عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 31-03-2008, 10:44 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

الوطن - 30 / 3 / 2008م
الجزء الثاني

افتتاح معهد ديني

عندما انتابت علماء الكويت ومشايخها شكوك ومخاوف من انقراض التعليم الديني في ظل عدم وجود مؤسسة ترعاه رفعوا مخاوفهم إلى مجلس المعارف وطلبوا افتتاح معهد ديني لتدريس الفقه ولو لساعة من النهار فاستجاب مجلس المعارف لطلبهم فاستأجروا محلا مقابلا لسوق اللحم في شارع المباركية، وتم تعيين ثلاثة فقهاء فيه وتطوع الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة لتدريس علوم الحديث النبوي.. وقد طلب الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس دائرة المعارف آنذاك من الشيخ عبدالوهاب الفارس الانضمام إلى هيئة علماء المعهد الديني الذي أنشئ في عام 1947م فقبل شيخنا التدريس فيه واستمر في تأدية رسالته في المعهد لمدة عشرين عاما.

ديوان.. وشخصيات بارزة

كان شيخنا الجليل -رحمه الله- يجلس في ديوان الفارس بالمباركية ما بين صلاتي المغرب والعشاء يوميا وذلك قبل أن ينتقل من المباركية سنة 1960م ليسكن بالفيحاء الى سنة 1971م، وبعدها انتقل الى ضاحية عبدالله السالم. ويدرس في ديوانه الفقه الحنبلي والحديث النبوي الشريف والسيرة النبوية التي يدرسها من خلال كتاب (سيرة ابن هشام) وقد حفل ديوانه بالعديد من الشخصيات البارزة التي كانت تستمتع بالجلوس اليه والانصات الى حكمه ومآثره.. والى جانب مجلسه اليومي كان له ايضا مجلس اسبوعي في الديوان نفسه وذلك لمدة ساعة من بعد صلاة الجمعة حيث يجتمع فيه مع اهله.. والى جانب الاهل كان للاصدقاء مكان كبير في مجلسه الذي كان يجيب فيه على الاسئلة والاستفسارات الدينية ومن اقرب اصدقائه السيد مرزوق داود البدر.. وكانت السمة البارزة على ديوانه وصحبته هي تجمع اهل العلم والفضل لرفع راية الله عزوجل فكان على صلة دائمة بابن عمه الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله الفارس والشيخ محمد بن سليمان الجراح والشيخ محمد صالح العدساني والاديب الشيخ ابراهيم بن سليمان الجراح حيث حافظوا جميعا على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وجعلوهما في الصدارة، وليس ادل على ذلك من انه عندما حضر امير البلاد الراحل الشيخ صباح السالم الصباح الى ديوان الفارس في احدى المناسبات وكان في استقباله الشيخان عبدالوهاب بن عبدالرحمن الفارس وابن عمه عبدالوهاب ابن الشيخ عبدالله الفارس حيث قال لهما: «انتم ايها العلماء الجناح الايمن والشعب هو الجناح الايسر»، فما كان من الشيخين الا ان اجاباه شاكرين له تفضله قائلين: «ان هذا القول دليل اهتمام سموكم بالعلم والعلماء وتقديرهما ولكن جناحيك يا صاحب السمو هما: كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم».
وكان لشيخنا ايضا مجلس خاص خلال شهر رمضان المبارك بمسجد الفارس بالمباركية بعد صلاة العصر يوميا لالقاء الدروس والوعظ والارشاد في هذا الشهر المبارك وكان يحضر الدرس الكثير من طلبة العلم.

موقف من الطهر

لم يكن شيخنا الجليل يسعى الا في الخير، ولم يقف قط الا في موقف يحيط به الخير والطهر والصلاح فقد كان في مرة من المرات يسير مع صديقه الشيخ محمد بن سليمان الجراح فصدمتهما سيارة وسقطا في حفرة مما تسبب في جرحهما وكان من الطبيعي مقاضاة سائق السيارة لكنهما تنازلا عن حقهما عندما علما بانه كان في حالة سكر.. فقد رأى الشيخان انه لا يليق بهما ان يقفا مع «سكران» في موقف واحد فآثرا الصفح عنه وتركاه الى حال سبيله.

تلاميذ الشيخ

جني ثمار شيخنا الجليل الطيبة عدد من التلامذة النجباء الذين نالوا مكانة تليق بهم في الكويت وتقلدوا مناصب مهمة ومن ابرزهم: ابنه «ابراهيم» الذي تقلد عدة مناصب في وزارتي الاعلام والتربية - ابنه «حمد» مدير المعاهد الدينية السابق - ابنه الشيخ «عبدالرحمن» وكيل وزارة الاوقاف المساعد لشؤون الحج والمساجد السابق - المستشار «راشد عبدالمحسن الحماد» رئيس المجلس الاعلى للقضاء ـ الدكتور «يعقوب يوسف الغنيم» وزير التربية والتعليم السابق ـ الدكتور «خالد مذكور المذكور» رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الاسلامية بالديوان الاميري -الدكتور «عجيل جاسم النشمي» عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية السابق بجامعة الكويت وغيرهم من الاساتذة الاجلاء.

إخوانه وأولاده

كان لشيخنا الفاضل -رحمه الله- شقيقان «أحمد وهو من مواليد 1895م- وشقيق آخر توفى في ريعان شبابه اسمه عبدالله» وشقيقة واحدة تزوج منها الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله الفارس وقد رزق الله سبحانه وتعالى الشيخ أربعة من الاناث وستة من الذكور من زوجته ابنة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الفارس وهم: (عبدالله- إبراهيم- حمد- الشيخ عبدالرحمن- يوسف «توفي صغيرا»- مشاري) وقد اختار لهم طريق العلم والنور فأرسل ابنه إبراهيم للدراسة في كلية اللغة العربية وحمد إلى كلية اصول الدين والشيخ عبدالرحمن إلى كلية الشريعة والقانون في الأزهر الشريف ومشاري إلى كلية التجارة في جامعة الكويت.

تقدير وتكريم

واعترافا بفضل شيخنا الجليل وجهوده الكبيرة لخدمة الاسلام والمسلمين قامت جامعة الكويت بمنحه شهادة تقدير تكريما لجهوده الكريمة وقامت وزارة التربية والتعليم باطلاق اسمه على احدى مدارسها في ضاحية صباح السالم، وقامت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية باطلاق اسمه على مسجد بجوار جمعية كيفان التعاونية بناء على اقتراح مقدم من عضو مجلس الأمة آنذاك السيد جاسم محمد العون تخليدا لذكراه التي يحفظها له تلامذته في وجدانهم، وقام المعهد الديني بمنحه شهادة تقدير بمناسبة مرور خمسين عاما على انشائه تحت رعاية سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح حفظه الله ورعاه

مؤلفاته

ألّف شيخنا الجليل - رحمه الله - عدة مذكرات فقهية لطلاب العلم لاتزال مخطوطة ومحفوظة لدى ابنه الشيخ عبدالرحمن .. وحقق مع الشيخ محمد سليمان الجراح ومحمد سليمان المرشد كتاب (كشف المخدرات شرح اخصر المختصرات) على مذهب الامام احمد بن حنبل وهو من تأليف عبدالرحمن بن عبدالله بن احمد البعلي بن محمد الدمشقي الحنبلي ومازال التحقيق مخطوطا غير مطبوع في مكتبة وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، وله مؤلف فقهي ذكرناه في الحلقة الأولى في الأسبوع الماضي.
رد مع اقتباس