عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 10-06-2009, 11:54 PM
كويتي قديم كويتي قديم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1
افتراضي ( ريّح بالك ) .. ( طويلة الحسا ) .. وأم بنت .. عملات كويتية قديمة ..!!

بداية اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على هذا الموقع المتميز ، فإننا بحاجة لمثل هذه المواقع التي تختص بتاريخ الكويت ، والوصول إلى جذورنا حتى نرعاها ، وكما لا يستقيم البناء دون أساس ، فإن المستقبل لا يستقيم دون معرفة الماضي واصلاحه بطريقة تجعل من دولتنا أفضل الدول واعطاء الأجيال الحالية والقادمة السبب للفخر بأنهم ولدوا كويتيون..


هذه هي مشاركتي الأولى ، أرجو ألاّ تكون مكررة ، وإذا كانت كذلك ، فاسمحوا لي ..


أخوكم / ابراهيم العنزي - جريدة أوان ( كويتي قديم )



( ريّح بالك ) .. ( طويلة الحسا ) .. وأم بنت .. عملات كويتية قديمة ..!!



منذ نشأتها الأولى والكويت تعتبر من أفضل المواقع استراتيجيا بين بلدان المنطقة ، فأصبحت مع بداية القرن السابع عشر مركزاً تجارياً هاماً ، نظراً لموقعها الجغرافي الفريد ، وانفتاح حكامها وتشجيع شعبها على التجارة ، التي اشتهر الكويتيون منذ القدم بمهارتهم فيها ، مما جعل الكثير منهم يقومون بالتجوال بين بلدان العالم ، إما سعياً لطلب الرزق والتجارة ، أو لمتابعة الأعمال وحفظ مصالحهم ، وهذا الأمر فتح لهم المجالات المتعددة لمعرفة حضارات الشعوب ، والتعامل معها والاستفادة من خبراتها ، كما أن هذه الأسفار وبحكم صفتها التجارية ، أتاحت لهم الفرصة للتداول بالأنواع المختلفة من العملات الرائجة في تلك البلدان ، ومعرفة قيمة كل منها ، والتعامل بها لإنجاز معاملاتهم التجارية دون تفضيل لأحدها على الآخر ، وأدى ذلك إلى رواج جميع تلك العملات في الكويت ، خاصة في غياب عملة رسمية محلية .
لذلك فإن معظم التجار الأجانب ، ممن كان يقصد الكويت للتجارة فيها أو المرور بموانئها ، لم يترددوا في اصطحاب كميات من العملات التابعة لبلادهم ، سواء للتداول بها محلياً أو للتعامل بواسطتها مع التجار المحليين ، وشمل ذلك عملات جميع دول المنطقة تقريبا ، حيث استمر هذا الوضع إلى نهاية الحرب العالمية الأولى ، عندما بسطت الروبية الهندية سيطرتها على السوق نظراً لقوتها الاقتصادية ، واعتماد تجارة الكويت بصورة رئيسية على التعامل مع الهند ، فأصبحت هي العملة الوحيدة المتداولة في الكويت إلى بداية الستينات من القرن العشرين ، عندما صدرت العملة الوطنية الكويتية ، ولقد أطلق الكويتيون في الماضي ، أسماء محلية على عدد من العملات التي كانوا يتداولونها ، مما يعكس طبيعة الوضع الإجتماعي البسيط الذي كان يعيش فيه الكويتيون ، والمستوى الاقتصادي المتواضع السائد آنذاك ، وبراءة التعبير عما كان يجيش في خاطرهم من تطلعات .
ومن الأسماء التي كانت تطلق على بعض هذه العملات ، مثل فئة الخمس ليرات الذهبية العثمانية وكانت تسمى ( ريّح بالك ) ، وسبب التسمية أن من يقتني هذه الليره فإنه يكون قد أراح باله من الهموم وضنك العيش ، وضمن معيشة هانئة له ولأبنائه ، أما ( الثالر النمساوي ) فقد كان يطلق عليه اسم ( الريال الفرنسي ) ، وكلمة الريال بالطبع عربية وتمثل أكبر فئة متداولة من القطع النقدية ، وتسميته بالفرنسي بدلاً من النمساوي ، فهذا يعود إلى عدم معرفة الناس بالنمسا ، بينما كانت فرنسا حاضرة في نشاطها السياسي والعسكري ، سواء في الخليج العربي أو الشام أو مصر ، منذ منتصف القرن الثامن عشر .
والقطع النقدية الهندية أيضاً كان يطلق عليها أسماء ، تعكس قيمتها أو صفتها باللهجة المحلية ، فمثلاً كان يطلق على روبية الملكة فكتوريا ( روبية أم بنت ) ، وروبية الملك ادوارد السابع ( روبية الأصلع ) ، وروبية الملك جورج الخامس ( روبية الشايب ) لكونه ذو لحية كثة ، وروبية الملك جورج السادس ( روبية الولد ) أي الشاب ، أما الروبية الهندية والتي صدرت بعد استقلال الهند ، فكان اسمها ( روبية أم صنم ) ، لأنها كانت تحمل صورة أسد أسوكا ، ويطلق على البيزة الأولى الصادرة في عهد شركة الهند الشرقية ( بيزة أم جلاب ) ، أي البيزة التي تحمل صورة كلاب ، وكانت تلك القطعة تحمل شعار الشركة ، وهو عبارة عن أسدين واقفين وبينهما درع بوسطه صليب ، أما فئة الأربع آنات أو الربع روبية ، فكان يطلق عليها ( آنه أم ست عشر ) ، فالآنه تساوي أربع بيزات وبذلك فان هذه القطعة تساوي 16 بيزه ، كذلك أطلق على فئة الآنتين الفضية الصغيرة (آنه أم ثمان) ، وفئة الآنة الواحدة المشرشرة ( آنه أم أربع ) وقد صدرت في عهد الملك ادوارد السابع ، كذلك أطلق على فئة الآنة الواحدة ( متليك ) ، ويبدو ان هذا الاسم كان يطلق على احدى فئات العملة البرتغالية المستخدمة في مقاطعة ( جوا ) الهندية الخاضعة للحكم البرتغالي ، كما قد تفسر كلمة ( متليك ) بأنها تعني عملة معدنية باللغة الإنجليزية(Metallic) .
ومن الأسماء المحلية التي اطلقت على فئات العملة الايرانية ( بودبيلة ) ، وهي فئة الغران الفضي الغير منتظم الشكل والمسكوكه بالمطارق ، أما ( الشرخي ) أطلق على الغران المنتظم الشكل الدائري والذي تم سكه بالآلة ، كذلك اطلق اسم ( القَمَري ) ، وهي عملة نحاسية مستديرة الشكل ذات حجم صغير رُسِمَت على أحد وجهيها الشمس المشعة ، مما يكون قد أوحى بأنها القمر لعدم وضوحها ، فسميت القطعة بهذا الإسم المشتق من القمر ، كما اطلق على الريال الزنجباري اسم ( الريال البرغشي ) نسبة إلى السلطان برغش حاكم زنجبار ، بينما اطلق اسم ( البيزة السعيدية ) على العملة العُمانية نسبة إلى سلطان عُمان .
أما أول عملة تم تداولها في الكويت ، فكانت ذات شكل غريب تشبه مشبك الشعر النسائي ، ويطلق عليها اسم ( طويلة الحسا ) ، وكانت العملة المتداولة في منطقة الإحساء قبل تأسيس إمارة الكويت وحكم صباح الأول في بداية القرن الثامن عشر , واستمر تداول هذه العملة لمدة 50 عاما في الكويت بعد تولى آل الصباح الحكم ، وبعد ذلك تم تداول العديد من العملات في الكويت ، مثل الريال النمساوي والعملة العثمانية والعملة الفارسية ، وأخيراً الروبية الهندية التي فرضت سيطرتها على السوق المحلية ، وذلك نتيجة أن تجار اللؤلؤ الكويتيون في القرن التاسع عشر كانوا يتقاضون ثمن بيع اللؤلؤ بما يعادل قيمته بالذهب ، لعدم استعمال الروبية الهندية في الكويت ، ولكنهم فيما بعد اضطروا لاستخدامها بسبب ارتفاع قيمة الذهب في الهند ، وتشدد رجال الجمارك الهندية في دخول أو خروج الذهب .
يذكر أن أول محاولة لإصدار عملة وطنية ، كانت في عهد الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر الصباح الحاكم الخامس للكويت ، وقد تم بالفعل إصدار عملة وطنية أطلق عليها اسم ( بيزة ) ، وتم سك هذه العملة بالمطارق وكانت غير متناسقة الشكل ، ولقد طرح بضع مئات منها في الأسواق ، وتم إيقاف التعامل بها لعدة أسباب ، منها أن الكويت كانت تستخدم روبية الملكة فكتوريا ومن بين أجزائها فئة البيزة ، كما أن البيزة الهندية كانت أقوى في التعامل ، لوجود حماية وغطاء من الذهب لها في الخزينة الهندية بعكس البيزة الكويتية ، وفي عام 1961 تم طرح الدينار الكويتي للتداول ، وسحبت أوراق النقد والمسكوكات الهندية لإعادتها إلى الهند ، وقامت البنوك الكويتية ودائرة البريد بعمليات إحلال الدينار الكويتي الجديد محل الروبية الهندية على مدى شهرين متتابعين ، وتوالت الاصدارات حتى وصلنا للإصدار الحالي وهو الخامس في تاريخ الكويت .
ويعود تاريخ أول عملة استخدمت في الكويت إلى القرن الثالث قبل الميلاد ، وهي عبارة عن عملة يونانية تم اكتشافها بجزيرة فيلكا بين العامين ( 1957 – 1958 ) , وأهم العملات التي اكتشفت عملة عليها رأس إسكندر الأكبر ، وعملات أخرى عليها صورة الملك ( انطياخوس ) الذي حكم الجزيرة في القرن الثاني قبل الميلاد .


وهذه بعض صور للعملات القديمة

أول عملة تم صكها في الكويت ( البيزة )

(طويلة الحسا) الذهبية ، ويلاحظ نقش الشهادتين عليها

أنواع الآنات (جمع آنه ) التي كانت تستخدم في الكويت قديما

أنواع الروبيات ، ويشاهد الريال الفرنسي الأول من اليمين

عملة الملك (انطياخوس) التي تم اكتشافها في جزيرة فيلكا
رد مع اقتباس