عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 28-07-2012, 11:56 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

السيد علي الرفاعي.. عاشق الكويت


الحديث عن السيد علي سيد سليمان الرفاعي.. يسلط الضوء على حكاية رجل احب وطنه واخلص في عمله، ولاذ الصمت، ولم يطمح يوما للحصول على وسام، وهو ابن الكرام يعود نسبه الى اشرف الخلق، قدم له الكثير من جهده ودأبه، وكان حريصاً على المشاركة في كل عمل كريم يتداعى إليه أبناء الكويت، ويتكاتفون من أجل إنجازه خدمة لوطنهم كما هي العادة بينهم. ولد السيد علي السيد سليمان في سنة 1310هـ وهي توافق سنة 1892م، ونشأ في بيت علم وتقوى، وكان وحيد أبويه، ولكنه لم يستمتع بوجود والده حوله لأن الوالد توفي مبكراً في سنة 1315هـ التي توافق 1897م. عاش السيد علي يتيماً ترعاه أمه، ولكن الأم توفيت بعد ذلك بست سنين، وهكذا صار الولد يتيما من جهة الأب ثم من جهة الأم. وقد وجد الرعاية بعد ذلك في منزل خاله السيد ابراهيم المضف حيث أقام وواصل حياته. بدأ السيد علي دراسته في الكتاتيب التي كانت قائمة في وقت بداية طلبه للعلم، وكانت تلبي كل ما يحتاج إليه فتى وجد في نفسه الرغبة في خوض مجال التجارة كما يجده أمام عينه من خاله وغيره من التجار. وعندما أنهى دراسته تطلع إليه الخال فوجد فيه نجابة وعلو همة ورغبة في العمل التجاري فأمده بمبلغ بسيط يستطيع أن يباشر به تنفيذ ما يرغب فيه من عمل. وامتدح الشيخ يوسف بن عيسى القناعي والده السيد سليمان كثيرا في كتابه: «صفحات من تاريخ الكويت» فقال: «السيد سليمان ابن السيد علي، تغرب في طلب العلم إلى الأحساء وكان بها محل الحفاوة لصلاحه واجتهاده في الطلب، وأدرك في مدة قليلة مالا يدركه غيره في زمن طويل، ورجع إلى الكويت، وشرع في التعليم، وحصل عليه إقبال شديد من وجهاء الكويت، ولكن المنية عاجلته وهو في مقتبل العمر، ولم تُفسح له حتى نرى ثمرة ذلك الاجتهاد والإخلاص». أما الابن فقد بدأ حياته التجارية وهو في العشرين من عمره، اتخذ له مكتبا في سوق التجار بوسط العاصمة، وصار يعمل بالبيع والشراء وبخاصة في تجارة اللؤلؤ التي كانت رائجة وقتذاك. وظل يعمل في هذا المجال حتى بدأ سوق اللؤلؤ في الانهيار فانتقل إلى البحرين حيث جدد نشاطه حين ذهب مع بعض زملائه التجار إلى هناك، وبعد فترة قصيرة وجد أن حركة السوق هناك لا تنسجم مع طموحه فعاد إلى الوطن ليعمل في تجارة أخرى هي تجارة الأقمشة التي أضاف إليها تجارة المواد الغذائية، وقد اعتدلت له أمور عمله التجاري عند هذه المرحلة. ولقد اتخذ لنفسه مسارين أولهما العمل الاقتصادي بصورته الواسعة والثاني هو العمل العام في عدد من الأنشطة التي كانت الحكومة تدعوه إلى المشاركة فيها. ففي المسار الأول نجده من المساهمين في تأسيس أول بنك كويتي هو بنك الكويت الوطني، الذي تم إنشاؤه بتعاون عدد من أبناء الكويت المخلصين في سنة 1952م، ثم نراه في سنة 1954م عضواً في مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الكويتية، وكانت هي نواة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية التي تعمل حاليا في البلاد وتملكها الحكومة بالكامل. هذا إلى جانب عدد من المشروعات التي تصعب الإحاطة بها. وأما على المسار الثاني فقد بدأ نشاطه الأول عندما تم اختياره عضوا في مجلس المعارف الذي تأسس لأول مرة في البلاد إبان سنة 1936م، وكانت الكويت بإنشائه تدخل مرحلة جديدة من مراحل التقدم، وذلك بتبني الأنظمة التعليمية الحديثة التي سار عليها هذا المجلس، وأسفرت عن حركة التعليم الكبرى في البلاد، ولم يكن دعوة الحكومة له إلى الاشتراك في هذا المجلس إلا اعترافا بجهده الذي بذله عند إنشاء المدرسة الأحمدية والمشاركة في مجلس إدارتها. ثم نشرت مجلة «البعثة» في عددها الصادر في شهر يناير لسنة 1952م نبأ فوز السيد علي السيد سليمان بالانتخابات التي جرت لاختيار أعضاء مجلس معارف الكويت. ويعتبر هذا الفوز تأكيدا لتعيينه السابق في المجلس المذكور عند بداية عمله في سنة 1936م. وذكرت البعثة أيضا في عددها الصادر في شهر سبتمبر للسنة ذاتها أن الرجل قد زار القاهرة آنذاك وكتبت عنه ما يلي: «زار مصر هذا العام السيد علي السيد سليمان عضو مجلس المعارف، وقد اجتمع بجميع الطلبة، وأقام لهم ولجميع الكويتيين الموجودين في مصر حفلة غداء». وحينما قام المجلس التأسيسي الأول في الكويت خلال سنة 1938م كان السيد علي واحدا من المشاركين فيه مع مجموعة من رجال الكويت حاولوا القيام بتجربة مهمة في تاريخ البلاد وكان رئيس هذا المجلس هو الشيخ عبدالله السالم الصباح. وفي المجلس البلدي كان للسيد علي نشاط بارز، وكان عضوا في كثير من اللجان منها اللجنة التي شكلت في سنة 1936م لبحث موضوع الاوزان في الكويت حتى تستقر البلاد على اوزان محددة يعمل بمقتضاها الجميع. وقد ورد ذكر السيد في عدد من محاضر البلدية المنشورة إثباتا لحضوره، منها محضر بتاريخ اليوم العاشر واليوم الحادي والعشرين من شهر يونيه لسنة 1932م، وكذلك اليوم الرابع من شهر يوليه للسنة ذاتها، واليوم الأول واليوم السابع عشر واليوم الثالث والعشرين من شهر أغسطس لسنة 1932م. قدم السيد سليمان علي الكثير من المال والجهد في سبيل الخير، ومنذ كان في بداية حياته التجارية وهو ينفق بقدر امكاناته، وأسهم آنذاك بترميم بعض المساجد وتكفل برواتب أكثر من إمام ومؤذن فيها، وكانت له أعمال أخرى فيما بعد عن طريق الإقبال على أوجه الخير المختلفة، سواء أكان ذلك في الكويت أم خارجها. ومما رواه الأخ الكريم محمد ابن السيد علي أن والده كانت له أعمال خيرية متعددة في الهند وأفريقيا منها على سبيل المثال دور الأيام التي كان يحرص على تشييدها ودعمها بالمال وتهيئة الوسائل المريحة لمن ينضوي تحت جناحها من الأيتام الذين لم يجدوا المأوى بسبب وفاة والديهم.

http://www.annaharkw.com/Annahar/Art...aspx?id=142097


__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****