عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-03-2008, 06:17 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

الجزء الثاني

21/06/2007 - القبس

بقلم: يعقوب يوسف الإبراهيم

كان للقبول الحسن الذي لقيه ما كتبت عن كشف المجهول القابع في ردهات النسيان تشجيع في الاستمرار ومحاولة مخلصة لتكريس الهوية الكويتية وبلورتها، وفي الوقت نفسه الاعتزاز بالموروث الذي حفل بمسيرة بناة ومصلحين عجت به نخب متعددة الكفاءات. وعدت فأنجزت، أخلصت فأوفت.
إن الكتابة في هذا الشأن هي وضع الامور في نصابها منعا للخلط واللغط ونحن نغربل التاريخ بغربال منسوج بالوثيقة والمعقول، فما سقط منه تركناه وما بقي اخذناه.
فليس من العجب ان يكون مثلي من يبحث عن تاريخ قومه ويتعلم من مبادئ اجداده ويتدارس معالي همهم، وكأنني بطرفة بن العبد حين قال:
وقص الحديث على أهله
فان الوثيقة في قصه
ولا تذكر الدهر في مجلس
حديثا اذا كنت لم تحصه
يتابع الباحث يعقوب يوسف الابراهيم استعراض الحالة التاريخية لمصر وطلبة العلم الكويتيين الذين وفدوا اليها.عن مقال قصير بدون توقيع بمجلة البعثة الصادرة عن بيت الكويت في القاهرة (العدد الأول - 3 يناير 1949) بعنوان طلائع بعثات الكويت الى مصر ننقل ما يلي:
نستطيع ان نقول ان الكويت على الرغم من انها لم يمض على تأسيسها ثلاثة قرون فإنها اسبق بلدان الخليج في القرنين الاخيرين الى الارتشاف من مناهل العلم والرحلة الى منابعه، وقد تحمل الراحلون منهم مشاق السفر الصعب حينذاك. واجتياز فياف وقفار من اجل ذلك. واننا نبسط في هذا المقال تراجم مقتضبة للراحلين منهم الى مصر فقط لطلب العلم في العهد الماضي. مرجئين البحث والتحدث عن الراحلين منهم لطلب العلم الى الحجاز والاحساء وغيرهما الى فرصة اخرى.
الأوائل من طلبة العلم

ان اول طالب كويتي رحل الى مصر لطلب العلم هو الشيخ عيسى بن علوي ولا نعرف له الآن اقارب نستطيع ان نستقي منهم ترجمة وافية لحياته، لكننا ننقل من احد الثقات ان هذا الشيخ يمت بصلة الى عائلة المصيبح (عائلة المصيبح وابورسلي من الهواجر اوائل سكنة الكويت، تناوبا على حراسة الكوت الذي بناه عقيل بن عريعر واكمله اخوه براك عام 1668م).
وانه اشتغل في بداية امره بوظيفة حكومية في الرسومات. وافتتح حانوتا للتجارة قبل هذه الوظيفة او بعدها، ثم رحل في العقد السادس من القرن الثالث عشر الهجري الى مصر ودرس الدين هناك. وبعد ذلك درس الطب عند احد شيوخه حين ادرك ان التخصص في الدين فقط لا يشبع لإنسان قوت يومه في ذلك الزمن.
وسكن مصر ومات بها على الارجح، هذا ما حدثنا به هذا الثقة وعين وفاته على التقريب سنة 1280ه. وقد انكشف لنا من هذه المعرفة الضئيلة ان هذا الشيخ يتمتع بشخصية قوية لا تعرف الفشل مطلقا وتمتاز بذكاء أهله لأن يكون تاجرا وموظفا وشيخ دين وطبيبا.
وتلاه بعد ذلك الشيخ احمد الفارسي فقد رحل اليها سنة 1281 ه وطلب العلم في الازهر وغادرها سنة 1289ه راجعا الى الكويت وهو شخصية معروفة، فلا حاجة الى الاشارة اليها.
وقد زامله طالب علم آخر هناك لا نعرف بالضبط في اي سنة ارتحل اليها ويدعى ماجد بن سلطان بن فهد كما يروي ذلك احد اقاربه. وقد طوف هذا الماجد بعد ذلك بمدن الخليج واشتهر بكرهه للاجنبي والحذر منه، وحث الناس على التضامن والاتحاد.. ويؤكد احد اقاربه ان وفاته كانت بالبصرة سنة 1336 - 1337ه وان الذي قام بمساعدته وارسال ما خلفه من التركة الى ذويه في الكويت.
هو الحاج عبدالله الخليل التاجر المعروف ولابد ان الكويتيين الذين عرفوه في البصرة يعرفون عنه اشياء نجهلها يجب ان نميط اللثام عنها لنعرف هذا الرجل العجيب الذي سبق زمانه بمراحل طويلة.
ورحل بعد هؤلاء الشيخ الحكيم مساعد العازمي، وهل هناك احد من الكويتيين لا يعرف هذا الشيخ ولم يذق وخز مبضعه؟ درس الدين بالقاهرة وأتقن فن التطعيم بصفة خاصة ضد وباء الجدري الكريه وبعد ان مكث بضع سنوات رجع الى وطنه سنة 1300' انتهى.
وقبل المقال السابق ظهر مقال في مجلة كاظمة نوفمبر 1948 وتعتبر كاظمة المجلة الثانية بعد مجلة الكويت 1925 ـ 1928 وكان رئيس تحريرها عبدالحميد عبدالعزيز الصانع الذي كان من طلبة المعلم الشيخ محمد بن رابح في مسجد مزعل باشا بالزبير - كما سيأتي ذكره لاحقا - .
اكتشاف الصانع

كتب هذا المقال الاديب عبدالله علي الصانع وهو لمن لا يعرفه قد ولد في الكويت عام 1902 وتوفي بها عام 1954 وقضى جزءا غير قصير من عمره مهاجرا الى دبي حيث عاد في اواخر ايامه الى وطنه وانتخب عضوا في مجلس المعارف 'ويعتبر معجم ادباء وقاموس لغة حافظا للشعر القديم والحديث'. هذا ما قاله فيه خالد سعود الزيد في كتابه ادباء الكويت في قرنين ـ الجزء الاول.
كان مقال الصانع بعنوان 'كم في الزوايا من نفائس الخبايا' وهو مقال طويل ننقل مما جاء فيه ما يلي بتصرف:
'في عشية يوم الاربعاء من صفر 1358ه ـ 1938م جرت حادثة دبي المشؤومة، التي لسنا في صدد سرد حوادثها وما اشتملت عليه من قتل وتشريد وسمل اعين وذلك لظروف خاصة وما اشرت اليها، الا لما يتعلق بما سأقصه.
لقد ضاقت بي الدار واصبحت بعد تلك الموقعة، قلق المقر نابي المضجع كثير الوجوم سمير النجوم، وبعد ان اوحش من ساكنه الحناب وأمحل الربع وصوحت الندى مؤنقات رياضه، وآضت يبابا ممرعات غياضه، فتفرق الشمل وانصدع الشعب وانشقت العصى وسبق السيف العذل. فاكفهر الجو وعبس في وجهي الدهر وبسر، فانثويت النقلة وامتطيت النجب الهجان قاصدا عاصمة عمان'.
ويكمل بقوله: 'حتى حططنا بمدينة مسقط الاثقال وارحنا النفس من الانتقال فنزلت مكرما عند زعيم طرابلس العظيم سليمان باشا الباروني وكان مدير الاوقاف في مسقط.
وقد اجتمعت عند سعادته بالشيخين الجليلين عيسى بن صالح قاضي القضاة واخيه محمد بن صالح. فحصل الانس وانزاحت الغمة ورأيت من فيض فضلهما ما هما به وفوق ما كنت اتصوره'.
ويستمر الصانع في مقاله الذي احتل اربع صفحات من المجلة الى بيت القصيد واساس موضوعنا فيقول:
'ثم ترامى بنا الحديث الى ذكر الادب في البحرين والكويت ومنه الى ذكر المرحوم عبدالعزيز الرشيد ومؤلفه 'تاريخ الكويت' فقال ان صاحب هذا التاريخ ذكر تراجم كثير من مواطنيه ولكنه لم يذكر شيئا عن مجيد بن سلطان فقلت له: ومن مجيد بن سلطان هذا؟ فقال منكرا علي عدم معرفتي لهذا الشخص. لا جرم انه لمن الغريب جدا ان يجهل ملم باخبار الكثير من رجالات العرب النازحين عنه والذين هم في عصره او قبله ثم لا يعرف مواطنا له قد ضرب بالسهم الصائب من حرية الرأي وانشاد الخير لقومه العرب مع النزاهة والعفة اللتين تستدعيهما الغيرة الملحة من اصلاح الوضع العربي، في ذلك الوقت الذي لم نر ولم نسمع من احد غيره يذكر انشاء مدرسة او اقامة ملجأ للمعوزين او بناء مستشفى للمرضى. وقد قدم الينا منذ اربعين سنة تقريبا ومكث بيننا مرشدا ناصحا ينير درر حكمه في كل ناد يلجه ويطلب في كل من يتوسمه فيه. وعندما اشتدت المحنة وحل الاسى وطغت الفتنة في عمان واستعرت نيران الحروب بين السلطان السيد فيصل بن تركي والخارجين عليه بزعامة الامام محمد بن عبدالله الخروصي واستمر القتل بين الفريقين ذهب بنفسه الى مقر الامام وناشده الله ان يكف عن القتال وطلب منه ان يتوسط بالصلح لدى الطائفتين المتحاربتين فاظهر الامام استعداده لقبول الصلح على يده فرجع الى مسقط ساعيا لهذه الغاية ولكنه لم يوفق وما عليه بعد الاجتهاد ألا يكون موفقا. وكان كثير السفر الى جزيرة زنجبار ومن المقربين لدى السادة السعيديين سواء بافريقيا او بعمان وفي سنة سبع وثلاثين هجرية (1337ه) توجه الى العراق للعلاج ومن ثم بلغنا انه توفي هناك رحمه الله'.
وبعد سنتين من الحديث كنت في الكويت وكان السؤال عن مجيد لم يبارح فكري فالتقيت بالاستاذ عبدالمجيد الصانع (شقيق عبدالحميد) وقلت هذا جهينة وعنده الخبر. غير انه لم يفدني عنه شيئا وقال:
لم اسمع عن هذا الرجل اي خبر. ثم سألت الشيخ يوسف بن عيسى (القناعي) وقلت انه المصدر لهذا الخبر، فكان جوابه كلا لا نعرف عن هذا الشخص شيئا.
ولكن من حسن الصدف، وللصدف احيانا حسنات ان زارني يوما الشيخ سعد بن شملان* وفي اثناء المحادثة جرى ذكر رجال ذهبوا وكانوا يستحقون الخلود على كر الملوان. فقلت له انني سمعت في عمان عن ذكر رجل من اهل الكويت هو محل الثناء العاطر لديهم يقال له مجيد بن سلطان، وسألت عنه في الكويت فلم يسعفني احد عنه بخبر.
فقال - وقد اعتدل في جلسته : على الخبير سقطت وهذا الرجل حقيقة من اهل الكويت وهو اكثر بكثير مما اخبرك عنه العمانيون من الغيرة على قومه ومن الجهر بحرية الرأي وانشاد الاصلاح في كل بقعة يحلها.
وقد كان من المقربين عند الشيخ يوسف بن ابراهيم وغادر الكويت على اثر هجرة الشيخ المذكور الى العراق فذهب الى الاستانة واستقام بها برهة ثم قدم البحرين ومكث مدة وكان كثير الاختلاط بالحكام والوجهاء كما انه كان محببا عند كل من عرفه وامتزج به. وكنت له اشبه بالتلميذ وكان صريحا في اقواله ينشد الخير لمجتمعه وطالما ندد بالذين لهم قدرة على الاصلاح ولم يصلحوا شيئا وما كانت تأخذه في انشاده سعادة مجتمعه العربي لومة لائم وقد اضطر إلى مغادرة البحرين بأمر من السلطة لهذه الاسباب. فشخص الى عمان وتردد على افريقيا حيث لقي الاهل والترحاب من سلاطين آل بوسعيد ثم توجه الى البصرة ايام الاحتلال الانكليزي سنة 1337ه. وكان على وشك ان يطبع كتابا الفه عن الخليج فقبضت عليه السلطة المحتلة انذاك وسجنته بعد ان عثرت على الكتاب وبلغنا انه مات في السجن رحمه الله وجزاه عن مسعاه الجزاء الاوفى من مغفرته ورضوانه.
والآن لا أراك الا مشوقا الى معرفة هذا الرجل فهو لم يكن اسمه مجيدا. ولكنه انتحل الاسم في عمان واسمه الحقيقي ماجد بن سلطان بن فهد الكويتي. فقلت له: جزاك الله خيرا لقد شفيت النفس وانقعت الغلة 'وكم في الزوايا من نفائس الخبايا'. انتهى.
بعدها وفي مجلة البعثة الصادرة في فبراير 1949 العدد الثاني السنة الثالثة وفي مقال بعنوان 'حول عدد البعثة الممتاز' العدد الأول، السنة الثالثة يناير 1949 كتبه الاستاذ يعقوب يوسف الحمد يقول في جملة ما قال:
'كشف لنا المقال القيم من الوجهتين التاريخية والادبية عن تراجم اشخاص من الكويتيين الذين عاشوا في الجيل الماضي، وكان لهم الأثر الفعال في بناء الحياة من نواح مختلفة في وقتهم. ولقد وقفت طويلا أكرر قراءة الفقرة الأخيرة من العمود الأول عن كويتي عظيم لا نعرف عنه شيئا مطلقا هو السيد ماجد بن سلطان، وقد اذكرتني هذه الكلمة بمقال الاديب الباحث عبدالله الصانع في العدد الخامس من مجلة كاظمة الغراء الصادرة في نوفمبر سنة 1948. بعنوان 'كم في الزوايا من نفائس الخبايا' تحدث فيه عن هذا المصلح فحبذا لو سلكته البعثة في سلسلة أعلام الكويت بعد استكمال المعلومات اللازمة عنه'. انتهى
ومضت السنون بخيرها وشرها. ففي أمسية من اكتوبر 2005 تسلمت مكالمة من د. خليفة الوقيان يثني فيها مشكورا على الجهد ويسأل عن البحث الذي أعده وقد سمع عنه من أحد الزملاء -والذي هو الآن بين أيديكم - وموعد نشره! وهل هناك من جديد؟
وله كل الحق فيما يسأل، فبين رسالة الوجيه يعقوب الحمد وتساؤل د. الوقيان نصف قرن لم نر خلالها عن الموضوع شيئا فتصور قارئي الكريم عسر هضم هذه الأمة لمفردات تاريخها القريب!
عندما تدخل الخصوصية في أمور عامة قد يتصور البعض أنها أتت عمدا، وليعذرني الجميع فإن مساعي بحثي وخيوطه قد اشتبكت بين عنوان البحث وهو ماجد بن سلطان واسرتي ولم استطع فك ذلك الاشتباك لتداخل الحوادث ومجريات الأمور، وكأن قدر هذه الاسرة ان تكون القاسم المشترك لبعض المفاصل المهمة في تاريخ الكويت وهي إرادة لا استطيع الفكاك منها وهذا ما عندي:
حياة ماجد

ولد المعلم ماجد بن سلطان بن فهد حوالي عام 1844م 1260ه في اسرة عربية المحتد من قبيلة الجبور التي كانت تقطن وسط الجزيرة العربية وسواحلها الشمالية المطلة على الخليج. فأقامت ردحا من الزمن في البحرين ثم هبطت الكويت في بدايات تأسيسها وسكنت في حي الوسط في فريج بن خميس بالقرب من فريج بن ابراهيم في بهيته، وكان والده نوخذة احدى السفن العائدة لآل ابراهيم وهو الشيخ علي بن محمد آل ابراهيم وهم آنذاك أكبر من امتلك السفن، ويذكر أنه في عام الطبعة غرق للشيخ عبدالوهاب آل ابراهيم وحده سبعة محامل (سفن). درس ماجد في المدرسة الخاصة بمجلس آل ابراهيم - وسنأتي على ذكرها بالتفصيل لاحقا - مع أقرانه من ابناء العائلة وأصدقائهم ومنهم الشيخ يوسف والشيخ صالح، ويذكر المرحوم محمد السنان ان والده كان يدرس فيها أيضا على الملا دخيل بن حمود بن جسار والذي قرأ عنده الكثيرون من رجالات الكويت آنذاك وتخرج منهم من تبوأ مراكز متقدمة في العلم والمعرفة ورواد التنوير، ومنهم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي لاحقا كان ذلك حوالي العقد السابع بعد المائتين والألف من الهجرة. وكان ماجد ميالا الى طلب العلم منذ صباه فانكب على القراءة ومخالطة العلماء والوجهاء والتحاور معهم شابا واثقا من نفسه تربطه علاقة جيدة في مجتمع متفتح، فالكويتيون قديما جلهم رواد سفر، والسفر مرآة الأعاجيب لا يعرف كنهه القابع في داره ولو عاش قرونا. وهم اهل تجارة وأصابوا في تحقيقها ثروات كبيرة، فأضحى الميزان التجاري ايجابيا دائما وعزز موقع وطنهم تزويد البلدان المجاورة بحاجتها من الملبس والمأكل فهو الأرخص أسعارا والأجود بضاعة يقصده البدو والحضر للتزود والميرة فهو بمسميات اليوم 'منطقة حرة' آمنة راضية مستقرة.
وجراء ذلك دانت لأهلها ريادة في الاهتمام بالعلم والسعي إلى تحصيله أينما كان وان يبدعوا او يكملوا ما ابتدأه أسلافهم وما يعينهم الا حسن السمعة ودوام طيب الذكر فهم أخلص قلبا واشد تمكنا واقل خلافا.
رأى المقربون من ماجد الرغبة في اكمال تحصيل العلم وكانت سمعة القاهرة قد ملأت الآفاق فأزهرها الشريف ومدرسة الألسن والمدارس والمعاهد الحديثة قد ابتدأت اخبارها بالانتشار فتوافد اليها طلبة العلم من كل حدب وصوب، كما أسهمت الكتب المطبوعة في مطبعة بولاق في الانتشار وكانت بدايتها لطباعة ما يتعلق بأمور الدولة - والحديث عنها والطباعة عموما موضوع شيق - وفي الكويت كان الشيخ علي بن محمد آل ابراهيم محبا للعلم والعلماء مطلعا على اخبارهم مهتما بأمورهم وكان هاجسه طباعة كتاب يتناول شرح المذهب الحنبلي.
والمعروف ان مثل هذا العمل يتطلب وقتا طويلا (وكانت مصر كبعد القمر عن مدينة صغيرة قابعة على سواحل الخليج)، مما ساعد ماجد في تلقي علومه مزاملة لهذا المشروع للاشراف على طبعه ومراجعته حسبما تقتضيه الاجراءات المشددة حينها ويرجع السبب إلى أنه في عام 1822 طبع كتاب في مطبعة بولاق يتضمن قصيدة بعنوان 'ديانة الشرقيين' للشاعر الايطالي ليبلتي وفيها تشجيع على الالحاد وحينما علم محمد علي باشا بذلك غضب شديدا وامر بطرد مدير المطبعة 'المسابكي واصدر امرا في 13 يوليو 1823م يحرم الطباعة من دون اذن مسبق منه ومن يخالف يعرض نفسه لعقاب شديد.
(يتبع)
* هامش:
* كان سعد بن شملان وهو من ابطال المعارضة للانكليز في البحرين وتعرض من جراء ذلك للسجن والنفي الى الهند.
وهو من اصدقاء الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل ابراهيم احد تلاميذ المعلم ماجد بن سلطان بن فهد كما سوف يأتي من ذكر عن مدرسة مجلس آل ابراهيم لاحقا.
وكان سعد قد ذهب الى الهند في زيارة قصيرة كانت نتيجة لامور صعبة مر بها فأقام عند الشيخ عبدالرحمن في بومبي اربع سنوات لقي من عنده كل ما يتمناه المرء ورجع الى البحرين ولسانه يلهج بالثناء عما لقي وفي مقابلة صحفية في البحرين في الثمانينات من القرن الماضي مع ابنه عبدالعزيز بن سعد بن شملان وكان من اوائل البحرينيين الذين درسوا في المدرسة العالمية التابعة للجامعة الاميركية في بيروت عام 1927م. وذكر فيها سفرة والده الى الهند واقامته الطويلة عند آل ابراهيم وهو الذي نحت عبارة 'انصو كولابا'، لمن كان في حاجة او عسر في بومبي من اهل الخليج. والمقصود بذلك التوجه الى آل ابراهيم في حالة العوز في ضاحية كولابا في بومبي في العقد الاول من القرن الماضي.




__________________
رد مع اقتباس