عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 20-08-2009, 02:58 AM
الصورة الرمزية للتاريخ
للتاريخ للتاريخ غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 15
افتراضي

السلام عليكم
بعد إطلاع دكتورنا الفاضل (عماد العتيقي) على المحاورات الدائرة في هذا المنتدى المتنامي بكل خير.
ظفرتُ منه بمساهمة تثري المناقشة وتغذيها .

حيث استجاب لي مشكوراً مع كثرة ارتباطاته وحجم مسؤولياته وأشغاله ..استجابةً سخية كريمة؛ لما بيننا من مودة.. ولأنه صاحب المصادر التي استندت إليها الباحثة هدى العتيقي ..جزاه الله خيراً.
أفاد بالآتي:

مناقشةٌ وتعليقٌ على بحث
(مناقشة نشأة بلد الكويت)

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
في البحث مسائل أساسية وهي :
أولا- مؤسس بلد الكويت .
"ربما يكون هو براك بن غرير الحميد حوالي 1680- 1682، أو العثمانيون قبله". لقد وفقت الباحثة هدى العتيقي في استنتاجها المتحفظ.

و لنا أن نضيف من المصادر و الأدلة ما جاء في لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب ( طبعة الدارة سنة 1993) و ما جاء في تحفة المستفيد لمحمد العبدالقادر مضمنا في المصدر الأول:
أن براك هو الذي ضبط الثغور و حصن القصور.

وذكر صاحب اللمع أن ملك بني خالد امتد حتى جبل سنام شمالا (قرب بلد الزبير) و كان براك قد حدد الحدود و مواقع العشاير التابعة له فجعل آل صُبَيح على الشمال وهم أقوى العشاير فكان لهم الجهراء والصبية وبرها.
و آل عماير كان لهم العدان و هو الساحل من مدينة الكويت الحالية إلى جنوب البلاد.

و مؤلف لمع الشهاب حسن الريكي قديم ألفه سنة 1233 هجرية فهو من أقدم المصادر العربية في الموضوع (بالإضافة لسبائك العسجد)، و إن لم يصرح ببناء الكويت و لكن يفهم مما سبق أن ذلك قد كان تأسيساً أو تحصينا لبناء قائم.
وكتاب السبائك أيضاً لم يخرج في مادته عن النتيجة التي توصلت إليها الباحثة.

و يؤكد ذلك ما جاء في مذكرات الرحالة ستوكويلر Fifteen Months Pilgrimage.. J.H. Stocqueler. London 1832) ) و هو قد زار الكويت في رحلته و وصف عمرانها وصفا دقيقا.
قال أنه قد أُخبر (أي من قبل السكان) أن العرب قد سيطروا على الكويت أو القرين قبل حوالي مائه و خمسين سنة (150).
و بطرح 150 من 1832 نحصل على 1682 و هي مطابقة لحكم براك الغرير.

و لكن ستوكويلر يضيف معلومات مهمة: قال(ص 19) إنه قبل سيطرة العرب كانت القرين أو الكويت تحت سيطرة قوات الانجليز (Englishmen ) (هكذا) الذين بدورهم انتقلت إلى أيديهم من قبل البرتغاليين. و أنه تحت سيطرة البرتغاليين كان لهذه المنطقة أهمية في نشاطهم مع الهند.

يعلق هذا الرحالة على الرواية بأن الانجليز لم يكن لهم دور في ذلك الوقت فربما كان المقصود هو الأتراك و البنادقة.

نقول: إن السكان المحليين كانوا يسمون العثمانيين في ذلك الوقت (الروم) فربما فهمها ستوكويلر خطأ بالانجليز ثم صححها لنفسه ، أو لربما وهم من أخبره بشأن الانجليز.

الشاهد في المقال أن للكويت أو القرين كما كانت تسمى تاريخا أعرق مما يتبادر للذهن و تستحق بلدنا العزيزة بحثا أعمق لتوضيح ذلك.

ثانيا- مسألة سليمان بن أحمد أول شيخ للصباح في الكويت.
حاول بعض الزملاء والباحثين مثل الدكتور أبو حاكمة تحميل وثيقة فرنسيس واردن على شيخ بني خالد، وهو سليمان بن محمد الغرير بدلا من سليمان بن أحمد بن صباح.

و ذلك بعيد جدا لأسباب ذكرت بعضها الباحثة ونضيف عليها: أن سليمان بن محمد الغرير بدأ حكمه سنة 1736 ميلادية وحلف العتوب بدأ في 1716 كما في وثيقة واردن.

كذلك فإن فحص عبارة واردن -كما ترجمتها الباحثة- يدل على ثلاث عشائر لكل عشيرة شيخ ، فبدأ بعشيرة الصباح وذكر شيخهم سليمان بن أحمد ، ثم ثنى بعشيرة الجلاهمة وأنهم أتباع لجابر بن عتبي ثم عشيرة الخليفة وأنهم أتباع لخليفة بن محمد.

و لم يكن من المنطق وهو في معرض سرد شيوخ العشائر المتحالفة أن يعرض عن ذكر شيخ بني صباح ويذكر الآخرين دونهم.

ثم لو افترضنا جدلا صحة رأي من قال إن المقصود هو سليمان بن محمد شيخ بني خالد؛ فمعنى ذلك أن الجلاهمة وآل خليفة لم يكونوا أتباعا له وأن الصباح فقط هم أتباعه، و ذلك بالطبع ليس مقصود واردن و ليس يمكن أن يكون صحيحا.

الدليل الثالث أن واردن قد توبع على تقريره بتقرير بريطاني قديم آخر وهو تقرير كمبل ( A.B. Kemball "Chronological table of Events...the Uttobee tribe (Bahrein) 1716-1844)" IOR # 689. The British Library حيث يؤرخ حلف العتوب بسنة 1716وهم بنو صباح تحت سليمان بن أحمد واليلاهمة تحت جابر بن عتوبي والخليفة تحت خليفة بن محمد.

و يؤكد هذا النص أن هؤلاء الزعماء هم الذين عقدوا حلف العتوب سنة 1716 كل منهم نيابة عن عشيرته.
ويضيف أنهم سيطروا على الكويت في تلك السنة، و هو نص له دلالة قوية.

تبقى مسألة تحريف الأسماء و هي غير بعيدة على الكتاب الانجليز. فمثلما يقال أن جابر بن عتوبي هو جابر بن عذبي ، يمكن أن يقال أن سليمان بن أحمد هو في الواقع سلمان بن أحمد لأن آل صباح الأوائل ليس في أسمائهم سليمان.

ثالثا- مسألة نزول العتوب إلى الكويت.
و هذه مسألة لم تتطرق إليها الباحثة بالتفصيل لأنها لم تكن مشكلة البحث. ولكن ما ذكر من تعليقات يشجع على المشاركة بالرأي.
إن العتوب لا بد من أن يكونوا استوطنوا الكويت قبل 1716 حتى يمكن لهم أن يحكموا السيطرة على الأمور في تلك السنة. فحلف العتوب ليس إلا توزيعا للأدوار نتج عن فترة استقرار وتدبر سبقته بسنين.

وما ذكر من إشارات عن مسجد الخليفة الذي هو على الأرجح مسجد الفاضل يدعم هذا الافتراض.
فالنخل الموقوف على المسجد في القطيف كما في الوثيقة المؤرخة 1306 هجرية قد تعاقب عليه أحد عشر ناظرا أو متوليا.

وهذا العدد يحتاج إلى عدد غير قليل من السنوات ربما يسبق التاريخ الذي قدره الدكتور على باحسين بسنة 1714 ميلادية.
ولكن ليس لدينا أو لدى الدكتور باحسين دليل على التقدير.

والمنطق فقط هو الذي يدفعنا إلى ترجيح سكنى العتوب الكويت قبل 1716. فوجود تحالف و سيطرة لا بد له من سوابق ومقدمات.

ثم إن العتوب و الهولة هم أقوى القبائل البحرية التجارية في شمال الخليج .

وقد نقل سلوت في كتابه نشأة الكويت (مركزالبحوث و الدراسات الكويتية 2003) وثيقة علي باشا الشهيرة والمؤرخة سنة 1701 والتي وصفت أسطولهم التجاري الكبير وانتقال أفواج منهم إلى البصرة ثم إلى مكان غير محدد لا شك أنه في سواحل الخليج الشمالية.

كما ذكر سلوت الأحداث التي حصلت قبل سنة 1674 م بقليل والتي على إثرها استطاع تحالف قبلي في شمال الخليج طرد الهولة من شواطئ اللؤلؤ في البحرين. و البحرين قد تطلق على السواحل الغربية للخليج العربي من قطر إلى الكويت.

معنى ذلك أن سيطرة القبائل البحرية على شمال الخليج والتي لا شك أن العتوب يمثلون طرفا أساسيا فيها كانت منذ ذلك الوقت على أقل تقدير.

وهذه السيطرة البحرية تدعو إلى الاعتقاد بوجود مراكز تسوق أو وكالات تجارية في الموانئ الهامة والتي كان منها ميناء الكويت الذي وصفه مرتضى ابن علوان في 1709.

فليس من التعسف افتراض أن العتوب اهتموا بالكويت و تكوين قواعد بشرية فيها منذ عام 1674 ميلادية استنادا إلى تسلسل الأحداث، حتى لو لم يكن هناك مصدر وثائقي محدد.

هذا الاستيطان التدريجي الذي توج في عام 1716 بتأسيس حلف العتوب تمهيدا للسيطرة السياسية عندما سمحت بذلك الظروف.

ونركز على التدرج في الاستيطان لأن فروعا من العتوب لم تزل تقطن خارج الكويت حتى بعد استقرار أغلبهم في الكويت سنة 1716 . فقد ذكر سلوت نفسه الحادثة الشهيرة سنة 1740حيث تمرد بعض الملاحين التابعين إلى نادر شاه حاكم فارس والذين كان منهم الهولة والعتوب وهربوا بما أخذوه من سفن.

وفي تقديري أن الفترة من 1716 إلى 1762 تحتاج إلى بحث مطول لمعرفة تسلسل الأحداث التي انتهت بتعيين عبدالله بن صباح حاكم الكويت الثاني.

وكتبه/ أ.د عماد بن محمد العتيقي ". اهـ

حقيقةً، أتقدم لدكتورنا الجليل بوافر الشكر .. فإن هذه المذاكرات العلمية.. نافعة لتنمية مدارك المهتمين بمنهجية الأبحاث التاريخية.

كما أحب أن أنوه لإخواني الكرماء بأن البحث مع (الدكتور العتيقي) لن يتسلسل إلى مناقشات أخرى .. فحسبه حيث توقف القلم.
ومن كانت لديه إضافات وتعقيبات فليتفضل بها وأجره على الله.. ليستفيد الجميع.
ولي عودة ..

التعديل الأخير تم بواسطة للتاريخ ; 21-08-2009 الساعة 11:03 PM. سبب آخر: تصحيح تاريخ
رد مع اقتباس