عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-07-2008, 11:41 AM
ملاحم كويتية ملاحم كويتية غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 116
افتراضي أعياد الكويتيين في عيون الرحالة الغربيين

أعياد الكويتيين في عيون الرحالة الغربيين


( مختارات ومشاهدات )

وإما المؤرخ الثاني الذي سوف نتحدث عنه هو الرحالة جون دانيالز والذي أرخ بعض مشاهداته في كتابه ( رحلة الكويت ) وأول اتصال لدانيالز بالكويت يعود إلي عام 1948 م وذلك عندما جاء ليعمل في الكويت في بدايات اكتشاف النفط وساعدته لغته العربية التي درسها في مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية في لبنان عام 1958 م في توثيق وفهم الإحداث من حوله وزار الكويت عدة مرات متقطعة في الفترة ما بين 1950 و عام 1970 م وكان من ابرز ما شد انتباهه من مظاهر الحياة الاجتماعية في الكويت مشهد العيد وفرحة الناس فيه حيث يقول :

انه صادف عيد الفطر يوم الأحد 24 فبراير لعام 1963 الموافق غرة شوال 1382 للهجرة وهو عيد استثنائي جمع بين عيد المسلمين الذي يحتفل به بنهاية شهر رمضان الاستثنائي والعيد الوطني للكويت وعطلت الدوائر الحكومية أعمالها لفترة طويلة وظلت معطلة حتى السبت التالي وطوال السنين التي كنت محظوظا بمشاهدة احتفالات عيد الفطر في الكويت لم اشهد مثيلا لاحتفالات عيد فطر عام 63 والتي جاءت بعد مقتل ديكتاتور العراق عبدالكريم قاسم .

حيث لا تزال عالقة في مخيلتي صورة مجموعة مكونة من خمسة أطفال يلعبون في شارع فهد السالم الفخم تتراوح أعمارهم بين 9 الى 10 سنوات ولديهم نماذج العاب لسيارات أمريكية حديثة والتي تسير بالبطارية عن طريق التحكم من بعد .

وإذا ما عدت بالذاكرة الى الوراء عام 48 كنت بالكاد أجد بطارية استخدمها لنور الإضاءة المحمول فكيف تكون علية الحال ألان ان تستخدم البطارية لسيارات الألعاب قبل عشرين عاما.

عندما كانت دكاكين العيد تضاء بالفوانيس المعبأة بالكيروسين ( الكاز ) إما اليوم فان كل أنواع الانارات الكهربائية متوفرة من النيون الى الفلور سنت ومن هذه المحلات التجارية يبتاع الرجال الملابس الجديدة لأطفالهم وزوجاتهم وخدمهم وذلك قبل نهاية رمضان بفترة وجيزة.

وفي الماضي كانت قائمة شراء ملابس جديدة للعبيد جزءاً من قائمة مشتريات العيد .

وقد اكتشفت ان تكلفة كل لعبة السيارات المذكورة أعلاه حوالي جنيهان استرلينيان وهذا يعني ان مجموع ما صرفه الأطفال خمسة لشراء اللعب يساوي راتب شهر كامل لوالد كل منهم قبل حقبة النفط في الكويت .

وأصبحت عادة شراء الألعاب للأجيال الجديدة وما تكلفة من جنيهات عادة متبعة ومع ان الزمن حمل معه كثيرا من التغييرات إلا ان بعض العادات والتقاليد لازالت قائمة .

وكما هو المعتاد كانت أصوات طلقات المدفع في الصباح الدليل على بداية الاحتفال بالعيد ولم تكن تلك المناسبة عادية في الكويت .

وقد يكون السبب هو مزج الاحتفالات السابقة بمقتل قاسم والإحداث الاخري المهمة ان العيد أعقب إحداثا مفاجئة الى حد ما ومظاهر الفرح عمت كثيرا من المباني ورفرفت الإعلام الكويتية عاليا فوق المباني الحكومية والتي ترفع في العطل والمناسبات الخاصة وزينت الشوارع برايات على طولها وسيارات الأجرة التاكسي أيضا رفعت رايات الفرح وهي تجوب الشوارع الفسيحة الحديثة والتي إلي عهد قريب كانت ضيقة وذات مسار واحد وعدد السيارات التي تسير عليها قلية وإثناء عيد الفطر عام 63 غصت الطرقات بتزاحم السيارات التي تنقل الأصدقاء والأقارب لتبادل زيارات التهنئة بالعيد.


ومما يدعو للأسف انه نتيجة للروح العالية وقلة الاهتمام ان تزايدت نسبة الحوادث وتراكمت السيارات على جانب الطرقات وتركت لعدة أيام وكأي بلد في العالم خلال الإجازات والعطلات تزداد حوادث السيارات واليوم لسوء الطالع فان الحوادث بازدياد.

وإذا ما تركنا جانبا مشاهد حوادث الطرق التقليدية الأكثر سلبية هناك كثير من المشاهد الجميلة في الكويت فعلى سبيل المثال تمثل ساحة الصفاة بوسط المدينة مركز للباعة المتجولين والمصورين الفوتوغرافيين فيبيع الأولون جميع أنواع الورود والزهور الورقية ويأخذ الاخيرون صورا شخصية تذكارية مع صور لحاكم الكويت وكان اخذ الصور مع صورة الرئيس المصري جمال عبد الناصر هي الأكثر تفضيلا.

وهناك شارع لا يبعد كثيرا عن ساحة الصفاة يطلق عليه السكان اسم الشارع الجديد وبعد احتفالات صباح يوم العيد لم يبد الشارع الجديد كعادته جديدا إذا وصلت مظاهر العبث خلال العيد الى درجة امتلاء هذا الشارع بالمهملات والجرائد والمجلات وعلب الكرتون وهي مخلفات الاحتفال.

وكان هناك كثير من المجلات المصرية المتناثرة الى جانب ست أو سبع سيارات لوري لشحن مرطبات صباح والتي تنشر إعلانات لشرب مرطب صباح والتي يعتقد انه سمي باسم المطربة اللبنانية الشهيرة صباح .

وبعد ان تجاوزت الشارع الجديد متابعا السير في شارع فهد السالم باتجاه مكتب البريد العام والذي كان يقبل عليه قبل حلول أيام عيد الفطر بأيام قليلة كثير من السكان مثلنا نحن الغربيين في عيد الميلاد الكريسماس لإرسال بطاقات التهاني للأقارب والأصدقاء بهذه المناسبة وبينما كنت أسير على مهل رأيت كثيرا من الأطفال وهم يرتدون الملابس الجديدة ومنهم من يرتدى الزى العسكري ويحمل لعبا لمسدسات وسيوف .

وبعد السير في الشارع لهنيهة استدرت خلف عمارة الزيد وهي عمارة تقع على امتداد الشارع وكما كنت مسرورا فأنني متأكد بان حمود الزيد مالك العمارة هو الأخر مسرور بمنظر أطفال من ذوى الدخل المحدود وهم مجتمعون يلعبون بالعاب صنعوها بأنفسهم على شكل دائرة صناديق الكرتون والعجلات وقد يكون هذا المنظر من مناظر العيد قبل سنوات عدة خلت ومع هذا تجد هؤلاء الأطفال مستمتعين بهذا العيد مثل استماع أطفال الأسر الغنية بألعابهم الثمينة .

وبعيدا عن عالم متعة الأجيال الجديدة بالعيد فان النساء والأمهات الكويتيات قد تحسنت أوضاعهن وأصبحن يتمتعن بامتيازات كثيرة هذه الأيام بينما كن في الماضي رهينات بيوتهن طوال السنة.
وفي مناسبات الأعياد كعيد الفطر فأنهن يحصلن على حريتهن فيخرجن من بيوتهن ويذهبن الى ساحة الصفاة حيث يشاهدون الرجال وهم يؤدون رقصة السيف التقليدية المعروفة باسم العرضة وفي هذه الرقصة تجد المشاركين وهم يلوحون بسيوفهم عالية فوق رؤوسهم ويتمايلون داخل دائرة عريضة مرات ومرات يغنون ويضربون الطبول ويا للحسرة فان رقصة السيوف أصبحت لا تقام في ساحة الصفاة بسبب تقاطعات الطرق والازدحام المروري وما قد تسببه من إخطار .

ومع هذا فانا سعيد لان هذه الرقصة التقليدية لازال يؤديها الكويتيون وبالأمس القريب كان إفراد من الأسرة الحاكمة يؤدون العرضة في إحدى القرى الكويتية .

والى جانب الاحتفالات التقليدية هناك زيارات العيد المبهجة عندما يقوم الأقارب والأصدقاء بزيارة كل واحد منهم بزيارة الأخر والأمير الراحل نفسه كان يقوم بهذه العادة .

والاستثناء الوحيد الذي اعرفه والذي حاد عن هذه العادة المتبعة هو ان احد الوزراء اختار ان يهرب من وسط زحمة هذه الزيارات الاجتماعية الى رحلة صيد الى جزيرة كبر بجوار ميناء الأحمدي للبترول وهي جزيرة يحظر صيد الطيور بها .

وجرت العادة في مثل هذه المناسبة ان كل عربي يشغل منصبا أو عضوا في السلك الدبلوماسي أو مديرا تنفيذيا في شركات النفط أو أي فرد سواء أكان غنيا أو فقيرا مهما أو غير مهم عليه ان يتوجه الى الحاكم ونائبه لتقديم التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد انه شي يبعث السعادة في نفس مشاهدت مناظر احتفالات عيد الفطر عام 63 ودون شك انه مع زيادة صادرات البترول فان مستقبل البلاد وازدهارها يبدو زاهر أكثر من ذي قبل .
رد مع اقتباس