عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 16-04-2009, 12:38 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي خالد خلف التيلجي - الراي

حوار: هالة عمران

أول مدير لدار الرعاية.. قومي الهوى ناصري الطبع

والده اول من عمل بالتلغراف، وهو فخذ من فخوذ بني كعب، تفتحت عيناه على خزانة مليئة بالكتب القديمة والتاريخية، بعد انتهاء المرحلة المتوسطة، ذهب للقاهرة عام 1945 مع مجموعة من الشباب منهم عبدالفتاح الايوبي، محمد زيد الحربش، يعقوب الحميضي، الشيخ جابر عبدالله الجابر وغيرهم كثيرون، ثم حصل على دبلومة من انكلترا، ودرس بالجامعة الاميركية في بيروت، وفي دائرة الشؤون الاجتماعية قبل ان تصبح وزارة عمل مديراً لدار الرعاية، لكن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد، حيث راودته فكرة العمل بشركة نفط الكويت، فكان الكويتي الوحيد بين الانكليز الذي يعمل فيها، واثناء هذه المرحلة ترأس تحرير« مجلة الرسالة» والتي كانت تطبع في بيروت،

اما خلال رئاسته لتحرير مجلة النشرة اليومية والتي تصدر عن شركة نفط الكويت كان يعاند الانكليز فليغي لهم مقالات، وفي عام 1975 رشح نفسه لانتخابات مجلس الامة ونجح، ثم اعاد ترشيح نفسه مرة اخرى حتى يقول للجميع انا موجود، ويرى ان مجلس 1975 من افضل المجالس التي مرت على الكويت، اما ما يحدث هذه الايام فهو خروج فاضح عن النهج البرلماني الحقيقي، فالكويت تخرج من «حفرة» الى «دحديرة»، وما يقوم به النواب فتونة وعناد، والتيارات الاسلامية سيطرت على البلد، هو قومي الهوى، ناصري الطبع، نصحه احد الاصدقاء باصدار صحيفة، فاعجبته الفكرة، فكانت جريدة الشعب الكويتية، فترأس تحريرها، حتى اغلاقها في عام 1959، بعدها عاد الى ساحة المواطن البسيط لتأدية دوره، تزوج من مصرية، ولديه ثلاثة اولاد وبنتان، وحفيده خالد الاقرب لقلبه كل ذلك ستتعرفون عليه بشيء من التفصيل في لقائنا مع خالد خلف من الوجه الآخر.

< قدم لنا بطاقتك الشخصية؟
- أنا خالد خلف التيلجي، كان أبي اول من عمل بالتلغراف فلقب بذلك، لكن اسم عائلتي بن عساكر.

< دراستك بالقاهرة كيف تصف هذه المرحلة من حياتك؟
- ذهتب الى القاهرة مع مجموعة من الشباب الذين انهيت معهم المرحلة الابتدائية، كان عددنا حوالي «40» طالبا، اضافة الى خمسة اكبر منا عمرا وهم مدرسون ذهبوا معنا الى القاهرة لدراسة التخصصات منهم حمد الرجيب والذي ذهب لدراسة المسرح على يد زكي طليمات، كذلك معجب الدوسري كان مدرسنا ورساماً ونظرا لعددنا تم توزيعنا على عدة مدارس منها ثانوية المدرسة السعيدية في الحلمية، مدرسة فؤاد، مدرسة فاروق والتحق «7» منا بالمدرسة الصناعية في بولاق وكان ذلك على نفقة الدولة، اتذكر ان تاريخ وصولنا القاهرة كان في 18 سبتمبر سنة 1945 وكانت مصر في ذاك الوقت تبعث مدرسين «اساتذة» يدرسون للطلبة الكويتيين، وقد تم تطبيق المنهج الدراسي المصري. بدأت الرحلة من الكويت الى البصرة بالسيارات ومن البصرة الى بغداد بالقطار ومنها الى الاردن بالسيارات ثم فلسطين حتى حيفا ومنها الى القاهرة بالقطار مررنا على كل المدن التي في الطريق، كانت تجربة عظيمة بالنسبة لي، فأعمارنا بين الـ 15 والـ 20 عدا المدرسين اكبر منا سنا، خرجنا من البيئة الكويتية البسيطة البدائية الى مصر المتطورة فكانت نقلة كبيرة جداً، استفدنا كثيرا من الطلبة والناس بالبسطاء في الشوارع، واكتسبنا خبرات عظيمة سواء في الرحلة او حتى اثناء الدراسة، كان سكان مصر وقتها عُشر عددهم الحالي، وكانت نفوس الناس ونظرتهم للحياة مختلفة تماماً، حيث كانت الخيرات كثيرة، والشعب قليل العدد، والجو العام نضالي ضد الاستعمار، وفي مصر تعلمنا اشياء كثيرة.

كنت من الطلبة النشطين في مدرسة «خليل أغا» الثانوية في شارع فاروق «الجيش» حاليا بعد باب الشعرية مباشرة، كانت رحلتي الدراسية ممتعة ومفيدة، اذكر من خرج معي للدراسة الذين انهوا الدراسة الابتدائية منهم المرحوم المحامي حمد يوسف العيسى، بدر النصرالله، احمد النصرالله، عبدالله عبدالفتاح الايوبي، محمد زيد الحربش رحمه الله، وغيرهم كثيرون الشيخ جابر عبدالله الجابر، يعقوب الحميضي، يعقوب قطامي، معجب الدوسري، حمد الرجيب، نوري وحامد عبدالسلام، ومحمد عبدالحميد خلف.

بني كعب

< حدثنا عن علاقتك بالوالدين؟
- والدي رحمه الله كان يعمل بالبريد، ونحن من عشيرة العساكره وهي فخذ من فخوذ بني كعب، عمل الوالد خلافاً لعمل والده، كان متعلماً ومثقفاً بالنسبة لمن عاصروه، فقد كان يتقن بجانب العربية، الانكليزية والاردوية، وعندما ذهب في «عبادان» مع شركة النفط الايرانية تعلم الفارسية وكان مهتما بالقراءة، وتأتي له الصحف عبر البريد من القاهرة، وقد فتحنا أعيننا على خزانة مليئة بالكتب القديمة والتاريخية والأدبية وغيرها، واذكر ان والدي كان يعير الكتب لاصدقائه لقراءتها.
تعلمت من والدي اشياء كثيرة اهمها ان الانسان لا يعيش بمفرده وانما عليه التعاون مع الآخرين، وقد اخذت الثقافة والعلوم من كتبه كل ذلك كوّن داخلنا حب العلم والاستزادة منه، لم يكن يجمعنا ليقول لنا اقرأوا، بل يسألنا آخر الاسبوع عما قرأناه، ترتيبي الثاني فنحن خمسة اولاد وبنتان. اما والدتي فهي أمرأة بسيطة وغير متعلمة، كانت تدير شؤون البيت خاصة في فترة غياب والدي التي استمرت لمدة خمس سنوات لعمله كمدير اعمال احد المقاولين «عيسى الصالح»، وكانت معظم اعماله في منطقة الاحمدي «المقوع، والبرقان» حيث كان المرحوم عيسى الصالح يبني بيوتاً ومنشآت لشركة النفط، وبعد بداية الحرب العالمية الثانية سنة 1939، غادرت البعثات البريطانية للبحث عن البترول، وكان والدي الوحيد ممن يتحدث معهم بلغتهم فعرضوا عليه الذهاب معهم الى «عبادان» في وظيفة جيدة اذكر من والدتي خدمتها المخلصة للبيت، وتقوم بكل واجباتنا، وتفرغنا للقراءة والأدب، وكان ذهابنا للبحر ليس عملا في الغوص ولكن للسباحة والانبساط، فيما كان اندادنا يذهبون مع ابائهم الى البحر غوصاً او صيدا، والحمد لله كنا جميعا متفوقين دراسيا، واذكر بعام 1945 انني حصلت على المركز الاول في مدرستي الابتدائية «الشرقية».

< حدثنا عن فترة عملك في شركة النفط الكويتية.. وماذا عن تدرجك الوظيفي؟
- بعد انتهاء دراستي في القاهرة وحصولي على الثانوية العامة ذهبت إلى انكلترا وحصلت على «دبلومة» بعدها درست في الجامعة الاميركية في بيروت لمدة عام، ثم عدت إلى الكويت وعملت كأول مدير لدار الرعاية في الكويت في دائرة الشؤون الاجتماعية «قبل ان تصبح وزارة» وكان زملائي في تلك الفترة د. حمد الرجيب حيث كان مديرا للدائرة، ومساعده محمد الفهد، وعبدالعزيز بوشهري وعبدالعزيز الصرعاوي وغيرهم، ذهبت ذات مرة لزيارتهم، فعرض عليَّ الرجيب العمل هناك فوافقت فاصطحبني إلى مكتب الشيخ صباح الأحمد الصباح أميرنا الحالي، حيث كان وقتها رئيس دائرتي الشؤون والارشاد والانباء، فوافق سموه دون أدنى مشكلة، وكانت دار الرعاية مؤسسة حديثا في حولي فطلب مني حمد الرجيب تولي إدارتها، لكن طموحي كان أكبر، وفي ذات يوم عند مروري بنهاية شارع فهد السالم قرأت لافتة مكتوب عليها شركة نفط الكويت، فراودتني فكرة الدخول لعلي أحصل على وظيفة أفضل، فدخلت فقابلت انكليزيا فسألته بالانكليزية عن وجود وظائف خالية وكنت مرتديا بدلة فسألني ان كنت كويتيا فأجبت بالايجاب فوافق، وهاتف شخصا ما عني وطلب مني الذهاب لمقر الشركة في الأحمدي إلى مكتب مستر «دويل» المدير العام، ذهبت في التو وقابلته وأعرب عن سعادته بانني الكويتي الثاني الذي يلتحق بالشركة بالدرجة الأولى، حيث تقدم قبلي بأسبوع عز الدين النقيب وعمل كمهندس جيولوجي، بعد تخرجه في أميركا، وفعلا تم تعييني في مكتب التدريب المهني من أجل الاطلاع على جميع شؤون الشركة وحصلت على مسكن الدرجة الأولى الذي كان يحوي كل الامكانيات وعلى احدث النظم وكنت الكويتي الوحيد بين الانكليز.

< كيف كانت علاقتك مع الشيخ جابر الأحمد وكيف تصف هذا الرجل عن قرب؟
- بسبب عملي في شركة النفط الكويتية كنت أقابله يوميا في مكتبه كمدير ومحافظ لمناطق النفط، وكان لديه الوقت الكافي لنتحدث معا خلاله، من صفاته الواضحة الذكاء الخارق، كذلك تواضعه وادبه في الحديث مع الجميع كان يسبقنا في العمر كريم الخلق، كان يقود سيارته بنفسه والسائق الخاص به جواره من قصر دسمان إلى مقر عمله في الأحمدي، حتى بيته كان بسيط الاثاث.

أنا هنا

< رشحت نفسك فترة السبعينيات لمجلس الأمة تحديداً 1975 ونجحت كيف تقيم الوضع الحالي خاصة بعد تدهور العلاقة بين السلطتين وحل المجلس.. مقارنة بفترة تواجدك بمجلس سابق..؟
- عندما أقدمت على ترشيح نفسي لمجلس الأمة كدعاية فقد كنت خارج الكويت لمدة 12 عاما وعندما عدت أحببت ان أقول للناس نحن هنا فلم يكن يهمني النجاح فقط اردت القول انني عدت للكويت، اما عن أفضل المجالس التي مرت في تاريخ الكويت بلا منازع مجلسنا عام 1975 فقد شمل القيادات الوطنية مثل د. أحمد الخطيب، سامي المنيس، عبدالله النيباري، جاسم الصقر، جاسم الخرافي، احمد السعدون، خالد المسعود، راشد الفرحان، وأنا من ضمن المجموعة، وقد حل بعد أقل من سنة ونصف السنة، وقيل انه لم ينجز شيئا، لكن الحقيقة انه انجز قوانين تعادل مجالس عدة، وقد كان سبب الحل وقوفنا مع القيادة الوطنية في لبنان وأول تأييد لها صدر من مجلس الأمة الكويتي، وهذا أزعج الأميركان، فحل المجلس.

ما يحدث هذه الأيام خروج فاضح عن النهج البرلماني الحقيقي، ولا يجوز، فقد كان بامكاننا كمجموعات ان نقدم استجوابات كثيرة لكن لم نقدمها لاننا كنا نحل مشاكلنا فيما بيننا، فالأمور تطورت في السنوات الـ20 الماضية واصبحت «معكوكة» ودخلت علىالكويت تيارات وأفكار غريبة ليست من شيمنا، فطيلة عمرنا نحل مشاكلنا، وأي تدخل من نواح أخرى ننبذه ونرفضه وللاسف الكويت أصبحت تخرج من «حفرة» إلى دحُديرة» فسلوكيات بعض النواب سيئة يتصرفون وكأنهم الهة، واخر هذه السلوكيات ما حدث من ضجة بعد ان تم هدم أحد المساجد المبنية «بالشينكو» فنحن أهل الكويت نبني مساجد فخمة خارج الكويت.. فكيف نترك هذا المسجد غير الصالح للعبادة أو الصلاة كلها أمور تسيئ للكويت وأهلها، وللاسف ما يقوم به النواب اما فتونة واما عناد.

كبر ريشها

< في كل بلد تيارات اسلامية لكن التيارات الاسلامية الكويتية ذات صوت عال ومسموع؟
- للأسف التيارات الاسلامية تركت حتى كبر ريشها وظنوا انهم سيطروا على البلد، وهذا بسبب ضعف الحكومات السابقة وبات التخلص منهم صعب والحكومة مسؤولة مسؤولية كاملة عما بلغه هؤلاء من قوة وسلطة وصوت مسموع وقد بدأت قوتهم عندما ارادت الحكومة محاربة القوميين بالاسلاميين فإبتعد القوميون عن الساحة وتثبث بها الاسلاميون.

< أنت قومي الهوى.. فماذا تمثل لك القومية؟
- أنا قومي الهوى ناصري الطبع والقومية تعني لي كل شيء فنحن قوم واحد يفترض بنا الاتحاد لكن اهواء الحكام لاتقبل ذلك وكم حاول عبدالناصر فكان اتحادهم الوحيد ضده فحاربوه جميعاً بلا استثناء لأن كل حاكم يخشى على ماملكت يداه إلى ان اصبحوا يعيشون في رعب.


أثرت شجونه

< خلال رئاستك لتحرير النشرة اليومية والتي كانت تصدر عن شركة نفط الكويت.. ذهب الانكليز للشيخ جابر مقدمين شكوى ضدك.. فما القصة؟
- عندما أمم جمال عبدالناصر قناة السويس، أخذت الأمور في الاحتقان والتهديد إلى ان حدث العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، في الكويت كانت الأمور مشتعلة والتظاهرات لا تهدأ والاحتجاجات مستمرة، اثناء عملي في شركة نفط الكويت جمعت العاملين العرب للتظاهر وإعلان احتجاجنا، وفي اليوم التالي صدرت النشرة اليومية للشركة لتهاجم مصر والعرب، فذهبت للشيخ جابر رحمه الله، حيث كان وقتها محافظ مناطق النفط وعرضت عليه النشرة واثرت شجونه، وعرضت عليه ان تخضع مطبوعاتهم لقانون المطبوعات الكويتي الصادر في عام 1954، حيث يشترط القانون ان يكون رئيس التحرير كويتيا وذو مواصفات خاصة، فهاتف الشيخ صباح أميرنا الحالي عندما كان رئيسا لدائرة المطبوعات والنشر وابلغه عن ذهابي له، فقابلته، وأيد اقتراحي بعد ان رآه حقا لنا، فأمر ان نرسل كتاباً في الحال لمكتبهم باللغتين العربية والانكليزية فحواه ان تتوقف النشرة عن الصدور حتى يتم تعيين رئيس تحرير ينطبق عليه القانون، ولم يجدوا من تنطبق عليه الشروط سوايّ فأصبحت رئيس تحريرها، وهذا ما جعل مستر «ديكسون» قنصل بريطانيا في الكويت يحتج لم تكن هناك صحف حينها بسبب مادة في القانون تشترط تفرغ رئيس التحرير للعمل الصحافي وحمله شهادة لا تقل عن الثانوية العامة، وكانت هذه الشروط صعبة وخاصة ان الصحافة وقتها «لا توكل عيش» بل تصدر نشرات بسيطة من متطوعين.

خلال رئاستي لتحرير النشرة اليومية جابهت الانكليز فكنت ألغي مقالات وأخبار تتحدث عن العدوان الثلاثي، فيذهبون للشيخ جابر رحمه الله ليشكونني لكنه كان يناصرني.


من الاعلام للمحاماة

< في ظل الكم الهائل من الصحف اليومية لماذا لم تحاول إعادة التجربة وماذا عملت بعد ذلك؟
- حاولت إعادة التجربة لكنهم رفضوا والآن الصحف مكلفة وليس لدى الامكانيات وبعد الاغلاق بعت المكتب الخاص بالجريدة وذهبت للقاهرة وبعد فترة عدت وعملت بالمحاماه وتخصصت بالجنائي ونجحت نجاحاً باهراً وتحولت من الاعلام للمحاماه إلا انهما مرتبطان ففي الاعلام نترافع على الورق لتوصيل فكرتنا والدفاع عنها وفي المحاماه نترافع بالصوت ومنذ اغلاق الصحيفة عدت إلى ساحة المواطن البسيط لأؤدي دوري في خدمة بلدي.


< أنت صاحب ورئيس تحرير لجريدة قديمة.. كيف تنظر إلى هذا الكم من الصحف اليومية وهل يختلف قارئ اليوم عن الأمس؟
- كثرة الصحف لاتصب في صالح القارئ بل تصيبه بالملل وانا كقارئ أقرأ كل الصحف اليومية في ربع ساعة اتناول خلالها الأولى والأخيرة واتابع المقالات التي تحدث ضجة وليس لدي كاتب محدد اقرأ له إلا محمد مساعد الصالح، وفؤاد الهاشم وعبدالله خلف. أما الفارق بين قارئ اليوم والأمس هو المنافسة التي خلقتها الوسائل الحديثة من نقل المعلومة من نت وتلفاز وقنوات اخبارية تنقل الحدث لحظة بلحظة أما الماضي كانت القراءة هي المصدر الأوحد لاستقاء المعلومات والأخبار.


الصحف ساحات للمعارك
< كيف ترى توجهات الصحف السياسية؟
- للأسف من الخطأ ان يكون لكل صحيفة توجه سياسي تعبر عنه حيث تتحول الصحف إلى ساحات للمعارك وبالتالي تنتقل هذه المعارك للشارع الكويتي هذا بالإضافة إلى الجرأة في الطرح والتعدي زاد عن الحد فقد خرجت الصحافة عن حدود الحرية وبشكل واضح وهذا ليس من شيم أهل الكويت.


ولد عريب
< بعد مرور أكثر من نصف قرن على تجربتك الصحافية كيف تقيمها..؟
كانت ناجحة، حيث كانت التجربة الأولى في تطوير الصحافة من حيث الشكل والتبويب والشخصيات الكاريكاتيرية التي ابتكرتها.. ففي مصر هناك شخصية «المصري افندي» وفي أميركا«انكل سام» وانا عملت شخصية«ولد عريب شخصية تمثل الكويتي الطيب الانسان وإلى الآن لم يبتكر احد مثل هذه الشخصيات.

أسرتي
< حدثنا عن زواجك.. واولادك.. والاحفاد؟
- تزوجت عن معرفة فزوجتي مصرية اصلها من طنطا كانت تعيش في القاهرة كنت اعرف اخاها وعن طريقه حدث النصيب وعندي ثلاث اولاد وبنتان ابنتي الكبرى اقتحمت المحاماه مثلي والصغرى تعمل في بنك وابني يعمل بمجال الكمبيوتر والآخر يعمل بشركة البترول، والولد الثالث يعيش في بالي وهو فنان. ولدي ثلاث حفيدات وحفيدي خالد الاقرب لقلبي وقد اسماه ابني على أسمي.

< كيف يمر يومك؟
- معظم اليوم نائم، فنظري لم يع يجاريني للقراءة المستمرة التي هي هوايتي المفضلة، ولدي مكتب محاماة تديره ابنتي«باكينام» وهو اسم تركي الاص شائع بمصر.

< ماذا تتابع من برامج تلفزيونية..؟
- في السنوات الأخيرة أتابع المسلسلات العربية على قناة بانوراما دراما، وليلا ازور الدواوين، وكل ليلة في ديوانية.

< ماذا تمثل لك رابطة الأدباء؟
- رابطة الأدباء جزء من حياتي، وإن لم آت إليها يوما اشعر أن شيئاً ينقصني، وكل اعضائها اصدقائي.

< من كاتم أسرارك؟
- ليس لدي اسرار، وان كان هناك فزوجتي فهي رفيقة دربي.

< أين تقضي فترة الاستراحة؟
-«نيس» في جنوب فرنسا، لدي شقة هناك، وهي منطقة هادئة، كل في حاله، ولا يتدخل أحد في شؤون الأفراد.

< وماذا عن الهوايات؟
- كانت ومازالت القراءة، كنت في السابق أمارس رياضة المشي، وبعد إجراء عملية في ركبتي أصبح المشي صعباً.

ابن العمدة والملوخية الخضراء
< أكلتك؟
- كان لدي صديق ابن عمدة، ظل في الثانوية 15 سنة مرّ على عدة مدارس ثانوي لكنه كان يطرد باستمرار حتى وصل إلى مدرستنا، كان أكبر مني بست سنوات جلس معي على«تخته» واحدة، كان خفيف الظل كان والده عمدة من الأعيان وكان مبذرا، وله علاقاته النسائية كثيرة، ويعيش مترفا، في إحدى المرات دعانا والزملاء للزيارة يوم الجمعة وكانت اول مرة نرى الملوخية او نسمع عنها فأعجبتني ومازلت آكلها بكثرة حتى يومنا هذا.

ولادة «الشعب»
< كيف جاءت فكرة ولادة جريدة الشعب؟
- اثناء عملي بشركة نفط الكويت كثرت شكاوي الشركة ضدي لدى ادارة المطبوعات والنشر، وذات يوم نصحني د. ابراهيم عبده بأن اصدر صحيفة بعيدا عنهم فأعجبتني الفكرة خاصة مع اكتساح اسهم الفكر الناصري للشارع العربي والكويتي فعزمت وتوكلت فقدمت استقالتي من الشركة وانتظرت حتى جاء من يحل محلي واخذت جميع مستحقاتي وتعويضات اكثر من حقي، حيث انهم كانوا يريدون رحيلي بعدها ابلغت زملائي من المعارضة الذين رفضوا اصدار صحف احتجاجا على قانون المطبوعات بأنني سأصدر صحيفة بعد توقف منذ 1954-1957 كتبت طلبا وتمت الموافقة عليه فذهبت الى القاهرة، للتحضير حيث حصلت على الماكيت من احد اشهر رسامي الكاريكاتير في مصر اشتريته بخمسين جنيها تعادل الان 10 الاف جنيه وطلبت منه رسم شخصية كويتية بغترة ملفوفة فرسمها وكأنه يعيش في الكويت وطلبت منه ما لديه من رسوم ووضعت عليها التعليقات التي تناسبني واشتريتها بـ«20» جنيها وقتها قدمت طلبا به اسئلة موجهة للرئيس جمال عبدالناصر كلقاء للعدد الافتتاحي للجريدة اعتذر عبدالناصر المقابلة لكنه اجاب على الاسئلة في هذه الاثناء كونت اذهب يوما الى دار «روز اليوسف» وادخل المطبعة لارى طبيعة العمل، وقد فتح لي احسان عبدالقدوس واحمد بهاء الدين رئيس تحرير مجلة صباح الخير الابواب على مصراعيها.

وكنت قد حددت الموعد يوم الخميس بتاريخ 5/12/1957 وكان ذلك موعد صدور العدد الاول لصحيفة الشعب الكويتية والتي كانت افتتاحيتها لقاء عبدالناصر.
كانت الصحف قبل ذلك في الكويت مجرد نشرات باهته تحوي الطموح والحماس وينقصها البهارات والفن الصحفي، لذا انا من اضاف للصحافة البهارات كان اتجاه الشعب في تلك الفترة وطنيا وقد صدر منها 62 عددا كل اسبوع عدد.

رسالة وعتاب
أما الرسالة فإلى الشباب الكويتي.. واقول لهم اتقوا الله فيما تفعلون فالدنيا ليست ببهرجتها، وإنما بما يفعل الانسان، ويبقى الخير والشر يبتعد.. فابتعدوا عن الشر واقبلوا على الخير.
أما العتب على الحكومات المتتالية التي ضلت الطريق فأضاعت الشعب في مهاترات غير مجدية.


أمبراطورة الصحافة الكويتية
< انفردت بإصدار صحيفة كويتية تتميز بالفن الصحفي في وقت كانت فيه الصحف الكويتية مجرد نشرات باهته.. إذن فما سبب الاغلاق؟
< اغلقتها الدولة عندما القى جاسم القطامي كلمة في الذكرى الاولى للوحدة اعتبرتها الحكومة تهديدا للدولة، وانتشر وقتها ان القوميين سينظمون حركة انقلاب في الكويت كان الاغلاق في 1/2/1959 لجريدة الشعب والفجر كنت انا مالك ورئيس تحرير الشعب وكان الشاعر والأديب يعقوب الرشيد سكرتيرا للتحرير وشكلت مجلس إدارة من حمد يوسف العيسى ناجي علوش، عبدالعزيز الشيخ علي الشاعر علي السبتي وكل من عدنان كامل ومزيد ابو عطيه من فلسطين، وقد احيينا صوت المرأة في الكويت حيث كنا ندعو لتحريرها ونطالب بحقوقها واصطنعنا معارك وهمية بين التأييد والرفض وهذا ما خلق جوا من الردود والتواصل مع القراء كانت الصحيفة شاملة وكنا عازمين على تحويلها الى يومية وقد اصدرنا منها 3 أعداد يومية، ولو استمرت لباتت امبراطورة الصحافة الكويتية فقد ربيتها وكبرت على يدي.

< وفي الختام
- باختصار فليتق الكتاب الله فيما يكتبون وليبتعدوا عن التناحر البغيض، فلا ينجح إلا المخلصون.
رد مع اقتباس