عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-05-2009, 07:37 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي إبراهيم ناصر إبراهيم الهاجري

إبراهيم ناصر إبراهيم الهاجري

( 1412- 1323 )(1905– 1991م)

المولد والنشأة
: هو إبراهيم بن ناصر بن إبراهيم الهاجري، المولود في منطقة نجد بالمملكة العربية السعودية الشقيقة عام 1323ه الموافق 1905م .
ذاق مرارة اليتم مبكراً فقد توفي والده وعمره لم يتجاوز السنتين، فتولى تربيته عمه المرحوم عبدالعزيز الهاجري، الذي أحسن تربيته وتعليمه، فقد تعلم إبراهيم بن ناصر الهاجري القرآن الكريم في الكتاب، ثم تلقى دروسه في المدرسة المباركية، وكان شديد العناية بالعلم وتحصيله وخاصة كتاب الله تعالى وعلومه
وقد نال بفضل الله تعالى شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بأم درمان بالسودان، تكريماً له وتقديراً لدوره الكبير في خدمة القرآن الكريم وبعد أن شب عن الطوق، وبلغ مبلغ الشباب، أبى إلا أن يعتمد على نفسه، وأن يأكل إلا من عمل يده، فانتقل للعمل في الإحساء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة .. ثم قدم إلى الكويت، وزاول بها بعض الأعمال التجارية.
وكان عمله هذا يتطلب منه التنقل جيئة وذهاباً بين الكويت والجبيل والمنطقة الشرقية بالسعودية، فزاده ذلك خبرة وجلداً في العمل، مستعيناً بتقوى الله تعالى، وحاملاً شعار الصدق والأمانة في أعماله، متأسياً بحديث النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
عَنْ ابْنِ عمر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّاجِرُ الأَمِينُ الصَّدُوقُ الْمُسْلِمُ مَعَ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " رواه ابن ماجه.
وكانت غايته الكبرى أن ينال رضا الله تعالى ثم حب الناس وثقتهم، فاجتهد في عمله بالتجارة بعد أن استقر بالكويت، ونجح فيها نجاحاً كبيراً، حتى غدا من كبار التجار بالسوق الداخلي في مدينة الكويت
صفاته وأخلاقه
جمع المحسن إبراهيم ناصر إبراهيم الهاجري
رحمه الله كثيراً من الصفات الحميدة والشمائل الكريمة، فكان واصلاً لرحمه وذوي قرابته، بكافة ما تحمله كلمة الصلة من معانٍ، وليس هذا بمستغرب على رجل نشأ بين أحضان القرآن الكريم، فأضاء قلبه من نوره المبين، وامتلأ عقله بهدي النبي الطاهر الأمين صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رحمه" رواه البخاري.
كما كان رحمه الله لا يتدخل فيما لا يعنيه، وهذه سجية من سجايا المسلم الحق، ومن صفاته أيضاً التواضع، وهو خلق من أخلاق النبوة، وصفة من الصفات التي دعا إليها صلى الله عليه وسلم في قوله
: "إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ" رواه أبو داود.
حياته الاجتماعية:
تزوج المحسن إبراهيم ناصر إبراهيم الهاجري
رحمه الله مرتين من بنات أعمامه ورزقه الله تعالى بذرية طيبة مباركة: ثمانية ذكور وسبع إناث، وهم بفضل الله تعالى لا يزالون مترسمين خطاه، سائرين على دربه، متخلقين بأخلاقه الحميدة، ملتزمين بصفات بره وسخائه.
أوجه الإحسان في حياته:
الإحسان خلق قرآني، وشعار إسلامي، حتى إن سورة البقرة
- ثاني سور كتاب الله العظيم - عندما تحدثت في أولها عن صفات المتقين كان على رأسها الإنفاق من رزق الله تعالى، قال سبحانه: "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)" سورة البقرة.
ولذا فقد حرص المحسن إبراهيم ناصر الهاجري رحمه الله- على أن يكون له سهم في عمل الخير، ونصيب في الجود والبذل، ويد في العطاء والإنفاق، فتعددت أوجه إحسانه رحمه الله - على نحو كبير فشملت العديد من مجالات الخير بدءاً من إنشاء المساجد والمعاهد الدينية وانتهاءً بصلة الرحم، ومروراً بما بينهما من مجالات الجهاد والعلاج ورعاية اليتيم وبناء المساكن وإفطار الصائم وحفر الآبار وإنشاء المراكز المهنية، والمساهمة في الأعمال الوطنية:
بناء المساجد:
إن فضل بناء المساجد لا يكاد يدانيه فضل، وثوابه لا يكاد يوازيه ثواب
. ففي أروقتها ترق القلوب، وتزكو النفوس، وتسمو الأخلاق. ولأجل هذا حرص المحسن إبراهيم ناصر الهاجري رحمه الله - على أن يضرب بسهم وافر في هذا المضمار العظيم، وأن يشارك بنفسه وماله في هذا العمل الكريم، ليكون من الخاصة الذين يتنافسون في عمل الخير، قال تعالى: "...وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)" سورة المطففين. وقد وفقه الله تعالى إلى إعمار عدد من المساجد في داخل دولة الكويت وخارجها كما يلي:
أولاً: داخل الكويت
بالرغم من أن للمحسن إبراهيم الهاجري
رحمه الله باعاً كبيراً في بناء المساجد في خارج دولة الكويت إلا أنه لم ينس وطنه من باب أولى، ولذا فقد اهتم كثيراً بتعمير مساجد الله تعالى فيها أيضاً.
وقد بدأ رحلته المباركة هذه ببناء مسجد في الكويت، والذي تم تجديده وإعادة بنائه وهو
مسجد الهاجري بالجابرية قام المرحوم إبراهيم الهاجري بتأسيس مسجد الهاجري الذي بناه عام 1375هـ الموافق لعام 1955م، في القطعة الأولى (أ) بمنطقة الجابرية، وتولى بناءه وتجهيزه وفرشه من ماله الخاص.
ليس هذا فحسب بل لما طال بهذا المسجد الأمد، وأثر فيه كر الليالي وطول الشهور والأعوام، أعاد بناءه مرة أخرى، وقد حمل لقبه فسمي
"مسجد الهاجري"، نسأل الله تعالى أن يبني له بيتاً به في الجنة، مصداقاً لقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ" رواه أحمد.

المواصفات العامة للمسجد:

المساحة الكلية للمسجد 2000متر2.

مساحة مصلى النساء 300 متر2 .

يتسع مصلى الرجال لعدد 300مصلي، ويسع مصلى النساء 200 مصلية.

ارتفاع المئذنة 15 متر .
يضم مكتبة بمساحة 72 متر .
بني المسجد على الطراز العادي الحديث
موقع المسجد بمنطقة سكنية
ثانيا: مساجد خارج الكويت
اهتم المحسن إبراهيم الهاجري رحمه الله بأمر إخوانه المسلمين في بقاع من العالم كثيرة، ومناطق منه عديدة، فكانت هذه المنارات شاهدة على بره وعطائه وجوده وسخائه. ولم يكن اهتمامه رحمه الله - بشأن المسلمين منصباً على الدول العربية والإسلامية الكبرى فحسب، بل إنه أولى عناية كبيرة للدول والأقليات المسلمة الصغيرة في شتى بقاع العالم. 1- المملكة العربية السعودية
من الطبيعي أن يكون المحسن إبراهيم الهاجري وفياً للبلد الذي فيه ولد، وبين أحضانه نشأ، ومن خيراته طعم، فقام
رحمه الله ببناء أربعة مساجد في المملكة العربية السعودية الشقيقة كالتالي:
مسجدين في العاصمة الرياض
مسجد في منطقة الدمام
مسجد في منطقة ثادق
مسجد في منطقة الإحساء.2- مسجد في كابول بأفغانستان
وهي من الدول الفقيرة التي أضعفتها الحروب المتتالية وهي بحاجة دائماً إلى مساعدة المسلمين في كل مكان، وأبرز صور هذه المساعدات بناء المساجد، وإعادة إعمار المساجد الأخرى التي هدمتها أو أثرت فيها الحروب

. ومن هنا فقد قام رحمه الله بإنشاء مسجد في (خير فانه) بالعاصمة الأفغانية كابول.3- مسجد في سيراليون
حرص المحسن إبراهيم ناصر الهاجري على أن يزرع بذرة الخير، وأن يقيم منبراً من منابر الهدى والنور في كل بقعة من الأرض يعلم أنها بحاجة إلى هذا العمل، ولذلك اتجه تفكيره - بعد ما أسسه من مساجد في قارة آسيا - إلى قارة إفريقيا، تلك القارة التي تنشط فيها الجماعات التبشيرية، فأنشأ مسجداً كبيراً في دولة سيراليون، بواسطة لجنة رابطة العالم الإسلامي، وربما عُد له هذا العمل إن شاء الله - من قبيل الجهاد لنصرة الإسلام ومساعدة المسلمين هناك على التمسك بالإسلام، نسأل الله أن تكون هذه النفقات في ميزان حسناته يوم القيامة، وأن يكون ممن عناهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: "مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُتِبَتْ لَهُ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ" رواه النسائي والترمذي.

4- مساجد أخرى في إفريقيالما ذاق المحسن إبراهيم الهاجري رحمه الله حلاوة الإيمان والفضل الذي وهبه الله إياه جزاء هذا الإنفاق الكبير في سبيله تعالى اجتهد رحمه الله في العمل على إعمار بيوت الله وسط هذه الظروف التي ذكرناها آنفاً، لم يكتف ببناء مسجد واحد أو عدة مساجد في تلك القارة الفقيرة وإنما قام بإنشاء مساجد في كثير من الدول الإفريقية ومنها السودان وزنجبار وكينيا وزامبيا، ولعل جهده هذا كله كان طمعاً في ثواب الله تعالى الذي وعد به عباده الصالحين، وهو القائل في كتابه العزيز: "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)" سورة البقرة.
إفطار الصائمين إطعام الطعام وإفطار الصائمين، أعمال عظيمة في ميزان الإسلام، وإفطار الصائم أعظم ثواباً وأكثر أجراً من إطعام غير الصائم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا" أخرجه الترمذي. ولهذا كله كان المحسن إبراهيم ناصر الهاجري رحمه الله حريصاً على نيل هذا الثواب العظيم، فكان يقدم ولائم الإفطار للصائمين في شهر رمضان المبارك من كل عام، في مسجد الهاجري بمنطقة الجابرية ومساجد أخرى. في عدد من الدول التي أنشأ فيها مساجد كما ذكرنا.
حفر الآبارالآبار اعتبرت مصدراً رئيساً للشرب، في بعض المناطق التي لا مصدر لها إلا المياه الجوفية، ولذلك كان من أجلِّ الأعمال وأعظمها عند الله تعالى حفر الآبار بتلك المناطق، لأن الماء هو مصدر الحياة بالنسبة لهم ولزرعهم وحيواناتهم، مصداقاً لقول الله تعالى: "... وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (30)" سورة الأنبياء.

ولهذا كان المحسن إبراهيم ناصر الهاجري رحمه الله يحرص على حفر كثير من الآبار الارتوازية، في كل مكان تيسر له فيه هذا العمل، وحيثما وجد الماء الحلو الصالح للشرب. وقد قام رحمه الله بحفر آبار على نفقته في العديد من الدول الإفريقية كالسودان وأثيوبيا وغيرهما.

التعليم الدينيرغم أن للعابد مكانة عظيمة في الإسلام، إلا أن مكانة العالم أعظم وأسمى، ولذا عُني الإسلام العظيم بنشر العلم النافع عناية لا يوجد لها نظير في أي دين سماوي آخر، حتى إنه جعل العلماء ورثة الأنبياء، وذلك على لسان رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم الذي قال: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ، أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ" رواه ابن ماجه.

التعديل الأخير تم بواسطة عنك ; 23-05-2009 الساعة 07:50 PM.
رد مع اقتباس