عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 31-12-2010, 10:02 AM
د.طارق البكري د.طارق البكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 16
افتراضي

http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN...0860&zoneid=17

المصدر
جريدة الانباء

«بيتك».. من رؤية شخص.. إلى عملاق العمل المصرفي الإسلامي

الخميس 30 ديسمبر 2010 الأنباء
:أدوات الربط


أضـف تعليقك :حجم الخط
لاشك ان الشيخ أحمد بزيع الياسين احد رموز العمل المصرفي الإسلامي ليس في تاريخ الكويت فحسب وإنما على مستوى العالم بعد ان استطاع ان يكون اول من بادر إلى فكرة تأسيس بنك يعمل وفق الشريعة الإسلامية في الكويت سعيا لتلبية مطالب العديد من الراغبين في هذا النوع من العمل المصرفي وهو ما احدث نقلة نوعية في تاريخ العمل المصرفي بعد ان قام بتأسيس بيت التمويل الكويتي.

ورغم ان تاريخ الشيخ احمد بزيع الياسين مع العمل الإسلامي المصرفي كبير جدا إلا ان د.طارق البكري استطاع من خلال إصدار خاص وفريد ان يوثق مسيرة الشيخ احمد بزيع الياسين من خلال كتاب «رؤية اقتصادية من المنظور الشرعي» متناولا ومؤرخا التجربة الشخصية لمؤسس ورائد العمل المصرفي الإسلامي في الكويت الشيخ أحمد بزيع الياسين.

ويستعرض الكتاب في فصوله الثمانية التجربة المصرفية الإسلامية بدءا من الرؤية مرورا بالفكرة وصولا إلى العمل المصرفي الإسلامي بشكله المؤسساتي في الكويت من خلال إنشاء بيت التمويل الكويتي (بيتك).

ويروي الكتاب في فصله الثالث مرحلة تأسيس بنك إسلامي في الكويت (بيت التمويل الكويتي) وتوجه الشيخ احمد بزيع الياسين في سبعينيات القرن الماضي الى طرح بيت التمويل الإسلامي ومبادرته لإطلاق الفكرة وعرضها على بعض المعنيين وبينهم وزيرا الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك يوسف جاسم الحجة والمالية عبدالرحمن سالم العتيقي.

ويذكر الكتاب بعد ذلك أنه تم عام 1977 تأسيس بيت التمويل الكويتي قبل ان يبدأ عمله رسميا في 28 اغسطس عام 1978 برأسمال بلغ عشرة ملايين دينار كويتي فقط وليكلف الشيخ الياسين بإطلاق العمل فيه ورئاسة مجلس إدارته.

ويشير الى ان الشيخ الياسين لم يكن من خريجي الجامعات وان دراسته التي عرفها جيله في الكويت كانت في مدرسة المباركية التي انطلق منها الى جامعة الحياة مستعرضا كيف انه بدأ عمله في ميدان التجارة في سن مبكرة وفق تعاليم وقيم الإسلام.

ويتحدث عن السيرة العملية للشيخ البزيع وتقلده العديد من المناصب والمهمات حيث كان عضوا في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي ورئيسا لمجلس إدارة بيت التمويل الكويتي ورئيسا لمجلس إدارة بيت التمويل التركي وعضوا في مجالس إدارات الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وعضوا في غرفة تجارة وصناعة الكويت فضلا عن العديد من المناصب الاخرى.

وفيما يلي استعراض لأهم ما جاء في الكتاب:

جاء الفصل الأول ليتناول النشأة والطفولة والشباب للشيخ أحمد بزيع الياسين حيث أوضح مؤلف الكتاب أنه كتب الكثير عن حياة هذا الشيخ الجليل، ومعظم ما نجده في المال والأعمال.. فمن النادر ان يتحدث عن نفسه، فأبلغ ما يتطلع إليه في مجالسه العامة والخاصة الحديث عن هم حمله يافعا، واستطاع بجدارة ثابتة وهمة عالية ان يزرع الاركان اولا ويرفع البناء لاحقا، ليترك للأجيال اللاحقة خلاصا من هذا الهم، فلم يكتف بوضع اللبنات فقط، او حجر الأساس كما يحلو للبعض ان يرمز إليه.. بل ثابر ودافع وجاهد وكافح، حتى اطمأن القلب وأدركت النفس فلاحها.. فالجهد أثمر وأينع.
وتاريخ الشيخ احمد بزيع الياسين طويل ممتد في العمل والبذل والعطاء.. ولد في السادس من شهر شوال من عام 1346هـ/ 1928م في ظروف حياة لا تشبه ظروف حياة جيل اليوم، ولا مجال للمقارنة على الاطلاق، فشتان ما بين تلك الايام الصعبة وبين اليوم.. أحب العلم منذ نعومة أظفاره، على قدر حبه للعب مثل أقرانه الصغار.. درس في الكتاتيب وهي دور التعليم التي كانت متوافرة في تلك الأيام قبل أن يدخل المدرسة.. وتتلمذ على يد عدد من العلماء مايزال يذكر فضلهم، من بينهم الملا بلال، استاذه الأول في الكتاب، ثم العالم الجليل الشيخ عبدالله النوري، وقد حفظ القرآن الكريم، وتعلم في الكتاب اللغة العربية والدين والحساب، إلى جانب حصص اللياقة البدنية، كما اهتم بالقراءات الدينية منذ صغره.
وقد التحق الطفل احمد بزيع الياسين بالمدرسة المباركية، وكان ذلك عام 1937 فكان من الأجيال المتقدمة فيها، وكان عمره تسع سنوات، وكان يملك حصيلة جيدة من التعليم الابتدائي استقاها من الكتاب، حتى إنه حين دخل المدرسة الابتدائية واختبره ناظر المدرسة الاستاذ احمد افندي نقله مباشرة الى الصف الرابع، وبقي في المدرسة يتدرج من عام إلى عام، حيث حصل على شهادة الصف الثاني الثانوي عام 1942 وهو آخر صف كان في المدرسة آنذاك.
الفصل الثاني
تناول الفصل الثاني من الكتاب بعض المفاهيم الاقتصادية في فكر الشيخ أحمد بزيع الياسين، من خلال إلقاء الضوء على كثير من المسائل، بإجمال مرة وتفصيل مرة اخرى، وهي ترتكز على أسس دينية شرعية، وعلى قيم أخلاقية إيمانية، تنبض بالحس الفقهي والوعي الإسلامي بكل تصرف أو عمل أو تقرير، وعلى هذا الأساس أنشأ الشيخ أحمد مع ثلة من الفرسان السباقين منارة بيت التمويل الكويتي.
وقال مؤلف الكتاب ان الشيخ أحمد بزيع الياسين يتميز بأنه صاحب بصمة بارزة في العمل المصرفي الإسلامي في الكويت والعالم، حتى استحق بالفعل ان يلقب بشيخ المصرفيين الإسلاميين، أو نقيبهم، ورائد الخدمات المصرفية الإسلامية في العصر الحديث، وقد وصفه فضيلة الشيخ د.عجيل النشمي بأنه «الفقيه الاقتصادي الذي لم يتخرج في كلية شريعة ولا كلية اقتصاد.. الرجل الذي لم أر أشد عداوة منه للربا وصروحه.. ولا أشد حماسة للمنهج الإسلامي». وللشيخ رأي معتبر حول العولمة التي يشهدها العالم، حيث يقول: إن في الاندماج المتكافئ قوة، وفي العالمية الاسلامية العدل، والتضامن ويسميها العالمية المتحررة من الجبرية والقهرية التي تتسم بها العولمة المفروضة على العالم بسلبياتها وإيجابياتها للسيطرة من خلالها على شعوب العالم، بعد ان تمت السيطرة من خلالها على كثير من انظمة العالم ومنذ اكثر من مائة عام، قال تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) الأنفال آية 30.
الفصل الثالث
ثم انتقل المؤلف للفصل الثالث ليستعرض تأسيس «بيتك» حيث راودت فكرة تأسيس مصرف إسلامي الشيخ احمد بزيع الياسين منذ بدء حياته المهنية وعزم على تنفيذها منذ سنوات عمره المبكرة، وفي مطلع السبعينيات من القرن الماضي قرر البدء بتنفيذ حلمه الاقتصادي الكبير، وذلك بالاستناد الى حرمة الربا في الأعمال التجارية والأسباب التي تناولناها فيما سبق من فصول، وقد اشرنا الى ان الشيخ راجع في عام 1956 ـ وكان لايزال شابا يافعا ـ أحد البنوك الوطنية الكويتية لحثه على تقديم خدمات خاصة لمن يرغب في التعامل بصفة مشروعة. الا انه لم يجد استجابة، فأحزنه ذلك كثيرا، كما انه يوم كان عضوا في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي طرح على مجلس الإدارة ضرورة إنشاء مصارف إسلامية غير ان الأماني لا تتحقق بسهولة.
وفي عام 1972 ذاع طموح الشيخ أحمد بضرورة تحويل البنوك التقليدية الى بنوك اسلامية، مما دعا وسائل الإعلام للسعي اليه للتعرف على فكرته وطموحه، ومن ذلك حوار أجرته اذاعة الكويت وعثرنا عليه بين أوراق الشيخ الخاصة. فقال له المذيع: ناديتم بإنشاء بنك إسلامي وتحويل البنوك التقليدية الحالية الى بنوك اسلامية تتبنى مبدأ الشريك المضارب، فهل يمكن توضيح ذلك؟
فأجابه الشيخ احمد بإسهاب في كلمة قال فيها: ان المسلمين في جميع أنحاء الأرض بحاجة قصوى للرجوع الى تعاليم الإسلام، دينهم الحنيف، والالتزام بتطبيقه في عباداتهم ومعاملاتهم، والدين الاسلامي علاوة على انه مجموعة من العبادات الروحية والبدنية، هو أيضا نظام متكامل وشريعة سماوية شاملة، نظم الخالق سبحانه وتعالى وشرع لخلقه وعباده من بني البشر ما يحتاجونه في هذه الحياة من أمور اجتماعية وسياسية واقتصادية، وما يمنى به المسلمون اليوم من هزائم متوالية، ما هو الا نتيجة لانحرافهم عن جادة الاسلام، الطريق السوي المستقيم.
واستحكمت الفكرة في قلب الشيخ وعقله مع مضي السنين لكنها لم تجد منفذا حقيقيا حتى ترى النور، الى ان زار الكويت ـ المرحوم بإذن الله تعالى ـ د.عيسى عبده إبراهيم في السبعينيات من القرن الماضي، فطرح فكرة تأسيس بيت تمويل إسلامي مع بعض السادة أمثال: عبدالله سليمان العقيل، ويوسف جاسم الحجي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك.. وغيرهما، فاستحسن الفكرة عبدالرحمن سالم العتيقي وزير المالية وقتها، وكانت له جهود متميزة في هذا العمل، وقد قابل وزير التجارة للحصول على الترخيص فعلم أحمد بزيع الياسين ان الدولة عزمت على تأسيس شركة مشابهة لفكرته، وقد استدعت عددا من الخبراء المصريين لإعداد دراسة وتصور لهذه الشركة. وكان بعض الكويتيين ووزارة المالية شاركوا قبل فترة بسيطة في تأسيس بنك دبي الإسلامي، وبعدها مباشرة جرى تحقيق حلم الشيخ أحمد بتأسيس «بيت التمويل الكويتي» وكلف الشيخ أحمد ببدء العمل فيه ورئاسة مجلس إدارته.
وهكذا تم التأسيس عام 1977، وبدأ عمله رسميا في 28 اغسطس 1978، وكان رأسماله في ذلك الوقت 10 ملايين دينار فقط، بنسبة 49% للمؤسسات الرسمية و51% للقطاع الخاص، وتم بدأ العمل بجزء من رأس المال (مليونان ونصف المليون دينار) في مكتب قريب من وزارة المالية في العاصمة، مجاور لشركة الاستثمارات الخارجية.
الفصل الرابع
وهكذا وبعد تأسيس «بيتك» جاء الفصل الرابع ليستعرض إنجازات «بيتك» موضحا ان البنك هو مؤسسة مالية إسلامية رائدة تتبع وتطبق المنهج الإسلامي في جميع تعاملاتها، فقد كان أول بنك إسلامي يتم تأسيسه في الكويت، بعمل دؤوب من جانب كثير من الخيرين وفي مقدمتهم الشيخ أحمد بزيع الياسين، وقد أصبح البيت اليوم من رواد وقادة العمل المصرفي الإسلامي في العالم، بفضل جهود ومتابعة يومية مباشرة لمدة 15 سنة متتالية من الشيخ أحمد خلال توليه قيادة البيت، رئيسا لمجلس الإدارة لـ 5 ولايات متتالية كما أسلفنا سابقا، إضافة الى جهود المدير العام السابق ورئيس مجلس الإدارة الحالي بدر عبدالمحسن المخيزيم، الذي تولى مهمة الشيخ أحمد بعد اضطلاعه بمهمة رئاسة هيئة الفتوى والرقابة الشرعية بدءا من عام 1993. ولاشك في ان الفترة التي تمتد منذ مرحلة التأسيس الى عام 1993 كانت فترة مهمة وخصبة جدا في تاريخ «بيتك» حيث كانت أول تجربة كبرى على مستوى العالم بمضمونها الاقتصادي الإسلامي، كما انها كانت فترة التأسيس والمنهجة والبناء والترسيخ والانطلاق نحو المستقبل، ومن المؤكد ان الشيخ أحمد لم يترك منصبه الإداري القيادي الكبير بصفته العقل المدبر لمختلف شؤون «بيتك» وهو في قمة عطائه، إلا بعد ان اطمأن تماما على متانة موقع «بيتك» وتماسك أركانه، وقدرته على الاستمرار بعيدا عن مرحلة المؤسس.. الى مرحلة المؤسسة.
الفصل الخامس
تناول الفصل الخامس الشركات التي أنشأها «بيتك» في مرحلة البدايات حيث قام البنك منذ إنشائه حتى نهاية تولي الشيخ أحمد بزيع الياسين رئاسة مجالس إدارات «بيتك» المتتالية بإنشاء شركات كثيرة، وذلك بفضل توسع «بيتك» وزيادة إمكاناته البشرية والمالية، كما ان تعاملاته المالية الإسلامية أثبتت مصداقيتها وبات الجميع يطلبها، وقد حرص «بيتك» على إنشاء عدد من الشركات.
الفصل السادس
استعرض الفصل السادس اتساع الإنجازات لتشمل المجال الاجتماعي للبنك فعلى الرغم من ان اعمال بيت التمويل الكويتي متخصصة في المجال الاقتصادي الاستثماري والمالي والمصرفي فان الشيخ احمد بزيع الياسين كان يرى ضرورة ان تدخل اغلب انشطة البيت في نطاق العمل الاجتماعي، مع تحقيق نسبة من الربح الحلال حيث ان «بيتك» قام اساسا تلبية لرغبة اجتماعية حققت امال الكويتيين في اسلوب اسلامي مصرفي يجنبهم شبهة التعامل الربوي. الفصلان السابع والثامن استعرض الفصلان السابع والثامن من الكتاب مجموعة من الكلمات والآراء والمقابلات مع الشيخ أحمد بزيع الياسين فبعد أن تضمنت الفصول السابقة تفاصيل مهمة وأساسية من حياة الشيخ أحمد بزيع الياسين، واطلعنا على كثير من آرائه ومواقفه، بشكل يلقي الضوء على كثير من إنجازاته منذ تسلمه دفة قيادة بيت التمويل الكويتي حتى تاريخ انتهاء ولايته الخامسة.









«بيتك».. من رؤية شخص.. إلى عملاق العمل المصرفي الإسلامي

الخميس 30 ديسمبر 2010 الأنباء
:أدوات الربط


أضـف تعليقك :حجم الخط
لاشك ان الشيخ أحمد بزيع الياسين احد رموز العمل المصرفي الإسلامي ليس في تاريخ الكويت فحسب وإنما على مستوى العالم بعد ان استطاع ان يكون اول من بادر إلى فكرة تأسيس بنك يعمل وفق الشريعة الإسلامية في الكويت سعيا لتلبية مطالب العديد من الراغبين في هذا النوع من العمل المصرفي وهو ما احدث نقلة نوعية في تاريخ العمل المصرفي بعد ان قام بتأسيس بيت التمويل الكويتي.

ورغم ان تاريخ الشيخ احمد بزيع الياسين مع العمل الإسلامي المصرفي كبير جدا إلا ان د.طارق البكري استطاع من خلال إصدار خاص وفريد ان يوثق مسيرة الشيخ احمد بزيع الياسين من خلال كتاب «رؤية اقتصادية من المنظور الشرعي» متناولا ومؤرخا التجربة الشخصية لمؤسس ورائد العمل المصرفي الإسلامي في الكويت الشيخ أحمد بزيع الياسين.

ويستعرض الكتاب في فصوله الثمانية التجربة المصرفية الإسلامية بدءا من الرؤية مرورا بالفكرة وصولا إلى العمل المصرفي الإسلامي بشكله المؤسساتي في الكويت من خلال إنشاء بيت التمويل الكويتي (بيتك).

ويروي الكتاب في فصله الثالث مرحلة تأسيس بنك إسلامي في الكويت (بيت التمويل الكويتي) وتوجه الشيخ احمد بزيع الياسين في سبعينيات القرن الماضي الى طرح بيت التمويل الإسلامي ومبادرته لإطلاق الفكرة وعرضها على بعض المعنيين وبينهم وزيرا الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك يوسف جاسم الحجة والمالية عبدالرحمن سالم العتيقي.

ويذكر الكتاب بعد ذلك أنه تم عام 1977 تأسيس بيت التمويل الكويتي قبل ان يبدأ عمله رسميا في 28 اغسطس عام 1978 برأسمال بلغ عشرة ملايين دينار كويتي فقط وليكلف الشيخ الياسين بإطلاق العمل فيه ورئاسة مجلس إدارته.

ويشير الى ان الشيخ الياسين لم يكن من خريجي الجامعات وان دراسته التي عرفها جيله في الكويت كانت في مدرسة المباركية التي انطلق منها الى جامعة الحياة مستعرضا كيف انه بدأ عمله في ميدان التجارة في سن مبكرة وفق تعاليم وقيم الإسلام.

ويتحدث عن السيرة العملية للشيخ البزيع وتقلده العديد من المناصب والمهمات حيث كان عضوا في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي ورئيسا لمجلس إدارة بيت التمويل الكويتي ورئيسا لمجلس إدارة بيت التمويل التركي وعضوا في مجالس إدارات الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وعضوا في غرفة تجارة وصناعة الكويت فضلا عن العديد من المناصب الاخرى.

وفيما يلي استعراض لأهم ما جاء في الكتاب:

جاء الفصل الأول ليتناول النشأة والطفولة والشباب للشيخ أحمد بزيع الياسين حيث أوضح مؤلف الكتاب أنه كتب الكثير عن حياة هذا الشيخ الجليل، ومعظم ما نجده في المال والأعمال.. فمن النادر ان يتحدث عن نفسه، فأبلغ ما يتطلع إليه في مجالسه العامة والخاصة الحديث عن هم حمله يافعا، واستطاع بجدارة ثابتة وهمة عالية ان يزرع الاركان اولا ويرفع البناء لاحقا، ليترك للأجيال اللاحقة خلاصا من هذا الهم، فلم يكتف بوضع اللبنات فقط، او حجر الأساس كما يحلو للبعض ان يرمز إليه.. بل ثابر ودافع وجاهد وكافح، حتى اطمأن القلب وأدركت النفس فلاحها.. فالجهد أثمر وأينع.
وتاريخ الشيخ احمد بزيع الياسين طويل ممتد في العمل والبذل والعطاء.. ولد في السادس من شهر شوال من عام 1346هـ/ 1928م في ظروف حياة لا تشبه ظروف حياة جيل اليوم، ولا مجال للمقارنة على الاطلاق، فشتان ما بين تلك الايام الصعبة وبين اليوم.. أحب العلم منذ نعومة أظفاره، على قدر حبه للعب مثل أقرانه الصغار.. درس في الكتاتيب وهي دور التعليم التي كانت متوافرة في تلك الأيام قبل أن يدخل المدرسة.. وتتلمذ على يد عدد من العلماء مايزال يذكر فضلهم، من بينهم الملا بلال، استاذه الأول في الكتاب، ثم العالم الجليل الشيخ عبدالله النوري، وقد حفظ القرآن الكريم، وتعلم في الكتاب اللغة العربية والدين والحساب، إلى جانب حصص اللياقة البدنية، كما اهتم بالقراءات الدينية منذ صغره.
وقد التحق الطفل احمد بزيع الياسين بالمدرسة المباركية، وكان ذلك عام 1937 فكان من الأجيال المتقدمة فيها، وكان عمره تسع سنوات، وكان يملك حصيلة جيدة من التعليم الابتدائي استقاها من الكتاب، حتى إنه حين دخل المدرسة الابتدائية واختبره ناظر المدرسة الاستاذ احمد افندي نقله مباشرة الى الصف الرابع، وبقي في المدرسة يتدرج من عام إلى عام، حيث حصل على شهادة الصف الثاني الثانوي عام 1942 وهو آخر صف كان في المدرسة آنذاك.
الفصل الثاني
تناول الفصل الثاني من الكتاب بعض المفاهيم الاقتصادية في فكر الشيخ أحمد بزيع الياسين، من خلال إلقاء الضوء على كثير من المسائل، بإجمال مرة وتفصيل مرة اخرى، وهي ترتكز على أسس دينية شرعية، وعلى قيم أخلاقية إيمانية، تنبض بالحس الفقهي والوعي الإسلامي بكل تصرف أو عمل أو تقرير، وعلى هذا الأساس أنشأ الشيخ أحمد مع ثلة من الفرسان السباقين منارة بيت التمويل الكويتي.
وقال مؤلف الكتاب ان الشيخ أحمد بزيع الياسين يتميز بأنه صاحب بصمة بارزة في العمل المصرفي الإسلامي في الكويت والعالم، حتى استحق بالفعل ان يلقب بشيخ المصرفيين الإسلاميين، أو نقيبهم، ورائد الخدمات المصرفية الإسلامية في العصر الحديث، وقد وصفه فضيلة الشيخ د.عجيل النشمي بأنه «الفقيه الاقتصادي الذي لم يتخرج في كلية شريعة ولا كلية اقتصاد.. الرجل الذي لم أر أشد عداوة منه للربا وصروحه.. ولا أشد حماسة للمنهج الإسلامي». وللشيخ رأي معتبر حول العولمة التي يشهدها العالم، حيث يقول: إن في الاندماج المتكافئ قوة، وفي العالمية الاسلامية العدل، والتضامن ويسميها العالمية المتحررة من الجبرية والقهرية التي تتسم بها العولمة المفروضة على العالم بسلبياتها وإيجابياتها للسيطرة من خلالها على شعوب العالم، بعد ان تمت السيطرة من خلالها على كثير من انظمة العالم ومنذ اكثر من مائة عام، قال تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) الأنفال آية 30.
الفصل الثالث
ثم انتقل المؤلف للفصل الثالث ليستعرض تأسيس «بيتك» حيث راودت فكرة تأسيس مصرف إسلامي الشيخ احمد بزيع الياسين منذ بدء حياته المهنية وعزم على تنفيذها منذ سنوات عمره المبكرة، وفي مطلع السبعينيات من القرن الماضي قرر البدء بتنفيذ حلمه الاقتصادي الكبير، وذلك بالاستناد الى حرمة الربا في الأعمال التجارية والأسباب التي تناولناها فيما سبق من فصول، وقد اشرنا الى ان الشيخ راجع في عام 1956 ـ وكان لايزال شابا يافعا ـ أحد البنوك الوطنية الكويتية لحثه على تقديم خدمات خاصة لمن يرغب في التعامل بصفة مشروعة. الا انه لم يجد استجابة، فأحزنه ذلك كثيرا، كما انه يوم كان عضوا في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي طرح على مجلس الإدارة ضرورة إنشاء مصارف إسلامية غير ان الأماني لا تتحقق بسهولة.
وفي عام 1972 ذاع طموح الشيخ أحمد بضرورة تحويل البنوك التقليدية الى بنوك اسلامية، مما دعا وسائل الإعلام للسعي اليه للتعرف على فكرته وطموحه، ومن ذلك حوار أجرته اذاعة الكويت وعثرنا عليه بين أوراق الشيخ الخاصة. فقال له المذيع: ناديتم بإنشاء بنك إسلامي وتحويل البنوك التقليدية الحالية الى بنوك اسلامية تتبنى مبدأ الشريك المضارب، فهل يمكن توضيح ذلك؟
فأجابه الشيخ احمد بإسهاب في كلمة قال فيها: ان المسلمين في جميع أنحاء الأرض بحاجة قصوى للرجوع الى تعاليم الإسلام، دينهم الحنيف، والالتزام بتطبيقه في عباداتهم ومعاملاتهم، والدين الاسلامي علاوة على انه مجموعة من العبادات الروحية والبدنية، هو أيضا نظام متكامل وشريعة سماوية شاملة، نظم الخالق سبحانه وتعالى وشرع لخلقه وعباده من بني البشر ما يحتاجونه في هذه الحياة من أمور اجتماعية وسياسية واقتصادية، وما يمنى به المسلمون اليوم من هزائم متوالية، ما هو الا نتيجة لانحرافهم عن جادة الاسلام، الطريق السوي المستقيم.
واستحكمت الفكرة في قلب الشيخ وعقله مع مضي السنين لكنها لم تجد منفذا حقيقيا حتى ترى النور، الى ان زار الكويت ـ المرحوم بإذن الله تعالى ـ د.عيسى عبده إبراهيم في السبعينيات من القرن الماضي، فطرح فكرة تأسيس بيت تمويل إسلامي مع بعض السادة أمثال: عبدالله سليمان العقيل، ويوسف جاسم الحجي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك.. وغيرهما، فاستحسن الفكرة عبدالرحمن سالم العتيقي وزير المالية وقتها، وكانت له جهود متميزة في هذا العمل، وقد قابل وزير التجارة للحصول على الترخيص فعلم أحمد بزيع الياسين ان الدولة عزمت على تأسيس شركة مشابهة لفكرته، وقد استدعت عددا من الخبراء المصريين لإعداد دراسة وتصور لهذه الشركة. وكان بعض الكويتيين ووزارة المالية شاركوا قبل فترة بسيطة في تأسيس بنك دبي الإسلامي، وبعدها مباشرة جرى تحقيق حلم الشيخ أحمد بتأسيس «بيت التمويل الكويتي» وكلف الشيخ أحمد ببدء العمل فيه ورئاسة مجلس إدارته.
وهكذا تم التأسيس عام 1977، وبدأ عمله رسميا في 28 اغسطس 1978، وكان رأسماله في ذلك الوقت 10 ملايين دينار فقط، بنسبة 49% للمؤسسات الرسمية و51% للقطاع الخاص، وتم بدأ العمل بجزء من رأس المال (مليونان ونصف المليون دينار) في مكتب قريب من وزارة المالية في العاصمة، مجاور لشركة الاستثمارات الخارجية.
الفصل الرابع
وهكذا وبعد تأسيس «بيتك» جاء الفصل الرابع ليستعرض إنجازات «بيتك» موضحا ان البنك هو مؤسسة مالية إسلامية رائدة تتبع وتطبق المنهج الإسلامي في جميع تعاملاتها، فقد كان أول بنك إسلامي يتم تأسيسه في الكويت، بعمل دؤوب من جانب كثير من الخيرين وفي مقدمتهم الشيخ أحمد بزيع الياسين، وقد أصبح البيت اليوم من رواد وقادة العمل المصرفي الإسلامي في العالم، بفضل جهود ومتابعة يومية مباشرة لمدة 15 سنة متتالية من الشيخ أحمد خلال توليه قيادة البيت، رئيسا لمجلس الإدارة لـ 5 ولايات متتالية كما أسلفنا سابقا، إضافة الى جهود المدير العام السابق ورئيس مجلس الإدارة الحالي بدر عبدالمحسن المخيزيم، الذي تولى مهمة الشيخ أحمد بعد اضطلاعه بمهمة رئاسة هيئة الفتوى والرقابة الشرعية بدءا من عام 1993. ولاشك في ان الفترة التي تمتد منذ مرحلة التأسيس الى عام 1993 كانت فترة مهمة وخصبة جدا في تاريخ «بيتك» حيث كانت أول تجربة كبرى على مستوى العالم بمضمونها الاقتصادي الإسلامي، كما انها كانت فترة التأسيس والمنهجة والبناء والترسيخ والانطلاق نحو المستقبل، ومن المؤكد ان الشيخ أحمد لم يترك منصبه الإداري القيادي الكبير بصفته العقل المدبر لمختلف شؤون «بيتك» وهو في قمة عطائه، إلا بعد ان اطمأن تماما على متانة موقع «بيتك» وتماسك أركانه، وقدرته على الاستمرار بعيدا عن مرحلة المؤسس.. الى مرحلة المؤسسة.
الفصل الخامس
تناول الفصل الخامس الشركات التي أنشأها «بيتك» في مرحلة البدايات حيث قام البنك منذ إنشائه حتى نهاية تولي الشيخ أحمد بزيع الياسين رئاسة مجالس إدارات «بيتك» المتتالية بإنشاء شركات كثيرة، وذلك بفضل توسع «بيتك» وزيادة إمكاناته البشرية والمالية، كما ان تعاملاته المالية الإسلامية أثبتت مصداقيتها وبات الجميع يطلبها، وقد حرص «بيتك» على إنشاء عدد من الشركات.
الفصل السادس
استعرض الفصل السادس اتساع الإنجازات لتشمل المجال الاجتماعي للبنك فعلى الرغم من ان اعمال بيت التمويل الكويتي متخصصة في المجال الاقتصادي الاستثماري والمالي والمصرفي فان الشيخ احمد بزيع الياسين كان يرى ضرورة ان تدخل اغلب انشطة البيت في نطاق العمل الاجتماعي، مع تحقيق نسبة من الربح الحلال حيث ان «بيتك» قام اساسا تلبية لرغبة اجتماعية حققت امال الكويتيين في اسلوب اسلامي مصرفي يجنبهم شبهة التعامل الربوي. الفصلان السابع والثامن استعرض الفصلان السابع والثامن من الكتاب مجموعة من الكلمات والآراء والمقابلات مع الشيخ أحمد بزيع الياسين فبعد أن تضمنت الفصول السابقة تفاصيل مهمة وأساسية من حياة الشيخ أحمد بزيع الياسين، واطلعنا على كثير من آرائه ومواقفه، بشكل يلقي الضوء على كثير من إنجازاته منذ تسلمه دفة قيادة بيت التمويل الكويتي حتى تاريخ انتهاء ولايته الخامسة.
رد مع اقتباس