عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-05-2008, 05:56 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي قصة الوثائق العدسانية في القرن التاسع عشر

فرحان عبد الله احمد الفرحان

العدسانية جزء من تاريخ الكويت الحديث الذي امتد قرابة ثلاثة قرون لقد تعارف الكويتيون على كلمة العدسانية ذلك هو الوثيقة التي تعتبر هي الصك الشرعي لصاحب الملك وذلك للبيوت في الكويت متى بدأت هذه الوثيقة.
هذه الوثيقة التي تسمى العدسانية في العالم العربي تسمى بروة ووثيقة وورقة الطابو والصك وورقة التوثيق.
كان مصدر التوثيق في العالم العربي الى عهد قريب هي المحاكم الشرعية وهي التي تصدر الوثيقة التي تصدر لصالح المتملك في الكويت ابتدأ القضاء منذ نيف وثلاثة قرون ونصف على يد الشيخ احمد العبد الجليل الذي زوج ابنته الى الشيخ ابن العدساني والذي تولى القضاء فيما بعد خلفا للشيخ العبد الجليل واخذت وثائق البيوت والاملاك تظهر على يد هذه الاسرة مع توسع الكويت في القرن التاسع عشر اخذت الوثائق تأخذ منحى آخر حيث اصبح القاضي الشيخ محمد بن عبد الله العدساني الذي تولى القضاء في سنة (1857) اخذت هذه الوثائق تحمل سمة التسمية العدسانية البارزة فكانت كل وثيقة تكتب في واجهتها (الحمد لله سبحانه حمدا كلما ذكر لدي وانا العبد الفاني محمد بن عبد الله العدساني وتأتي الديباجة بعدها هكذا.
السبب الداعي الى تحرير هذه الاحرف الشرعية هو: انه قد حضر لدي «فلان بن فلان ـ بانه باع ما هو يملكه البيت/ الفلاني/ يحده/ كذا على ـ فلان ابن فلان بانه باعه عليه بثمن وقدره وعدده مائة ريال سلمه الثمن بتمامه وكماله الى البائع وجرا في كذا من التاريخ.
يلاحظ ان كثيرا من هذه الوثائق التي تخص البيوت دائما تكون اثمانها بالريال والوصايا بعضها يكون دائما بالقرآن.
يلاحظ ايضا ان غالبية الوثائق للبيوت في عهد الشيخ عبد الله الصباح عبد الله الثاني تكون الشاهد بها هو الشيخ عبد الله بنفسه مع احد المواطنين مع توثيق القاضي العدساني هذا القاضي الذي ظل في سدة القضاء من سنة (1857/ الى سنة وفاته (1919) كان تولى القضاء قبله والده الشيخ عبد الله محمد صالح العدساني الذي ظل ممسكا بالقضاء من سنة (1819 ـ حتى وفاته في سنة 1857) واستلام ابنه مكانه وهي العبد الفاني محمد بن عبد الله العدساني.
هذه الوثائق ليست مقصورة على اوراق وثبوتات البيوت بل كان كثير من الكويتيين في القرن الماضي والذي سبقه يتجهون الى عمل الخيرات والمبرات فكانت التوقيفات والوصايا هي السائدة لهذا تجد كثيرا من العدسانيات بها الوصايا والعطايا والهبات والوقفيات وانا في هذا البحث اريد ان احث كثيرا من الباحثين بالرجوع الى هذه العدسانيات فان بها معينا لا ينصب للرجوع الى تاريخ الكويت وكثير من اسماء العائلات والاشخاص الذي بعضهم ان ترفع التاريخ. ان الذي يريد ان يحدد اماكن ومناطق وتسميات في الكويت عليه الرجوع الى هذه العدسانيات.
ان العدسانيات التي وصفها المرحوم حمد السعيدان في موسوعته في صفحة/984/ يقول عدسانية وثيقة قضائية شرعية تصدرها ادارة البلدية للملاك وتوقع من قبل القضاة العداسنة سادت من/ 1853/1916) احب ان اعلق على ما ذكره المرحوم السعيدان انه في تلك الحقبة لا يوجد بلدية في الكويت الا في القرن العشرين وكان الناس يعتمدون على انفسهم في النظافة لكن العدسانية كانت تصدر باتفاق البائع والشاري امام القاضي ومن ثم كاتب العدل او كاتب القاضي يتولى كتابة النص وهو عبارة عن اكليشه ثابتة لا تتغير في جميع الوثائق التي وصلتنا منذ كتابة هذه الوثائق.
وعلى العموم فان هذه الوثائق جزء من تاريخ الكويت وكما قلت حفظت لنا الشيء الكثير هناك بعض العائلات التي انتهى ذكرها في تاريخ الكويت المعروف لكن هذه الوثائق حفظت هذه الاسماء والعائلات بالاضافة الى اسلوب الكتابة والخط الذي كان يستعمل في تلك الفترة من الزمن.
واخيرا فهذه حقبة من تاريخ الكويت يجب ان ندرسها بتمعن ونحاول ان نستقي منها جزءا من تاريخ هذا البلد العزيز.


جريدة الوطن 31/3/2004
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس