالت ممتدة الى الآن اكثر من سبعين سنة على مراحل متواصلة ومتطورة من الكشافة البرية التي اخترقت وسط المدينة.
من مدرسة المباركية الى اقامة أول مخيم كشفي في الكويت خارج بوابة الشامية، ومن ثم تميزت الحركة الكشفية الكويتية بمشاركتها في المناسبات والاحتفالات الاجتماعية، ومنها الاستعراضات الكشفية في الشوارع وأسواق الكويت، فكان الناس يصطفون على جوانب الطريق يصفقون لأبنائهم الكشافة خلال مشاركتهم في الأعياد الوطنية، وخدمة البيئة، الى جانب المشاركة في المواسم الرياضية.

معلومات كشفية
وأورد الحميدي بعض المعلومات فقال:
ــ المخيم الكشفي الأول في بر الشامية 1950-1946.
ــ في البدع بعد الشامية عام 1955-1951.
ّــ من البدع إلى سواحل الفنيطيس من 1963 - 1956.
ــ الى بر الفنيطيس عام 1985-1964.
ــ منطقة كبد من 1988-1986.
ــ بعد حريق كبد نقل المخيم الى المناطق التعليمية 1990-1989.
ــ توقف المخيم عام 1991 بسبب الغزو العراقي الغاشم
ــ بعد التحرير في منطقة أبوحليفة عام 1992 حتى وقتنا الحالي.
وأضاف: امتد نشاط الحركة الكشفية الكويتية برحلاتها الى دول الخليج العربي خصوصا في عام 1940-1939، ومدرسة المباركية نظمت رحلة الى المملكة العربية السعودية (الاحساء) في الأربعينات بالسيارات، كانت رحلة شاقة وشيقة.
عدد المنتسبين للحركة في الكويت عام 1951 بلغ 311 كشافا، وعام 1955بلغ5931 كشافا، وفي عام 1953 تم ادخال نظام الجوالة، تبع ذلك ادخال نظام الكشافة البحرية، ونتيجة للتطور واتساع العلاقات الدولية ظهرت الحاجة الى تأسيس جمعية الكشافة. ففي عام 1955صدر قرار من رئيس المعارف بإقامتها، وتضمن القرار تشكيل أول هيئة ادارية من السادة: جاسم القطامي رئيسا، وعيسى الحمد سكرتيرا، وعضوية كل من السادة ابراهيم الشطي، وسليمان لقمان، وعبد المطلب السيد رجب، ويوسف العلي.
وذكر ابو حمد حركة الاشبال التي ظهرت في عام 1949 في الكويت وتألفت من عدة فرق للاشبال منها:
ــــــ فرقة اشبال مدرسة الصباح بقيادة أ. علي حسن.
ــــــ فرقة مدرسة المثنى بقيادة أ. صالح شهاب.
ــــــ فرقة مدرسة القبلة الابتدائية بقيادة أ. محمد النشمي.
ــــــ فرقة مدرسة الشرقية بقيادة أ. يوسف العلي.
ــــــ فرقة اشبال مدرسة المرقاب بقيادة أ. نجم الخضر.
واما الجوالة فأنشئت في عام 1918 عالميا، اما في الكويت بدأت الحركة التجوالية عام 1952 واشرف على تأسيسها الاستاذ القائد محمد النشمي، وكان مركزهم نادي العمال بالدسمة، ومن اشهر الجوالين عبدالله المهنا ــ خليفة بو عركي ــ فيروز سالم، ابراهيم بداح، والمدرب احضر من تونس لتدريب الجوالين، وقد عين يوسف السويدان امينا لصندوق الجوالة، بعد ذلك قاد حركة التجوال أ. عبد الرحمن المزروعي حتى صدر مرسوم اميري بتنظيم حركة التجوال على ان تشرف وزارة الشؤون على الانشطة وجهز لهم نادي السالمية، وكذلك اسس لهم مخيم بالجهراء.
وقال: الكشافة البحرية تأسست عام 1912 على المستوى العالمي، اما في الكويت فتم تأسيسها عام 1953 ومؤسسها أ. عيسى الحمد، ومن انشطتها التدريب على قوارب التجديف والشراعية والغوص وزيارة الجزر الكويتية، والتعرف على صناعة الشباك، والاسماك.

الكشافة البرية
وذكر الحميدي ان الكشافة الكويتية منذ عام 1936 حتى الان شاركت في جميع المؤتمرات والمخيمات العربية والعالمية وكل الفعاليات من كندا إلى الهند واليونان والمكسيك وفلندا واليابان، وانكلترا، الدنمارك واستراليا، وأميركا والسنغال والنرويج، ولقد شاركت بأكثر من 150 مشاركة، والكشافة الكويتية وصلت إلى أكثر من 3000 كشاف، ودائماً لها استضافات، منها اللقاء العربي - الأوروبي عام 1994، وأفضل مخيم شاركت الحركة في لبنان عام 1992 بنحو 130 كشافاً بعد الدمار والغزو، وكان الفلسطينيون من ضمن الحركة الكويتية مع أولادنا وشبابنا، وأوضح للعالم أننا لم نطرد أي فلسطيني من الكويت أو من الحركة.
والكشافة البرية لها اهتمام كبير في العالم العربي، فتونس لديها 100.000 كشاف، وهذه المملكة العربية السعودية لديها حركة نشطة تشارك في الأنشطة خصوصاً في موسم الحج لتقديم الخدمات، كما أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله مهتم جداً ويولي الحركة الكشفية الاهتمام والرعاية ويشجعها، لاسيما بعد حريق منى الضخم عام 1975، الذي أدى إلى مقتل 200 شخص بسبب أسطوانة غاز، وما كان لها من دور على هذا الصعيد. ولقد أشرف على عمليات الإنقاذ والإطفاء بنفسه، وكان جلالته آنذاك ولياً للعهد.

أنقذوها قبل الضياع
ولفت الحميدي النظر بقوله: إذا بقيت الحركة الكشفية الكويتية على هذا الشكل، وبهذا المستوى، فستندثر وتضيع، فلابد أن تتكون فرق أهلية شعبية حاضنة للحفاظ عليها، وتكون من ضمن أنشطة الجمعيات التعاونية مثلاً، أو الأندية الرياضية، ولابد أن يكونوا جميعاً من المؤمنين بها وبقواعدها وشروطها، وبالتعاون مع الأهالي، لتصبح حركة الكشافة تتنافس فيما بينها، فتنمو وتتقدم في سلم الرقي والمراتب الأولى عربيا وعالميا، وتشارك في انتخابات الجمعيات التعاونية، وتنظيم السير في العطل، وغرس الأشجار، وتقدم الحركة خدمات متعددة للمنطقة مثل رحلات العمرة.. إلخ، والآن ولله الحمد لدى الحركة أنشطة، لكن في الكويت توجد أنشطة أخرى غير الكشافة بالمئات، فتضيع الكشافة بهذه البرامج.
وأضاف: كانت كشافة مدرسة صلاح الدين في الستينات من أفضل المدارس، ومعها كشافة حولي المتوسطة، وكشافة ثانوية الشويخ، ومدرسة الصباح، وقد حصلت هذه المدارس على جوائز وتقديرات عالية، ولها تأثير كبير وأظهرت رجالاً يذكرهم التاريخ، منهم: عبدالرحمن السميط يقول دائماً: لو لم أكن كشافاً لما كنت داعياً، كثير من القوة والاحتمال من الكشافة، ومحمد السنعوسي، من قيادات صلاح الدين المتوسطة، وانور النوري كان كشافاً مميزاً، وعبدالله بشارة كله نشاط وهمة وتعاون، كثير من القيادات الكويتية كانوا من الكشافة، عرفناهم وقبلهم وبعدهم أشخاص ذوو صفات مميزة، كان شعارهم: الأخلاق ــ الاخلاص ــ ولاء للأمير ــ حب الوطن ــ مؤدب ــ مقتصد ــ نظيف ــ صادق ــ مخلص لله ولوالديه ــ يقابل الشدائد بصدر رحب ــ شجاع ومقدام ــ نافع ومعين للغير ــ صديق الناس ــ لا يضمر حقداً لأحد ــ لا يحمل كراهية لمخلوق ــ لا يحتقر فقيراً لفقره ــ لا يحسد غنياً لغناه ــ التحية والسلام لمن يقابله في الطريق ــ وحتى الحيوان الكشاف رفيق به.

القادة الأوائل
لقد كان للحركة الكشفية دور في حياة عدد من القيادات والتي لعبت دوراً بارزاً في بناء الكويت الحديثة، ومن أبرز هؤلاء الرجال:
المغفور له الشيخ جابر الاحمد الصباح ــ المغفور له الشيخ سعد العبدالله الصباح ــ حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ــ الشيخ سالم العلي الصباح ــ المغفور له الشيخ خالد العبدالله الصباح ــ السيد جاسم محمد الخرافي ــ رئيس مجلس الأمة ــ الشيخ علي العبدالله السالم الصباح ــ السيد جاسم القطامي ــ المرحوم عيسى أحمد الحمد ــ محمد احمد النشمي ــ المرحوم علي حسن العلي ــ انور عبدالله النوري ــ المرحوم محمد عبدالله الصانع ــ عبدالرحمن عبدالله العوضي ــ المرحوم مهلهل المضف ــ ابراهيم الشطي ــ عقاب الخطيب ــ يعقوب بشارة ــ عبدالرحمن السميط ــ المرحوم أحمد المهنا ــ محمد السنعوسي ــ مساعد الهارون ــ عيسى شعيب ــ محمد حمد الحميدي ــ عبدالحميد حجي عبدالرحيم ــ حمد الرجيب وعبداللطيف الحمد ــ ... الخ.
وقال: ان الحركة الكشفية تعمل على تنشئة الشباب منذ اعمارهم الاولى وتساعدهم على الاندماج في مجتمع الأسرة والمجتمعات المحلية والقومية والعالمية بالتمسك بدينهم دون مغالاة أو تطرف، وتؤهلهم للتعايش مع مختلف الأديان والعقائد، وتدعو الى نبذ التطرف الفكري، وتدعو الشباب الى التفاهم بالمنطق والحجة والالتزام بالحوار العلمي الهادىء، والابتعاد عن التعصب الديني السياسي وتعميق روح المواطنة، وتحبب الشباب الى روح المغامرة، وحب الطبيعة وحياة الخلاء باقامة المخيمات والرحلات الخلوية، وخير دليل ما قامت به الكشافة الكندية بزراعة 35 مليون شجرة.
رد مع اقتباس