عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 26-10-2008, 10:21 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

بين الشملان وماجد بن سلطان

في العام 1324هـ (1906م) وصل السيد ماجد بن سلطان بن فهد الكويتي إلى البحرين، وهو كما اشتهر عنه وذاع أنه من أهل الغيرة على قومه، وممن يجهرون بحرية الرأي وينشدون الإصلاح في كل بقعة يحل فيها، كما كان السيد ماجد صريحاً في أقواله وطالما ندد بالمستعمر وسياساته تجاه الشعوب، المهم أن هذا الرجل السياسي المحنك قد التقى بالشيخ سعد الشملان في البحرين، وتأثر به الشملان كثيراً وكان يعده من أساتذته، لكن لم يهنأ الشملان ليستفيد من أستاذه ومن فكره وآراءه لفترة طويلة فقد قام الإنجليز بعد أن بلغتهم الأخبار بتحركاته بين الأهالي بنفيه على الفور إلى خارج البحرين، وقد كانت هذه الحادثة مُنعطفاً مهماً في حياة الشيخ سعد الذي بدأ ينظر إلى الأمور بمنظارها الصحيح، ويعرف حقيقة المستعمر الذي بدأ بالتكشير عن أنيابه، ولاشك أن هذا الأمر قد جعل الشملان يتخذ موقفاً تجاه المستعمر وتجاه سياساته وهذا ما حصل بالفعل، وسيأتي معنا بعد قليل كيف أن الشملان قد ظل طوال سنين حياته التالية راية مرفوعة في وجه الإنجليز، وكيف لقي منهم الكثير من الاضطهاد والإيذاء والنفي والتشريد، وهذه قصة الشملان والسيد ماجد يحكيها لنا الشملان بنفسه في مقال نشره الأستاذ الصانع تحت عنوان ‘’كم في الزوايا من نفائس الخبايا’’ وهو مقال طويل ماتع ننقل مما جاء فيه ما يلي:
‘’ولكن من حسن الصدف، وللصدف أحياناً حسنات أن زارني يوماً الشيخ سعد بن شملان وفي أثناء المحادثة جرى ذكر رجال ذهبوا وكانوا يستحقون الخلود على مر الزمان فقلت له: إنني سمعت في عُمان عن ذكر رجل من أهل الكويت هو محل الثناء العاطر لديهم يقال له مجيد بن سلطان، وسألت عنه في الكويت فلم يسعفني أحد عنه بخبر.
فقال - وقد اعتدل في جلسته: على الخبير سقطت وهذا الرجل حقيقة من أهل الكويت وهو أكثر بكثير مما أخبرك عنه العُمانيون من الغيرة على قومه ومن الجهر بحرية الرأي وإنشاد الإصلاح في كل بقعة يحلها.
وقد كان من المقربين عند الشيخ يوسف بن إبراهيم وغادر الكويت على إثر هجرة الشيخ المذكور إلى العراق فذهب إلى الأستانة واستقام بها بُرهة ثم قدم البحرين ومكث مدة وكان كثير الاختلاط بالحكام والوجهاء كما أنه كان محببا عند كل من عرفه وامتزج به. وكنت له أشبه بالتلميذ وكان صريحاً في أقواله ينشد الخير لمجتمعه وطالما ندد بالذين لهم قدرة على الإصلاح ولم يصلحوا شيئاً وما كانت تأخذه في إنشاده سعادة مجتمعه العربي لومة لائم وقد اضطر إلى مغادرة البحرين بأمر من السلطة لهذه الأسباب. فشخص إلى عُمان وتردد على إفريقيا حيث لقي الأهل والترحاب من سلاطين آل بوسعيد ثم توجه إلى البصرة أيام الاحتلال الانكليزي سنة 1337هـ (1918م). وكان على وشك أن يطبع كتاباً ألفه عن الخليج فقبضت عليه السلطة المحتلة آنذاك وسجنته بعد أن عثرت على الكتاب وبلغنا أنه مات في السجن رحمه الله وجزاه عن مسعاه الجزاء الأوفى من مغفرته ورضوانه.
والآن لا أراك إلا مشوقا إلى معرفة هذا الرجل فهو لم يكن اسمه مجيدا. ولكنه انتحل الاسم في عمان واسمه الحقيقي ماجد بن سلطان بن فهد الكويتي.
فقلت له: جزاك الله خيرا لقد شفيت النفس وانقعت الغلة وكم في الزوايا من نفائس الخبايا.

http://www.alwaqt.com/art.php?aid=89827
رد مع اقتباس